أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - خطة ترامب – نتنياهو… صك غفران للإبادة وعدوان على حقوق الشعوب والعمال














المزيد.....

خطة ترامب – نتنياهو… صك غفران للإبادة وعدوان على حقوق الشعوب والعمال


جهاد عقل
(Jhad Akel)


الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 20:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


في مشهد سياسي وقح، وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلنا ما وصفاه بـ"خطة السلام"، لكنها في جوهرها صك غفران لجرائم الاحتلال، وتفويض مفتوح بمواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وتمهيد لمشروع هيمنة أمريكية – إسرائيلية على الشرق الأوسط، تحت لافتة زائفة تُدعى "مجلس السلام”.
لكن وراء هذا المشهد السياسي، تتخفّى رؤية أعمق: رؤية طبقية استعمارية تستهدف شعوب المنطقة وطبقاتها العاملة، مثلما تستهدف في الداخل الأمريكي العمال والموظفين الفيدراليين عبر سياسات طرد جماعي، وتفكيك الضمانات الاجتماعية، وإلغاء حقوق نقابية مكتسبة منذ عقود.

خطة لتثبيت الهيمنة… وتصفية القضية الفلسطينية
لا تحمل الخطة أي مضمون للسلام الحقيقي. هي ليست إلا مشروعًا لتصفية القضية الفلسطينية، وتقويض فكرة الدولة المستقلة، وتثبيت الاحتلال كأمر واقع، وتوفير حماية سياسية وقانونية لنتنياهو من الملاحقة الدولية.
تتجاوز الخطة فلسطين إلى إعادة هندسة المنطقة سياسيًا واقتصاديًا بما يخدم المصالح الإمبريالية الأمريكية والإسرائيلية، ويُخضع الحكومات والشعوب عبر أدوات الضغط الاقتصادي والأمني، في ظل تواطؤ بعض الأنظمة العربية والإسلامية.

الوجه الطبقي للسياسة الأمريكية
ما يقدّمه ترامب للعالم كـ"خطة سلام”، يتناقض تمامًا مع نهجه الطبقي الداخلي القائم على الهجوم المنهجي على العمال والنقابات. ففي الداخل الأمريكي، يقود ترامب ومعسكره المحافظ أوسع حملة ضد الحقوق العمالية منذ عقود:
- التهديد بطرد مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين بدعوى “تطهير الجهاز الحكومي” من المعارضين.
- السعي لإلغاء التمثيل النقابي في المؤسسات العامة وتقليص صلاحيات النقابات.
- الهجوم على قوانين الحد الأدنى للأجور والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.
- دعم سياسات الشركات الكبرى التي تكدّس الأرباح على حساب الأجور وظروف العمل.
إنّ من يخوض حربًا على الطبقة العاملة في بلاده، لا يمكن أن يكون صانع سلام أو حامل مشروع عدالة لشعوب العالم.
سياساته الخارجية هي الوجه الآخر لسياساته الداخلية: استعمار خارجي واستغلال داخلي، كلاهما يخدم رأس المال الكبير والمجمّع العسكري الصناعي.

خطر الخطة على الحركة النقابية العالمية
هذه الخطة، وما تمثّله من نهج، لا تهدّد الفلسطينيين وحدهم، بل تُشكّل خطرًا على الحركة النقابية العالمية التي تناضل من أجل العدالة الاجتماعية وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
فالمشروع الأمريكي–الإسرائيلي الجديد يسعى إلى:
- إضعاف التضامن الأممي العمالي عبر تجريم المواقف المناصرة لفلسطين.
- تحييد النقابات من قضايا التحرر الوطني، عبر حصر دورها في القضايا المهنية الضيقة.
- فرض أجندة اقتصادية نيوليبرالية تعيد إنتاج الاستغلال والاستعباد الاقتصادي في العالم.
إنّ النقابات التقدمية مطالَبة اليوم بأن تربط نضالها الاجتماعي بالنضال الوطني التحرري، وأن تعي أن العدو واحد: الرأسمالية المتوحشة التي تُدمّر الحقوق في نيويورك كما في غزة، وتقصف العمال في فلسطين كما تفصلهم من العمل في واشنطن.

“أمير السلام” أم عدو الشعوب؟
يحاول ترامب الظهور بمظهر "أمير السلام"، لكن أفعاله تكشف أنه عدو السلام وعدو الشعوب.
من يسلّح إسرائيل، ويغذّي الحروب، ويزيد ميزانيات الجيش، ويطرد الموظفين، ويقوم بتشريع قوانين تهدف الى منع النقابات من الدفاع عن أعضائها، لا يمكن أن يكون حاملاً لمشروع سلام.
بل هو أداة في يد رأس المال والسلاح، يسعى لتفكيك كل مقاومة، سواء كانت وطنية أو طبقية.

المصير: مزبلة التاريخ
إنّ هذه الخطة، وما تمثّله من تحالف بين الاحتلال والاستغلال، ستلقى مصيرها المحتوم في مزبلة التاريخ.
فالشعوب، والنقابات، وحركات التحرر، ستواصل نضالها من أجل سلام عادل قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
والطبقة العاملة العالمية ستدرك أن الحرية لا تتجزأ: لا يمكن أن نطالب بحقوقنا النقابية في واشنطن، ونتجاهل حقوق شعب يُباد في غزة

في النهاية نؤكد ونقول:
إنّ من يتحدّث باسم السلام بينما يشنّ حربًا على العمال في الداخل، وعدوانًا على الشعوب في الخارج، لا يملك أي شرعية أخلاقية.
النضال من أجل فلسطين، والنضال من أجل العدالة الاجتماعية، هما وجهان لمعركة واحدة ضد نظام الهيمنة والاستغلال.



#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر نقابات البريد والخدمات اللوجستية في بانكوك: مقاومة الخ ...
- النقابات الدولية تطالب بحقوق المهاجرين والعمل اللائق في قمة ...
- مواجهة في فرنسا بين النقابات والحكومة
- بمناسبة اليوم العالمي للمساواة في الأجر 2025: متى تتحقق العد ...
- تقرير الشركات المقوِّضة للديمقراطية 2025: الرأسمالية المقنَّ ...
- لمليارديرات ودفع أجور الفقر: عنف سياسي مقنَّع
- الذكرى ال- 78 لاستشهاد النقابي العربي الفلسطيني سامي طه
- الحركة النقابية الأمريكية في عيدها تخوض نضالاً ضد سياسات ترا ...
- الْحَرَارَةُ قاتِلٌ خَفِيّ: تَقْرِيرٌ أُمَمِيّ يَكْشِفُ تَصَ ...
- ثقافة عمالية- الحركة النقابية في كوريا الجنوبية ، نضال وإنجا ...
- تقرير منظمة العمل الدولية الأصفر -تحقيق العمل اللائق في اقتص ...
- ثقافة عمالية : -التقرير الأصفر - لمنظمة العمل الدولية وعمال ...
- الشباب في طليعة التغيير: اليوم العالمي للشباب 2025
- المستقبل يُكتب الآن… والنقابات هي التي تحمي حقوق العمال في ا ...
- الاتحاد الدولي لعمال النقل يدين كارثة غزة: دعوة صريحة إلى ال ...
- ثمانون عامًا على هيروشيما وناغازاكي: دعوة عالمية من أجل السل ...
- قمة L20 في جنوب أفريقيا: الطبقة العاملة تقف متحدة من أجل الع ...
- النضال النقابي الامريكي بمناسبة عيد العمال :”العمال يستحقون- ...
- قطاع الأخشاب في البرازيل تحت الحصار: نقابات تحذر من تسونامي ...
- صوتنا من أجل فلسطين – التضامن ليس خيارًا، بل واجب نقابي


المزيد.....




- Greeting message on the occasion of the 80th anniversary of ...
- أحمد الهايج: ليست هناك إرادة للإنصات والاستماع إلى مطالب الم ...
- WFTU APRO circular
- Nepal: WFTU 80th Anniversary Webninar
- 28.7% من مشتركي الضمان إلزاميا لم تتجاوز أجورهم الـ300 دينار ...
- النقابات المهنية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع ال ...
- نقابة أطباء السودان: تفشي وبائي للحميات.. النظام الصحي ينهار ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل: هل وصلت عدوى العبث الشعبوي إلى ...
- نقابة اللاعبين الدوليين المحترفين: حكيمي تحت ضغط بدني يفوق ا ...
- Event for the 80th Anniversary of the WFTU in Nepal


المزيد.....

- ملامح من تاريخ الحركة النقابية / الحاج عبدالرحمن الحاج
- تجربة الحزب الشيوعي السوداني في الحركة النقابية / الحزب الشيوعي السوداني
- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد عقل - خطة ترامب – نتنياهو… صك غفران للإبادة وعدوان على حقوق الشعوب والعمال