|
حرب التحريك لا التحرير 1973
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 04:48
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
واحد صاحبنا .. بيقول إن أطفال المدارس في إبتدائي و إعدادى .. ميعرفوش عن 6 أكتوبر غير إنه كوبرى .. أو مدينة .. أو إسم مدرستهم .. و إنه المفروض إن خلال الاسبوع الاول من اكتوبر يدرسوا لهم اللي حصل بحيث يوم الإحتفال بالذكرى يكونوا .. فاهمين بيحتفلوا ليه . و بما إني لا أثق في إن المدرسين و الموجهين و المديرين حتي سيادة الوزير .. يعرفوا حاجة عن الحدث غير اللي بيسمعوه في برامج التلفزيون .. لذلك إسمحوا لي أن أكتب هذه الدروس .. وعليكم أن تتاكدوا من صحتها بمقارنتها بما جاء في المراجع العالمية قبل متشرحوه للصبايا و الصبيان . الدرس الأول زمان زمان زمان ..قبل م يتولد أبوك و جدك .. كان بيحكم مصر .. رئيس محبوب من الناس و بيسموه عود الفل.. فقد كانت مصر قبله يحكمها صفوة من الأغنياء .. الذين يرون أن البر هو إنشاء مستشفي أو مطعم مجاني أو مدرسة .. لجموع الفقراء و المحتاجين الذين يعانون .. من الفقر و الجهل و المرض و سوء التغذية . عود الف كان له سياسة و وجهة نظر .. تختلف عن اللي قبله و اللي بعده .. فهو لم يكن يؤمن بالإحسان ..و إنما بتطوير المجتمع بحيث يجد كل فرد وظيفة تغنيه غن التسول و الإحتياج . لقد كان يرى أن بلده جزء من مساحة واسعة تضم كل من يتكلمون و بيعبروا عن أنفسهم باللغة العربية .. أمة واحدة ذات رسالة خالدة من المحيط للخليج و كان بيؤمن كمان إن من غير العدل إن يكون فيه عدد قليل من الناس أغنياء متمتعين بينما الأغلبية فقيرة و جاهلة و تعبانة و بتعاني .. و أن عدالة توزيع الثروة .. سيكون هدف دائم .. لا يتغير مهما كانت دسائس تجار و صناع أمريكا أعداء الغلابة... و إن علي الناس في الدول الفقيرة أن تتحد لمواجهة نفوذ الشركات الكبرى منتجي الوقود والسلاح و الدواء و التكنولوجيا الحديثة و وسائل الإعلام و البنوك بهدف إقرار السلام العالمي . الراجل ده نظرا لافكاره ..مكانش ناس كتير بتحبه خصوصا الملوك الأغنياء بتوع البترول..و إسرائيل المستولية علي اراضي فلسطينية .. و أمريكا اللي عايزة تتخلص منه و تستولي علي أسواق المنطقة . في زمن جدك .. أى بداية الستينيات كانت الدنيا جميلة المدارس مفتوحة والمستشفيات مستعدة لإستقبال المرضي .. و كل الناس بتشتغل ..و الفن راقي و ممتع .. لكن كان فيه عيب .. مبوظ كل الكلام دة .. إن الجيش الذى يدير أجهزة الأمن و المخابرات مكنش مهتم بعملة و مشغول بالسيطرة علي الناس و الإرهاب وإشاعة الخوف من السجون و المعتقلات في نفس الوقت كان هدف القيادة أن تزيد من ثروات أفراده بالإستيلاء علي قصور واموال الأغنياء و التلاعب بالممثلات و الرقاصات .. و كل واحد متجوزله ..واحدة منهم علي مراته .. حتي المشير الكبير . الناس بتوع سوريا عجابهم .. كلام عود الفل عن القومية العربية .. و طلبوا يتوحدوا معاه .. لكن المصيبة إن بتوع الجيش المصرى قرروا يسيطروا علي أهل سوريا بنفس طريقة السيطرة علي المصريين .. السورين كانوا مش زينا ثاروا .. و هاجوا و طردوهم ..و فكوا الإتحاد . بعد سنة من الإنفصال .. قام الضباط في اليمن بالثورة .. ضد الإمام ( الملك بتاعهم) .. فالسعودية و الأردن ..و إسرائيل .. ساعدو إبن الإمام ..و المشير السلال قائد الثورة طلب معونة عود الفل حارس الحريات .. فارسل جيشه هناك ..و شهر بعد شهر زاد العدد ..بحيث إن البعض بيقولوا أنهم وصلوا إلي 60000 . الضباط و العساكر كانوا فرحانين .. لان بدلات السفر كتيرة ..والبضائع اللي مش موجوده في مصر متوفرة في صنعاء و الحديدة و بتدخل مصر بدون جمارك .. لكن الحياة كانت صعبة .. سواء كبيئة غير متطورة منتشر فيها الأمراض أو بسبب الخسائر الكتير_ اللي تسببت فيها القبائل المؤيدة للإمام و المدعومة .. باعداء القومية العربية . النتيجة .. تدمير كميات كبيرة من الأسلحة .. فوضي في الإنضباط العسكرى .. وأطماع الغني أدارت رؤوس كثيرة .من الناس الي واصلة الدرس الثاني في الدرس الاول لم أذكر التواريخ باليوم و السنة أعرف أنكم لن تحفظوها .. بالإضافة إلي أن أجهزة التواصل و الذكاء الإصطناعي .. ستنجدك إذا رغبت في معرفة ما لا تتذكرة من أزمان وأحداث .. و لكنني أريدك ألا تنسي 5 يونيو 1967 .. إنه يوم التحول الذى أصاب أمتنا في مقتل ..و لازلنا نحمل أوزاره و خطاياه حتي اليوم. الساعة تمانية إلا ربع صباحا في هذا اليوم .. إستيقظ المصريون علي طائرات منخفضة تصدر أصواتا عالية و تحلق فوق المدن الرئيسية .. تدمر ممرات المطارات العسكرية و الطائرات المرصوصة فوقها. القوات المسلحة المخصصة للدفاع عن سماء البلد لم تطلق عليها دانة واحدة ..ولا حتي طوبة من نبلة .. لقد كانت هناك أوامر للمدفعية المضادة للطيران بالتوقف عن إطلاق النار لان طيارة سيادة المشير في الجو في مطار بوسط سيناء كان يقف .. قادة ميدانيين منذ الفجر منتظرين سعادته .. عندما سقطت عليهم مقاتلات العدو و قاذفات قنابله و كادت أن تغتالهم لولا هروبهم جميعا إلي أماكن أمنة . الباشا المشير رجع بطيارته .. فوجد المطارات العسكرية مضروبة .. وإضطر أن ينزل في مطار القاهرة المدني و يركب هو و حاشيتة تاكسي إلي مركز القيادة . في منتصف النهار كان طيران العدو قد دمر 451 طيارة مصرية و سورية و أردنية ..و بدأت قواته تتحرك علي الجبهات الثلاثة . حتسمعوا حكابات كتيرة .. عن اللي حصل قبل هذه الساعات .. وإن الطيارين كانوا سهرانين بيسقفوا للرقاصة و إن جاسوس إسرائيلي هو اللي أقام لهم الحفلات . و إن ناس من الخارج بلغوا القيادة السياسية بموعد الهجوم .. و إن الرئيس طلب من قادة العسكر تلقي الضربة الأولي ثم الرد بعنف .. لكنهم لم يحذروا أو يهتموا بمعلوماته . و أن القيادة المصرية في الأردن شاهدت الطيران الإسرائيلي و هو يقلع من المطارات..و بلغت القاهرة ..و لكن لم يهتم أحد بهذه المعلومة لان الشفرة كانت قد تغيرت . عموما متقفوش كتير عند هذه الحواديت لان أغلبها غير موثق حتي لو كان اللي قالها ضابط من الملأ الأعلي المطلع علي ما خفي من الأمور. قائد الجيش.. اللي كان بيقول لضباط الفرقة الثالتة قبل أيام من المعركة (( أنا المشير عبد الحكيم عامر قادر إني أحقق نصر في اليمن و سيناء و أحمي مصر )) حصل له هو ورجالته الكرتون (بانيك ) يعني ركبهم خبطت في بعض .. يا نهار إسود حنحارب من عير طيران . البعض ساب الموقع و نزل جرى زى قائد فرقتي عثمان نصار و الاضيشه .. كذلك قادة الجيش الميداني اللي مقرهم في جبل لبني صمم كي يتحمل قنبلة نووية هربوا من غير م يدمروا معدات الإتصال و الشفرة لتسقط في يد العدو .. و يصدر أوامرة للقوات المصرية الباقية بحيث تقع أغلبها في كمائن ليجرى كسرها و اسر أفرادها.. مثل مجموعة اللواء ياقوت .. اللي كان كبير الأسرى . مش عايز أعكنن عليكم بالحواديت المخزية .. لكن الجيش أصبح بدون راس تدير القتال ..و الباشوات اللي سابوا عساكرهم و هربوا جم القاهرة و حاولوا يعملوا إنقلاب . لقد كان جيش إستعراضي .. كلامه كتير و فعله قليل .. يعاني من تفاوت طبقي حاد .. بين جنود من أفقر طبقات الشعب و أكثرها تخلفاو جهلا و حرمانا .. و ضباط يقلدون الأرستقراطية التي إنقلبوا ضدها طماعين .. غير مدربين دساسين ..مضادين للمجتمع الإشتراكي الذى فرضته القيادة من أعلي .. في إنفصام ملحوظ يرعاه المشير القائد .. سليل باشوات العهد القديم . لقد كان الأمر ميئوسا منه .. بالنسبة لرئيس الجمهورية و سياستة .. بعد أن سلم القيادة لشوية عواطلية فتوات غير مؤهلين .. فتحمل المسئولية امام العالم معلنا أنه سيترك موقعه . الناس إتخضت .. البناء كله إنهار .. جيش ضاع في ساعات .. إعلام كذاب و مضلل .. رئيس بيستقيل و يتهرب من المواجهه .. قيادات الإتحاد الإشتراكي تبكي ولا يعتمد عليها .. و أولادهم تايهين في سيناء راجعين ماشيين تحت شمس محرقة و نقص في المياة و الطعام .. أو بيتقتلوا .. أو يتإسروا و الدنيا بقت فوضي .. لقد سقط الطوطم الحامي وعليهم تحمل مسئولية وجودهم دون توقع معجزات . مع نهاية الإسبوع .. نشرالعدو قواته في سيناء وعلي الضفة الشرقية للقناة .. وإحتل الضفة الغربية لنهر الأردن و مرتفعات الجولان السورية.. و القدس الشرقية..و بدأ قادته الذين (( حولوا القطط لسباع )) يهزمون ثلاثة جيوش ..يتلقون تهاني العالم و إعجابه . الطاووس المصرى المهزوم الذى خرب المجتمع ..و حول السباع لقطط خائفة .. مرعوبة من سجونه و معتقلاته و قسوة رجاله و تجسسة علي خصوصيات الناس .. مات ( إنتحر أو نحروه) غير مأسوف عليه .. و القوات اللي في اليمن عادت لتحمي الحدود المستجدة ..و العرب إجتمعوا في الخرطوم يعيدون توزيع الأدوار بعد أن كسرت الهزيمة أرباب القومية العربية . في تلك الأيام بعد أن إكتشف الشعب أن مضطهدية الذين خطفوا اللقمة من فمه .. لا يزيدون عن كونهم كلاب من قش تعوى و لا تعض .. خيال مأته مكشوف للكل .. اصبح يغلي من الفقد و الحزن و خيبة الأمل يقوم بمظاهرات.. يطالب بمحاكمة القادة المهزومين .. ليفيق الرئيس علي واقع مر ويبدأ في تعديل سياستة و يعلن بيان 30 مارس ..و في نفس الوقت يقوم بتشكيل الجيش بنفسه . الناس المقهورة أطاعت .. رغم الكارثة .. كانت مستعدة للتضحية بأى شيء من أجل أن يحرروا الأرض المحتلة ... خريجي الجامعه بقوا عساكر.. ليه لا .. م هم مواطنين .. المقاولون يعملوا التحصينات علي الجبهه ..و ملاحيء للطيران ..و حائط للصواريخ تحت قصف طيران العدو و يموت منهم العشرات قداء للوطن . وسكان مدن القناة يتهجروا و يعانوا الأمرين بصبرو قوة إحتمال فكلنا بنحب مصر و نردد أغاني حماسية نغنيها حتي في الكبريهات (( مدد مدد شدى جيلك يابلد )) ... .لتبدأ مرحلة جديدة يطلق عليها حرب الإستنزاف إستنزاف مين محدش يسأل. فالوقائع بتقول إننا في البداية جرى إستنزافنا .. وضرب مدارسنا و منشئاتنا و قرانا .. و حرق مصافي الزيت ..و مدن القناة .. مما جعل القوات المسلحة تحتمي بالمدنيين ... و تجرس العدو الذى قتل أطفال بحر البقر ..و تصور كتبهم و كراريسهم بين الركام . و لكن كان هناك أيضا معارك مشرفة .. صمود راس العش و إغراق كل من المدمرة إيلات و الحفار كينتينج .. ثم مع تقدم إستكمال حائط الصواريخ تم إسقاط الفانتوم فوق الدلتا يومي 14 و15 يوليو ... هناك قصص كثيرة تروى عن اعمال نفذها أبطال خلف خطوط العدو أو في ميناء إيلات .. و لكن كلها لم ترتق إلي مستوى تغيير الاوضاع في سيناء . بعد ست سنوات كانت القوات المسلحة مستعدة لإستعادة الأرض المحتلة و تابت خلالها عن التدخل في الشئون المدنية والسياسية و تفرغت للتدريب و تحسين قدرات الجنود و القيام بمناورات عسكرية تمثل عبور مانع مائي جرى إنشاؤه في الخطاطبة بجوار القناطر الخيرية .. بحيث أدى كل جندى تجربة الإقتحام و العبور لأكثر من خمس مرات . الرئيس عبد الناصر هكذا بعد أن أعاد الإنضباط للجيش ..و طهره.. من القيادات الكرتونية الجاهلة التي تسلطت علي المصريين ..و أعد قوات قادرة علي القتال متحمسة.. مات ولم يحقق حلمة بان يصحح ما أتلفه عبد الحكيم و ناسه . توفي عبد الناصر فجإة .. أما بسبب المرض أو الإرهاق أثناء نزع فتيل الأزمة الاردنية الفلسطينية ..أو كما يدعي البعض لكونه قد تعرض للإغتيال . و خرج الناس في جنازته يبكون(( يا ناصر يا عود الفل .. من بعدك حنشوف الذل )) ... ولقد تحققت هذه النبوءة و شفنا فعلا الذل الدرس الثالث حرب 6 أكتوبر أو العاشر من رمضان أو كيبور هي الوحيدة التي يحتفل بالنصر المشاركون الثلاثة فيها ( مصر و سوريا وإسرائيل ) .. فكل .. منهم يحكي عن تفوقة و كسره لإرادة العدو . مصر تتحدث .. عن العبور للمانع المائي و التغلب علي تحصينات خط بارليف ( الرهيبة ) التي لم يوجد مثلها علي مر التاريخ ..و أن قواتها المسلحة .. إبتكرت .. اساليب إتلاف انابيب النابلم التي كانت ستشعل المياه أمام العابرين .. و رشاشات مياة هدم الساتر الترابي الذى يرتفع لعدة أمتار .. و التغلب علي الدشم القوية التي تحميه ..و شق الطريق بين الألغام و العوائق.. لتحرير عمق 15 كيلومتر بطول الجبهه ..و صد الهجمات المضادة لقوات العدو المدرعة ..ثم تعيد و تزيد في روعة الصف ضباط والجنود الذين دمروا الدبابات بأدوات شخصية تحمل علي الكتف . إسرائيل لا تتوقف عن الأشادة بقواتها التي صنعت كمائن للمدرعات المصرية عندما حاولت تطوير الهجوم ..و كيف عطل جنودها مئات الدبابات .. و الطائرات الهليكوبتر التي نقلت المظليون و الصاعقة للممرات . ثم تحكي عن قدرة قادتها علي ضبط النفس بعد أن فوجئوا بتغير قدرات المصريين و السوريين علي القتال و كيف إستردوا روعهم و خاضوا معارك شرسة .. إنتهت بإعادة إحتلال الجولان وعبور قوات شارون للضفة الغربية بعد إنشاء كوبري قرب الدفرسوار إستخدمته اربعة أو خمسة لواءات .. لتحاصر الجيش الثالث ..و تمنع الإمدادات عنه .. و تفصل السويس عن الإسماعيلية و تصل بمدرعاتها و مدافعها لمشارف مصر الجديدة و مدينة نصر . . ثم تنشر صورا كيدية لجولدا مائير في الجبهه تبتسم و تحي رجالها البواسل . الأمريكان ايضا يبدون سعادتهم.. لقد إستطاع دبلوماسييهم ..و قف القتال و الوضع ليس في صالح مصر..مما أتاح عقد معاهدة صلح بين الطرفين المتصارعين .. و يضحكون يسخرية.. فلقد خرجت مصر من المعادلة لنصف قرن تال و أخلت بتوازن القوى في المنطقة لصالح ربيبتها .. و سمحت للأردن أن تلحق بها .. و لسوريا أن تستسلم لقوات الإسلامجية المدسوسين بواسطة المخابرات و بكسر شوكة حزب الله ..و المقاومة في غزة . عندما عبر الجنود و هم صائمون قناة السويس الساعة الثانية من ظهر 6 أكتوبر .. كان المصريون تراودهم أربعة أحلام متعارضة ..و لكنها .. متفقه علي ضرورة إتمام العبور بنجاح . الحلم الأول للضباط و الجنود الذين يبحرون بالقوارب .. و يزيلون السد الترابي .. فقد كان يغلب عليهم الرغبة في الثأر و إثبات الذات .. و البرهنة علي أنهم لا يقلون في المهارة عن الأخرين .. لذلك يشهد لهم جنود العدو قبل قادته .. بانهم خاضوا معركة فدائية شرسة مفاجئة .. أربكت حسابات المخطط الإسرائيلي . الحلم الثاني كان للقيادة التي لديها أوامر بحرب محدودة .. تستولي فيها علي أى مساحة من الأرض المطيعون منهم تصوروها عدة كيلومترات .. و المحترفون إمتددت طموحاتهم للوصول إلي المضايق .. ثم الثبات في مواجهة العدو .. بمعني أن في الحالتين خططوا لخوض حرب تحريك محدودة لا تحرير شاملة. الحلم الثالث .. كان للمصريين (الشعب ) الجالس أمام التلفزيون ..و بجوارة الراديو يتابع تقدم القوات.. المتفائل منهم كان يتعجل تحرير كامل الأرض السليبة و تهديد قوات العدو وضرب مدنه ..و المتحفظ يرى أن الوصول للمضايق . سيجعل القوات في أمان ..و قدرة علي تطوير المعركة . الخلم الرابع كان يحمله رئيس الجمهورية منفردا الذى لم يلتفت إلية سكان العالم ويأخذونة بجدية بعد وفاة عبد الناصر.. فقرر عمل زمبليطة في الصالون حتي يستطيع أن يجلس مع كيسينجر يثبت له مدى ولائه لامريكا .. و نيته بعدم الإضرار بإسرائيل أو تطوير الهجوم . بعد الأيام الاولي .. كان الجنود في حالة نشوة لقد كانوا رجالا ..و علموا العدو درسا لا ينسي .. و القادة يعتبرون أنهم قد حققوا الهدف بإمتياز..و الشعب محبط وخائف من تكرار تجربة 67.. لماذا توقف الهجوم فيصلهم حديث غامض أنه من الصعب نقل الصواريخ المضادة للطيران ..و أن أى تقدم في غيابها معناه تعرض القوات للقصف المعادى .. و أنهم في سبيلهم .. لحل المشاكل الفنية ..و إن شاء الله سيكملون المسيرة . أما الرئيس فلقد .. كان الشخص السعيد الذى نفذت القوات خططه بنجاح بحيث لفت نظر كيسنجر و حدثه ..فراح يوزع المكافئات و النياشين علي القادة ..و يحكي عن عبقريته في إدارة المعركة . ما حدث بعد ذلك قلب كل الموازيين و أسكت الأغاني و الأفراح ..فأثناء توزيع المكافئات في مجلس الشعب كان شارون يعبر بقوات محدودة لتدمير حائط الصواريخ .. فلا يجد مقاومة .. فيتشجع و يقيم جسرا و لا يجد رد فعل .. فيعبر بقواته للضفة الغربية و يفاجيء قوات النسق الثاني المصرى بالهجوم من الخلف .. لتحدث الفركيشة .. و تدمر وحدات قتالية بالكامل .. و تستسلم أخرى .. و يعود شبح 67 .. الجيش بدون راس .. توجهه .. و الخسائر تتزايد بصورة جنونية .. و القوات الإسرائيلية تتقدم .. حتي مشارف العاصمة ..و الإعلام المصرى كعادته ينكر ما حدث و يقلل من خطورته.و ينقل عن الريس أنها تمثيلية تلفزيونية لرفع روح المهزومين المعنوية . لم تكن تمثيلية .. أنتم لا تعرفون هذا ..و لكنني نافشت من حضروا الواقعة .. الذين حوصروا أو تم مهاجمة وحداتهم من الخلف .. أو جرى أسرهم من مراكز قيادة اسلحتهم علي طريق السويس .. و إستمعت .. للحقائق عن عجز توصيل الطغام و الماء للجيش الثالث ..و أحزان الجمسي و بكاؤة في الكيلو101 .. و ثورة الشاذلي و بعض القيادات الواعية علي القرارات العشوائية للقيادة السياسية ثم تتغير اللهجة .المتفاخرة إذ يطلب المصريون وقف إطلاق النار .. و تدور مباحثات فاشلة مع العدو.. مرة و إثنين و ثلاثة . و عندما تشعر أمريكا أنها في موقف تفاوض قوى ..يوشوش كيسينجر ..جولدامائير قائلا.. مش عايزين نخسر السادات .. و نطلعة ضعيف أمام قادة الجيش .. خفي يا هانم .. و تخف الهانم ... ثم تضحك سعيدة ..و هي تستقبله في مطار القدس مستسلما . ما حدث في 6 أكتوبر بعد العبور .. يوضح أن إدارة المعركة .. فن لم يتقنه المتحكمون في القرار ..و أنه جرى تعويض هذا بالدعاية ..و الصياح ..و إرهاب من لا يسبح بحمد السادات و قدراته التفاوضية ..و مكرة الذى أعطي للعدو و رقة و أخذ بدلا منها الارض المحبوسة .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هذا أو الإندثار
-
الإنتماء الديني يحجم الإنتماء للوطن
-
إتفطموا متبقوش عيال رزلة
-
هل أقفل صفحة الفيس بوك
-
كمتيون أنتم أم مصريون
-
حوادث القطارات لم يوقفها سيادة الفريق كامل
-
ليس توقا لأمس بل حزنا علي اليوم
-
نعكشة فكرية حول اسباب السقوط
-
لسنا عربا ..إعادة إكتشاف الأمة
-
ما بعد وزارة الصاغ كمال
-
ثم إختفت كميت من التاريخ
-
اول خطوات التغيير .. دستور معاصر
-
هل تمكنت المافيا العالمية منا
-
لا نملك عقولا قادرة علي الإبتكار
-
مسطرة محاسبتنا ليست واحدة
-
الإستراتيجية المفتقدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
-
مؤتمر الخوف من ترامب
-
سيناريو بداية إحتلال فلسطين
-
بدو يحملون الجنسية المصرية أم مصريون من أصول بدوية
-
الناس أكلت طاطورة
المزيد.....
-
أشجار الأرز التي تتحدى الزمن.. كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء؟
...
-
هاديسي وإيريم ديريجي توضحان نتائج التحقيق معهما في إطار -عمل
...
-
اتفاق غزة.. ماذا سيحدث الآن وما هو مجهول عن التفاصيل؟
-
اتفاق تاريخي يفتح باب النهاية لحربٍ دامت سنتين في غزة
-
+++غزة.. اتفاق بين حماس وإسرائيل لإنهاء الحرب+++
-
ما الذي نعرفه عن المرحلة الأولى من اتفاق غزة؟
-
أميركا ترفع العقوبات عن رئيس باراغواي السابق المتهم بالفساد
...
-
الإليزيه: ماكرون سيختار رئيسا للوزراء خلال 48 ساعة
-
ماكرون يواجه قرارات صعبة
-
محلل إسرائيلي: هذه الصفقة استسلام للإرهاب وليست انتصارا كامل
...
المزيد.....
-
كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم
/ تاج السر عثمان
-
كتّب العقائد فى العصر الأموى
/ رحيم فرحان صدام
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
المزيد.....
|