أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - اليوم العالمي للعمل اللائق 2025 ديمقراطية تُحقق العمل اللائق




اليوم العالمي للعمل اللائق 2025 ديمقراطية تُحقق العمل اللائق


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 02:55
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


* من ميلاد اليوم العالمي إلى نداء الديمقراطية الفاعلة
على أثر الأزمة الإقتصادية العالمية في العام 2008 ، أطلقت النقابات العمالية العالمية مبادرتها "ليوم العمل اللائق" وجرى تحدي تاريخ السابع من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام لإحياء هذا اليوم ،حيث تُحيي النقابات العمالية حول العالم "اليوم العالمي للعمل اللائق" ، بإعتباره مناسبة نضالية أطلقتها النقابات وعلى رأسها "الاتحاد الدولي للنقابات العمالية" ، لتكون يومًا عالميًا للوحدة النقابية من أجل الكرامة في العمل والعدالة الاجتماعية.
لقد جاء إعلان هذا اليوم استجابةً لسياق عالمي اتّسم بتصاعد سياسات الليبرالية الجديدة التي همّشت العمال وأضعفت النقابات، واتساع فجوة اللامساواة، وتراجع الحماية الاجتماعية، والعولمة غير المنضبطة التي وضعت الأرباح فوق الناس والبيئة. لذلك، أطلقت النقابات هذا اليوم ليكون صرخة جماعية تقول:"العمل اللائق حق أساسي، وليس امتيازًا”. بينما كان شعار 2008 “ العمل اللائق : حل الأزمة"، أي الأزمة المالية والإقتصادية والتشغيلية التي حدثت في ذلك العام.
ومنذ ذلك الحين، أصبح 7 أكتوبر يومًا تُنظم فيه آلاف الفعاليات في أكثر من 100 دولة، تشارك فيها النقابات ومنظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية والنسائية، للمطالبة بوظائف لائقة وأجور عادلة، وحقوق نقابية أساسية، وحماية اجتماعية للجميع، ومساواة وعدالة بين الجنسين، وحوكمة اقتصادية تضع الإنسان في المركز.

* نريد ديمقراطية تحقق النتائج
في بيانه بهذه المناسبة أكد الإتحاد الدولي للنقابات العمالية بأن هذا العم يحق اليوم العالمي للعمل اللائق وسط :“النضال من أجل العمل اللائق لا ينفصل عن النضال من أجل ديمقراطية حقيقية. هذا اليوم، يقول العمال: كفى! نريد ديمقراطية تُحقق النتائج.”
إنه نداء موجّه ليس فقط للحكومات، بل أيضًا للحركات النقابية والمجتمع المدني لتوحيد الصفوف في مواجهة:هيمنة الشركات العابرة للقارات، تآكل الديمقراطية التمثيلية، صعود النزعات اليمينية المتطرفة.
ولا ننسى أن شعار يوم العمل اللائق في العام الماضي (2024) كان "العمل اللائق من أجل العدالة الاجتماعية" تماشيًا مع إعلان الأمم المتحدة لعام العدالة الاجتماعية. بينما جاء شعار هذا العام (2025) "من أجل ديمقراطية تُحقق العمل اللائق"، وهكذا نرى أنه ينتقل الخطاب النقابي إلى مستوى سياسي أعمق يربط بين الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية.

يتماهى هذا اليوم مع قرار الأمم المتحدة عقد قمة عالمية اجتماعية كما جاء في بيانها التالي: "قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال القرارات 78/261 و78/318، عقد قمة العالم الاجتماعية تحت عنوان "القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية”.
بعد ثلاثين عامًا من القمة العالمية التاريخية للتنمية الاجتماعية في كوبنهاغن عام 1995، سيجتمع المجتمع الدولي مرة أخرى — هذه المرة في الدوحة، قطر، من 4 إلى 6 نوفمبر 2025 — لعقد القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية. في عالم يواجه تزايد عدم المساواة، وتغيرات ديموغرافية، وتحولات تكنولوجية سريعة، أصبحت الحاجة إلى التزام متجدد بالتقدم الاجتماعي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
استنادًا إلى الالتزامات العشرة لقمة 1995 وإعلان كوبنهاغن، ستسرع القمة الثانية من العمل على القضاء على الفقر، وتعزيز التوظيف الكامل والعمل اللائق، والإدماج الاجتماعي، لضمان عدم ترك أحد خلف الركب في عالم يزداد تعقيدًا وترابطًا. تهدف القمة إلى معالجة الفجوات المستمرة، وإعادة تأكيد الالتزام العالمي بالتنمية الاجتماعية، ومنح زخم جديد لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030.”(عن موقع الأمم المتحدة للإعداد لهذه القمة الإجتماعية)

* نحو عقد إجتماعي جديد
من فترة طويلة تطرح الحركة النقابية العالمية مطلبها العادل بضرورة التوصل الى "عقد إجتماعي جديد" ويأتي هذا التطور في الشعارات التي طرحت في الآونة الأخير بأنه يعكس بوضوح أن النضال النقابي العالمي لم يعد مقتصرًا على تحسين الأجور أو ظروف العمل، بل بات معنيًا بإصلاح النظام الاقتصادي والسياسي العالمي، وإعادة توازن القوة بين رأس المال والعمل، عبر عقد اجتماعي جديد وديمقراطية فاعلة تُحقق النتائج.
تأتي نسخة هذا العام تحت شعار "من أجل ديمقراطية تُحقق العمل اللائق"، في لحظة تاريخية تتقاطع فيها أزمات الديمقراطية والمناخ والاقتصاد والسلام، لتُعلن أن العمل اللائق لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل ديمقراطية حقيقية تُعطي الأولوية لحقوق الناس على حساب نفوذ رأس المال.
ومنذ فترة تستعد الحركة النقابية العالمية لإنعقاد "القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية” في الدحوة مطلع الشهر القادم من أجل طرح مطلبها بالتوصل الى عقد إجتماعي جديد يضمن العدالة الإجتماعية والعمل اللائق والديمقراطية والسلام ، وكان قد سبق بحث هذه المواضيع مؤخراً بمابدرة هذه الحركة في عدة مؤتمرات دولية.

* ديمقراطية تُحقق العمل اللائق
الاتحاد الدولي للنقابات يرى أن الأزمة لم تعد اقتصادية فحسب، بل هي أزمة حكم وتمثيل، حيث تتزايد هيمنة الشركات والمليارديرات على السياسات العامة، بينما يتم تهميش أصوات العمال، وتُستخدم القوانين لتقييد الحريات النقابية وقمع الاحتجاجات.
ومن هنا يأتي شعار هذا العام كرسالة مزدوجة: إلى الحكومات لاستعادة الديمقراطية لصالح الشعوب، وإلى العمال والنقابات لتأكيد أن لا ديمقراطية بدون عمل لائق، ولا عدالة بدون عقد اجتماعي جديد.

* انقلاب المليارديرات: التقرير الصادم لعام 2025
في تقريره السنوي الجديد بعنوان "مقوّضو الديمقراطية 2025"، كشف الاتحاد الدولي للنقابات العمالية عن شبكة عالمية من شركات معادية للنقابات، ومليارديرات من أقصى اليمين، ومصنّعين للأسلحة، تعمل على إعادة صياغة القواعد الاقتصادية والسياسية لصالحها ، أي تقليص بل ضرب الحقوق النقابية للعمال في سبيل استغلالهم البشع بل الوحشي من اجل جني الأرباح الطائلة.
هذه القوى تُضعف النقابات، وتموّل الحملات المعادية للديمقراطية، وتغذي الحروب والانقسامات، وتسعى إلى خفض الأجور وتقويض الحماية الاجتماعية، وتستخدم ثرواتها للسيطرة على الاقتصادات والحكومات والمستقبل. بهذه المناسبة يقول لوك تريانغل، الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات:
"نحن نشهد انقلابًا مليارديريًا ضد الديمقراطية. الذين يجنون الأرباح من الحرب والقمع وعدم المساواة يستخدمون ثرواتهم للسيطرة على اقتصاداتنا ومستقبلنا".
وأكد على ضرورة التوصل الى العقد الاجتماعي الجديد الذي يعتبر طريق العمال نحو العدالة
وأشار الى عدة قضايا من أجل تحقيق المطالب العمالية منها:
- تحويل الإنفاق العسكري إلى تمويل التعليم، الوظائف الخضراء، والعمل المناخي.
-إصلاح ضريبي عالمي يُنهي تهرب الأثرياء والشركات ويعيد توزيع الثروة.
- إطار أممي جديد للانتقال العادل ونزع السلاح، يدمج السلام بالاستدامة.
- تنفيذ شامل لحقوق العمال والأجور المعيشية في كل البلدان.
-حماية اجتماعية شاملة كحق إنساني أساسي.

* رسالة اليوم العالمي: كفى!
يُختم بيان الاتحاد بنداء نضالي تعبوي: "النضال من أجل العمل اللائق لا ينفصل عن النضال من أجل ديمقراطية حقيقية. هذا اليوم، يقول العمال: كفى! نريد ديمقراطية تُحقق النتائج".

* البعد النقابي العربي والفلسطيني
بالنسبة للنقابات العربية والفلسطينية، يفتح هذا البيان الباب أمام إعادة صياغة برامجها على أساس الربط بين الديمقراطية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتبني خطاب نقابي يُواجه التقشف والخصخصة واستغلال العمال باسم الأسواق الحرة، والمشاركة الفاعلة في قمة الأمم المتحدة الاجتماعية وطرح رؤية من الجنوب العالمي حول العمل اللائق والعدالة المناخية والانتقال العادل.
أخيراً نعود ونؤكد ان "اليوم العالمي للعمل اللائق 2025” ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو صرخة سياسية وأخلاقية -ونضاليةن ضد النظام العالمي غير العادل. الاتحاد الدولي للنقابات يُذكّر بأن الديمقراطية الحقيقية تبدأ من مكان العمل، وأن العدالة الاجتماعية والسلام والكرامة لا يمكن تحقيقها إلا عبر عقد اجتماعي جديد، واقتصاد يخدم الناس لا الأرباح، وسياسات تُعيد توزيع السلطة والثروة بشكل عادل.



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثمانون عامًا على تأسيس الاتحاد العالمي للنقابات (1945–2025) ...
- عشر سنوات على الاتفاقية الإطارية العالمية بين مجموعة H&M وال ...
- خطة ترامب – نتنياهو… صك غفران للإبادة وعدوان على حقوق الشعوب ...
- مؤتمر نقابات البريد والخدمات اللوجستية في بانكوك: مقاومة الخ ...
- النقابات الدولية تطالب بحقوق المهاجرين والعمل اللائق في قمة ...
- مواجهة في فرنسا بين النقابات والحكومة
- بمناسبة اليوم العالمي للمساواة في الأجر 2025: متى تتحقق العد ...
- تقرير الشركات المقوِّضة للديمقراطية 2025: الرأسمالية المقنَّ ...
- لمليارديرات ودفع أجور الفقر: عنف سياسي مقنَّع
- الذكرى ال- 78 لاستشهاد النقابي العربي الفلسطيني سامي طه
- الحركة النقابية الأمريكية في عيدها تخوض نضالاً ضد سياسات ترا ...
- الْحَرَارَةُ قاتِلٌ خَفِيّ: تَقْرِيرٌ أُمَمِيّ يَكْشِفُ تَصَ ...
- ثقافة عمالية- الحركة النقابية في كوريا الجنوبية ، نضال وإنجا ...
- تقرير منظمة العمل الدولية الأصفر -تحقيق العمل اللائق في اقتص ...
- ثقافة عمالية : -التقرير الأصفر - لمنظمة العمل الدولية وعمال ...
- الشباب في طليعة التغيير: اليوم العالمي للشباب 2025
- المستقبل يُكتب الآن… والنقابات هي التي تحمي حقوق العمال في ا ...
- الاتحاد الدولي لعمال النقل يدين كارثة غزة: دعوة صريحة إلى ال ...
- ثمانون عامًا على هيروشيما وناغازاكي: دعوة عالمية من أجل السل ...
- قمة L20 في جنوب أفريقيا: الطبقة العاملة تقف متحدة من أجل الع ...


المزيد.....




- المالية تطمئن الموظفين: الرواتب تُصرف بانتظام ولا نية للتخفي ...
- عشرات الناشطين من -أسطول الصمود- يضربون عن الطعام في سجون ال ...
- 42 ناشطا من أسطول الصمود يضربون عن الطعام في سجون إسرائيل
- Speech of the WFTU General Secretary, Pambis Kyritsis, at th ...
- Greece: Rally at the embassy of the murderous state of Israe ...
- اتحاد الشغل في تونس يعلن إضرابا عاما بقطاع التعليم الثلاثاء ...
- كلمة تأبين الأخ منعم عميرة 4 أكتوبر 2025 بمقر الاتحاد، بطحاء ...
- الشبكة المغربية لهيئات المقاولات الصغرى تسعى لإصلاح شامل
- لليوم الثالث.. تونسيون يعتصمون أمام سفارة واشنطن دعما لناشطي ...
- الشبكة المغربية لهيئات المقاولات الصغرى تدعو لإصلاح شامل


المزيد.....

- ملامح من تاريخ الحركة النقابية / الحاج عبدالرحمن الحاج
- تجربة الحزب الشيوعي السوداني في الحركة النقابية / الحزب الشيوعي السوداني
- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - اليوم العالمي للعمل اللائق 2025 ديمقراطية تُحقق العمل اللائق