|
وقفة مع رواية العائد لنبيل تومي
صباح كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 18:47
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
إهداء.. الى رعد مشتت مخرج عمل قطار الموت
أكملت قراءة رواية (العائم) لنبيل تومي.. نسخة اهداء مشكوراً.. بداية يمكن القول تستحق ان تتحول لفيلم سينمائي.. لا يقل أهمية عن فيلم (الليل الطويل) للمخرج السوري الراحل (حاتم علي) بحكم محتواها واهمية احداثها.. خاصة انها تتناول مشكلة اجتماعية ـ سياسية.. هي الموقف من الذي تعرض للاعتقال واجبر على التخلي عن مباده وافكاره.. وتحول الى ما يمكن وصفه بـ (العميل ـ المخبر).. الذي يجري استغلاله من قبل أجهزة القمع والسلطات الدكتاتورية للإيقاع برفاقه.. ويجري إطلاق سراحه.. في الوقت الذي يقتل أو يعدم رفاقه.. او تشوه أجساد من تبقى منهم أحياء يعانون من العوق والشلل.. هكذا جرى إطلاق سراح من أصبح يلقب بـ المهزوز.. ليواجه بعدها بموقف رفاقه الساخرين منه والرافضين له.. ولسلوكه المشين.. ليصبح مهملا ومعزولاً منهم.. بحكم المقاطعة المفروضة عليه.. ويسري هذا أيضاً على المجتمع.. الذي يتعامل معه كخائن أنقذ جلده وغدر برفاقه.. بعد ان أوقع بالكثيرين منهم.. من هنا تبدأ رحلة البحث عن جملة الغاز.. لها علاقة بشخصيات تواترت مع صفحات الرواية وفصولها لنكون امام معادلة جديدة.. تصبح خيوطها محاولة جمع ما خلفة وتركه المناضلون والمعتقلون السياسيون من كتابات ورسائل ووصايا.. لتصبح كتاباً يحمل عنوان (من أدب السجون).. مع هذا المفصل.. تبدأ صفحات وفصول جديدة لكشف الالغاز والخفايا.. التي تتعلق بطبيعة تلك السجون والمعتقلات.. وما كان يجري فيها من عذابات وإجراءات بشعة.. لتحطيم إرادة المتواجدين بين اقبيتها وفي زنزاناتها.. لنقف امام صور مؤلمة من الصعب تخيلها.. تمارس من قبل رجال فاشلين ومنبوذين انخرطوا في سلك الامن.. (أخذ يصرخ بجنون وهيستريا أفزعني معها، وراح يطلق الشتائم والسباب وكلمات قبيحة بذيئة لم أسمعها في حياتي ويأبى لساني أن يذكرها.. وفي الحال هجم عليّ رفساً وضرباً وصفعني عدة صفعات قوية أطاحت بي ارضاً، أنا والكرسي وعلى أثرها سقط المنديل الأسود من على وجهيّ هو الآخر. فتحت عيني بسرعة وأنا ما زلت مرمياً فوق الأرض، نظرت نحو ذلك الوحش الكاسر.. الغريب أنه حينما تمعنت به جيداً وكررت النظر اليه شاهدت وجهاً مألوفاً أمامي.. أدهشني هذا الوجه، استغرقت في النظر لأجل التأكد، ودحر الشك باليقين، وركزت عليه ثانية، متذكراً أين التقيت به والمكان "ولكن تذكر المجرمين ليس صعباً". انه هو.. نعم الآن توضحت الأمور أمامي، انه هو الطالب الفاشل في الجامعة الغبي المتعالي والمستقوي بحزب السلطة إنه هو بدمه ولحمه. ها قد أمسى سفاك دماء، محققاً او منتزع الاعترافات بالقوة من الابرياء والوطنيين ص63). وفي الصفحة 75 (كان للدم المنسكب على الأرض رائحة كريهة كأنها امتزجت بمخلفات الدماء المتعفنة لسجناء تركوا اثارهم... مع رائحة القيح والدم الممزوج باللحم المنثور والاجزاء المقطوعة من أجساد منتهكة زادت المشهد هلعاً وخوفاً ورعباً). وفي ص79 (اسكتته جملة من اللكمات والهراوات والضرب المبرح.. أخمدت صوته وثورته تلك بقوة لم تمهله كثيراً فسقط أرضاً مضرجاً بالدماء وراحت الاقدام تتكالب على جسده الملقى على الأرض واخذ الجلادون بنهش جسده كالكلاب المسعورة التي تمزق فريستها عند الإفلات من قبضتها، كان الجسد يتلوى من شدة الألم وهو ينزف دماً من بين أسنانه وأذنيه وأنفه. ضربة أخرى تلقاها على رأسه من عصى تائهة لجلاد حاقد أفقدته الوعي وبدأ ينزف الدم من شقٍ أحدثته تلك الضربة، لم يتمكن المهزوز والسجين الثالث من التدخل فقد بقيا منكمشين على نفسيهما لدرجة إن قدميهما لا تستطيعان تحمل الوقوف. وبحركة غريبة اقترب المهزوز من زميله الواقف متوسلاً إياه بالحفاظ على السكوت والصمت وعدم الحركة والا سيلاقون نفس مصير صاحبهم ... لكنهم بعد يومين علموا بأن مصيره كان الموت بعد ان قطعت أجزاء جسده وهو حياً الى ان نزف ومات). وفي ص155 (آه يا لقوة وإرادة وعزيمة ذلك البطل وهو يواجه بشاعة التعذيب. توقف عن الكتابة للحظات وهو يعقب بالعامية ـ يا ليتني مثله ـ التقط أنفاسه وامتزجت ذكرياته بمشاعره الغريزية للنجاة ولكن رغم ذلك كانت الدموع تنساب تلقائياً من عينيه.. دارت الأفكار والتوجسات بين شد وجذب ومن ثم عاد نحو الورقة .... كلهم ساروا بنفس الطريق الغريب انهم ما كانوا ليقلقوا على مصيرهم فكل واحد منهم كان يخاف على الآخر وهمهم الوحيد كان الصمود والموت بشجاعة. لا اعرف من ماذا قد وجبل أمثال هؤلاء الرجال ومن جعل عودهم بهذه الصلابة).. لكنه ينتبه لنفسه وهو يواصل استذكاره في هذه الأوراق المتبقية وأصبحت جزء من مشروع كتاب لرفاقه.. (أنا الوحيد الذي لا زلت حياً وأتذكر تلك الأيام ومآسيها وكيف كانت تمر علينا بطيئة حدّ اللعنة وهي تأخذ كل يوم منا أحدهم يذهب ولا يعود تنتهي تساؤلاتنا عند ذلك الحد فنعرف بانه عذب حتى الموت هكذا الأيام تمضي ونحن نفقد رجالاً من أفضل الرجال قضى البعض بالكرسي الكهربائي والبعض الآخر بالتعليق حتى الموت وطرق الموت تتعدد. عشرات منهم غابوا بتلك الطرق بل الوف غيبوا بمختلف الصور، نعم كان هؤلاء القتلة يستخدمون كل الاساليب التي لا تخطر على بال أحد من ضمنها الاساليب الشاذة.) (استمر المهزوز يسجل ويكتب مذكراته في يوميات متناقضة فيها العمق النفسي الملتهب، وفيها التصدي للضمير بالهذيان ....... يشير الى حوادث حصلت امامه) لكن (لا أحد يعلم كيف استطاعوا الولوج الى أعماق تلك الروح الوثابة القوية الثائرة ودجنوها بهذا الشكل، لا أحد يستطيع الإجابة سواه بهذا الشأن) كانت البداية حينما قال: (لتحترق روما من بعدي، وليأتي الطوفان على المعمورة المهم أنجو بروحي فحسب..) بهذا المنطق في تلك الحالة التي كان يرتعد فيها من الخوف بفعل التعامل المهين قبل ان يتغير بعد ان مرّ بلحظات رعب وهلع ارتجف فيها القلب وخارت قواه المرتعشة فسقط.. سقط بصمت دون ضجة.. وبلا اعلان.. وبموافقة الجلاد.. خلق ملابس السجين.. في موازاة خلع ملابس اخت لسجين او ابنته او زوجته المصحوبة بسخرية فاقدي الضمير.. من المشوهين المبتذلين العاملين في مؤسسات القمع.. وهي مشاهدات تأبى النفس من قبولها ويتمنى السجين الموت وان جاء هذا الموت بإغماض العين لكن هيهات فان السمع والصراخ المنبعث من الضحايا يدخل في ثنايا الروح ويحرق القلب ويدميه.. فنكون امام معادلة جديدة.. تتطلب مراجعة مواقفنا وإعادة النظر بتقييمنا للذين حكمنا عليهم بالخيانة.. من أمثال المهزوز.. دون ان نبرر سلوكهم.. كما هو الحال مع الشخصية المحورية في الرواية.. الذي تعرض للتهميش.. وتركته خطيبته فقرر الانتحار بجرعة حبوب كانت بحوزته.. بعد ان ترك عدة صفحات مكتوبة عمّا مرّ به في المعتقل.. وما تلاها من مراجعة فكرية ـ اجتماعية لاحقة للأحداث التي عاشها وعاصرها.. حاول من ترحيل أسباب هذه التحولات في موقفه من خلال نظرة أعمق.. الى الممارسات البشعة للمجرمين والقتلة.. الذين تحولوا الى وحوش يفترسون ضحاياهم.. وفق برنامج معد لتحطيم ارادة الانسان.. وإن تطلب الأمر اللجوء لتقطيعه وفصل أجزاء من جسده.. وهو ما شاهده الضحية ـ الخائن.. الذي أصيب بالهلع والصدمة فقرر النجاة بروحه في مسعى منه لتجاوز الموت وبدء حياة جديدة.. جديدة شكلاً.. لكنها محملة بأعباء نفسية صعبة.. وروح منكسرة.. وخوف ورعب يلاحقه في نومه.. من خلال كوابيس ورؤى تقض مضجعه.. وتجعله يفيق من نومه يصرخ فزعاً.. فتهرع امه واخته الصغيرة لنجدته.. وتتكرر الحالة مع الأيام لتصبح خطيبته هي الأخرى من يشارك في مواساته وتسعى لإنقاذه من محنته وعذاباته الدفينة في ثنايا روحه المجروحة.. لكن الاحداث تكون اعقد من محاولاتهم.. ومساعيهم لمؤازرته واخراجه من دوامة الألم والانعزال.. حينما يكتشفون من خلال الآخرين.. في المقدمة منها صديقة خطيبته الهام وزوجة اعز رفيق له.. وصديق آخر للعائلة كان مدرساً للفيزياء الأستاذ ابرم.. انه ـ أي المهزوزـ هو بالذات لا غيره.. بعد انهياره من وشى برفاقه.. وكان السبب في اعتقالهم وموتهم.. من خلال الاعتراف المذل وكشفه لأسمائهم وعناوينهم ومهنهم..
لننتقل عبر الفصول اللاحقة من الرواية.. لمرحلة التأنيب والقسوة والمقاطعة الأشد ايلاماً للضحية فيحدث الطلاق.. بالأحرى تتخلى خطيبته عنه وتتركه بقرار لا رجعة عنه.. لتنخرط في مشروع مشاركة لجمع وصايا وكتابات المعتقلين.. في خضم عمل جماعي لإصدار كتاب عن أدب السجون.. فتكتشف المصيبة من خلال رسائل وكتابات عدد منهم.. بينها شهادة ومشاهدات المهزوز نفسها.. التي فسرت وكشفت الغطاء عن الصفحات المغيبة.. مما كان يجري في المعتقلات.. من قسوة وبشاعات سطرها المهزوز في حالة ندم توحي بعدم مقدرته على الصمود.. كما ورد في الصفحة الثانية من اوراقه (أي مفتاح استخدم لفتح تلك الاقفال والولوج الى اسرار تلك الصناديق المتينة المحفوظة في دهاليز العقل البشري، مفاتيح كشفت الأسرار المخفية في العقل والذاكرة، أسرار تشكل الحياة بالنسبة للجسد الواحد، كيف نفذوا اليها ووصلوا الى أخرها؟ كيف تخلى من كان يعتمد عليهم ويحسبون برجال أو كما قيل عنهم عمالقة النضال والتحدي والصمود، أي صمود هذا؟ صمود الجبناء والمتخاذلين، كيف تصدى الضعفاء من اجل الخلاص وهم يستبسلون لحفظ النوع والسر. كان اغلب المارقين والمهرولين صوب الخزي من كبار الاسماء وعناوين وأفلتوا من القبضات الحديدية ونجوا بحياتهم. نعم الكثيرون سعوا وراء النجاة وكان المهزوز واحدا منهم.. رغم ان المصيبة الأكبر لم يكن أحد يعلم بموقف الثاني، إذاً ماذا كان هذا؟ .... سلم المهزوز بالأمر الواقع حين دون بأن فيه كانت رغبة واحدة عرفنا بها وبالمهمة الوحيدة لديه هي ان يدخل الاطمئنان الى قلبه.. حتى وان كان على حساب وسلامة الأخرين.. هذا ما كان قد كتبه المهزوز في بعض من أوراقه الخاسرة. التي احتفظت بها الأم).. ص 318 نصيحة النادل (عمي لا تشرب هوايه لمن انت مقهور، لان الشرب يصّحي المواجع.. وأنت مبيّن عليك خوش رجال بسْ ما تكدر تشرب هوايه.. عمي أحمد ربك ما جان ولا جلب هنا.. وانت تهذي وتسّبْسبْ بالحكومة وما بقيت شيء ما كلته.. والله عمي الله يحبك جان ورطتنه وانت كاعد تخطب بالمحل وما تسكت، روح الله وياك بس، لا تكررها واشرب بالبيت أحسن لك).. اما الأستاذ ابرم الذي عاد الينا بعد قراءته لتلك الصفحات ليؤكد في ص364 من الرواية.. بعض مشاهداته عن المهزوز يوم كانوا في زنزانة واحدة وتذكر.. (كيف خارت قواه منذ الدقيقة الأولى لدخوله السجن حين نفذت امامه عملية تعذيب وقتل لبعض السجناء وكيف تمت عملية تنفيذ حكم الإعدام بأحدهم بشكل لا يسع الكلام عنه وبعد تلك المشاهد انتهى امره وخانته شجاعته ودخل الرعب لقلبه حتى لم يكن يتمكن من النظر نحو الضحايا او المعذبين بأيادي الجلادين الأشرار).. لنعود مرة أخرى مع ما كتبه المهزوز في الصفحة 397 من الرواية معترفاً للمرة الأخيرة وهو قابع في غرفته معتزلاً قبل ان يقرر انهاء حياته كما كان قد قرر مسبقاً.. (أقول لكم بصدق هذه المرة ولأنني لوحدي ومع ذاتي فقررت ان أقول الحق... انا انسان شديد الحساسية تتملكني العواطف وتقودني المشاعر أظنني لم أخلق للتعذيب والضرب أو لأكون بهذه الحالة.. إني اعترف بأنني لم أكن أمتلك يوماً قوة وإرادة وجبروت الآخرين من السجناء الذين رأيتهم وهم يسحلون نحو المقاصل ويوضعون في مجابهة مباشرة مع آلات التعذيب الكثيرة، نعم لقد أبهروني ولكني ارتعبت من الوهلة الأولى ما كنت أرغب بالمطلق أن أكون في مكانهم بعد الجولة التي قادني اليها الجلادون قبل بدء التحقيق معي، لقد شاهدت بعيني أضعف شخص من أولئك المناضلين وهو يقف بوجههم ويتحداهم وهو على يقين بالمصير الذي ينتظره لكنه لم يأبه. أنا شخصياً لا اعلم كيف ومن أين جاء أمثال هؤلاء البشر الذين يمتلكون تلك القوة وذلك العزم...... اؤكد بأن أضعف واحد فيهم اشد مني بعشرات المرات قوة وصموداً وموقفاً ..... إن مجرد النظر والتفكير بما يدور حولك يضفي على المشهد رهبة هائلة تجعل منك صرصوراً يمكن سحقه في اية لحظة تحت قدم أي مار، مجرد التفكير او النظر قليلاً لما يقومون به تجعلك تهاب المواجهة وتتراجع او تفكر مرتين قبل اتخذاك أي موقف، ولكن لا خيار لك سوى النجاة او الموت، حين ترى تلك الدماء المتيبسة في كل الأماكن والزوايا، فوق الأشياء وتحتها وحولها على الجدران والاسقف في الزوايا وعلى الملابس، على المناضد والكراسي، في انصال السكاكين والفؤوس المختلفة، المعلقة منها والمركونة هنا وهناك، حبال معلقة ببكرات دوارة نازلة من السقوف العالية، مخاريط ومناشير كهربائية، وأجهزة لا اعلم ما هي ولماذا هي هنا في هذه الأماكن. اشعر بأنني في ورشة حدادة، او مختبر تجارب، او غرفة تشريح الموتى، كل تلك الأشياء التي تراها عيناك تهز كيانك حد اللعنة.... واكيد سيكون لك ردة فعل، تصور شعورك بمقابل معرفتك بأن هذا ما سينتظرك بعد قليل، وتبدأ بتساؤل ذاتي عن إمكانية الصمود، وما هو القرار الذي يمكنك أن تختاره الأول النجاة أو الثاني الموت، ويا ليت أن يكون الموت بطلقة تنهي حياتك، وما أجملها من ميتة، ولقد تمناها الكثيرون، ولكن لا لم يكن همهم قتلنا فقط.. اشعر بأنها كانت ملهاة للقتل لعبة سادية قديمة لسفاكي الدماء والمتعطشين للقتل وهي الابشع في إمكانية قبول تلك الكيفية للانتقام والتخلص منا، كم من الكراهية والحقد يجب ان يمتلك الانسان لكي يصل لفعل تلك الجرائم او قبول هذا العمل. فأنا يا احبتي ما كنت أستطيع حتى مجرد النظر لتلك الأفعال والمشاهد المقززة، نعم لم يكن لي فعل مقابل ذلك العمل المختلف الغير انساني، اقولها بصراحة...... لم يكن لدي ذلك الاستعداد لخوض التجربة تجربة البطولة التي تؤدي الى تقطيع اوصالك والرمي بك الى احدى المزابل.... كنت اغلق عيني تفاديا لمشاهدة عمليات تقطيع أجساد الرفاق والبشر امامي.. كان يغمى علي وأفقد الوعي عدة مرات في اليوم ثم كنت اتوسل من القصابين ان يخرجوني من هناك.... وبالعكس كانوا يمعنون في عمليات التقطيع والبتر وهم يقهقهون ويسخرون مني بشكل مقرف يجعلني اشعر بالغثيان). وبعد ان انتهى ابرم من قراءة تلك الاسطر قال مؤكداً.. والله انت صادق فيما ذكرته، ليس الامر سهل للداخلين هناك حقاً، وليس لكل البشر طاقة متساوية في التحمل والصمود ..... وللأسف كنت انت أضعف حلقة فينا، ونحن لم نكتشفك، ولقد وضعنا كل اسرارنا في حقائبك وسلمناك حكاياتنا وارواحنا.
وفي الختام.. وبالرغم مما ورد في الصفحات الأولى من الكتاب من كلمات شكر وتقدير للدكتور الراحل عبد اللطيف عباس وللشاعر الراحل خلون جاويد على تنقيحهم للرواية أقول: في الرواية كم هائل من الأخطاء النحوية.. بالإضافة الى اخطاء الكيبورد.. على سبيل المثال (ورد ان الثلوج تبدأ بالذوبان في الصيف والصحيح يبدا الذوبان من الربيع ص 18 مع وجود حالات تكرار لكلمات في أكثر من صفحة وكذلك أخطاء من قبيل نصب المجرور او رفعه بدلا حالة الجر المتعارف عليها (الى وهماً ص38) وكذلك جمل ضعيفة تتطلب الشطب او اعادة صياغة.. يتحمل الكاتب ودار النشر مسؤوليتها.. وادعوه لمعالجة هذا الخلل وتنقيحها والتفكير بتحويلها الى سيناريو فيلم.. لان مضمونها يستحق ان يتحول لفيلم سينمائي.. فـ (اسرار الفقراء كثيرة مثل جراحهم العميقة) كما تقول في مقطع من روايتك ص153.. ولأنها أي الرواية.. هي سطور كتبت ليس للتشفي من قبل من ساهموا في تثبيت معاناتهم على الورق.. بل لنستخلص من خلال تلك التجارب الانسانية المريرة والانكسارات الدروس الممكنة.. (أدعوكم الى توسيع بؤرة العين والنظر بعيداً خلف الأشياء لأجل اكتشاف اسرار ما خلف الجدران وحكايات واسرار الليالي الطويلة، عليكم التمعن بالتاريخ والحياة واكتشاف أسرارها المخفية والاخذ بنتائجها الإيجابية منها والسلبية فلقد ثارت أغلب الشعوب على طواغيتها. ومن اجل ان ننقذ أنفسنا من دوامة القلق والتردد والصراع النفسي في ان نكون او لا نكون، في ان نحيا ام نعيش، ايهما هو الاجدر بنا الأولى ام الثانية، ان الخوف والتردد على مصيرنا اليوم سيكون له نتائج كارثية يوم غد... وتأكدوا ان مصير هذه البلاد وشعبها مرهون بموقفنا من حكام اليوم وليس غداً.) ادعو المخرجين المهتمين بمحتوى الرواية للتفكير بتحويلها لفيلم سينمائي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ صباح كنجي الأول من أكتوبر 2025 ـ الرواية من 455 صفحة.. مع مقدمة للناقد هاتف بشبوش الطبعة الأولى امل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع سوريا دمشق 2019 ـ سيتم عرض أول حلقة لمسلسل قطار الموت الليلة من قناة تلفزيون العراق
#صباح_كنجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحول السياسة الى ممارسة للمبتذلين والمنحطين بصبغة فاشية في ع
...
-
العالم يصغر والمشاكل تكبر!
-
سعيد بيران وتوجهاته الدينية
-
بين غربتين.. رواية ل سعاد الراعي
-
حول مذكرات كامل كرم
-
منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق/ألمانيا (أومرك) نداء
...
-
لا تستهينوا بمحاولات إعادة حزب البعث للسلطة من جديد في العرا
...
-
مع رزكار عقراوي والذكاء الاصطناعي من جديد
-
حول الاختراقات الأمنية والاندساس في الحزب الشيوعي العراقي
-
الجبل اليتيم.. لصلاح رفو
-
الحوار الثاني - حوارات مركز الشمس للدراسات والبحوث..
-
حوارات مركز الشمس للدراسات والبحوث..2
-
حوارات مركز الشمس للدراسات والبحوث..
-
الدورة الثانية ليوم للثقافة العراقية في هامبورغ
-
افتتاحية العدد السادس لمجلة الشمس الالكترونية
-
هذا الكتاب المزيف لتاريخ سنجار..
-
الخيار الآخر لمازن الحسوني
-
مقدمة العدد الخامس من مجلة الشمس
-
كردستان العراق الى أين؟ الاحتلال التركي.. 3
-
كردستان العراق الى أين؟ ولادة داعش الكردية.. 2 ثانياً ـ أسس
...
المزيد.....
-
-حماس- تنفي صلتها بمعتقلين في ألمانيا وتؤكد حصر كفاحها داخل
...
-
الحرب على غزة مباشر.. غارات عنيفة على القطاع واعتقالات واسعة
...
-
نواكشوط.. نواب موريتانيون يتظاهرون دعما لأسطول الصمود العالم
...
-
هيئة البث العبرية: اعتقال الناشطة السويدية جريتا تونبرج على
...
-
المرصد السوري لحقوق الإنسان: بشار الأسد تعرض للتسمّم في موسك
...
-
تقرير الخارجية الأمريكية حول الاتجار بالبشر: تونس والجزائر ت
...
-
ترامب يطيل أمد الحرب
-
رواج صور لـ-اعتقال إسرائيل عناصر من الأمن العام في سوريا-..
...
-
أبو هولي يبحث مع وفد كندي سبل دعم الأونروا والأوضاع الصعبة ف
...
-
حماس: تصريحات ’كاتس’ تمهيد لتصعيد جرائم الحرب في غزة
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|