احمد شحيمط
كاتب في مجالات عدة كالفلسفة والاداب وعلم الاجتماع
(Ahmed Chhimat)
الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 15:22
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
هل المغاربة عنصريون ؟ كلا ليسوا كذلك . يأتي النفي سريعا من قبل الأفراد والجماعات والهيئات والمنظمات من أفعال العنصرية، لا دلائل على نزوع المغاربة لاستئصال الآخر بالقوة والعنف من مجتمعنا بل تتزايد المواقف والأصوات الداعية لصيانة الحق والكرامة من منطلق إنسانية الإنسان، من دواعي الاستيعاب والبحث عن حلول للهجرة المستفحلة، تنامي خطاب الرفض للمهاجرين الأفارقة في المغرب من قبل نشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية تعبير عن فشل السياسات العمومية، وتخبط الحكومة في معالجة ملف الهجرة الشائك بالمقاربات الإدماجية والأمنية، وأحيانا النزوع للقوة والاحتواء من خلال الاعتقال والترحيل، النقاش العمومي اليوم يرفع صوت المواطن للتحذير من استفحال العابرين والفارين من إفريقيا جنوب الصحراء ودول الساحل بأعداد متزايدة دون تشديد الرقابة على الحدود من أفواج المهاجرين غير النظاميين، ظواهر جديدة تنمو وفي استطاعة الحكومة الحد منها بوضع سياسة وطنية متكاملة.
نمط من الهجرة لا يعترف بالحدود، ولا بالقوانين، هروب جماعي غير منظم، ونزوح من بؤر الصراعات والنزاعات العرقية والسياسية من جراء الحروب . أصوات المغاربة في تزايد مستمر للتحذير من تدفق المهاجرين، الخطر القادم بصمت، كما يرسم هؤلاء صورة قاتمة عن مغرب اليوم من قبيل، الأفارقة وتحديات السيادة، وجودهم غزو صامت، واستبدال كبير للتركيبة السكانية كما جاء كذلك في تصريح الرئيس التونسي "قيس سعيد"عن رغبة أطراف معينة في خلخلة التركيبة السكانية للدول المغاربية، مخاوف الناس مشروعة، وهواجس مستقبلية طابعها الترقب والحذر، عندما لا تستطيع هذه الدول السيطرة على الجيوش الصامتة التي يمكن أن تتحول إلى قوة مهددة للسلم والهوية، كما للهواجس حدود ومبالغة في التقدير عندما تصير الهجرة واقع إنساني يستدعي من البلدان التعجيل في الحلول لانقاد إفريقيا من الظلم والحروب لأن العالم اليوم في حاجة إلى نظام عالمي منصف وعادل يعيد النظر في الاختلال .
المهاجرون ليسوا كتلة واحدة، الهجرة غير النظامية عائق في الإدماج والاستيعاب، تهديد للنسيج الاجتماعي إذا كان صنف من المهاجرين الأفارقة يعبرون بدون ضوابط قانونية، يتواجدون بأفواج، يتحركون جماعات، يتكتلون في مجموعات، ويعيشون في كنتونات منغلقين ومنعزلين عن الآخر، ومتشبثين بتقاليدهم ولغتهم، لا يرغبون في الاندماج، ويحملون في أعماقهم كل الحقد والغضب على المجتمعات الأخرى أو هكذا يمكن النفاد إلى فهم سيكولوجية المهاجر الإفريقي من خلال لغته ومواقفه، والعمل كذلك على فهم العقليات ومنطق السلوك، . المشكلة أن الإفريقي العابر من منطقة الصحراء والساحل، لا يجعل من العبور مقصدا للاستقرار في المغرب، بل هناك حلم تغلغل في ذهنه للعبور نحو الضفة الأخرى، عينه على أوروبا، وما يؤجج لهيب المغادرة والفرار مافيا تهريب البشر، وشبكات نقل المهاجرين في قوارب الموت، وشبكات التهريب من مسارات مختلفة، وهناك شبكات تتوسط في زواج المغربيات للظفر بالإقامة، زواج فاشل ينتهي للفرار والاختفاء. يقطعون المسافات، ويكابدون مخاطر الطرق فرارا من الموت والقتل، لا يبالون، مندفعون وناقمون على الكل. إفريقيا المريضة بأمراض السلطة والتخلف الفكري، إفريقيا التي تعاني هول العولمة الثقافية والاقتصادية، أوطانهم رهينة للنخب الفاسدة المتآمرة مع القوى الأجنبية، صنعت هذه القوى الفاسدة أوطان مستباحة للنهب، صنعت عقول مغتربة مفعمة باليأس وخيبات الأمل، سياسات غير رشيدة أدخلت الأفارقة في النزاعات والحروب العرقية، عملت السياسة هناك على قتل الأمل، وإفساد الوعي، وتدجين الطاقات، والسطو على الخيرات، وزرع بذور الشقاق والصراع. نزاعات مسلحة أدت للزيادة في الفقر وعدم المساواة، منطقة الساحل والصحراء تصدر للعالم أفواجا من المهاجرين، يعبرون الصحراء، جيوش صامتة، وجحافل من الناس يرغبون في الحياة، يطلبون اللجوء والاستقرار.
المغاربة شعب مغامر ومهاجر كذلك، يندمجون في المجتمعات الجديدة، ويقدمون قيمة مضافة في العمل والإنتاج ، ذاكرة المغاربة قصيرة يعتريها النسيان عندما يلوحون برفض الآخر، وهم بذلك، يعبرون عن الفعل العنصري المشين والمرفوض، يقللون من الإفريقي العابر، والفار من لهيب الحروب والصراعات، العابر بنفسه نحو الأمان، خطاب الكراهية في المنصات الرقمية واقعي، وخطاب الاعتدال الذي يشيد بالتسوية القانونية والمبادرات الحكومية في الإدماج من خلال منح المهاجر الإفريقي حق اللجوء والإقامة، منح بطاقة هوية، الحد الأدنى لتهدئة الخواطر، وتبديد المخاوف من وجود المهاجر الإفريقي، وجاءت التسوية بناء على اتفاق بين المغرب والإتحاد الأوربي للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين، يتدفق المهاجرون من شتى المسالك والمعابر، القرار يتعلق بالتوطين، والمنع والإقناع بالاستقرار مقابل حزمة من المساعدات المالية والاقتصادية، التسوية بهدف الإدماج، وبذلك يعتبر المغرب محطة عبور وانتظار، تحديات اقتصادية واجتماعية يكابدها المجتمع المغربي، مستوى البطالة، وانسداد الآفاق بالنسبة للشباب تزيد الهجرة في تفاقم الأزمات، الإدماج يتعلق بالعمل والسكن، وضمان الحقوق الطبيعية والمدنية، منها السلامة في العيش، وتأمين الحاجيات الأساسية، الإدماج دون ذوبان لغوي أو ثقافي، الإفريقي العابر من الساحل والصحراء يحمل في أعماقه القيم والثقافة والأعراف، يخاف المغاربة أن تصير العادات والتقاليد الإفريقية ضرب من عادات دخيلة ثابتة ومستقرة، جزء أساسي من مطالب الأفريقي في الوجود، وهذا الأمر يعتبر في ذاته تهديدا للتركيبة الاجتماعية، وتهديدا للمخيال الاجتماعي، المغرب لا يتحمل تبعات الاكتساح والنزوح، يحتل المغرب المرتبة 120 من أصل 193 في تقرير التنمية البشرية لعام 2025، المغرب يتذيل المراتب في مؤشر التنمية البشرية، المغاربة على تنوع انتماءاتهم يرفضون تعامل الحكومة المغربية مع ملف الهجرة بالمقايضة والابتزاز.
المهاجر الإفريقي منغلق على ذاته، يحمل الحلم في أعماقه، ويتطلع للعبور نحو القارة الأوربية. الحكومة المغربية مطالبة بتشديد الإجراءات، وتفعيل القوانين الزجرية على شبكات التهريب، وإحباط المحاولات للهجرة بطرق غير شرعية، وذلك عبر الرصد والاستباق واليقظة. أصوات عالية للمنظمات والجمعيات الحقوقية والإنسانية، أصوات تنادي كما العادة بتسهيل اللجوء، ورفض كل أشكال القهر والعنصرية، خطاب المركز المغربي لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز، وخطاب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والدعوة إلى نهج شراكة متعددة من أجل فهم الظاهرة، ووضع سياسة عملية للحل، الخطاب الحقوقي يستند على فكرة الكونية، والمبادئ الأصيلة في المواثيق الدولية التي تضمن السلامة والكرامة والعيش الكريم، المرصد الإفريقي للهجرة بالرباط، ودوره في تمتين العلاقات الأخوية بين المغاربة والأفارقة، هناك إستراتيجية في التواجد والعمل في قلب القارة الإفريقية، من منطق رابح رابح، ومنطق الشراكة الفعلية، منطق الروابط الدينية والتاريخية، والانتماء الجغرافي المشترك، دوافع الحكومة المغربية تستند على المنفعة المتبادلة، والرهان على المواقف الإفريقية في تعزيز السيادة على كامل التراب الوطني، ناهيك عن الروابط العاطفية والدينية التي تجمع المغرب بإفريقيا. النقاش العمومي اليوم في المغرب قائم على الرفض والتعايش مع الأفارقة، المهاجر غير القانوني قليل الاندماج، قليل الخبرات والمؤهلات العلمية للرفع من مستوى البلد.
يعتمد الأفارقة في تدبير أمورهم على أسلوب الجماعة، يعيشون في تكتلات سكنية، البعض منهم يتسول في الطرقات، ويشتكي الناس أحيانا من عنفهم، وذلك بالدليل القاطع من خلال مقاطع فيديوهات من قبل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي. الفئات الهشة منهم، النساء والأطفال، إنهم ضحايا سياسة لا ترحم، ضحايا العنف والمعاناة، والفرار من أفريقيا أرض الخيرات والكنوز النفيسة، المغادرة من المكان نحو مكان بديل يعتقد فيه الأفارقة بالنعيم والعيش الرغيد، موجة الهجرة العالمية اليوم تزعج الدول الغربية الصناعية، بلدان مسيجة بالقوانين، والحواجز والأسلاك، وأدوات الرقابة، والمغرب عندما قبل بفكرة التوطين، واستقبال المهاجرين من جنوب الصحراء لم يدرك أن الأفواج القادمة تقتصر على طالبي اللجوء، والراغبين في الاستقرار والعيش، بعد سنوات تحولت الأعداد القليلة إلى جيوش متفرقة في كل المدن، ونتج عن هذا الوجود الاصطدام مع المواطنين المغاربة، والعنف بين الأفارقة أنفسهم ، يخرجون أفواجا، ولا يخشون القوى الأمنية، يعتقدون بالحق في الوجود، يتكتلون في الأحياء الشعبية، ويعيشون جماعات، منغلقون، يكابدون الفقر والخصاص، يعانون التكوين النفسي، يحلمون بالضفة الأخرى، حلم يراود أغلبهم، والخوف أن تصير الجماعات الأفريقية في المغرب مستعصية على الإدماج وبالتالي يتولد في واقعنا أزمة التعايش وتقبل مزاجهم، لذلك وجدنا مؤخرا العنف المتبادل في ضواحي أغادير والدار البيضاء مما استدعى من السلطات التدخل لإعادة الأفارقة إلى موطنهم، والترحيل الفوري للمهاجرين غير الشرعيين .
دينامية الهجرة في القارة الإفريقية لن تتوقف دون معالجة جذور الأزمة، الهجرة المقصودة نحو الدول المغاربية يمكن أن تكون محددة بالغايات والنوايا السيئة من قبل جهات خفية تحرك لعبة ما والمستهدف وحدة المجتمعات المغاربية، منظمات تستهدف التركيبة السكانية، وتستهدف قصدا المكون الثقافي والتاريخي، من خلال الانتشار في كل المناطق، وبناء على طلب الزواج، والزيادة في النسل، خلخلة هادفة في بنية المجتمع، والهاجس الخاص بالمغاربة أن تتحول القيم والتقاليد الخاصة بالأفارقة إلى جزء من المطالب المشروعة، طقوس وعادات ورقصات غريبة وموسيقى وأعراف ممزوجة بالسحر والأساطير والمعتقدات، قوة نازحة ومخترقة للحدود، وقيم هؤلاء تستمد قوتها من التكتل، والتعامل مع الأفارقة يفضي إلى نتائج بين القبول والرفض، والبحث عن الحلول للتسوية والإدماج في واقع مغربي يعج بالتناقضات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، هذا دليل قوي أن المغرب لا يستطيع إدماج هذا الكم الهائل من الأفارقة، ولو أخذ الدعم المالي الوفير من أوروبا، المهاجرون ليسوا على درجة واحدة من القدرة والكفاءة، المهاجر غير الشرعي يمكن أن تستوعبه الشبكات والمنظمات الخارجة عن القانون في الترويج للمخدرات، وامتهان التسول والدعارة، والترويج للممنوعات، والمغاربة اليوم يطرحون أسئلة عن جدوى التوطين، وإقناع الأفارقة بالاستقرار كبديل عن العبور نحو أوروبا.
الإدماج الاجتماعي في سوق الشغل، وتعميم تمدرس الأطفال، والاستفادة من الرعاية الصحية، وضمان السكن، أصبح المهاجر في وضعية قانونية سليمة مواطنا، وكل مواطن تسري عليه ثنائية الحق والواجب. هواجس المغاربة من قضية الهجرة غير النظامية مشروعة بعيدا عن الخطاب الرسمي والخطاب الحقوقي، ويمكن أن تكون مبالغ فيها، كما يمكن أن تؤخذ على محمل الجد، هاجس الاستبدال، والغزو الصامت، حيث تتعالى الأصوات المنددة بتنامي الظاهرة، التي تُحمل المسؤولية فيها للحكومة في الإذعان لشروط أوروبا في التوطين. الهاجس في استحالة الإدماج لفئات تحمل وعيا بتاريخها وماضيها، ويحمل الإفريقي رواسب حضارته ولغته، في الحديث معه تكون ملزما للكلام والتواصل باللغة الفرنسية أو اللغة الإنجليزية، ويسري بينهم الكلام باللغات المحلية، يعبرون وفي نواياهم حلم الضفة الأخرى، أسلوبهم في العبور والاحتجاج والرفض أشبه بجماعات "الالتراس" عندنا أو الجماعات المتمردة التي كنا نشاهد جزء منها في جنوب إفريقيا والخروج للتمرد على البيض. يخرجون أفواجا وجماعات، والخطاب الصاعد من المنابر الإعلامية، وبعض النشطاء في شبكات التواصل والمنصات الرقمية تدق ناقوس الخطر، وتدعو إلى كبح تدفق المهاجرين بالتعاون مع دول الجوار، التشديد في شروط الإقامة، ومنح الجنسية، والأخذ بسياسة الرفض لشروط وإملاءات الإتحاد الأوربي حتى لا يمكن أن يتحول المغرب إلى شرطي وحارس بوابة الغرب. لا بد من نقاش عمومي يفضي لاتخاذ القرارات والإجراءات الاحترازية، لا بد من العمل بالقوانين، والضرب من حديد على شبكات تهريب البشر، هناك خطاب معتدل ومضاد يتشكل من قناعات البعض في الاستيعاب والاستفادة من العمالة الرخيصة، خطاب يجرم سوء المعاملة والكراهية، الخطاب الرسمي بالذات، والخطاب الحقوقي، ومنصات أخرى تدعو للتعايش والمعاملة للمهاجرين تحت دوافع إنسانية، ودافع الربح للعلاقات الودية والتاريخية مع الأفارقة جنوب الصحراء.
إن المغاربة شعب مهاجر ومغامر، أهله موجودون في أغلب بلاد العالم، يكابدون التضحيات والعقبات في الوصول نحو البلدان، شعب بطبعه ميال للمغامرات، وركوب الأمواج، عاشق للترحال والاكتشاف، ولا ينكر أحد مغامرات المغاربة الشباب في الهجرة نحو أوروبا، الضفة الأخرى التي تسكن وجدان المغاربة، هنا نصاب بالإحراج لأننا كذلك، ونصاب بالخجل عندما نستدعي خطاب العداء والكراهية إزاء المستضعفين الفارين من الموت، إفريقيا ضحية للحروب، ضحية العولمة والنخب الفاسدة، إفريقيا أرض الكاكاو والغاز والغابات والأنهار، وعندما يعبر الإفريقي من هناك نحو العالم ذلك دليل على استفحال الأزمات في أوطانهم . وليس كل البلدان تمتلك القدرة على استقبال الأجانب والقدرة على إدماجهم، ليست كل البلدان مؤهلة اقتصاديا واجتماعيا في استقبال المهاجرين، لأن المهاجر يحمل هوية، وذات بسمات نفسية وثقافية ودينية، المغاربة بطبعهم يتوحدون وينقسمون، راضون وناقمون، هادئون ومتمردون، يتكلمون في الشدة ويصمتون في الرخاء، يكابدون الغلاء، ويبحثون عن الحلول للعبور بوطنهم نحو السلم والرخاء، فلا بديل عن الهجرة إلا بتنمية إفريقيا، والكف عن الحروب والنزاعات، ذلك يزرع الأمل، ويؤدي لتنمية الوعي والتفكير في المخاطر والحروب، أن تكون إفريقيا ديمقراطية، صاعدة في سلم التنمية البشرية، وخير للمغرب كذلك الاستثمار في الطاقات البشرية، واستيراد العمالة المتدربة في المجالات الحيوية، أن يستثمر المغرب في التعليم وريادة الأعمال، ويقتبس الأدوات والآليات المناسبة من الشعوب المتقدمة .
#احمد_شحيمط (هاشتاغ)
Ahmed_Chhimat#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟