أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملهم الملائكة - حسين الجسمي - إنسان من نوع آخر















المزيد.....

حسين الجسمي - إنسان من نوع آخر


ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)


الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


حسين الجسمي ليس مجرد مطرب، بل مبدع من عصر العولمة له قدرة فنان ورؤية مفكر ووعي إنساني أنيق. هذا الفنان الفذ، وهو المبدع الأصيل المعروف الوحيد من دولة الإمارات العربية المتحدة، ينتقي الصعب والعسير والمختلف ليقف عنده بذكاء ويقدمه للناس بلا تكلّف.

نجح الجسمي وبلغ القمة باللغة المصرية، وكانت من أشهر أعماله أغنية "بشرة خير" التي كان يحث فيها أهل مصر على المشاركة في انتخابات عام 2014 التي أجريت بعد أن أسقط الشعب حكومة مرسي الاخوانية بطريقة مدوية. الأغنية تسيل بشكل عفوي لدعوة الناس للإدلاء بصوتهم لأجل بلدهم، لكنّ اللحن المصري الخفيف، وحماس حسين الجسمي وهو يؤديها، وصناعة الفيديو كليب المصاحب حققت نجاحاً باهراً:
"دي فركة كعب وحتعملها قصاد الدنيا حتقولها
وخد بقه عهد تعدِلها سكتت كتير
خدت إيه مصر بسكوتك، ما تستخسرش فيها صوتك
بتكتب بكرة بشروطك دي بشرة خير يلا، يلا، يلا
قوم نادي ع الصعيدي وابن أخوك البورسعيدي
والشباب الإسكندراني اللمة دي لمة رجال
وأنا حاجي مع السوهاجي والقناوي والسيناوي
والمحلاوي اللي مية مية والنوبة الجُمال
ما توصيش السوايسة الدنيا هايصة كده كده
والإسماعلاوية ياما كادوا العدا
كلمني ع الشراقوة وإحنا ويا بعض أقوى
وإحنا ويا بعض أقوى وأملنا كبير، هيا
قوم نادي ع الصعيدي وابن أخوك البورسعيدي"
الأغنية حققت على يوتيوب، وحتى ساعة كتابة هذا الموضوع، 737 مليون مشاهدة، وهو رقم لم تحققه أيّ اغنية عربية حتى اليوم. ولمن يقول إنّ هذا ليس مقياساً لمستوى الفن، أقول له "إن هذا انتشار جماهيري سواء اعجبك ذلك أم لم يعجبك" والفن في النهاية يبحث عن جمهور، أليس هذا هو المعيار؟ وقد شكر الرئيس المصري الفنان الجسمي في حفل أقيم بمصر عام 2018 مستهلا كلامه بالقول: "يا أستاذ حسين، انا ما جتليش فرصة اقولك متشكر..."، رئيس أكبر دولة عربية يخاطب بكل احترام ومحبة فناناً عربياً بهذا الأدب...أليس هذا السلوك نادراً في عالمنا؟
أما أغنيته للعراق "كلنا العراق" التي قدمها عام 2016 فراعى فيها أن يكون مع العراق الجديد، فهو مختلف، متباين، ومتفق في الانتماء لوطن التنوع والألوان:
"ألف ليلة وليلة، حب وغرام
هيّا حلوه هيّا كنها مزهرية
أصلها عربيّه، دار السلام
كلنا العراق، كلنا العراق
كلنا العراق، كلنا العراق
كلنا العراق (كلنا)، كلنا العراق
كلنا العراق (كلنا)، كلنا العراق"
وحققت الأغنية 49 مليون مشاهدة على يوتيوب، وهو رقم مهول لو تأملنا حجم استماع الناس لمطربين عرب عمالقة معروفين آخرين.
هذا فنان ينتقي مواضيعه بعناية ويعرف كيف يستجيب لتوجهات ورغبات الشباب العربي، فهو يدخل لهم عبر هواتفهم المحمولة بما يحبون، دون أن يتخذ مواقف ضد أو مع، هو يغني بدشداته وغترته البيضاء أو المرقطة ليقدم للناس فناً راقيا يخاطب مشاعرهم وليس غرائزهم. واختار الجسمي أن يقف مع المختلفين ويدعمهم، فغنى "بطل الحكاية" ضمن النسخة الأولى من حفل موسوم ب "قادرون باختلاف" المقام عام 2019 في القاهرة، وهي احتفالية سنوية لذوي الإعاقة تُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر بهدف تكريم وتمكين ودمج هذه الفئة في المجتمع، وإبراز قصص نجاحهم. انطلقت النسخة الأولى للاحتفالية في عام 2019 وشملت فعاليات رياضية وثقافية وفنية وتكنولوجية. وغنى الجسمي ومعه أصوات رخيمة من المعاقين ذلك النشيد البديع:
"أنا عندي حلم وفي يوم أكيد حقدر وأطول أبعد سما
أنا فيا قلب يقدر يقول الكلمة من غير ترجمة
بحلم يكون ليا في يوم كيان وآخذ مكان ووصل لأحلام النما
الشمس نورها عشان يبان لازم تكون الدنيا قبله مظلمة
المستحيل وهم فخيال كل اللي سابوا القطر فات
بس اللي يتعب في الزمن ده بكره يعمل معجزات
يفرق معانا كل حد وكل أيد بتشدنا
وازاي في ناس واقفين ورانا بدون سبب بتحبنا
ومكان ما حلمي يكون حروَح دايماً هناك
في حلم مستنيني على خط النهاية
ومن غير ما تحتاج حد فينا احنا معاك
حتكون في يوم بطل الحكاية
أنا عارف إني مختلف ودي حاجه مش باديا إني أحلها
أنا نفسي بس اشوف وأحس في عيونكو نظرة ارتاح لها
قالوا الجمال في الروح عشان هيا الي باقية مهما حتعدي السنين
قلت الكمال إنك تشوف نفسك جميلة بأي شكل في كل عين"
ولليمن غنى حسين الجسمي "محبوبتي" في أوج الاضطرابات التي عصفت بهذا البلد عام 2015. واستلهم شاعر الأغنية كلمات شاعر اليمن الأكبر "عبد الله البردوني" وهو يسطر قصيدته:
"حبي لها رغم الظروف القاسيه رغم المحن
حبي لها امي سقتني اياه في وسط اللبن
ان عشت فيها لأجلها عانيت وان غبت عنها انا لها حنيت
والحاصل ان الحب شي ماله ثمن
يا لا ويا لا لا لا من قال محبوبتك قلت اليمن
احببتها في ثوب بالي عيف ابلاه الزمن
أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن
وسكنت معها تحت سقف البيت وكل ما أنت انا أنيت".
وحباً بلبنان، غنى الجسمي في دار الأوبرا المصرية عام 2019 "بحبك يا لبنان" الفيروزية الرحبانية الخالدة، وحقق مرة أخرى مشاهدات مليونية باهرة:
"عندك بدي ابقى ويغيبوا الغياب
إتعذب و إشقى ويا محلا العذاب
عندك بدي إبقى ويغيبوا الغياب
إتعذب و إشقى ويا محلا العذاب
وإذا أنت بتتركني يا أغلى الأحباب
الدنيا بترجع كذبة وتاج الأرض تراب
وإذا أنت بتتركني يا أغلى الأحباب
الدنيا بترجع كذبة وتاج الأرض تراب
بفقرك بحبك وبعزك بحبك
بفقرك بحبك وبعزك بحبك
أنا قلبي ع إيدي لا ينساني قلبك
والسهرة ع بابك أغلى من سني
وبحبك يا لبنان يا وطني
بحبك يا لبنان يا وطني بحبك
بشمالك، بجنوبك، بسهلك بحبك
تسأل شو بني وشو اللي ما بني
بحبك يا لبنان يا وطني"
ولأنّ الفنان لا يملك إلا أن يُرضي جمهوره، فقد أدى حسين اغنيته "بالبُنط العريض" التي حققت اعداد استماع على يوتيوب لم يحظ بها أي فنان عربي خلال خمس سنوات قط، فقد حققت الأغنية التي قدمها عام 2020 حتى وقت كتابة هذه السطور ما مجموعه 666 مليون مشاهدة! وهذا ليس غريباً، فكلماتها تستجيب لمشاعر أغلب الجماهير المسطّحة، فهي "طبطبه، وكهربا... " وما إلى ذلك من تسطير كلام مضحك تافه، لكنّ الجمهور يريد ذلك، والفنان يريد أن يعيش ويربو، وهكذا يعطيهم بضاعتهم، أليس هو نفس الجمهور الذي يريد أن يعبد ويسجد ويصوم ويسم نساءه بالعورات فيحجّبهن، وهذا واضح في فيديو الأغنية، حيث تتمايل النسوة العربيات الجميلات غير المحجبات بطرب لكلمات وأداء حسين الجسمي، فيما تتطلع النسوة المحجبات بلوعة وهنّ جالسات يتحسرن لعجزهن عن الطرب والتمايل احتراماً لحجابهن الذي يسترهن باعتبارهن "عورات مشينة" ولرجال عوائلهن وأسرهن باختلاف مناصبهم!
وبعد عام غنى في رمضان 2021 "سر السعادة" وصنع معها فيديو كليب مصنوع لرمضان ولكنه يخلو من أيّ مظاهر أسلمة، فحقق الفيديو 45 مليون مشاهدة، رغم أنه فيديو أسري عائلي وليس للشباب.
"سر السعادة في بيتك تعالَ.. وسط ناسك تعالَ وافرح هنا
أملي قلبك أمان حا تملي المكان سعادة وهنا
السعادة في إيديك حا تلاقيها لما تقدر تسيب تأثير كبير
فرحة متبسمة.. ومتقسمة.. على قلوب كتير"
ومن أشهر حفلات الجسمي، حفل عيد الميلاد لعام 2019 بالفاتيكان، ليصبح أول فنان عربي يغني في هذا الحفل. وقد غني بالإنكليزية ضمن جمع من فناني العالم أغنية "We Are the World“، والحفل يخصص ريعه كل عام للأعمال الخيرية، لكنّ الجمهور العربي لم يستجب للأغنية.
وفي أيلول/ سبتمبر 2025 أحيى الجسمي حفلاً بمدينة أوبرهاوزن بغرب ألمانيا حفلاً لجمهور عربي ساده الحضور العراقي والسوري المتميز وهو يهتف له "هلا بيك هلا"، فأجابهم الجسمي "أروح لكم فدوه"، ثم غنى:
"اجا الليل وشيخلصه الليل
اجا اللَيْل شيخلصه اللَيْل
راحَ أَسْهَر وَدَمْعِي ايسيل
وِجارَيْ مَن الونين ايشيل
يبه يا يبه يا يبه
ياليل شبيه مانامك
واصب ادموعي قدامك
عليه شاد احزامك
نجمه تسولف النجمة
على قلبي وكثر همه
شوكت تكضين يالظلمه
وعليه همومي ملتمه"
فهاج الجمهور طرباً وعشقاً وهو يتمايل مع الكلمات واللحن والروح الجميلة التي بثها الفنان المتميز الفذ حسين الجسمي.



#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)       Mulham_Al_Malaika#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال قاسم سليماني اللاعب الخطير القتيل
- الأديان..وحي غيبي أم صناعة بشرية؟
- العرب واقليمهم بلا رتوش
- خلف صوت وصمت المعركة
- حلبجة القتيلة صارت محافظة
- إيران العابرة لحدود التشيع التاريخية
- بعد زمن الخيول
- صناعة الجنس في ألمانيا
- من أيّ نوع أنت؟
- ميركل – سر المستشارة الألمانية التي ولدت شيوعية*
- البندقية الشيوعية الثائرة
- الشيوعية التي قتلت المجتمع المدني
- صراع العروش – شيوعية الصين أم شيوعية السوفييت؟
- دروس الدبلوماسية الحديثة
- حين فارق الشيوعيون أوطانهم
- اللغة الشيوعية تآكل يؤذن بالانهيار
- مقاربة الشيوعية المعاصرة لتحديات الجندر
- رأي الشيوعية في الدرجة الثالثة
- الألفية الثالثة - عالم بلا آلهة
- أشبال أبو قلام فريق في زوايا النسيان!


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ملهم الملائكة - حسين الجسمي - إنسان من نوع آخر