أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ناهض رسمى الرفاتى - زكيم مصيدة الموت














المزيد.....

زكيم مصيدة الموت


ناهض رسمى الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 18:19
المحور: قضايا ثقافية
    


تحت رصاص الموت وعلى مقبرة المعمداني هناك حفر قبر حمزة وعلى أنقاض القبور التي مرت عليها عقود طويلة فالجرافات الإسرائيلية انتهكت سكون المقابر ووحشتها وابت إلا أن يكون للموتى نصيبا من أذى هذه الحرب ,تلقى كفنه بسرعة فالتواجد في المقبرة خطيرا لان الدبابات تطلق قذائفها فى الزيتون التي تداهمها الدبابات وتدمر كل شيء فيها
لقد جئنا إلى هنا لأن مقبرة الشيخ رضوان قد امتلئ بالموتى ولم يعد هناك أي متسع لقبر وحتى لو وجد فإن بناء القبر لا يقوى عليه الفقراء ,احد الاصدقاء الذى دخل معي القبر بعدما تلقيت كفنه ككومة من القش التي تتكسر داخل كيس كان هذا كل ما تبقى من حمزة
فقبل ساعات قليلة جيء به بالقرب من الدبابات الإسرائيلية التي قتلته بالأمس فى زكيم المكان الذى تأتى منه المساعدات حيث هناك يحتشد الناس لنهب المساعدات التي ترفض إسرائيل ان يتسلمها اى طرف لتصل بكرامة للناس الجوعى والمحاسبة, لقد ذهب حمزة هذه المرة بعدما حاول منعه والده خوفا على حياته لكنه لم يعد منذ الصباح. لقد كان حمزة يريد أن يحصل على بعضا من هذه المساعدات ليشتري خيمة ينزح بها هو وعائلته بعدما هددت إسرائيل باحتلال مدينة غزة هذا ما قاله لصديقه قبل أن يذهب, الأمر ليس سهلا ولا ينسى قال عمه فلقد كشف عنه بعدما احضره والده من مكان استشهاده فى رحلة من الخوف والرجاء .احضره إلى المشفى وحينما ادخل إلى قسم الطوارئ قال الأطباء اخرجوه إلى ساجة المشفى وهناك كان جسده مغطى حاول أن يكشف على وجهه ينظر اليه متوقعا أن يجد وجهه للمرة الأخيرة, لقد كان التمر ثقيلا لم يكن لحمزة وجه ولا حتى قطعة لحم ,كان هيكلا عظميا اكلته الكلاب ولحست حتى عظامه, نادى بقلب ينزف وجعا احمد كيف عرفت انه حمزة قال والده من قدمه هذه , لم يكن فى جسده إلا مكان لفاف طبى على كف قدمه كان ابوه بالأمس قد عالجه من مسمار دخل فيها, وفردة من حذائه السكنى ,لقد كان هذا كل ما تبقى من حمزة المظلوم
هذا الشاب الذى بلغ الثامنة عشر وقد مر من عمره سنتين من الحرب ,كم هى لحظة الياس والضياع ما تتلبس بأهل غزة وكم هى مؤلم لحظة أن نترك لوحدنا وقد تخلى عنا كل شئ
لقد فقدنا مبررات البقاء واصبحنا نضع اكفنا على قلوبنا بين الفينة والفينة لنتاكد اننا لا زلنا على قيد الحياه ,لا تحاول إلا نموت او إلا يتم تهجيرك استسلم حتى تقهر طوعا او كرها
هنا الدموع تجرح روحنا فقد أحاط بنا الياس من النجاه فى وسط هذا الحريق ,لقد نظر فى وجه والده وكأنه يسأله كيف حدث هذا ويقول لقد كان يسترنا بما يأتى به من مساعدات فالراتب المتواضع الذى يتحصل عليه كل ثلاثة أشهر لا يكفى لشراء الماء ,يكفيك أن تنظر فى أحدهم وهو يمشى لتعرف كم عمرك وكيف تغيرت ملامحك وكم خسرت من وزنك فالناس متشابهون فى الألم والوجع وفقدان الأحبة, ينظر فىعيون إخوته وعيونه تعد ابناء إخوته فهذا الرقم الثانى الذى فقدته هذه العائلة ,غزة ليست كاشفة عورات أهلها بل من يعتدى عليها ولمن يؤيد هذا الاعتداء ومن صمت عنه ولمن لم يأبه بشعبها,كم انت ظالم أيها العالم وقاس
سيأتي يوم ونسأل الإنسانية ماذا فعلتم بغزة , وماذا فعلتم للكلاب الجامعة التى اكلت أجساد الموتى فى الطرقات اننا بين اختيار النوت او التهجير او النجاه فنحن فى ارضنا اذا اخترنا الموت او النجاه نحن باقون على هذه الأرض التى نحبها رغم الوجع الذى نحس به اننا نحب غزة رغم اننا قد نتعب من البحث عن قبرا جميلا للموتى والشهداء كثيرون هنا من يفضلون الموت هنا كثيرون يفضلون البقاء مع الجوع وعلى ركام المنازل وفى الخيام كثيرون من لا يفضلون أن يهجروا طوعا او كرها ان قبورنا هنا ومنازلنا هنا انتا باقون رغم ان الموت يحيط بنا اننا نتواجد فى قاع البئر ولا احد يقف كى ينقذنا لكن شمس غزة لا تزال ساطعة ورائحة بحرها لا نزلنا نشمه وقبر حمزة وادهم وامى وأبى هنا سنخرج من قاع البئر برحمة من السماء
فإن رب السموات والأرض لن يتركنا فى هذا الوجع سنخرج من البئر كما خرج يوسف ليملا الأرض عدلا طولا وعرصا سنخرج كما خرج يوسف فيعقوب سيحتضنك قريبا ويشم قمصيك الرضا



#ناهض_رسمى_الرفاتى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيمة والفوضى
- الفتح الاسلامى ام الاحتلا الاسلامى
- اتفاق باريس الإقتصادى و مارين للغاز حقوق ضائعة؟
- البترويوان تهديد حقيقى أم أساطير تفكيك الدولار
- حتمية الإنتصار والصعود البطئ للثورة الفلسطينية
- دولة واحدة مع دولتين ( تركيا ,أذربيجان )
- هنية على الأكتاف وأمال قد تتحقق
- الخيميائى رواية على حد السيف
- العلاقات الإقتصادية بين تركيا واسرائيل فى ظل المتغيرات السيا ...
- الإختبار والتاريخ مكان مصب النهر
- سياسة حسناء واقتصاد قبيح
- فرص المصالحة ومعادلة الألم
- رجيم المصالحة الفلسطينية وإتفاق التهدئة مع اسرائيل
- عصا الحل الإقتصادى ( الإنسانى ) وجزرة الحرب على غزة
- صفقة على غزة
- جناح فراشة فلسطين تحدث اعصار
- بين صمت الحكومات وضياع العمر الشباب العربى ؟
- الفرص والتهديدات للمصالحة الفلسطينية من زاوية اقتصادية


المزيد.....




- عن الجريمة والفوضى.. مسلسلات مرتقبة على المنصات الرقمية في س ...
- اليونيفيل يدّعي إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل نحو عناصره في ل ...
- من الرصد إلى القصف.. كيف استهدفت إسرائيل حكومة الحوثيين في ص ...
- الجيش الإسرائيلي يعاني.. تأخر في التحاق جنود الاحتياط ونقص ف ...
- ترحيل قسري وغرامات وسجن.. اليونان تقر قانون هجرة جديد
- مقتل 7 أطفال في قصف إسرائيلي أثناء محاولتهم الحصول على الماء ...
- تونس: فندق -نزل البحيرة-.. جوهرة معمارية عالمية مهدّدة بالهد ...
- الإمارات العربية تحذر إسرائيل وتعتبر مساعيها لضم أراض بالضفة ...
- إسرائيل: الشاباك يعلن إحباط مخطط لاغتيال بن غفير ويعتقل أعضا ...
- السودان: ما هي التحديات لعودة الصحافة السودانية إلى البلاد؟ ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ناهض رسمى الرفاتى - زكيم مصيدة الموت