ماجد عبد الحميد الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 12:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عصر الفيض المعلوماتي الذي توفره وسائل تكنولوجيا المعلومات الحديثة لم تعد طريقة التدريس في محاضرات الدراسات العليا والتي يكون الاستاذ فيها محورا تستمد منه معلومات المحاضرة ويكون الطلبة على الهامش بوصفهم متلقيين سلبيين يدونون ما يمليه عليهم استاذهم الذي – بدوره - استمد معلوماته من بضعة كتب احتازها منذ زمن بعيد صالحة و مجدية في عصرنا هذا. فقد يستطيع الطالب – اليوم - الحصول على مصادر ومراجع كثيرة تتجاوز ما لدى الاستاذ بأضعاف مضاعفة وبوقت زمني قد لا يتجاوز نصف ساعة بعد تحميلها على شكل ملف الكتروني. وبناء على ذلك ينبغي أن يتحول الاستاذ من ملقن يرسل المعلومات الى طلبته الى مرشد يوجه الطلبة للتعامل بطريقة احترافية أكاديمية عن كيفية توظيف وانتاج المعلومة الصحيحة ، وفحص المعلومة والتثبت من صحتها ، واختيار المعلومات الموثوق
بها، فضلا عن تزويد الطالب بمهارات التحليل والتأويل لبناء أفكاره بطريقة يصعب دحضها بسهولة. وبهذه الاسلوب سيحصل الطالب على مهارات وخبرات في القاء المحاضرات والشجاعة الأدبية فضلا عن تمكنه من استعمال لغته بشكل يمكنه من اكتشاف أخطائه وتصحيحها مستقبلا.
يضاف الى ذلك ، يقوم الاستاذ بتكليف الطالب بكتابة ورقة بحثية عن موضوع محاضرته موظفا فيها المصادر والمراجع التي تمت الاشارة اليها في المحاضرة. وبهذا العمل يحصل الطالب على فائدتين تسعفانه في كتابة بحثه لنيل الشهادة وفي العرض والدفاع عن آرائه وأفكاره التي تم تبنيها في بحثه. أما اذا تم تصوير المحاضرة وعرضها على المواقع الإلكترونية فالفائدة ستكون أكثر جدوى وأجدى نفعا، لأن الطالب حينها سيستفيد من التغذية الراجعة التي يقدمها القراء ومن اعادة المحاضرة ومشاهدتها لأكثر من مرة حيث يتسنى له الوقوف عند الهفوات التي وقع فيها فضلا عن تأشير المواضع التي أجاد فيها.
وهكذا نستطيع ان نغرس الثقة بطلبتنا ونجعلهم في مواجه واقعية حقيقية أمام جمهور واسع ومن مختلف المرجعيات الثقافية.
#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟