أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - العراق الغني بالثروات والفقير بالنتائج.. كارثة الفساد بلا حدود














المزيد.....

العراق الغني بالثروات والفقير بالنتائج.. كارثة الفساد بلا حدود


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 04:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عام 2003 وحتى اليوم، تحول العراق إلى واحد من أكثر بلدان العالم فساداً ونهباً للمال العام. فالموازنات الانفجارية التي قُدرت بمئات المليارات تبخرت في مشاريع وهمية وصفقات فاسدة، لتصل حصيلة الأموال المنهوبة والمهدورة إلى أكثر من 800 مليار دولار. هذا النزيف المالي انعكس بشكل مباشر على الواقع العراقي، حيث يعيش الشعب في ظل بنية تحتية متهالكة، وخدمات شبه معدومة، ومستويات غير مسبوقة من الفقر والبطالة.
العجز المالي الذي بلغ (89) مليار دولار ليس مجرد رقم في دفاتر الدولة، بل هو شاهد حي على إفلاس المنظومة السياسية الحاكمة، التي جعلت من خزينة البلاد مصدراً دائماً لتمويل الأحزاب والميليشيات المرتبطة بإيران. هذه القوى استحوذت على موارد الدولة النفطية والجمركية، وحولت الوزارات إلى مزارع خاصة لتوزيع المنافع بين الأتباع والموالين.
بتاريخ 13/9/2025 أنتقد عضو المالية النيابية مصطفى الكرعاوي أداء الحكومة المالي، واصفاً الموازنة الثلاثية بـ “الهزيلة". قائلا في حديث صحفي، إن "الموازنة الثلاثية أثبتت فشلها نتيجة اعتمادها على تقديرات غير دقيقة، وأعباء مالية تفوق قدرة الدولة على التحمل، مضيفاً أن العجز الحكومي في الوفاء بالالتزامات المالية الجارية جاء نتيجة مباشرة لهذه السياسة المالية غير المدروسة وشدد على أن الموازنة الحالية ألحقت أضراراً جسيمة بالاقتصاد الوطني، وأسهمت في تعقيد المشهد المالي في البلاد"، وفي السياق نفسه عد النائب عضو المالية النيابية جمال كوجر، يوم 14/9/2025، الموازنة الثلاثية “كارثة حقيقية” على المالية العامة، مؤكدا أنها حولت العجز المخطط في موازنة 2023 و2024 إلى عجز فعلي أثقل كاهل الدولة. وقال في حديث صحفي، إن “إقرار الموازنة الثلاثية تسبب بتحويل العجز المخطط في موازنة 2023، إلى عجز حقيقي بعد أن صرفت موازنات 2023 و2024 بالكامل، مبيناً أن الموازنة الثالثة قد لا تصرف بكاملها لانتهاء دورتها المالية. وأضاف، أن موازنة 2024 تكبدت خسائر إضافية بعد إنفاق (11) تريليون دينار على مشاريع منجزة من موازنة 2023، ما أدى إلى نقص كبير في مواردها، مشيراً إلى أن تراكم العجز يضعف قدرة الحكومة على تنفيذ المشاريع الجديدة ويؤثر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي والخدمي".

العجز المالي في موازنة 2025 غير المقرة لغاية الآن وصل إلى (89) مليار دولار بحسب تصريحات نيابية، هو نتيجة مباشرة لهذا الفساد، إلى جانب: -
1. الاعتماد شبه الكامل على النفط (أكثر من 90% من الإيرادات).
2. تضخم الإنفاق الحكومي بسبب الرواتب والامتيازات الهائلة للطبقة السياسية والأحزاب.
3. المشاريع الوهمية التي ابتلعت مليارات دون أثر على البنية التحتية.
4. سيطرة الميليشيات والأحزاب المرتبطة بإيران على مفاصل الدولة، وتحويل المال العام إلى تمويل نفوذها السياسي والعسكري.
النتيجة أن العراق، رغم ثرواته الطبيعية والنفطية، يعيش أزمة مالية خانقة، تتجلى في: -
1. ضعف الخدمات العامة.
2. ديون متراكمة.
3. توقف مشاريع التنمية.
4. ازدياد معدلات الفقر والبطالة.
من هنا نقول، إن جوهر الأزمة لا يكمن فقط في سوء الإدارة، بل في الاحتلال السياسي الإيراني للعراق عبر الوكلاء، الذين حوّلوا القرار الاقتصادي إلى أداة بيد طهران، على حساب مصلحة العراق وشعبه. وما لم يتم اجتثاث هذا النفوذ، وبناء حكومة وطنية مدنية تستند إلى الكفاءة والنزاهة، فإن العجز المالي سيتضاعف، وسيبقى العراق دولة غنية بالموارد وفقيرة بالنتائج.
إن كارثة الفساد المالي والعجز ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة طبيعية لتحالف السلطة والمال والسلاح المنفلت. والعراق لن ينهض إلا بخلاصه من منظومة الفساد، وبناء دولة مدنية علمانية عادلة تحفظ ثروات الشعب وتعيدها إلى مسار التنمية والعدالة الاجتماعية.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب عدم تعيين -سفير- أمريكي في العراق
- قراءة في الاتفاقية الأمنية بين العراق وإيران
- أزمة خور عبد الله: سيادة وطنية تُباع بالرشاوى
- الانتخابات العراقية لا قيمة لها في ظل الهيمنة الإيرانية
- الدول القوية تملك كل الخيارات.. ما هي خيارات العراق؟
- بعد الضربة الإسرائيلية.. إيران البوق المثقوب
- غياب الإرادة الوطنية وراء شحة المياه في العراق
- إيران وراء فشل مؤتمر القمة العربية في بغداد قبل موعد إنعقاده
- أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟
- هل ستنفذ إيران شروط ترامب في تفكيك برنامجها التسليحي وميليشي ...
- قراءة في تحرير العراق من النفوذ الإيراني
- قانون العفو العام -وجهة نظر تحليلية-
- زيارة السوداني إلى إيران وبريطانيا في دائرة الضوء
- الحذر والتوتر يسود العلاقة بين بغداد ودمشق
- هل تخسر إيران العراق بعد سوريا؟
- كيف تكون العلاقة بين إدارة ترامب وبين العراق وإيران؟
- لن تستقر المنطقة إلا بإسقاط نظام الملالي في طهران
- بعض الحقائق من الواقع العراقي
- -حصتنا في المنطقة-. قالها باقري!
- العراق دولة الميليشيات والفساد


المزيد.....




- في -نشاط دولة- محتمل.. إيران تؤكد احتجاز ناقلة نفط في الخليج ...
- أوكرانيا تقصف منشأة حيوية قرب موسكو وروسيا تسقط 25 مسيّرة
- من أفغانستان إلى دمشق المحررة: صحفي سوري يروي أوجه الشبه وال ...
- أفغانستان تعلن انتهاك مسيرات أميركية مجالها الجوي عبر دول مج ...
- اتفاق تاريخي بالدوحة يؤسس مرحلة استقرار جديدة في الكونغو الد ...
- تركها ملطخة بالدماء.. كلب ينهش وجه طفلة ويعود ليهاجمها ثانية ...
- تحليل.. ترامب سيواجه -فوضى وتحديات- في حالة سعيه للإطاحة بما ...
- -أغنية لاعب صغير-.. رحلة بين الهزيمة والخلاص في عالم إدوارد ...
- إدارة ترامب تضغط على إسرائيل لتحقيق تقدم بشأن مقاتلي حماس بر ...
- مقتل 4 عناصر أمن بهجوم مسلح شمال شرق نيجيريا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - العراق الغني بالثروات والفقير بالنتائج.. كارثة الفساد بلا حدود