من سيطعم 8 مليارات نسمة؟

عزالدين عفوس

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقولون أنه خلال ساعات سيتجاوز عدد سكان الأرض 8 مليارات نسمة، ويطرحُ السؤال من جديد : سيطعم كل هذه الأفواه؟
حينما نتعامل هع هذه المعطيات الإحصائية بشكل سطحي، وبشكل آلي تماما، يتبادر إلى أذهاننا أن مقابل هذه الزيادة المهولة في عدد السكان، هناك تناقص أو اسقرار في الموارد، يعني أن زيادة الثروات لا تواكب الحاجات المتزايدة للسكان، كما قال مالتوس في نظريته الشهيرة في القرن 18 والتي لا تزال تحرك الدول والمنظات، بما اقترحته من حلول لتخفيض عدد السكان تجنبا ل"حتمية الفقر والمجاعة والحروب" الذي قالت به النظرية إياها، ولكم أن تتخيلوا ما أبدعوه، ويبدعونه من حلول (كتعقيم البشر، ونشر الأمراض والكوارث، وافتعال أزمة المناخ، واشعال الحروب....) كل ذلك في سبيل إنقاص عدد السكان، وهذه الحلول المتطرفة (البدائية) شكلت أفقا للتفكير منذ القرن 18 إلى اليوم بل تعتمد في المخططات المستقبلية.
لكن لو رجعنا لأسباب الفقر اليوم، سنجد أهمها هو غياب العدل في توزيع الثروات، وعدم استفادة العامل من فائض الأرباح في المعمل أو في الشركة أو في المقاولة، بل جل ما يتحصل عليه هو فتات ضئيل، كما أن الدولة تفرض عليه ضرائب بنسب تفوق في كثير من الدول المتخلفة نسبة الضرائب على الأغنياء والشركات والبنوك، وتنفق بالمقابل أضاعافا مضاعفة على التسلح وبناء مشاريع لا يستفيد منها إلا الأولغارشيا البرجوازية، بينما تتقشف في النفقة على التعليم والصحة والمرافق العمومية التي تستفيد منها الفقراء.
خلق الله تعالى الناس بفم واحد ويدين للعمل والكسب، بيد أن من يدبرون الأمور، ويتحكمون في دواليب السياسة والاقتصاد في العالم، يسيؤون التدبير (بقصد ) ويعلقون نتائج سوء تدبيرهم وجشعهم في مقولة "كثرة السكان"....
إن كثرة السكان تعني حتما كثرة الإنتاج والازدهار والنمو، فالإنسان عنصر مهم في انتاج الثروة وتحويلها، واستخراجها من الأرض، بل هو كذلك قوة مفكرة تفكر في البدائل والبحث عن الحلول، من أجل الجميع، ومن أجل العيش المشترك وترشيد استغلال الثروات ، لكن غياب العدل جعل الأمور تسير لهذه المشاهد السريالية، إذ في الوقت الذي يبدد الأثرياء الأموال بشكل جنوني، ويلقون فائض الأطعمة في البحار، هناك بالمقابل من لا يجد قوت يومه....

#عزالدين_عفوس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل