عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 16:15
المحور:
الادب والفن
"قُمْ ناجِ جِلِّقَ وانشُدْ رسمَ مَنْ بانوا 1
مشَتْ على الرَّسمِ أحداثٌ وأزمانُ
آمَنْتُ بِاللَهِ وَاِستَثنَيتُ جَنَّتَهُ
دِمَشقُ رَوحٌ وَجَنّاتٌ وَرَيحانُ"
- أحمد شوقي -
* *
ودمشقُ رَوحٌ جنَّةً ريحانُ
حتى وإنْ عاثَتْ بها الغِيلانُ
إنْ كانَ برميلًا تفجَّرَ قاتلًا
أمْ خِنجرًا ذُبِحَتْ بها الوِلدانُ
لا فرقَ بينَ مُؤْدْلَجٍ ومُؤْدْلَجٍ
إبليسُ سيدُهُمْ هوَ الرُّبَّانُ
بعمامةٍ أم بَدْلَةٍ وبلحيةٍ أم رَبْطَةٍ
سُبيَتْ بها البُلدانُ والإنسانُ
في أحسنِ التَّقويمِ قد خُلِقَ الَّذي
مِنْ طينةٍ جُبِلتْ لهُ الأبدانُ
لا يقبضُ الأرواحَ إلّا خالقٌ
فهو الرَّحيمُ العادلُ الرَّحمانُ
ما ضرَّ لو كانَ المحبَّةُ قائداَ
فبها يُشادُ الدينُ والأوطانُ
* *
أنا لم أزرْ يوماً دمشقَ وإنَّما
زارتْنيَ الأشعارُ والألحانُ
يومَ اقتسمْتُ وأحمداً حبَّ التي 2
دارتْ بذكرِ جمالِها الرُّكبانُ
طرِبَتْ لها الآذانُ يومَ شدَتْ بها
ميّادةٌ و(صباحُها) النَّشوانُ
ونزارُ والشُّعراءُ حينَ تناوبوا
عرشَ القصيدةِ كلُّهُمْ فرسانُ
أدمشقُ شكوىً مِنْ حبيبٍ غصَّهُ
ألمٌ فكانَ دواءَهُ الطُّوفانُ
ضمَّتْ ثراكِ الأقربينَ كبارَهُمْ
شعراءَ همْ بينَ الذُّرى الفتيانُ
شربوا بكأسِكِ طِيبَ يَنبوعِ الهوى
فتألَّقوا حتى ارتوى النُّدمانُ
والهاربونَ منَ المظالمِ حضنُكِ
جمعَ الشِّتاتَ ليَدفأَ البَرْدَانُ
شعَّتْ خمورُ الأندرينَ وألهبَتْ
فيكِ فكانَ رئيسَها الرَّيَّانُ 3
الخمرةُ (الرَّيانُ) هبَّتْ في الهوا
حتى انتشى بدبيبِها الظَّمآنُ
بَرَدَى السَّلامِ معَ النِّضالِ تصاحَبا 4
حَدَثاً على حَدَثٍ وهُنَّ بيانُ
أمّا (الأسودُ) ففي المعارك نعجةٌ
عرجاءُ لا قَرْنٌ ولا أسنانُ
سامُوا الرَّعيةَ كيدَهمْ وسهامَهُمْ
لمْ يسلمِ الإخوانُ والجيرانُ
فرُّوا كجُرذانٍ بليلٍ مُظلِمٍ
كالجُرذِ قبلَهُمُ كذا الزُّعرانُ
أسَفي عليكِ وأنتِ بينَ مخالبٍ
شرقاً وغرباً والقريبُ حصانُ
1. جِلِّق: اسم دمشق
2. أحمد: الشاعر أحمد شوقي
3. الريَّان: عرق سوري
4. السلام: هنا إشارة الى بيت أحمد شوقي:
سلامٌ مِنْ صَبا بَرَدَى أرقُّ
ودمعٌ لا يُكفكفُ يا دمشقُ
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟