أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - قصيدةُ حبٍّ أمميَّة...














المزيد.....

قصيدةُ حبٍّ أمميَّة...


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 23:44
المحور: الادب والفن
    


في دُجى الليلِ العميقْ:
"سألني الليلْ:
بتسهرْ لِيهْ؟"
قلْتُ:
أنتَ نديمي الَّذي يُوفِّى ويُكفِّى،
ويصفِّي..
منَ الشَّوائبِ العالقة..
بقفصِ صدري المليءِ بالذِّكرياتِ الَّتي
تعبرُ أفْقَ خيالي..
بارقاتٍ
لامعاتٍ
تَخرجُ مِنْ قُمْقُمِها،
ففيكَ، أيُّها الليلُ الَّذي لا تنجلي،
أُلقي صَخرةَ النَّهارِ عنْ كاهلي،
وأرفعُ صخرةَ الأيامِ والكتبِ والأقلامِ
والأحلامِ،
والكلامِ غيرِ المُباح،
وفي الحالتين أشهقُ..
وأتحسرُ
وأزفرُ..
زفراتٍ حرَّى،
تسمعُها أنتَ، وتعي،
فما فاتَ لمْ يفُتْ،
وما هو آتٍ آتٍ لا ريبَ فيهِ!
وأشتكي لكَ ولصمتِكَ المهيبِ؛
فأنتَ الشِّفاءُ،
وأنتَ الدَّواءُ..
(المؤقت)،
وانتَ شرَّاحُ الجراحِ،
وحمَّالُ الأسيَّةِ،
والمستمعُ المُصغي باهتمامٍ، والَّذي..
لا يُضاهيههِ مستمِعٌ،
وأنتَ الصَّامِتُ الخجولُ الَّذي..
لا يُشبهُهُ صامتٌ،
صامتٌ لا يصدِّعُ الرَّأسَ
بالقيلِ والقالِ
وكثرةِ السُّؤالِ،
والسُّعالِ،
مع أنَّ الأسئلةَ الكبرى والصُّغرى
تُكتَبُ على لوحتِكَ السَّوداء،
بطباشيرِ القلبِ والرَّأسِ والأحلام،
لا بتباشيرِ الصَّباحِ الأسودِ..
مِنْ ظلامِكَ المُدلَهِمِّ،
والأصمتِ منْ صمتِكِ الرَّاسخِ،
وسرِّكَ الأمين،
وحُلُمِكَ الأسير،
الأسيرِ الغارقِ في لُجِّ الأمنياتِ
خلفَ ضبابِ الرُّؤيةِ
في عينِ القصيدةِ الهاربةِ
في وَضَحِ النَّهارِ الدَّايرِ
على حلِّ شَعْرِهِ
في ضجيجِ عرباتِ الخيلِ المُطْهَمَةِ
في اسطبلاتِ التَّواريخِ المُنهَزِمَةِ
أمامَ الرِّياحِ العاتيةِ
الشرقيةِ والغربيةِ،
وأقدامِ الرَّايِح والجاي، والرَّاكضِ
في أعقابِ الرُّؤوسِ الخاويةِ
على عروشِها،
فأنتَ الوحيدُ الَّذي
يستمعُ إلينا بانتباهٍ وجلالٍ،
ونحنُ نغرقُ..
في أعماقِ طينِ الكلماتِ المُتقاطِعَةِ
والمُتشابِكةِ
والمُتشاكلةِ
والصَّامتةِ
حتى يرى اللهُ فيها أمرًا كانَ مفعولا،*
فالمفعولُ بهِ يعرفُ الفاعلَ جيداً
لكنَّهُ..
يستمرئُ الفعلَ مع الظَّرفِ المنصوبِ
على طبَّاخِ الطَّباخينَ..
في مطابخِ التَّنانينِ الْبِيْضِ والصُّفْرِ
ليقتاتَ الواقعونَ..
في الكمائنِ المنصوبةِ
منذ التَّاريخِ الأولِ لقابيلَ وهابيلَ
والإخوةِ الأعداء،
والعشاقِ السُّكارى الغارقين
في أحلامِ العصافيرِ:
قيس وليلى
روميو وجولييت
حسن ونعيمة..
الذَّائبينَ
في تيزابِ حكاياتِ ألفِ ليلةٍ وليلة،
لذا أسهرُ معكَ، أيُّها الليلُ الطَّويلُ؛
لأعانَي وجعَ القلبِ والرَّأسِ،
والجذعِ والأطرافِ،
كي أكتبَ قصيدةَ حبٍّ..
أُمَمِيّةٍ،
وإنْ كانتْ كلمةُ (أممية) تُصيبُ البعضَ
بالهستيريا،
والهذيانِ،
وعَمَى الألوانِ،
والشِّيزوفرينيا،
والفوبيا الصَّفراء،
مع أنَّها تعني الإنسانيةَ جمعاءْ:
(وإنّما الأُمَم الأخلاقُ...).**
ودونَ استثناءْ،
فما الفرقُ إذنْ،
أيُّها الليلُ الطَّويلُ..
"كموجِ البحرِ الَّذي..
أرخى سدولَهُ..
بأنواع الهموم" !!!

* تناصّ مع الآيةِ الكريمة (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا) الأنفال 44
** تضمين لقول أحمد شوقي:
وإنَّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بقِيَتْ...
تشرين الثاني/أوكتوبر 2025



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية التاريخ
- قمْ للعراق
- الفاتورة
- لا أنام
- سنية عبد عون رشو وقصة (شهيق وزفير)
- دمشق
- من شعر بيورنر تورسون
- الأبواب...
- (حيدر كرَّار): عندما تتفتّحُ البراعمُ الشعريةُ
- (حيدر كرَّار) شاعرٌ قادمٌ على حصان الشِعر الجامح
- يحيى السماويّ وقصيدة (حين أضعْتُ الطريق الى بانكستاون)
- غريبان
- الليالي الطويلة
- آب/أغسطس 2024
- الضمائر
- الجسد المرمر...
- ديوان (جداريات) نسخة مخطوطة
- عدنان الصائغ بين (ومضاتـُ... كِ)، و(ومضاتُهُ...)
- عدنان الصائغ وديوان (ومضاتُ... كِ)
- عدنان الصائغ وهديتُه ديوان (ومضاتُ... كِ)


المزيد.....




- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...
- صدر حديثا : رواية اكسير الأسرار للأديبة سيما صير ...
- -أتذوق، أسمع، أرى- لـ عبد الصمد الكبّاص...
- مصطفى محمد غريب: خرافات صنع الوهم
- مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي
- لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفال


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - قصيدةُ حبٍّ أمميَّة...