أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته!















المزيد.....

في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته!


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 3291 - 2011 / 2 / 28 - 19:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


".. لايمكن سحق توق وتطلع الشعوب للحرية بالعنف، هذا التوق والتطلع سيعيش وسينتصر في النهاية" من كلمة القاها اولوف بالمه 21 اب 1968 في مدينة مالمو حول التدخل السوفيتي في جيكوسلوفاكيا.
اليوم 28 شباط، تمر الذكرى الخامسة وعشرون لاغتيال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيس وزراء السويد أولوف بالمه (اغتيل في ليلة 28 شباط 1986). واليوم تتذكر السويد هذا الرجل بفخر واعتزاز، اذ يتوجه الالاف لوضع الورود على قبره، ويزور الالاف المكان الذي سقط فيه رئيس الوزراء في وسط العاصمة ستوكهولم وهو يخرج مع زوجته في الليل من دار سينما من دون حراسة. ومئات الالاف يزورون مواقع الكترونية ليشاهدوا ويقرأوا ويسمعوا خطابات واحاديث وذكريات ومواقف هذا السياسي المتوقد. والالاف من الصحفيين والكتاب والفنانين والمثقفين والسياسيين يناقشون ويحللون ويسلطون الاضواء على جوانب عديدة من حياة واعمال وافكار بالمه في العديد من الصحف والبرامج التلفزيونية والحلقات الدراسية والتجمعات العامة. كما وصدرت، بالمناسبة، كتب جديدة عن حياته وارثه ومعنى ومغزى افكاره لما يعانيه اليوم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ودوره في تطوير المجتمع السويدي.
ان أولوف بالمه الانسان، والمنحدر اصلا من اصول برجوازية، انحاز منذ البداية الى تحقيق مشروع العدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق العمال والطبقات الوسطى في المجتمع السويدي، فانخرط مبكرا في صفوف الحركة العمالية، وكافح دون كلل وبدون هوادة، في كل مراحل حياته السياسية، من اجل مواصلة بناء مجتمع اكثر عدالة، مجتمع يضمن للفرد الحرية وكل مستلزمات حياة كريمة وذات معنى ويوفر له كل شروط التطورالمظطرد. وفي ريعان شبابه وهو يقود شباب الحزب الاشتراكي الديمقراطي يؤكد في كلمته امام مؤتمرهم في ابريل 1969: " ... نحن ماضون نحو المستقبل بالمعرفة والعلوم كأداة وبالقناعة كقوة دفع، والمهمة هذه لايمكن ان تكون هائلة، لان السياسة ايها الرفاق، هي ان تختار شيْ ما"
ولقد مارس بالمه السياسي والقائد ورجل الدولة السياسة كمسؤولية وشرف، فوهب قضيته جل طاقاته، مندفعا بجرأة وصدق، مؤمنا بكل كلمة لفظها من اجل اقناع الناس بجدوى العمل من اجل الحرية والديمقراطية ورقي الانسان وكرامته، مستعدا دائما، بالحوار وقوة الاقناع واحترام والاصغاء الجيد مواجهة المختلفين معه، ولاسيما في المنعطفات وحينما كان يتعلق الامر بحياة الناس والعدالة الاجتماعية وحرية الشعوب في اصقاع العالم المختلفة. وكما يؤكد المقربين منه وابناء جيله والمحللين، ان بالمه كان انسانا دافئا ومواطنا بسيطا يمارس حياته اليومية بين الناس بتفاؤل لاتفارقه الابتسامة، وانه تميز بقدرات هائلة على صياغة افكاره وخطاباته بلغة مكثفة وحادة وبسيطة في ان واحد. ولعل مقولة العالم الفيزياوي العبقري البرت اينشتاين انطبفت على بالمه حينما قال: "انك لاتستطيع شرح امر للناس ليفهموه ان لم تكن انت تدركه وتفهمه بعمق". فألوف بالمه كان يدرك بعمق ويفهم بوضوح ماهي قضية الانسان وماهي مسؤولية المواطن من اجل رفع شأنه كأنسان بغض النظر عن كل انتماءاته ومايحدد هويته، ولذلك توجه بالمه مباشرة الى الناس المواطنين وخاطبهم بضمير حي وبصدق واخلاص ليستنهض فيهم، بنجاح، الطاقات للعمل المبدع والخلاق والتعاون والتضامن وترسيخ القيم الانسانية و الرغبة في حياة اكثر عطاء وجمالية ورقة.
لقد برزأولوف بالمه كشخصية عالمية متميزة، والعالم سيتذكر بفخر مواقفه الشجاعة في عام 1972 حينما ادان بشدة ووقف مستنكرا حرب الولايات المتحدة الامريكية في فيتنام. كما ستبقى مواقفه المشرفة ضد الفاشية في اسبانيا والتمييز العنصري في افريقا امثلة ساطعة من الجرأة والاقدام والثبات على المباديء. ولقد بقي طوال حياته، ثابتا، لايساوم ابدا، على حرية الشعوب والوقوف معها في نضالها من اجل الاستقلال والحرية. ولقد استطاع بسياساته المتوازنة والذكية ابقاء السويد دولة محايدة بين القطبين المتصارعين انذاك، مما اكسبها مكانة دولية متميزة ومؤثرة رغم صغر حجمها مقارنة بالدول الكبرى. فلقد كان رحيله المبكر خسارة كبيرة للسويد وللمجتمع الدولي والشعوب المناضلة.
وفي شباط هذا العام، والعالم يتذكر الوف بالمه ويخلده، شهدنا اعصار الجماهير الغاضبة تكنس دكتاتوريات وانظمة فاسدة متخلفة لتقذفها في مزبلة التاريخ. فالشعوب المحرومة من الحرية والمظطهدة لعقود طويلة تنهض لتواجه "زعماء" كرسوا حياتهم لقمع شعوبهم ونهبها واذلالها وحرمانها ومعاملتها كعبيد وقطعان من الاغنام. فالشعوب تواقة للحرية والحياة، تنير دربها ذات الافكار والقيم والاعمال التي كرس أولوف بالمه وملايين من امثاله في العالم حياتهم من اجلها، ولايمكن لها ان تركن للاستعباد الى ما لانهاية، وهي اليوم تواجه عزلاء، بحناجرها، وباحلام واندفاع وتضحيات شبابها، تواجه ماكنة العنف والقمع والبطش التي يديرها متسلطين مجردين من الانسانية يعبدون المال والسلطة.
فشتان بين قادة يخلدهم التاريخ - لانهم عملوا بشرف وصدق ونزاهة ومسؤولية، لخدمة بلدانهم وشعوبهم والانسانية، قادة لم تفسدهم الكراسي وامتيازات السلطة ولم يقتلوا ضمائرهم بالفساد وسرقة المال العام والتجاوز على القانون وكرامة المواطنين ولم تتلطخ اياديهم بدماء الابرياء. وبين قادة اختزلوا مهماتهم وقضيتهم ومسؤولياتهم وضميرهم وقيمهم ومبادئهم بضمان استمرار تسلطهم والحفاظ على عرشهم والتحكم بمصائر وثروات البلد والشعب، من خلال بناء الجيوش الموالية والمخابرات والاجهزة القمعية والاعلام المزيف والاكاذيب والنفاق وشراء الذمم وترويع الشعب واذلاله وحرمانه من مستلزمات التعلم والمعرفة والتطور.
لم يترك أولوف بالمه ثروات كبيرة وخيالية وقصورفارهة لابنائه واحفاده. كما سعى صدام حسين وبن علي والقذافي واخرون كثيرون يحكمون اليوم. لقد ترك بالمه ثروة هائلة ليس لشعبه فحسب بل وللانسانية جمعاء. ثروة من المناقب والخصال والافكاروالقيم والمواقف الشجاعة المتميزة. ثروة من العمل الخلاق لن تنضب، سيغترف منها الناس والشعوب المتلطلعة لغذ وعالم افضل، ثروة هي رأسمال للانسانية جمعاء وخاصة لشعوب منطقتنا، ومنها الشعب العراقي، التي تخوض اليوم معاركها من اجل الحرية والكرامة ومستلزمات حياة يومية بسيطة.



#سامي_المالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق
- اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته!