أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - التنمية المستحيلة في دولة الميليشيات














المزيد.....

التنمية المستحيلة في دولة الميليشيات


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تحولت بعض الدول العربية مثل (لبنان، اليمن، العراق، سوريا، ليبيا، السودان) إلى ساحات نفوذ للميليشيات، دخلت مشاريع التنمية في مأزق عميق، لأنها فقدت البيئة الطبيعية التي تُبنى فيها. فالتنمية ليست مجرد طرق أو أبنية إسمنتية، بل هي رؤية متكاملة للدولة والمجتمع تقوم على القانون، العدالة، الاستقرار، والتخطيط العلمي. أما في دولة الميليشيات، فإن كل ذلك يغدو مجرد أوهام. فلا تنمية بلا دولة قوية تحتكر السلاح وتفرض القانون. عندما نتحدث عن "التنمية المستحيلة في دولة الميليشيات"، لابد أن نقرأها من عدة زوايا:

1. في ظل الميليشيات يصبح القرار السياسي رهينة السلاح والولاءات الضيقة، بينما يُهمّش دور المؤسسات الرسمية، فتتعطل مشاريع التنمية أو تُختزل في مبادرات شكلية لا تُحقق أي استدامة.

2. الميليشيات لا تعيش من فراغ، بل تستولي على مصادر الثروة الوطنية، المنافذ الحدودية، النفط، العقارات، الاستثمارات، عمليات التهريب. وبدل أن تذهب هذه الموارد لبناء المدارس والمستشفيات وتطوير البنية التحتية، تُهدر في تمويل أنشطة عسكرية أو في حسابات خاصة لأمراء الحرب. هنا يصبح الاقتصاد اقتصاد ظلّ لا يعرف الشفافية ولا يخدم سوى دوائر ضيقة.

3. التنمية تحتاج إلى استقرار سياسي وأمني وقضائي، وهو ما يتناقض مع منطق الميليشيات. فوجود جماعات مسلحة موازية للدولة يخلق مناخاً من الخوف وانعدام اليقين، فلا المستثمر المحلي يغامر بأمواله، ولا الشركات الأجنبية تقترب من بيئة يسودها الابتزاز والتهديد.

4. الميليشيات تقوم على أسس طائفية أو جهوية، وبالتالي فهي توزع الثروات والخدمات وفقاً لمعادلة الولاء، لا وفقاً لمعيار المواطنة. وبذلك، تتحول التنمية إلى ريع انتقائي يخدم بيئات محددة، بينما تعاني بقية الشرائح من التهميش والفقر والبطالة.

5. تحاول دولة الميليشيات أن تُظهر نفسها عبر مشاريع إنشائية متفرقة، لكنها تفتقد الرؤية والعمق. غالباً ما تكون هذه المشاريع مجرد دعاية انتخابية أو غطاء لإخفاء الفساد، فهي غير مستدامة، هشة، ولا ترتبط بخطط وطنية حقيقية.

6. التنمية تبني على التعليم، البحث العلمي، والاقتصاد المنتج، بينما الميليشيات تفرض ثقافة بديلة تقوم على الطائفية والعنصرية، والسلاح، والعنف، والموت. فتُستنزف الموارد البشرية والمادية في الصراعات المسلحة، على حساب بناء الإنسان والمجتمع.

7. في دولة الميليشيات لا يمكن الحديث عن "تنمية حقيقية"، بل عن إعاقات منهجية للتنمية. التنمية فيها مشوّهة، مُجزّأة، مؤدلجة، وتُختزل غالبًا في مشاريع دعائية أو استهلاكية.


التنمية الحقيقية لا تبدأ إلا بوجود دولة المواطنة المدنية القوية، تحتكر السلاح، وتحكم بالقانون وتعيد بناء مؤسساتها على أساس القانون والعدالة والشفافية. وتوزع الثروات بعدالة، وتخطط للمستقبل برؤية استراتيجية، أما بقاء الميليشيات، فيعني بقاء التنمية رهينة، مشوّهة، ومستحيلة.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الغني بالثروات والفقير بالنتائج.. كارثة الفساد بلا حد ...
- أسباب عدم تعيين -سفير- أمريكي في العراق
- قراءة في الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران
- أزمة خور عبد الله: سيادة وطنية تُباع بالرشاوى
- الانتخابات العراقية لا قيمة لها في ظل الهيمنة الإيرانية
- الدول القوية تملك كل الخيارات.. ما هي خيارات العراق؟
- بعد الضربة الإسرائيلية.. إيران البوق المثقوب
- غياب الإرادة الوطنية وراء شحة المياه في العراق
- إيران وراء فشل مؤتمر القمة العربية في بغداد قبل موعد إنعقاده
- أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟
- هل ستنفذ إيران شروط ترامب في تفكيك برنامجها التسليحي وميليشي ...
- قراءة في تحرير العراق من النفوذ الإيراني
- قانون العفو العام -وجهة نظر تحليلية-
- زيارة السوداني إلى إيران وبريطانيا في دائرة الضوء
- الحذر والتوتر يسود العلاقة بين بغداد ودمشق
- هل تخسر إيران العراق بعد سوريا؟
- كيف تكون العلاقة بين إدارة ترامب وبين العراق وإيران؟
- لن تستقر المنطقة إلا بإسقاط نظام الملالي في طهران
- بعض الحقائق من الواقع العراقي
- -حصتنا في المنطقة-. قالها باقري!


المزيد.....




- فيديو منسوب إلى -أسطول الصمود العالمي-.. هذه حقيقته
- هل ماتت فكرة التطبيع بعد ما فعلته إسرائيل في سوريا؟ شاهد كيف ...
- الصين تدشّن أعلى جسر في العالم بارتفاع 625 متراً
- فاديفول يتوجه إلى وارسو لبحث الاستفزازات الروسية ودعم أوكران ...
- لماذا انتخابات مولدافيا -حاسمة- لروسيا وأوروبا؟
- اجتماع مرتقب بين نتانياهو وترامب الاثنين فيما تواجه إسرائيل ...
- الشيباني: سوريا لا تمثل تهديدا لأحد بما في ذلك إسرائيل
- شاهد مدمر الهواتف يكشف سر -آيفون إير-
- ما الذي أكدته مشاهد القسام الخاصة بعملية خان يونس؟ خبير يُجي ...
- مفاوضات إنهاء حرب غزة في -مراحلها النهائية-.. اتفاق وشيك أم ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - التنمية المستحيلة في دولة الميليشيات