أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هيفاء أحمد الجندي - مهدي عامل ومفهوم الدولة ....الجزء الثاني















المزيد.....

مهدي عامل ومفهوم الدولة ....الجزء الثاني


هيفاء أحمد الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 09:56
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


....


ان التناقض قائم في بنية الدولة بين الوجه والقناع ، فطابع الدولة الطغموي يكشف عن وجهها الديكتاتوري الذي هو بالتحديد وجه الهيمنة الطائفية ، التي بها تقوم كدولة طائفية لكن انكشاف وجهها هذا يعطل وظيفتها الفعلية ، فقيام الدولة بوظيفتها الطبقية نفسها كدولة بورجوازية يقضي بضرورة ظهورها في قناع من الديمقراطية الطائفية ، هي فيه دولة لجميع الطوائف بلا هيمنة لواحدة على أخرى فإذا سقط هذا القناع تعطلت وظيفة الدولة ، لذا كان طابعها الكلي أو الشامل أساسيا لوجودها كدولة بورجوازية ، وكان طابعها هذا هو الذي تظهر فيه في ذلك القناع من الديمقراطية الطائفية....
هل بدولة طائفية يمكن تغيير هذا النظام الطائفي؟! وكأني بالغباء يقول كلما تكرست أسس النظام الطائفي وترسخت وتعززت صار بالامكان تخطيه ، ذلك أن تغييره يمر بتأبيده هذا مأزق الفكر الطائفي الذي يتكرر في أكثر من نص ، عندما يقال أن الدولة أداة توحيد المجتمع وعليها تقع مهمة الانتقال إلى وحدة وطنية حقيقية ، ففي هذا القول استعادة لمفهوم الدولة الكلاسيكي
أعني بالتحديد لمفهومها البورجوازي، لقد نقل هذا المفهوم من حقل الى أخر دون نقد نقله من حقل نظري يتماسك في مفاهيمه نفسها بتماسك مجتمع، تمكنت فيه البورجوازية لأنها بالضبط طبقة مهيمنة من أن تبني دولتها التي بها يتوحد المجتمع بحسب مصالح تلك الطبقة المسيطرة، في نظام هو نظام سيطرتها الطبقية ، إلى حقل نظري أخر هو حقل الفكر الطائفي المسيطر بسيطرة بورجوازية كولونيالية ، تمكنت من أن تبني دولتها التي بها يتفكك المجتمع بحسب مصالحها الطبقية الخاصة في نظام طائفي ، هو بالضبط نظام سيطرتها الطبقية الذي فيه وبإعادة انتاجه يعاد باستمرار إنتاج تفكك المجتمع في طوائف متعايشة ، من الضروري أن يجري نقد لمفهوم الدولة لاستخدامه من موقع نظر الاختلاف لا التماثل ، في العلاقة النظرية بين الدولة النظرية والدولة الطائفية في لبنان ، والدولة البورجوازية الأوربية كما جاء في كلام الغباء على الدولة بعامة ، بشروط تاريخية محددة هي في دولة طائفية وبورجوازية لو كان الفكر نقديا لاختلف جذريا ، لجاء في شكل أخر يطرح اسئلة لا يطرحها فكر طائفي لماذا تكون الدولة البورجوازية دولة طائفية؟! هل البورجوازية الكولونيالية اللبنانية كالبورجوازية الأوربية طبقة مهيمنة ؟! هل قادرة على بناء بورجوازية متسقة؟! هل هي بالتالي قادرة على قيادة سيرورة تغيير الدولة الطائفية ، وهل يمكن توحيد المجتمع وتوحيد الوطن في ظل سيطرتها الطبقية ؟ وهل يمكن الانتقال بالمجتمع الطائفي الى وحدته الوطنية الحقيقية ، دون المرور بتقويض هذا المجتمع وتقويض أركان النظام السياسي البورجوازي ، هذه الاسئلة لا يطرحها سوى فكر مادي بهذا الفكر يجري النقد وبالنقد يتهافت منطق الفكر الطائفي...
الاشكالية المطروحة لدى الغباء هو أن تكون مهمة الانتقال بالمجتمع من التعايش الطائفي الى الوحدة الوطنية ، هي مهمة هذه الدولة الطائفية القائمة في لبنان ، وطرح المشكلة في شكلها المجرد كما يفعل الغباء من أتباع الفكر الطائفي ، أوالمنزلقين إليه كأنها مشكلة عامة هي مشكلة الدولة ودورها في المجتمع ، دون تخصيص لهذه الدولة أو تحديد لطابعها التاريخي الفعلي الملموس ،هو طرح خاطىء بل هو في طمسه المشكلة الفعلية طرح تضليلي يتضمن عمليا دفاعا عن الدولة الطائفية ودعوة الى تأبيدها ، والغباء لا يقوم بطرح السؤال الاساسي الذي يجب طرحه أبهذه الدولة الطائفية يتوحد المجتمع أم بدولة أخرى ؟ بل أليست الدولة الطائفية هي العائق الأساسي أمام توحيده ، إنه السؤال نفسه الذي لا مفر من طرحه ومن الجواب عنه أتأبيد لهذه الدولة الطائفية أم تغيير لها؟
يجري تجريد الدولة الطائفية التعايش الطائفي من شروطهما المادية التاريخية ، التي هي فيها خاصة ببلد معين هو لبنان في زمن معين هو زمن تكون الرأسمالية في شكلها الكولونيالي، ونظام سياسي معين ملائم لهذا الشكل الذي تمارس البورجوازية اللبنانية سيطرتها الطبقية ،
وكيف يمكن للدولة الطائفية أن تكون أداة تخطي الطائفية ؟! كيف يمكن بمثل الدولة الطائفية أن تكون اداة تخطي الطائفية ، كيف يمكن لمثل هذه الدولة الطائفية أن تقوم بمهمة يستلزم القيام بها أن تكون الدولة غير طائفية ، هذا هو السؤال الأساسي الذي لم يطرحه الغباء على نفسه ذلك أن منطق الفكر الطائفي ، هو الذي يحول دون طرح هذا السؤال ودون رؤية أن تغيير الدولة الطائفية ، هو الحل الفعلي وأن عملية تحويل علاقات التعايش الطائفي هي بالضبط عملية تحويل النظام السياسي ، الذي فيه توجد هذه العلاقات وهو الذي يؤمن إعادة إنتاجها وبديمومته تدوم، هذا يعني في تعبير أخر أن عملية هذا التحويل ليست كما يفهمها الغباء، أي أن تتوسل الدولة الطائفية في سبيل تسريعها ، بل إنها بالعكس عملية تغيير هذه الدولة لا تأبيدها في سيرورة ثورية من الصراعات الطبقية ، هي التي تجري في أشكال مختلفة باختلاف شروط هذه الحرب الاهلية المستمرة....
النظام السياسي للتعايش الطائفي هو الذي يؤمن تحقق هذا الشرط الذي بانتفائه، أي تكون الطبقات الكادحة في قوة سياسية مستقلة، يدخل نظام التعايش ذاك في أزمة وتتعطل حركة تجدده فتظهر حينئذ ضرورة تغييره ، كمهمة ملحة في جدول أعمال الصراع الطبقي وتظهر بظهور هذه الضرورة امكانية ، أن تستحيل الديمقراطية الطائفية فاشية طائفية هذا ما جرى بالفعل في الحرب الاهلية ، حيث انقلبت البورجوازية الكولونيالية على نظامها السياسي الطائفي وحاولت بفئاتها المهيمنة الاكثر رجعية تحقيق مشروعها الفاشي..
لست أطلب من الغباء أن يعتمد في تحليله المسألة الطائفية منهج التحليل المادي، ولا أطلب منه أن يكون ماركسيا لكنني أخشى عليه أن تقوده الديمقراطية ، إن أرادها حقيقية لا طائفية الى موقع من الفكر إن لم يكن موقع الفكر الماركسي وحده ، فهو بالتأكيد موقع قوى التغيير الثوري.
ولكن ما هو الشكل الذي تتماسك فيه البنية الاجتماعية الكولونيالية اللبنانية في إطار الدولة البورجوازية الطائفية ، أي شكل من التماسك هو هذا الذي تحدده لها الممارسة الطائفية البورجوازية للصراع الطبقي؟



#هيفاء_أحمد_الجندي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي عامل و -مفهوم الدولة-
- التعيين الواقعي للطبقات والشرائح الاجتماعية المتضررة من الرأ ...
- كيف نفهم الامبريالية اليوم
- صندوق النقد الدولي ... مفقر للشعوب ومحفزعلى الثورات..
- بحث في بنية التركيب الاقتصادي-الاجتماعي للمجتمعات الكولونيال ...
- التغيير الجذري من منظور أزمنة البنية الاجتماعية الكولونيالية ...
- الامبريالية والتطور اللامتكافىء
- الميركنتيلية الجديدة
- رأسمالية الدولة الاحتكارية تحتضر والبديل لم يولد بعد!!
- إعادة إنتاج للرأسمالية المالية أم انتقال إلى الاشتراكية؟!
- الإنتفاضات الشعبية العربية من منظور قانون تفاوت التطور اللين ...
- الأسس الفكرية للانتهازية الثورية والإصلاحية الوسطية
- هل ستتحقق نبوءة زعيم الثورة البلشفية وتندلع ثورة اشتراكية عا ...
- مفهوم الإمبريالية بين الأمس واليوم
- دفاعاً عن النضال الإشتراكي والصراع الطبقي
- سمير أمين.. المنتج للتمرد
- المسألة الفلاحية والانتفاضات الشعبية
- حكاية إسمها ثورة أكتوبر
- الفكر النقدي الثوري ومفهوم البورجوازية الصغيرة
- ما الإستراتيجية التي تتبعها الإمبرياليات والطبقات المسيطرة م ...


المزيد.....




- ليبيا.. مجلس النواب يدين قمع المتظاهرين في طرابلس ويعلن بدء ...
- النجدة لفلسطين. لننهض ضد الإبادة والهمجية!
- ليبيا.. استقالات بالجملة في حكومة الوحدة الوطنية تلبية لمطال ...
- ليبيا.. استقالات بالجملة في حكومة الوحدة الوطنية تلبية لمطال ...
- أسبوع مايو الثاني ما بين رئاسة مانديلا وحكم إعدام شاه إيران ...
- النسخة الإليكيرونية من العدد 604 من جريدة النهج الديمقراطي
- ليبيا.. نواب المنطقة الغربية في مجلس النواب يعلنون دعمهم لمط ...
- الحزب الشيوعي العراقي: شاعر الشعب موفق محمد.. وداعا
- حلّ حزب العمال الكردستاني .. ما دلالات الخطوة داخل تركيا؟
- الإمارات ترحب بقرار حزب العمال الكردستاني حل الحزب وإلقاء ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هيفاء أحمد الجندي - مهدي عامل ومفهوم الدولة ....الجزء الثاني