|
دونالد ترامب: تاريخ حافل في خدمة إسرائيل!!
سماك العبوشي
الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 04:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إستهلال وتوطئة... لأصحاب الذاكرة السمكية الضعيفة، والمرجفين والمهزوزين من سقط متاع أمتنا العربية، الذين توهموا وآمنوا بمساعي ترامب لإيقاف المجازر الوحشية بحق أبناء غزة، وبشروا وهللوا وطبلوا لمبادرته الأخيرة التي أعلنها قبل يومين في مؤتمر صحفي جمعه بالنتن ياهو... لهؤلاء جميعا أدعوهم صادقا أن يقرأوا وينعموا النظر والتدبر بما ورد بمقالي، هذا فعسى أن ينير الله بصيرتهم، ويستردوا شيئا من وعيهم المغيب، ويعيدوا الحياة لضمائرهم!! وعلى الله التكلان...
كنت، وما زلت، وسأبقى مقتنعا ومؤمنا بالمثل القائل: "عشم إبليس في الجنة!!"، ذلك المثل النابع من إيماننا بديننا، ويقينا راسخا بقرآننا الكريم، وما ينطبق على إبليس وعشمه بالإصلاح للظفر بمرضاة الله تعالى ودخول الجنة، فإنه ينطبق تماما – كما ذكرت في إحدى مقالاتي – على الرئيس البرتقالي الارجواني الأمريكي الكذوب ترامب، وذلك لعدة أسباب جوهرية لا لبس فيها ولا شائبة، فهو إنسان محكوم متلَبَس برؤية صهيونية، ولكونه بهذه المواصفات، فكان لزاما أن يسعى لخدمة الكيان اللقيط ومنذ فترة رئاسته الأولى، مرورا بفترة رئاسته الثانية، حيث حقق جملة المكاسب التالية لدولة الاحتلال: أولا... خلال فترة رئاسته الأولى الممتدة من 20 يناير/ كانون الثاني 2017 ولغاية 20 يناير / كانون الثاني 2021: 1- اعترفت إدارة الرئيس دونالد ترامب رسميًّا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك بتاريخ 6 ديسمبر 2017، وتم نقل السفارة من تل أبيب إلى مدينة القدس، كما وأعلن الرئيس البرتقالي الكذوب أنّ وزارة الخارجية الأمريكية ستبدأ عملية بناء سفارة أمريكية جديدة في القدس، علما بأن خطوته تلك قد رفضت تماما من قبل 14 عضوا في مجلس الأمن الدولي!!. 2- اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة إسرائيل على الجولان، فبتاريخ 25 مارس / آذار 2019، وأثناء زيارة النتن ياهو للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصدر مرسوما رئاسيا أعلن فيه أن هضبة الجولان السورية المحتلّة جزءٌ من دولة الكيان الغاصب، كما وصرّح في مؤتمر صحفي مع النتن ياهو قبل التوقيع على القرار الرئاسي هذا: "إنني أتخذ اليوم خطوة تاريخية لدعم قدرات إسرائيل في الدفاع عن ذاتها والتمتع بمستوى عالٍ من الأمن الذي تستحقه، إسرائيل سيطرت على مرتفعات الجولان عام 1967 لحماية نفسها من التهديدات المقبلة"!! 3- صدور قرار من الإدارة الأمريكية بوقف اعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، حيث أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو بتاريخ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 بأن الإدارة الأميركية ما عادت تعدّ المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية مخالفة للقانون الدولي!! 4- إعلان الخطة الأميركية للسلام (صفقة القرن)، وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وبحضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، أعلن ترامب بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2020 هذه الخطة التي كانت تهدف إلى إنهاء الصراع، على حساب الفلسطينيين، عن طريق الضغط عليهم للقبول بوضع تسيطر فيه إسرائيل على كامل أراضي فلسطين التاريخية، ومنح الفلسطينيين حكما ذاتيا، تحت مسمى دولة، دون سيادة حقيقية على المعابر أو الأمن، وتسيطر فيه تل أبيب على كامل القدس الشرقية وتضم 30% من الضفة الغربية!!. 5- عمد ترامب إلى تهميش القضية الفلسطينية، وذلك عبر التركيز على التطبيع العربي - الإسرائيلي؛ من خلال الاتفاقات الإبراهيمية، وسعى كذلك لفرض خطته المعروفة باسم "السلام من أجل الازدهار" على السلطة الفلسطينية من أجل تصفية ما تبقى من الحقوق الفلسطينية، ففي سبتمبر/ أيلول 2020 أطلق ترامب عمليات تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، حيث وقعتها كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب مع إسرائيل!!. 6- وقف استخدام مصطلح الأراضي المحتلة في إشارة إلى الضفة وغزة، ففي 20 أبريل/ نيسان 2018 حذفت وزارة الخارجية الأميركية مصطلح الأراضي المحتلة من موقعها الرسمي واستبدلته بالضفة الغربية وقطاع غزة!! 7- قطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، حيث أعلنت الإدارة الأميركية بتاريخ 2 أغسطس/ آب 2018 قطع كل المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية في خطوة قال ترامب مرارا عنها بإنها تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين للقبول بمفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان!! 8- وقف المساعدات المالية الأميركية لوكالة الأونروا، حيث أعلنت إدارة ترامب بتاريخ 3 أغسطس/ آب 2018 قطع كل المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد أن كانت على مدى سنوات طويلة المانح الأكبر للوكالة المعنية بتقديم العون للاجئين!! 9- وقف المساعدات للمستشفيات الفلسطينية بالقدس الشرقية، ففي 7 سبتمبر/ أيلول 2018 أعلنت وزارة الخارجية الأميركية وقف الدعم المالي للمستشفيات الفلسطينية العاملة بالقدس الشرقية وعددها 6 مستشفيات!! 10- إغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ففي 10 سبتمبر/ أيلول 2018 أبلغت وزارة الخارجية الأميركية رسميا بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، تلا ذلك طرد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.!! 11- إلغاء القنصلية الأميركية بالقدس، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 4 مارس/ آذار 2019 قرار إلغاء القنصلية الأميركية العامة بالقدس، ودمجها بالسفارة في خطوة أنهت آخر تواصل رسمي بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأميركية!!. 12- تضمين المستوطنات الإسرائيلية في اتفاقية التعاون العلمي الأميركي، ففي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وقّعت إسرائيل والولايات المتحدة في مستوطنة أرئيل شمالي الضفة الغربية اتفاقية لتوسيع تطبيق التعاون العلمي الثنائي، ليشمل المستوطنات بالضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.!! 13- تسجيل المواليد الأميركيين في القدس أنهم ولدوا في إسرائيل، ففي 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 أعلن مايك بومبيو السماح للمواطنين الأميركيين المولودين في القدس أن يدرجوا مكان ميلادهم على أنه القدس أو إسرائيل على جوازات سفرهم!! 14- اعتبار حملة مقاطعة إسرائيل معادية للسامية، ففي 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الحملة العالمية لمقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات على إسرائيل (بي دي إس) مظهرا من مظاهر معاداة السامية!!. 15- وضع وسم (صُنع في إسرائيل) على بضائع المستوطنات، ففي 24 ديسمبر/ كانون الأول 2020 بدأت واشنطن بوضع وسم صُنع في إسرائيل على البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذا لعمري غيض من فيض ما حققه ترامب لإسرائيل خلال فترة رئاسته الأولى!! ثم يأتي أحد المرجفين والمهزوزين من سفط متاع أمتنا ليبشرنا بحيادية ترامب وعدم انحيازه للكيان اللقيط!!
ثانيا ... فترة رئاسته الثانية الممتدة من 20 يناير / كانون الثاني 2025 حتى لحظة كتابتي لهذا المقال: على الرغم من أن ترامب دعا مرارا وتكرارا إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة؛ باعتبار أن إسرائيل "تخسر معركة العلاقات العامة"، واعتبر متبجحا بأنه وحده القادر على إنهاء الحرب، فإنه خلال حملته الانتخابية التي فاز بها رئيسا لفترة ثانية، قد انتقد في المقابل ما وصفه بالقيود التي تضعها إدارة جو بايدن على "حق إسرائيل في الانتصار في حربها على الإرهاب"، وحث بنيامين نتنياهو على "إنهاء المهمة" وتدمير حركة المقاومة الإسلامية "حماس"!!. إن سياسة ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط سوف تكون امتدادا لسياسة إدارته الأولى التي اتصفت بالانحياز المطلق إلى إسرائيل، فلم يكتف الرئيس البرتقالي الكذوب ترامب بما حققه وقدمه للكيان اللقيط خلال فترة رئاسته الأولى كما وضحنا آنفا، فقد شمّر عن ساعديه وحقق لها ما يلي: 1- لم يتأخر الرئيس ترامب كثيرا في إعلان مساعيه لخدمة الكيان اللقيط، حيث بدأ ولايته الثانية، بإصدار أوامر تنفيذية عاجلة تدعم المتطرفين المستوطنين الإسرائيليين، فألغى عقوبات فرضها سلفه جو بايدن عليهم من المتورطين بأعمال عنف في الضفة الغربية المُحتلة، وذلك ضمن مجموعة من الأوامر التنفيذية التي وقعها بعد مراسم تنصيبه مباشرة!! 2- ذكر موقع اكسيوس الاخباري، أن ترامب وبعد أيام فقط من استلامه لمقاليد الرئاسة الامريكية، قد أوعز إلى البنتاغون بإنهاء التعليق الذي كانت قد فرضته إدارة سلفه جو بايدن على إمدادات القنابل التي تزن ألفي رطل (نحو طن) إلى إسرائيل، حيث أكد الموقع المذكور بأن 1800 من هذه القنابل من طراز (MK84)والتي كانت مخزنة في الولايات المتحدة ستحمّل على سفينة لإرسالها إلى إسرائيل لاستخدامها في قصف غزة، ومن الجدير ذكره فأن هذه القنابل سميت بـ"المطرقة" وذلك للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها، وهي قنبلة موجهة لها رأس حربي متفجر، كانت قد استخدمت في حربيّ الخليج وفيتنام، ويرجح أنها القنبلة التي ألقتها إسرائيل على المدنيين في مجزرتيّ مستشفى المعمداني ومخيم جباليا في حربها على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهذا ما أكده خبراء عسكريون لتطابق تأثير الغارات الإسرائيلية وضررها في المكانين المذكورين مع الآثار التي تحدثها قنبلة "المطرقة"!! 3- قيام الرئيس البرتقالي الكذوب ترامب باختيار واصطفاء أعضاء إدارته الجديدة بعناية فائقة تراعي نرجسيته الفائقة في طاعته العمياء أولا، ومن ذوي ميول وخلفيات تساند إسرائيل وتعادي القضية الفلسطينية ثانيا، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر: - ترشيحه للحاكم السابق لولاية أركنساس السابق القس الإنجيلي مايك هاكابي ليشغل منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل، ومن المعلوم أن هاكابي هذا ينكر وجود الشعب الفلسطيني، وسبق أن عبر عن اقتناعه بأن الضفة الغربية - التي يصرّ على الإحالة إليها باسمها العبري "يهودا والسامرة" - ينبغي أن تكون جزءًا من دولة إسرائيل!! - ترشيحه ستيف ويتكوف (قطب العقارات اليهودي في نيويورك) لمنصب المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، والذي كان حلقةَ الوصل بين ترامب والمجتمع اليهودي الأميركي خلال الانتخابات!! - اختياره مارك روبيو لمنصب وزير الخارجية، الذي يعرف بتأييده الكبير لإسرائيل ومعاداته للفلسطينيين الذين يصفهم بـ "الإرهابيين والقتلة"، كما وأنه صرح في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 حين كان عضو مجلس شيوخ أمريكي، قائلا: "إذا لم تقف أمريكا إلى جانب إسرائيل، فمع من سنقف؟ إذا لم تكن إسرائيل - وهي دولة ديمقراطية وحليفة قوية لأمريكا على الساحة الدولية - جديرة بدعمنا غير المشروط، فأي حليف لنا حول العالم يمكن أن يشعر بالأمان في تحالفه معنا؟، وكغيره من المرشحين الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 تعهد روبيو بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حال انتخابه رئيسًا، وعندما اعترف الرئيس ترامب رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر2017، أيّد روبيو القرار، قائلاً: "أُشيد بالرئيس ترامب لالتزامه بالقانون الأمريكي واعترافه بالقدس عاصمةً أبديةً لدولة إسرائيل اليهودية"!! - اختياره لـ (إليز ستيفانك) كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي أعلنت مرارا تأييدها مزاعم اليمين المتطرف بعبارتها «حق إسرائيل التوراتي بالضفة الغربية» خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لبحث التصديق علي تعيينها، كما تُعَدّ ستيفانيك من أبرز المؤيدين لإسرائيل في الكونجرس الأمريكي، ومن داعمي العمليات العسكرية في غزة، معتبرةً تلك العمليات العسكرية بأنها جزءً من حق الدفاع عن النفس، كما ولها موقف عدواني تجاه المنظمة الأممية جراء إعلانها بضرورة سحب إدارة بايدن تمويلها للمنظمة الأممية في حالة استمرت السلطة الفلسطينية في سعيها إلغاء عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة!!، وليس هذا فحسب، فلقد تصدرت ستيفانيك عناوين الأخبار في ديسمبر 2023، بحملتها لإقالة رؤساء الكليات الذين لم ينددوا بشكل كافٍ بمعاداة السامية، و أعربوا عن دعمهم لغزة، حيث انتقدت بعض الأكاديميين لتأييدهم العلني للفلسطينيين، معتبرة أن ذلك يعكس تحيزًا ضد إسرائيل!!.
ولا أريد أن أطيل عليكم سرد الشواهد والدلائل على حجم انحياز ترامب الفاضح والكبير لصالح إسرائيل خلال فترة ترأسه الثانية، وبالتالي عدم اكتراثه بما يجري من جرائم وإبادة جماعية في غزة، فالحديث عن ذلك ذو شجون، وسأقفز مباشرة الى مبادرته الأخيرة التي أعلنها قبل أيام قلائل بحضور النتن ياهو، والتي ولا شك قد اطلعتم على تفاصيلها والتي ما يزال صداها يتردد في مسامعكم الكريمة عبر القنوات الإخبارية واليوتيوب، لكنني أود أن ألفت أنظاركم الى ان مبادرة ترامب هذه جاءت لتكون بمثابة طوق نجاة لإسرائيل بعد سلسلة الإخفاقات السياسية والدبلوماسية لها، المتمثلة : 1- بتوالي اعترافات دول العالم بفلسطين، وفي ظل اتساع التنديد بإسرائيل في الأمم المتحدة، حيث أعلنت فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو وأندورا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين بعد يوم واحد من اعتراف مماثل صدر عن بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، في وقت تناوب فيه قادة وممثلو دول في مؤتمر "حل الدولتين" بنيويورك على التنديد بالإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ نحو عامين، ليصل إجمالي عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى أكثر من 150 دولة، كل ذلك ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تبدو بمظهر المنبوذ في المجتمع الدولي!! 2- بسقوط السردية الإسرائيلية الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين والتي سيطرت على الإعلام الرسمي في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لسنوات طوال وتأثيرها الكبير على عقول مواطنيه، وتكريسها كحقيقة مطلقة لا تقبل التشكيك بها، ولقد اعتقد فيها الكثيرون أن الحق مع الغاصب وأن صاحب الأرض (المعتدَى عليه) هو المعتدِي، فجاءت معركة طوفان الأقصى لتحدث تغييرا عميقا في الوعي الجمعي الأمريكي والأوروبي، وهذا ما رأيناه من حجم المظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني في عدد من العواصم الغربية، حيث تستمر الوقفات الاحتجاجية بأعداد تتضاعف يوما بعد يوم، لتندد وتستنكر استمرار القصف والتقتيل، هذا كما ويتمظهر هذا التغيير كذلك في طبيعة الشعارات المرفوعة أثناء هذه الاحتجاجات، فكلها خطابات قوية غير مشفرة تصدح بها الحناجر، ورسائل واضحة مكتوبة على يافطات تفضح من تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء، كما ورأيناه من حملات شعبية لكسر الحصار البحري بقوافل لنشطاء من مختلف دول العالم، كان آخرها أسطول الصمود العالمي الذي يقترب الآن من شواطئ غزة!! 3- ولعل آخر مكر وتدليس وكذب للرئيس البرتقالي ترامب، ما نشره بتاريخ 30/9/2025 موقعRT بالعربي مباشر من خبر بيّن فيه - ونقلا عن مصادر مطلعة - غضب مسؤولين من أربع من الدول التي شاركت بالاجتماع مع ترامب (السعودية ومصر والأردن وتركيا) من تعديلات تم إجراؤها على النسخة التي عُرضت عليهم في الاجتماع مع ترامب، إذ أكدت هذه المصادر أن الاتفاق الحالي المعروض على حماس يختلف جذريا عن النسخة التي كانت الولايات المتحدة قد توصلت إليها سابقا بالتنسيق مع مجموعة من الدول العربية والإسلامية، مشيرة إلى أن تدخل نتنياهو في اللحظات الأخيرة قد حوّل الخطة من مبادرة جماعية إلى وثيقة تعكس أولويات إسرائيل الأمنية أكثر من كونها إطارا عادلا للسلام، وهكذا تظهر حقيقة الرئيس ترامب واستهانته الكبيرة واستخفافه بالقادة العرب والمسلمين الذين اجتمع بهم وناقشهم ببنود وصيغة هذه المبادرة، كما ولا ننسى حجم كذبه أثناء انعقاد المؤتمر الصحفي مع النتن ياهو حيث أشار بعظمة لسانه بأن هذه المبادرة قد حازت على إجماع وموافقة هؤلاء القادة!!
ختاما ... أقول: إن مبادرة ترامب هذه تعد تجاهلا للإبادة في غزة، ومكافأة لإسرائيل على جرائمها لتي ارتكبتها في غزة طيلة السنتين المنصرمتين، كما ولا ضمانات بها، بل بنود مبهمة فضفاضة قابلة للتفجير بأي وقت، جاءت تحقيقا لأهداف النتن ياهو وشروطه التي أعلنها وهي القضاء على حماس وإطلاق سراح أسراه (الرهائن!!) والبقاء على أرض غزة دون وقت محدد للانسحاب، فإن تمكن ترامب من إمرار هذه المبادرة دون إجراء تعديلات جوهرية عليها من قبل الدول العربية والاسلامية، فإن ذاك: - سيعطي إسرائيل الحق، بدعم أميركي وعربي، في إبادة ما تبقى من غزة، لو فكرت المقاومة في الاعتراض على أي بند منها، أو رفضت نزع سلاحها، لاسيما بعدما رحّب وزراء خارجية 8 دول عربية وإسلامية بالخطة!! - ستكون المقاومة الفلسطينية وحيدة في مواجهة كل الرأي العام العربي الرسمي، وحتى أمام سقط المتاع من أبناء شعبنا العربي، الذين سرعان ما يصرخون ويقولون، هذا هو الحل الوحيد لإنقاذ ما تبقى من غزة، فكيف لحماس أن تعطل مصلحة الفلسطينيين!! لقد فات على الكثيرين من أبناء جلدتنا من المُغرر بهم بأن الأمر لم يعد شأن حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة أو الضفة، ولا شأناً فلسطينياً، بل بات الآن مصلحة أمن قومي عربي في مواجهة مشروع أمريكي – صهيوني يريد إنهاء قضية فلسطين، ويرسم خارطة شرق أوسط جديد يتناسب ويتساوق مع أحلام إسرائيل الرامية للهيمنة على المنطقة!! 2/10/2025
#سماك_العبوشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توني بلير ... الوسيط غير المحايد!!
-
هل يصدق ترامب هذه المرة!!
-
هل استؤصلت جينات الكرامة من قادة العرب!!
-
المتغطي بالأمريكان عريان!!
-
رسالة مفتوحة الى الغيارى من أبناء فلسطين!!!
-
لا أستبعد أبدا هذا السيناريو الخبيث بحق غزة!!
-
لست واهما، فهكذا فقط سنعود لسابق مجدنا وعزنا!!
-
السلطة الفلسطينية بين (النوم في العسل) و(جزاء سِنمار)!!
-
رسالة محبة مفتوحة لبعض الأصدقاء من أبناء غزة الكرام: ما لكم
...
-
هل فقدنا نخوة العروبة وتلاشى الإسلام من قلوبنا!!
-
ردا على دعوات إخراج حماس من غزة!!
-
ليست إسرائيل الملامة بل أنظمة العار العربية!!
-
حذار ثم حذار ... فبلاد العُرْبِ على خطى فلسطين إنْ لَمْ!!
-
متى ستعي سلطة عباس حقيقة الكيان اللقيط!!
-
إنصافٌ لشعب فلسطين أم إذعانٌ لإسرائيل!!
-
الى قادة أنظمتنا العربية: هكذا ألجموا أطماع ترامب!!
-
الى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: نرجو ألا يخيب ظننا!!
-
الى قادة أنظمتنا العربية: الفرصة مازالت متاحة!!
-
رسالة مفتوحة إلى قادة أنظمتنا العربية: لِمَ العجلة!!
-
(محمود عباس): لا تأخذك العزة بالإثم!!
المزيد.....
-
خطوات سريعة للتصرّف عند تخفيض درجتك على الطائرة
-
إسرائيل تعلن إيقاف جميع سفن -أسطول الصمود- إلا واحدة.. ما ال
...
-
المغرب يشهد أكبر احتجاجات شبابية منذ سنوات وسط اضطرابات متصا
...
-
ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط الفلبين إلى 72 قتيلا
...
-
مباشر: إسبانيا تستدعي القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية بعد
...
-
العراق عشية انطلاق الحملة الانتخابية: هل يبقي الصدر على المق
...
-
تحليل: مأزق إغلاق الحكومة الأمريكية.. إلى متى سيستمر ومن سيس
...
-
من رزان جمّال إلى جوني ديب: مشاهير العالم والعرب يتألقون في
...
-
بماذا يختلف -أسطول الصمود- عن المبادرات السابقة للوصول الى غ
...
-
-جيل زد 212-: أعمال عنف في المغرب وسقوط قتيلين برصاص عناصر ا
...
المزيد.....
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|