كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 04:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المطروح الآن حول تحالف عسكري عربي على غرار الناتو، ليس فكرة جديدة.
فلقد تمت من قبل العديد من المحاولات لعقد اتفاقيات دفاع مشترك بين أكثر من طرف عربي.
ولم ير أي منها تحققاً واقعياً، وظلت كما يقال حبراً على ورق.
ChatGPT AI:
تاريخ محاولات عقد اتفاقيات دفاع عسكرية بين أطراف عربية
شهدت المنطقة العربية على مر التاريخ الحديث عدة محاولات لعقد اتفاقيات دفاع عسكرية مشتركة بين الدول العربية، تهدف إلى تعزيز التضامن الأمني، مواجهة التهديدات الخارجية (خاصة من إسرائيل أو القوى الاستعمارية)، وتنسيق الجهود العسكرية. هذه المحاولات غالباً ما واجهت تحديات سياسية داخلية، خلافات إقليمية، وتدخلات خارجية، مما أدى إلى فشل الكثير منها في التنفيذ الفعال. فيما يلي نظرة تاريخية زمنية رئيسية على أبرز هذه المحاولات، مع التركيز على الاتفاقيات الثنائية والجماعية:
1. الخمسينيات: بداية التعاون الجماعي تحت مظلة جامعة الدول العربية
• معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي (1950): وقعت في 13 أبريل 1950 في القاهرة بين سبع دول عربية أساسية (مصر، الأردن، سوريا، العراق، السعودية، لبنان، واليمن)، ثم انضمت إليها باقي أعضاء الجامعة العربية لاحقاً. نصت المعاهدة على اعتبار أي اعتداء على دولة عضو اعتداءً على الجميع، وشكلت لجنة عسكرية دائمة ومجلس دفاع مشترك لتنسيق الخطط العسكرية. كانت رد فعل على التوترات الإسرائيلية والاستعمار البريطاني، لكنها لم تُفعّل فعلياً بسبب الخلافات السياسية، مثل حرب السويس 1956 حيث لم تقدم الدول مساعدة عسكرية فورية لمصر.
• اتفاقيات ثنائية مضادة لحلف بغداد (1955-1956): ردّاً على انضمام العراق إلى حلف بغداد (1955، الذي شمل تركيا، إيران، باكستان، والمملكة المتحدة)، عقدت مصر وسوريا اتفاقية دفاع مشترك في أكتوبر 1955 لإنشاء قيادة عسكرية موحدة. تلاها اتفاق ثلاثي بين مصر والسعودية واليمن في نفس الشهر، ثم اتفاق مع الأردن في مارس 1956. هذه الاتفاقيات كانت محاولة لتوحيد الجبهة العربية ضد التأثير الغربي، لكنها لم تُطبّق عملياً أثناء العدوان الثلاثي على مصر.
2. الستينيات: التعاون أثناء التوترات الإسرائيلية
• اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر والأردن (1967): وقعت في 30 مايو 1967، قبل حرب الأيام الستة بأيام قليلة، بين الملك الحسين والرئيس جمال عبد الناصر. نصت على تنسيق عسكري مشترك وقيادة موحدة للقوات، لكنها لم تمنع الهزيمة العربية في الحرب، مما أبرز ضعف التنفيذ بسبب نقص التنسيق الفعلي.
• قوة عسكرية مشتركة في الكويت (1961): بعد استقلال الكويت وتهديد عراقي بالضم، شكلت الدول العربية قوة عسكرية مشتركة تحت قيادة مصرية لدعم الكويت، مما حال دون الغزو العراقي. كانت أول تطبيق عملي جزئي لروح معاهدة 1950.
3. السبعينيات والثمانينيات: محاولات التوحيد بعد الهزائم
• الدفاع المشترك في حرب أكتوبر 1973: شاركت دول عربية متعددة (مصر، سوريا، العراق، الأردن، السعودية، والجزائر) في تنسيق عسكري جزئي ضد إسرائيل، لكن بدون اتفاقية رسمية جديدة، مما أدى إلى نجاح محدود.
• اتفاقيات ثنائية بعد 1967: عقدت مصر وسوريا اتفاقاً دفاعياً في 1967، وسوريا والعراق اتفاقاً آخر في الستينيات، لكن الخلافات السياسية (مثل انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر في 1961) أعاقت الاستمرارية.
4. التسعينيات والألفية الجديدة: التركيز على الخليج
• مجلس التعاون لدول الخليج العربية (GCC، تأسس 1981): أدى الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) إلى تعزيز التعاون العسكري بين السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، وعمان. في سبتمبر 1986، أُقرت قوة “درع الجزيرة” (10,000 جندي مشترك)، وفي 11 ديسمبر 1984 وقعت اتفاقية دفاع مشتركة. دخلت اتفاقية الدفاع المشترك الرسمية حيز التنفيذ في 21 ديسمبر 2000، مع تدريبات مشتركة وتنسيق أمني، لكنها لم تُفعّل كلياً في أزمات مثل غزو الكويت 1990 (اعتمدت على تحالف دولي بقيادة أمريكية).
• القوة العربية المشتركة (2015): اقترحتها مصر في قمة الجامعة العربية بالسمراء (مارس 2015) لمواجهة الإرهاب والتدخلات (مثل في اليمن وليبيا)، لكنها بقيت طوعية وغير مفعّلة كلياً بسبب الخلافات.
5. العقود الأخيرة: التحديات والدعوات للتفعيل
• مجلس الأمن والسلام العربي (2006): أُقر في قمة الخرطوم لتنفيذ بروتوكول قوة عربية مشتركة، يضم وزراء دفاع وخارجية، لكن لم يُطبّق عملياً.
• دعوات التفعيل في الأزمات الحديثة: في يناير 2024، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التزام مصر بالدفاع المشترك لحماية الصومال. وفي أغسطس 2025، دعا اجتماع طارئ للجامعة العربية إلى تفعيل معاهدة 1950 لحماية فلسطين من الإبادة في غزة، لكن بدون تنفيذ فوري بسبب الخلافات مع دول مثل السعودية والإمارات التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل (اتفاقيات أبراهام 2020، التي شملت تعاوناً أمنياً غير مباشر مع إسرائيل ضد إيران).
التحديات الرئيسية والدروس المستفادة
رغم هذه المحاولات، فشلت معظم الاتفاقيات في التنفيذ بسبب: الخلافات السياسية (مثل الصراع بين الناصرية والملكيين)، الاعتماد على الدعم الغربي (مثل حلف الناتو أو الولايات المتحدة)، والتطبيع مع إسرائيل الذي خفّض الضغط على الدفاع المشترك. معاهدة 1950 لا تزال سارية، لكنها أكثر رمزية منها عملية، حيث سمحت بانسحاب مصر فعلياً بعد كامب ديفيد (1979). في السياق الحالي (2025)، مع تصاعد التوترات في غزة واليمن، تعود الدعوات لتفعيلها، لكن النجاح يتطلب وحدة سياسية أكبر.
هذا التاريخ يعكس طموح الأمة العربية للوحدة الأمنية، لكنه يبرز أيضاً هشاشتها أمام التحديات الداخلية والخارجية.
*****
لن ينجح أبداً أي تحالف عسكري عربي.
فهم أولاً لا يأمنون لبعضهم البعض.
وغير صادقين في التعبير عن توجهاتهم ونواياهم.
هم يتربصون ببعضهم أكثر مما يتربص بهم الآخر المفترض أو المتوهم.
كما أن هناك الاختلاف في النظم السياسية والمجتمعية والاقتصادية والثقافية بين الشعوب المسماة العربية.
لاشيء يجمع بالفعل هؤلاء سوى التخلف أو الفشل الحضاري.
ثم هناك أخيراً أن العرب مجتمعين أقرب للصفر الكبير عسكرياً.
مهما كدسوا من معدات غربية دفعوا في تريليونات الدولارات!!
الحضارة هي القاعدة والأساس.
فمن مجموعهم صفر حضارة،
من البديهي أن يكون صفراً عسكرياً وثقافياً. بغض النظر عن تكدس الدولارات في خزائن عروش الخليج.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟