أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هيفاء أحمد الجندي - نظرية الثورة كضرورة موضوعية لمواجهة التضليل الأيديولوجي البورجوازي ..الجزء الثاني















المزيد.....

نظرية الثورة كضرورة موضوعية لمواجهة التضليل الأيديولوجي البورجوازي ..الجزء الثاني


هيفاء أحمد الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 8471 - 2025 / 9 / 20 - 14:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


وعندما تكون العلاقة بين إيديولوجيا الطبقات المسيطرة وإيديولوجيا الفلاحين علاقة تماثل من حيث أن الايديولوجيتين واحدة ، يكون هذا هو العائق وأحد أسباب فشل الثورات ، باسم الدين كانت الطبقات المسيطرة تسيطر، وباسم الدين كانت الحركات الفلاحية تثور عليها ، وباسم الدين حققت عجزها عن النجاح في ثورتها وعجز الحركات الفلاحية عن انتاج ايديولوجية متميزة عن ايديولوجية الطبقات المسيطرة ، هو بحد ذاته دليل على استحالة أن يتكون الفلاحون في طبقة مهيمنة نقيضة . والادلوجة الدينية ووعيها الديني كانت سببا في هزيمة الثورات الفلاحية التي كتب عنها انجلز في كتابه الهام، "حرب الفلاحين في المانيا " وما سمي بالحروب الدينية في القرن السادس عشر كانت حروبا طبقية ولا ضير من القول أن الطابع الفلاحي لهذه الحركات هي في الحالتين سبب رئيسي من أسباب فشلها ، فالثورة في مفهومها المادي هي تحويل لعلاقات الانتاج المادية الخاصة بنمط الانتاج المسيطر في بنية اجتماعية محددة، يرتبط تجقق هذه الثورة أي الانتقال من نمط انتاج الى أخر ، بحركة من الصراع الطبقي تحدد الصيرورة الطبقية للطبقة المهيمنة وجهتها الرئيسية ، والثورة تكون فاشلة وفق تعبير مهدي عامل اذا لم تكن بقيادة طبقة مهيمنة اقتصاديا وسياسيا، لذا كان الأفق مسدودا في وجه الثورات الفلاحية ولا ينفتج الا حين تكون الثورة بقيادة طبقة مهيمنة ، كالبورجوازية في الثورة البورجوازية أو الطبقة العاملة في الثورة الاشتراكية، فشرط نجاح الثورة أن تكون وحدة التناقض بين النقيضين الطبقيين وحدة اختلاف لا وحدة تماثل، بمعى اذا كانت أرضية الصراع بينهما هي دينية ، فهذا الوعي يعيق ويلجم العملية الثورية، لأن الصراع الطبقي وفي اطار الزمن البنيوي يظهر بمظهر التناقض الايديولوجي ، يظهر ويتمظهر ولكنه فيه ايضا يتموه فيحتجب، بهذا المعنى يمكن القول أن الشكل الديني الذي فيه يتحرك الصراع الطبقي ، هو نفسه الشكل الذي يعيق تحركه وعندما تكون الممارسة السياسية للطبقة البروليتارية ثورية ، فانها تستهدف بالضرورة كسر علاقة السيطرة الطبقية ، أي هدم البناء الفوقي وبهدم مختلف أجهزته التي ان بقيت قائمة أجهضت الحركة الثورية نفسها، لهذا يصعب علينا تحديد الحزب الثوري كجهاز، لأن قوته الثورية في مواجهة جهاز الدولة كداة سيطرة الطبقة المسيطرة، تكمن في قدرته على منع تكونه بجهاز بشكل مستمر وعدم تكونه كجهاز ،هو بالذات تكون له كنقيض ثوري لجهاز الدولة ،هذا التكون يتم في عملية معقدة من الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة الثورية، ضد مختلف أشكال السيطرة الطبقية للطبقة المسيطرة ، فاذا انعدم الاختلاف في التناقض الطبقي نفسه بين النقيضين بتماثل الأداتين، أداة الطبقة المسيطرة وأداة الطبقة الثورية ، أي اذا صار الحزب الثوري جهازا مماثلا في مواجهة جهاز الدولة ،أي في الصراع الطبقي السياسي ضد الطبقة المسيطرة لأن قوته الثورية تكمن في اختلافه ضد نقيضه الطبقي ،ان تماثل النقيضين في تماثل الأداتين لا بد أن يقود الى تماثل الممارستين السياسيتين للطبقتين النقيضتين، الطبقة المسيطرة والطبقة الثورية وفي هذا خطر كبير على تطور الحركة الثورية نفسها ،هذا الخطر يسمى في الماركسية بالاصلاحية والانتهازية ، وهو يدل على أن الحركة الثورية خاضعة لادلوجة الطبقة المسيطرة ،حين يغلب الطابع الاصلاحي على تطور الحركة الثورية ،غالبا ما يكون سبب ذلك ضعف الطبقة العاملة في هذا التحالف الطبقي ، وغلبة القوى الطبقية الغير بروليتارية وأحزاب البورجوازية الصغيرة بمختلف فئاتها بالرغم من ادعائها الثورية، تنتهي الى التحنط في أجهزة الدولة البورجوازية لانها لا تمارس الصراع الطبقي بهدف القضاء التام على السيطرة الطبقية للطبقة المسيطرة، أي بهدف التغيير الثوري الجذري ،واذا انتهى المطاف باحزاب البورجوازية محنطة باجهزة الدولة البورجوازية ، فالحزب الوحيد الذي يجد في تكوينه الطبقي بالذات القوة الثورية على نقد جهاز الدولة البورجوازي، أي على تكوينه كنقيض ثوري لجهاز الدولة هو الحزب الثوري حزب العمال والشغيلة، لأن هذه الطبقة هي الأكثر ثورية على الاطلاق وهي الطبقة الوحيدة التي في ثورتها بالذات ،أي في انتزاعها لسلطة الدولة وفي تغييرها الثوري لها تكون قد أنجزت مهمة هدم الجهاز الدولتي البورجوازي القديم ، كي تبني سلطتها الجديدة وتمارس ديكتاتوريتها الطبقية في عملية معقدة من الصراع الطبقي، والحزب الثوري هو أداة الطبقة العاملة السياسية في ممارستها للصراع الطبقي، وهو أيضا أداتها الايديولوجية في هذه الممارسة ،ويوجد اختلاف بين النقيضين فالأدوات الايديولوجية لممارسة الصراع الطبقي، هي عند الطبقة المسيطرة أجهزة ايديولوجية تابعة لجهاز الدولة ،أما الأداة الايديولوجية في ممارسة الصراع الطبقي، فهي عند الطبقة العاملة ليست جهازا ، بل هي الأداة السياسية أي الحزب الثوري نقيض جهاز الدولة، وبالتالي نقيض مختلف مختلف الأجهزة الايديولوجية التابعة لها ، فإذا كان انتاج ايديولوجية الطبقة المسيطرة يتم داخل هذه المؤسسات التعليمية، فإن انتاج النظرية الثورية للطبقة العاملة يتم خارج هذه الأجهزة وفي صراع معها، أي داخل الحزب الثوري في ممارسته للصراع الطبقي، وليس بغريب إذن أن يكون هذا الحزب نفسه ،خير مدرسة لإنتاج الفكر الماركسي وأن يكون هذا الفكر العلمي غائبا عن الجامعة البورجوازية، بل أن تكون مركزا لانتاج الايديولوجية الطبقية المعادية لهذا الفكر العلمي، والفرق كبير بين هذا الرفض الفوضوي لجهاز الدولة واجهزته الايديولوجية، وبين الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة بقيادة الحزب الثوري ضد الطبقة المسيطرة، وحين تجابه الطبقة العاملة جهاز الدولة مثلا في ممارستها السياسية لصراعها الطبقي، لا تجابهه لكونه جهازا ، بل تجابهه من موقعها الطبقي داخل الحقل السياسي للصراع الطبقي، لكونه أداة الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة ،ولا شك في أن جهاز الدولة هو جهاز قمع طبقي فالمجابهة الثورية لهذا الجهاز ،هي اذن مجابهة لهذا القمع الطبقي الذي تمارسه الطبقة المسيطرة، ضد الطبقة العاملة ،ويجب الا ننسى أن الطبقة العاملة في المرحلة الاولى من سلطتها السياسية ،اي في مرحلة الانتقال الى الاشتراكية ،مدعوة الى استخدام جهاز الدولة من حيث هو جهاز قمع طبقي ضد الطبقة البورجوازية ،ومرحلة الديكتاتورية البروليتارية هي اذن ضرورية لتحقيق الانتقال الى نظام الانتاج الاشتراكي...
لقد خاض ماركس ومن بعده لينين حربا ايديولوجية عنيفة ضد الفوضوية التي جعلت من الهدم المباشر لجهاز الدولة هدفا في حد ذاته ، فكانت بذلك تنزع من الطبقة العاملة سلاحها الضروري في مجابهة البورجوازية والقضاء عليها ،وعلى نظامها الاقتصادي والطبقة العاملة تستخدم ديكتاتوريتها من اجل القضاء على المجتمع الطبقي نفسه، ومن هنا أتت الضرورة البروليتارية الثورية لزوال الدولة . ان الطبقة العاملة في مجابهتها لجهاز الدولة لا تستهدف الاستيلاء عليه، لما له من سلطة في تحقيق السيطرة الطبقية للطبقة التي تستخدمه كأداة لممارستها السياسية للصراع الطبقي، فانتزاع السلطة السياسية من الطبقة المسيطرة يعني انتزاع الدولة ووضعها في خدمة المصالح الطبقية للطبقة العاملة.
ان الصراع الايديولوجي هو الممارسة الايديولوجية للصراع الطبقي نفسه، معنى هذا ان الحركة الخاصة بالممارسة الايديولوجية للطبقة المسيطرة ،تقوم على نزع الطابع الايديولوجي عن الصراع الايديولوجي نفسه، واظهار هذا الصراع بمظهر الحركة الموضوعية للفكر وكأن موضوعية الفكر هي في أن يكون في حياد عن الصراع الطبقي، بهذا الفهم الايديولوجي لموضوعية الفكر يقطع عن جذوره الاجتماعية المتأصلة في حقل الصراع الايديولوجي ، ويتحقق للطبقة المسيطرة امكان اظهار ايديولوجيتها المسيطرة بمظهر الفكر الموضوعي، أي المحايد في استقلاله عن الصراع الايديولوجي واظهار ممارستها الايديولوجية بمظهر الممارسة النظرية ،أي الاستكشاف العلمي للواقع فمن الضرورة اذن بالنسبة للطبقة المسيطرة ولبقاء سيطرتها الايديولوجية ، أن يختفي الطابع الايديولوجي المميز للتطور الفكري، كصراع ايديولوجي وأن يظهر هذا الصراع على غير حقيقته ، وكأنه حركة الفكر الموضوعية في استقلاله التام عن الصراع الطبقي، أي في استوائه المحايد فوق الطبقات الاجتماعية المتصارعة لجهاز الدولة ، يظهر في حياد وهو شرط لوجوده الحقيقي كأداة سياسية في خدمة الطبقة المسيطرة ، وحياد الفكر كحياد جهاز الدولة وهم أنتجته الممارسة الايديولوجية للطبقة المسيطرة للحفاظ على سيطرتها الطبقية ، لهذا نرى أن المثالية التي تقوم على استقلال الفكر عن الصراع الطبقي ،أي على هذه الموضوعية الخاصة للفكر ، هي المبدأ الاساسي الذي تعتمده بشكل عام الطبقة المسيطرة في ممارستها الايديولوجية للصراع الطبقي، لأن الطبقة المسيطرة في ممارستها الايديولوجية تستبدل الصراع الايديولوجي بصراع الأفكار المحايدة في بحثها الموضوعي عن الحقيقة ، هذه ميزة أساسية في ايديولوجية الطبقة المسيطرة ، وانتفاء الطابع الايديولوجي عن التطور الفكري ، اي انتفاء الحقيقة الطبقية لتصارع الافكار، يسمح لايديولوجية الطبقة المسيطرة أن تتغلغل في الوعي الاجتماعي فتسيطر عليه وتحدد تطوره، أي أن تخضع لسيطرتها بوجه خاص الوعي الاجتماعي للطبقات الكادحة ، بهذا يتحقق للطبقة المسيطرة شرط أساسي لبقاء سيطرتها الطبقية ، فباخضاعها تطور الوعي الاجتماعي للطبقات الكادحة تشل الممارسة السياسية لهذه الطبقة لأنها تفرض عليها نوعا من التحرك يبطل فعلها كممارسة سياسية للصراع الطبقي ...حين تمارس الطبقات الكادحة صراعها الطبقي في ظل سيطرة ايديولوجية الطبقة المسيطرة على وعيها الاجتماعي تفشل بالضرورة في ممارستها السياسية له ، لأن ممارستها لا تكون سياسية أي ممارسة ثورية تستهدف كسر السيطرة الطبقية للطبقة المسيطرة ، الا اذا تحررت في تطور وعيها الاجتماعي من سيطرة ايديولوجية الطبقة المسيطرة ، وأصبح فيما بعد هذا الوعي وعيا طبقيا. ولهذا السبب فشلت الطبقة العاملة الفرنسية في عام 1848 لأنها كانت تمارس صراعها الطبقي في ظل سيطرة ايديولوجية البورجوازية، والإخوة كما قال ماركس كانت شعارا لهذه الثورة البورجوازية ، ولقد انحرفت بروليتاريا باريس في تيار الاخوة الوهمية بين الطبقات المتصارعة ، فكانت تمارس صراعها الطبقي تحت لواء هذه الاخوة الوهمية ، اي في ظل السيطرة الايديولوجية للبورجوازية ، فقادها ذلك الى الفشل .معنى هذا أن السبب الرئيسي في شل حركة ممارستها السياسية لصراعها الطبقي ،هو بالذات خضوعها لسيطرة الادلوجة البورجوازية ، لذا قال ماركس أن أول انتصار سياسي حققته الطبقة العاملة الفرنسية في صراعها الطبقي، ليس انتصارها الوهمي الى جانب البورجوازية في ثورة شباط ، بل انتصارها الحقيقي في فشل جركتها الثورية ضد البورجوازية، لأنها بدأت تتحرر ولأول مرة في تاريخها الطبقي ، من سيطرة الايديولوجية البورجوازية... لأن بين الممارسة الايديولوجية للطبقة المسيطرة والممارسة الايديولوجية للطبقة العاملة صراعا طبقيا ، معنى هذا أن مجابهة منطق التضليل الطبقي لا يكون الا بمنطق الحقيقة الطبقية، فبين المنطقين اذن صراعا هو بالضرورة صراعا طبقيا، وآلية هذا الصراع تكمن في تبديد أثر الوهم الذي تولده الممارسة الايديولوجية للطبقة المسيطرة ، والتصدي لهذه الادلوجة المسيطرة يكون بنقدها الثوري ، لاظهار ما تخفيه من حقيقة طبقية اي من حقيقة الصراع الطبقي . وعملية هذا النقد الثوري اذن عملية معقدة ، يستحيل فصلها عن الصراع الطبقي لأنها شكل منه ضروري لتطوره كصراع طبقي ، والممارسة البروليتارية تتحرك دوما بين قطبين ، القطب النظري والقطب السياسي ، وهنا يكمن الطابع المميز لحركة هذه الممارسة أي الاختلاف الذي تتميز به من حركة الممارسة الايديولوجية الخاصة بالطبقة المسيطرة ، هذا الاختلاف الايديولوجي يعود اصلا الى الاختلاف السياسي نفسه ، لأنه في الحقيقة أثر مباشر له ، فالممارسة السياسية للطبقة المسيطرة هي التي تدفع الصراع الطبقي الى التحرك على المستوى الايديولوجي ، أي ان الممارسة الايديولوجية للصراع الطبقي كممارسة رئيسية له في شروط تاريخية محددة ، هي أثر تولده الحركة الانتباذية الخاصة بالممارسة السياسية للطبقة المسيطرة ، وما اعتبار التناقض الايديولوجي تناقضا رئيسيا مسيطرا في تطور البنية الاجتماعية ، سوى أثر للمارسة السياسية نفسها ، أما الممارسة الايديولوجية للطبقة الثورية ، فهي حركة انجذابية خاصة بالممارسة السياسية لهذه الطبقة تقوم بتسييس الصراع الطبقي ضد أثر الممارسة السياسية للطبقة المسسيطرة ، فالتسييس هو ممارسة ايديولوجية ثورية للصراع الطبقي وحركته ليست بسيطة بل هي حركة معقدة، والتعقد يعود الى وجود هذين القطبين الرئيسيين اللذين تتحرك بهما الممارسة الايديولوجية للطبقة العاملة ، فوصول هذه الممارسة الى قطبها السياسي يستلزم بالضرورة المرور بالقطب النظري ، معنى هذا ان الحركة الثورية للصراع الطبقي تستلزم وجود نظرية ثورية قادرة على فضح المنطق التضليلي للممارسة الايديولوجية للطبقة المسيطرة ، وأن الممارسة الايديولوجية للبروليتاريا الثورية، تكمن في الحقيقة في انتاج المعرفة النظرية اي في استخراج المعرفة العلمية التي تحجبها ايديولوجية الطبقة المسيطرة ، وعملية انتاج تلك المعرفة تكون بنقد هذه الايديولوجية البورجوازية ، وهذا النقد عبارة عن صراع طبقي تمارسه الطبقة العاملة ضد الممارسة الايديولوجية للطبقة المسيطرة ، وبتعبير آخر ان الممارسة الايديولوجية للطبقة العاملة هي في حقيقتها ممارسة نظرية ، تقوم على نقد الممارسة الايديولوجية فتنتج بذلك معرفة علمية بالصراع الطبقي ، ضرورية للممارسة السياسية الثورية للطبقة العاملة. أما الممارسة النظرية للطبقة المسيطرة ، فهي في حقيقتها ممارسة ايديولوجية تقوم على طمس حقيقة الصراع الطبقي ، لأن ذلك يكمن في منطق الممارسة السياسية نفسها لهذه الطبقة ، وهنا يكمن الاختلاف بين هاتين الممارستين الايديولوجيتين للصراع الطبقي، ان تسييس الصراع الطبقي في ممارسته الايديولوجية من قبل الطبقة العاملة ، يمر اذن بالضرورة بعملية تنظير أي بممارسة نظرية هي انتاج لمعرفته العلمية ، هذه المعرفة ضرورية لتحديد ممارسته السياسية كممارسة ثورية ، لأنها شرط مطلق لوجود الاستراتيجية الثورية نفسها، والفارق كبير جدا بين التسييس الثوري وتسييس خاطىء، لا يميز في تحرك الممارسة الايديولوجية الثورية بين القطبين النظري والقطب السياسي ، وعدم التمييز بين القطبين يقود الى التجريبية أو اليسارية بممارسة الصراع الطبقي ، وفي كلا الحالتين الى الانتهازية . فالتجريبية في تسييس الصراع الطبقي تكمن في تجاهل القطب النظري لتحرك الايديولوجية الثورية ، اي في اغفال دور الممارسة السياسية نفسها ، وكأن ممارسة الصراع الطبقي تنحصر في ممارسته السياسية ، أما اليسارية فتكمن في تجاهل القطب السياسي نفسه، لأن عجزها عن فهم طبيعة الممارسة السياسية الثورية كممارسة جماهيرية بها الى اعتبار الممارسة الايديولوجية نفسها أو بالاحرى الممارسة اللفظية للصراع الطبقي، ممارسة سياسية له . ان الشرط الضروري لتسييس الصراع الطبقي في ممارسته الايديولوجية الثورية يكون بالتمييز بين ممارسته هذه وممارسته السياسية لا الخلط بينهما ، لذلك يجب التأكد دوما على أن القفزة البنيوية الثورية في تطور البنية ، لا تتم الا بالممارسة السياسية للصراع الطبقي وليس ممارسته الايديولوجية أو الاقتصادية....



#هيفاء_أحمد_الجندي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الثورة كضرورة موضوعية لمواجهة التضليل الأيديولوجي البو ...
- مهدي عامل والاستبدال الطبقي كمفهوم لفهم التطور التاريخي الخا ...
- مهدي عامل والتناقضات
- كم مرة ينبغي أن ينتصر كارل ماركس على مفكر البورجوازية الرجعي ...
- البورجوازية العربية البيروقراطية الهرمة والركود التاريخي
- مهدي عامل وأسباب فشل الإصلاح الشهابي
- هيمنة امبريالية جماعية جديدة لإدارة أزمة الرأسمالية الاحتكار ...
- مهدي عامل -مفهوم الدولة - الجزء الثالث
- مهدي عامل ومفهوم الدولة ....الجزء الثاني
- مهدي عامل و -مفهوم الدولة-
- التعيين الواقعي للطبقات والشرائح الاجتماعية المتضررة من الرأ ...
- كيف نفهم الامبريالية اليوم
- صندوق النقد الدولي ... مفقر للشعوب ومحفزعلى الثورات..
- بحث في بنية التركيب الاقتصادي-الاجتماعي للمجتمعات الكولونيال ...
- التغيير الجذري من منظور أزمنة البنية الاجتماعية الكولونيالية ...
- الامبريالية والتطور اللامتكافىء
- الميركنتيلية الجديدة
- رأسمالية الدولة الاحتكارية تحتضر والبديل لم يولد بعد!!
- إعادة إنتاج للرأسمالية المالية أم انتقال إلى الاشتراكية؟!
- الإنتفاضات الشعبية العربية من منظور قانون تفاوت التطور اللين ...


المزيد.....




- البرتغال تعاني مجددًا من الحرائق..مئات رجال الإطفاء يكافحون ...
- -أرسلوهم إلى بلادهم-: هل يهدد صعود اليمين المتطرف مستقبل بري ...
- بيان اللجنة التحضيرية للنهج الديمقراطي العمالي بمرتيلفرع مرت ...
- الاشتراكي الديمقراطي والمحافظين في مناظرة حول كيفية كسر العز ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- العدد 620 من جريدة النهج الديمقراطي
- السيناتور الأميركي يرني ساندرز يصف أفعال إسرائيل في غزة بـ-ا ...
- رسالة مفتوحة إلى نقابيي ونقابيات قطاع الصحة


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هيفاء أحمد الجندي - نظرية الثورة كضرورة موضوعية لمواجهة التضليل الأيديولوجي البورجوازي ..الجزء الثاني