أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي المالح - اقليم كردستان العراق الى اين؟














المزيد.....

اقليم كردستان العراق الى اين؟


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 16:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليلة يوم الجمعة 22 من آب، عاش الناس في مدينة السليمانية الجميلة، اجواء حرب مرعبة تصاعد دخانها الاسود الكثيف في سماء المدينة، وكأنهم على موعد مع إسترجاع الذكريات المرّة، ذكريات حرب الاخوة و الأقتتال الداخلي الذي، يبدو انه لن ينتهي. القتال المصيري على السلطة والنفوذ، على محاولة الغاء الآخر، المنافس او المعارض او المنتقد، وتدميره اذا تطلب الامر بالسلاح والتحالفات الاقليمية، او خنقه سياسيا في اروقة المحاكم المسيسة الخاضعة لإرادة سلطة الحزب.
مدينة السليمانية، مدينة الادب والفن والجمال والفرح، تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات. قبل اسابيع اعتقل "شاسوار عبدالواحد" احد رؤساء المعارضة ولحزبه "نەوەی نوێ" 14 اعضاء في البرلمان المعطل منتخبين من قبل جماهير واسعة في الاقليم. وبعد قتال استخدمت فيه قوات حزبية واسلحة جبهات حرب سقط فيه قتلى وجرحى لم يتحدد عددهم لحد كتابة هذا الموضوع، القي القبض على "لاهور شيخ جنكي" وهو ابن عم "بافل طالباني" رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني وابن المرحوم "مام جلال"، ونقل تحت افواه البنادق الى معتقل ما في المدينة.
قبل اسابيع حكمت احدى محاكم مدينة اربيل بالسجن لأكثر من اربع سنوات على احد الناشطين بحجة او بتهمة التهديد وهو قابع في السجن، هذا الحكم الذي ابدت فيه الكثير من الاوساط والمنظمات الحقوقية والاعلامية في الاقليم، اضافة الى يونامي وغيرها من المنظمات والقنصليات العاملة في الاقليم عن استغرابها وامتعاضها واستيائها من طريقة فرضه وقسوته وعدم ملائمته مع العدالة، مطالبة بإعادة النظر فيه.
السؤال ماذا يجري في اقليم كردستان حقا؟ لماذا يجري كل هذا في هذه الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية في العراق؟
للاجابة على هذه التساؤلات، لابد من مراجعة متأنية لطبيعة القوى التي تتحكم بمصير الاقليم (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) ولدراسة نهجها و برامجها وسياساتها في ادارة الاقليم، وبالتالي لفهم جذور وطبيعة وتاريخ صراعاتها. ففي الاقليم، منذ ان اعلن عنه ككيان بحماية دولية في بداية التسعينات، كما في عراق الدكتاتورية والتعصب القومي، وكما في اغلب الانظمة في المنطقة، لايمكن القبول بمنافسة تصل حد المعارضة وتهديد السلطة المطلقة للقوى الرئيسية الحاكمة. فالديمقراطية المزيفة مرسومة على مقاس فهمهم للسلطة والحكم و منسجمة مع طبيعتهم الطبقية و مصالحهم الحزبية والعشائرية والمناطقية. وعليه فقبولهم للمعارضة، ان وجدت، تشترط ان تكون هامشية ومرتبطة، بشكل ما بأجندتهم، وخاضعة في النهاية، لإرادتهم.
ان الثروات الهائلة التي يدرها النفط، التي تشكل عصب الاقتصاد الريعي في العراق والاقليم، هي احد الاسباب الرئيسية للصراعات، لاسيما ان قوى العملية السياسية، التي وصلت الى كرسي الحكم بأشكال وطرق وظروف متباينة، لديها احزابها وقواتها العسكرية الخاصة و جماهير مرتبطة بها بلقمة عيشها وما تجنيه من الموالاة المطلقة، وهي للمحافظة على سلطاتها تحتاج الى المزيد من الاموال؛ لتعزيز نفوذها وشراء المزيد من الاصوات وتسليح المزيد من الشباب وبالتالي الحصول على المقاعد التي تراها متناسبة مع قوتها ونفوذها في البرلمان والحكومة.
ان ما جري في السليمانية هو جزء من هذه الصراعات، فمحاولة الاتحاد الوطني الكردستاني، للقضاء على المعارضة التي تهدد مواقعه ونفوذه وعدد كراسيه في البرلمان والوزراء في الحكومة، لن تكون الاخيرة. الاتحاد الوطني الكردستاني يبغي السيطرة الكاملة و المطلقة على الزون الاخضر اسوة بالسطرة المطلقة لغريمه الحزب الديمقراطي الكردساتني في الزون الاصفر. اما مصلحة الاقليم وامنه واستقراره وتطوره و مستقبله و القضاء على الفساد المستشري وخدمة الشعب وتوفير مستلزمات حياة كريمة للناس، فهي مواضيع، كما اثبتت العقود الثلاث المنصرمة، هي ثانوية و مؤجلة، للاسف.



#سامي_المالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 5
- الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 4
- hالذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 3
- التفكير النقدي والذكاء الاطناعي
- االتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي
- بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان
- حرق القرآن وردود الأفعال / مفاهيم ومواقف
- المكونات الصغيرة في خراب العراق
- اولوف بالمه (Olof Palme) وآفاق الاشتراكية الديمقراطية
- وزيرة الخارجية السويدية في مواجهة السعودية - ليس عندي ما أخج ...
- لا لقانون الاحوال الشخصية الجعفري!
- بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-
- كنت في قلب الانفال – صور محفورة في الذاكرة
- في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير
- جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض


المزيد.....




- ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة ...
- -رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه ...
- هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا ...
- شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
- مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل ...
- حركة تحرير السودان: كيف نشأت وأين هي اليوم؟
- قمة شنغهاي تكشف -أنانية- واشنطن وإهمالها مبدأ المصلحة المشتر ...
- إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و- ...
- يوسف الكواري عضو المكتب السياسي للحزب في حوار حول “ماذا يجري ...
- شركة نستله تطرد رئيسها بسبب إخفاء علاقة غرامية مع موظفة!


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي المالح - اقليم كردستان العراق الى اين؟