أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلهام مانع - عن العجز في زمن الحروب














المزيد.....

عن العجز في زمن الحروب


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 13:13
المحور: الادب والفن
    




في مطار مسقط.
أنهيت رحلة بحثية. أجر حقيبة سفر صغيرة، مرهقة.
صيف بحثي، اخذني إلى مصر، اليمن، بريطانيا، الإمارات، ثم عمان. من اجل كتاب، هو الجزء الثاني من مشروع بحثي بدأته عام 2020، عن الأدوار الإقليمية في حرب اليمن.
مرهقة.
بالطبع مرهقة.
كانت رحلات بحثية مكثفة، تخللها مؤتمران، وتعلمت في كل هذا الكثير. لم يبق بعد جمع المعلومات وتحليلها سوى الكتابة. ومعها إدراك إن حرب اليمن ستطول.
وقفت أمام البوابة.
بوابة رقم أ 2. ستأخذني طائرتها إلى أبو ظبي ومنها إلى سويسرا.
لم أرد الدخول.
ليس بعد.
جلست خارجها. اخترت مكانا قصياً. وحدي.
أختنق. اشعر بالاختناق. غصة. غصة حارقة تخنقني..
وحزن.
حزن عاجز. صامت.
يالله كيف نصمت؟
ووجدتني انحني على ركبتي. اضع يدي على رأسي. واحسست بالدموع تتدحرج على خدي.
كأن خبر اغتيال إفتهان المشهري في وضح النهار في تعز، اليمنية التي تفانت في خدمة مدينتها، ليقتلها انفلات أمنى معجون بالفساد، كأن الخبر قد جعل الكأس تفيض.
ذلك الإحساس ان العالم جن جنونه.
رئيس نرجسي في البيت الأبيض ينخر في مؤسسات الولايات المتحدة. يقوض القانون الدولي ومؤسساته. والعالم يدخل في نظام دولي جديد. الأقوى يكرس بعضلاته امر واقع.
ودول تريد أن تسبق إلى الفضاء، وأخرى تمشي متمهلة، وغيرها تكاد تنداح من اهترائها.
حروب من حولنا. كثيرة.
حرائق تشتعل، كأن العالم جن جنون.




وغزة.
ذلك العجز، العجز مما يحدث فيها.
من قتل. من ترويع. من تجويع. ومن تهجير عرقي. وحكومة إسرائيلية يمنية متطرفة، جن جنونها هي الأخرى. لم تعد هناك خطوط حمراء. تريد تصفية أية إمكانية لحل الدولتين، وأكثر.
نسمع كل يوم. نرى كل يوم. ونشعر بالقهر كل يوم.
وفي كل مكان ذهبت إليه، كان هناك غضب، الكل غاضب..
وفي كل مكان ذهبت إليه، كان هناك إحساس بالعجز. الكل عاجز..
وأنا صامتة. من جديد.
تذكرت كلماتي، كتبتها بعد ثلاثة أيام من السابع من أكتوبر، 2023.
في مقال بعنوان "عن الصمت في ضجيج التهليل".
هل تذكرون ما قلته؟
-------

«تحولت (أي السابع من أكتوبر) إلى لحظة يشبهونها بالحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، وسيدفع الفلسطينيون والفلسطينيات في غزة ثمنها لعقود قادمة.
حق الفلسطينيين والفلسطينيات في تقرير مصيرهم/ن، في بناء دولتهم، لن تحققه حماس.
هي تغرف من وعاء نعرف مضمونه.
(...)
وأنا أنتظر.
أنتظر الوجوم الذي سيحط على الرؤوس ونحن نعد جثث أمواتنا.
كم جثة، كم قتيل، كم حلم تدمر؟
أنتظر، لأن الوجوم قادم.
أنتظر، وأنا أقول كما قلت في كل مرة:
"أخشى أيها المهلل الفرح أن الطريق الذي اخترته لن يوصلك إلى القدس. سيوصلك إلى الجحيم لا محالة."
وحنظله لا زال يدير لكم ظهره.»
------
تذكرت تلك الكلمات.
تذوقت مرارتها.
اختنقت بها.
أختنق. اشعر بالاختناق. غصة. غصة حارقة تخنقني..
وحزن.
حزن عاجز. صامت.
يالله كيف نصمت؟
رأسي بين يدي، أمام البوابة A2.
والدموع تنساب على خدي.
وأشعر بالعجز.
كم جثة، كم قتيل، كم حلم تدمر؟
ونحن؟
نسمع كل يوم. نرى كل يوم. ونشعر بالعجز كل يوم.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن، الدولة الغائبة: عن مستقبل النظام السياسي في اليمن
- عن الحيز الثالث: هو السلام ما أعنيه
- عن السلام في اليمن
- عن الصمت في ضجيج التهليل
- عن الدولة المدنية والدولة العربية
- اضرب الولد كف علشان تربيه؟-”عن الحب في التربية
- إدماج الشريعة الإسلامية في منظومات الغرب القانونية؟
- عن القانون المدني: قضية الطفل شنودة
- عن الزواج المدني: زيجات قسرية في سويسرا
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
- عندما ذهبت إلى الجنازة... الخطأ!
- عندما فكرت في رمي نفسي أمام شاحنة
- لحظة فاصلة، تجمعنا على اختلافنا وتنوعنا
- ملحدة ومثلية، وترتدي الحجاب: إنسان!
- سيدة الكرم
- سمك، لبن، تمر هندي
- أمي والمرض العقلي
- من صدى الأنين
- عن رياضة المشي وانقطاع الدورة الشهرية
- وجه إنسان في قصاصة


المزيد.....




- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير
- نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامع ...
- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إلهام مانع - عن العجز في زمن الحروب