أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عفوس عزالدين - تواصلية هابرماس وإرهاب الغرب














المزيد.....

تواصلية هابرماس وإرهاب الغرب


عفوس عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 20:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يرى هابرماس أن الحل الأمثل للقضاء على العنف المجتمعي بين أفراد المجتمع يتم من خلال التعايش والاعتراف بالآخر، القائم على التفاهم والحوار المستمد من أسس العقلانية التواصلية.

بمعنى آخر أن العلاقات الإنسانية لا تقوم إلا على التفاهم والحوار العقلاني التواصلي، ومن هذا المنطلق يرى هابرماس أن أهداف القوى التقليدية القائمة على الاقضاء لا تتفق تماما مع أهداف العقلانية التواصلية كما يسميها، لأن الشخص العقلاني بالنسبة ل هابرماس " هو الشخص الذي يحاول الوصول إلى اتفاق أو تفاهم عن طريق الحوار "، أي المبتعد عن العنف المادي وممارسته اللا إنسانية.
وهذا يعني أن اللغة والتواصل هما وسيلة أفراد المجتمع للوصول إلى اتفاق وإجماع مع الآخرين يهدف تجسيد التعايش، لأن الاتفاق الناتج عن العنف أو التأثير لا يمكن أن يعد اتفاقا، بل يجب أن يعتمد الاتفاق فقط على الاقتناع الجماعي، وهكذا يصبح الحوار في سياقه الاجتماعي المستند إلى الفعل التواصلي وفق أحلاقيات المناقشة الهابرماسية عبارة عن أداة لإخراج المجتمع من الانغزال ويعتبر كذلك عنصرا لتحقيق الاندماج الاجتماعي بين أعضائه دون عنف ولا تطرف.
ويكمن دور الحوار في المجتمع بفتح باب المشاركة بين أعضائه في تحليل الأزمات التي يجتازها.

تواجه نظرية يورغن هابرماس حول العقلانية التواصلية كحل لمشكلة العنف المجتمعي اختبارا قاسيا في ظل الواقع العالمي المعاصر، حيث تبدو هذه الرؤية بمثابة نموذج مثالي حالم بمجتمع قائم على الحوار بديلا عن العنف، والإقناع بديلا عن الإكراه، والمشاركة بديلا عن الهيمنة، والاعتراف بالآخر بديلا عن إلغائه.
غير أن الواقع يشهد أن القوى الغربية الحديثة، رغم ادعائها تبني القيم الانسانية و العقلانية والديمقراطية، تمارس أبشع أشكال الهيمنة والعنف من خلال حروب وصراعات وجودية تهدف إلى انتزاع الأرض والهوية من أصخابها، واحتلال منهجي للأراضي وتهجير قسري للسكان، ونهب منظم لثروات الشعوب ومقدراتها، وتدمير ممنهج للبنى التحتية والحضارية.
ويظهر هنا تناقض صارخ بين ما تتبناه هذه القوى من خطاب حول حقوق الإنسان والديمقراطية، وبين ممارساتها الفعلية التي تستخدم القوة العسكرية المفرطة (الهمجية) كأداة أولى للسيطرة، وترتكب في ذلك المجازر والإبادات الجماعية دون اكتراث، وتفرض سياسات تؤدي إلى انهيار كامل للمجتمعات، وتمارس عنفا ممنهجا يُصبغ بصبغة الشرعية الدولية الزائفة.
في هذا السياق تبرز أسئلة جوهرية حول إمكانية الحديث عن عقلانية تواصلية في عالم تسيطر عليه قوى لا تعترف إلا بلغة القوة، وما إذا كانت هذه الرؤية ضربا من الطوباوية في ظل هيمنة منطق القوة على منطق الحوار، وكيف يمكن تحقيق التفاهم مع قوى ترفض الاعتراف بالآخر إلا من خلال إخضاعه.
خلاصة القول تبقى نظرية هابرماس، رغم قيمتها الأخلاقية والفلسفية، حبيسة الإطار النظري في عالم لا يعترف إلا بميزان القوة، ويظل السؤال الجوهري قائما: كيف يمكن للعقلانية التواصلية أن تفرض نفسها في واقع تهيمن عليه عقلية الهيمنة والعنف والقوة؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -يوم عمل رائع-.. محمد رمضان يرقص مع لارا زوجة نجل ترامب وابن ...
- The Morning Show يكشف كواليس التلفزيون .. بعيدا عن الأضواء ا ...
- وفاة اللبناني الفرنسي زياد تقي الدين قبل صدور الحكم في قضية ...
- احتجاج عائلات سجناء سياسيي النهضة على أوضاعهم الصحية وسوء مع ...
- أنغام تعود للغناء من مسرح رويال ألبرت هول بلندن بعد 58 عاما ...
- ما قصة المثل -السقط يحرق الحرجة-؟
- عاجل | أمير دولة قطر: رئيس حكومة إسرائيل يحلم أن تصبح المنطق ...
- إيران: المشاورات بشأن العقوبات ستستمر مع الأطراف المعنية
- هل تدفع الاحتجاجات في المغرب إلى إصلاح جذري لقطاع الصحة؟
- شاهد.. بوابة إسرائيلية تفصل جنوبي الضفة عن وسطها وشمالها


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عفوس عزالدين - تواصلية هابرماس وإرهاب الغرب