كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 18:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية في تسعينات القرن الماضي، تحدث فرنسيس فوكو ياما عن "نهاية التاريخ". وتحدث صموئيل هنتنجتون عن "صراع الحضارات".
لكن لا التاريخ انتهى،
ولا الحضارات تتصارع!!
فقد ظهر الوحش الداعشي مع بداية القرن الحادي والعشرين. وبدأت من 11 سبتمر 2001 مرحلة لا صراع حضارات، ولكن صراع البدائية والهمجية الوحشية ضد الحضارة.
مايحدث في غزة الآن ليس صراعاً محلياً على قطعة أرض يتنازعها فريقان.
هو رفض جسم الشرق الأوسط الضخم للحضارة الحديثة، التي تقوم إسرائيل بوظيفة رأس جسر لها.
والعكس يحدث في أوروبا. التي تفتح أحضانها باسم الإنسانية والحرية والمساواة لموجات الهمجية والعداء المحموم لكل هذه القيم، وللحضارة في صميمها. لتستقر وتستشري. التخلف والهمجية تغزو الآن أوروبا بثبات وإصرار. حتى الآن دون عنف وسلاح. لكنها تستشري في شرايين وجسد أوروبا بالهجرة الشرعية وغير الشرعية من مراكز الفقر والجهل والكراهية المحمومة، لتطعن الحضارة الإنسانية في قلبها!!
اليسار والفوضويون والعدميون جميعهم الآن في خدمة موجات الإسلاميين ورأس حربتهم جماعة الإخوان المسلمين. جميعهم وإن تباينت أو حتى تضادت رؤاهم يهدمون بصبر وبلاكلل أركان بلاد الكفر والكفار!!
لايبدو الأمر هكذا اغتيالاً للحضارة الإنسانية من قبل الهمجية الوحشية. وإنما التوصيف الأقرب أنها حالة إقدام على الانتحار طوعي من قبل من أفقدهم فرط التحضر الحذر والحرص على حياتهم وحضارتهم، أو بالأصح على حضارة الإنسانية جمعاء!!
السؤال الآن هل إذا ما اجتاحت الهمجية أوروبا وحولتها لخرائب ومزابل، هل عندها ستصمد أمريكا وكندا وأستراليا؟
هل ستبدأ الحضارة من جديد في روسيا والصين وجنوب شرق آسيا؟
أم سيمتد تحالف هوس الداعشية والفوضوية اليسارية، ليحطم كل مايمت للحضارة بصلة على سطح كوكب الأرض؟!!
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟