أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي المالح - الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟















المزيد.....

الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الاحد 19 من سبتمبر الجاري يتوجه الملايين من السويديين الى صناديق الاقتراع، ليحددوا، في كرنفال ديمقراطي، اي من التحالفين – اليمين الحاكم ام اليسار المعارض، سيتولى ادارة شؤون البلاد للسنوات الاربع المقبلة.
ومنذ أشهر احتدمت الحملات الانتخابية، في كل مكان وعلى مختلف المستويات، في الساحات العامة والشوارع والمراكز التجارية ومواقع تجمع الناس وفي الصحف والجرائد والاذاعات وقنوات التلفزيون المختلفة، أشترك فيها عشرات الالاف من القادة والكوادر والاعضاء والمؤيدين من كل الاحزاب، لاقناع المواطن بجدوى السياسات والمشاريع والمواقف والشعارات، لكسب صوته، وبالتالي لضمان الاكثرية النيابية التي تؤهل لتشكيل الحكومة.
قضايا انية ملحة وقليل من المواجهات الايديولوجية
بالرغم من ان المنافسة الاساسية في هذه الانتخابات هي بين تحاف اليمين الذي حكم لاربع سنوات ماضية وبين تحالف اليسار الذي تشكل في السنة الاخيرة من حزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار وحزب البيئة، الا ان ما يسود الحوارات والمناقشات والمناظرات والمواجهات المباشرة في وسائل الاعلام المختلفة هو، الى حد كبير، تركيزحول الاسئلة والمواقف والمشاكل الانية التي تمس حياة شرائح او قطاعات مختلفة من المجتمع السويدي. وبأستثناء بعض البرامج الاذاعية والتلفزيونية والمقالات في الصحف الكبيرة والمواجهة الحوارية الايديولوجية التلفزيونية الوحيدة بين رئيسة الحزب الاشتراكي مونا سالين ورئيس حزب المحافظين فريدريك راينفيلد، فان اغلب الحوارات والمناقشات والدعايات الانتخابية واللافتات والبوسترات والشعارات تتمحور حول: العمل، الضرائب، المدرسة، البيئة، النظام الصحي والموقف من الحرب في افغانستان. والمتابع لكل هذه الحوارات والمواجهات والانشطة الاخرى، يلاحظ ، ان الطرفين يحاولان تسويق حلول ملموسة انية واضحة، مع التلافي في الخوض في نقاشات ايديولوجية عميقة والحديث عن التوجهات الاستراتيجية ورسم صورة المستقبل البعيد.
الوسطية في خطاب اليمين
ولعل، تسويق اليمين بزعامة المحافظين، الذين يطلقون على نفسهم بالمحافظين الجدد، برنامجهم وحكومتهم كبرنامج العمل وحكومة توفير فرص العمل، متحركين نحو الوسط، ومقتربين في خطابهم الانتخابي من خطاب وتوجهات ومواقع التحالف اليساري المعارض، هو الذي يجعل امر رفع المناقشات الايديولوجية الى الواجهة امرا صعبا ومهمة ليست بعسيرة لتحالف اليسار. ان هذه السياسة وهذه الصياغة للخطاب الانتخابي اليميني، الذي لايعكس في الواقع السياسة الفعلية لليمين في الكثير من المجالات، تحقق لهم نتائج جيدة في تأثيرها على الناخب، ولاسيما الناخب الاقل اطلاعا على تفاصيل البرامج والاقل تفكيرا واهتماما بالنتائج المستقبلية التي تتحكم بتماسك وتطورالنظام والمجتمع السويدي. وفي هذا السياق يمكن الاشارة ايضا الى ان تحالف اليسار، يفتقر، في هذا المنعطف، الى صياغة متماسكة لافكار وتوجهات عميقة جديدة وجذابة لتحديد اتجاهات تطور البلد، كما فعل الاشتراكيون الديمقراطيون، بناة النظام والموديل السويدي، في الكثير من المنعطفات في القرن الماضي. وللاسف فأن التحالف اليساري يفتقد أيضا الى قادة ذات كفاءة وشخصية جذابة وكارزمية لمواجهة شخصيات ذات حنكة وكارزمية في تحالف اليمين الحاكم.
مفاجئة الانتخابات – سفيريا ديموكراتنا
أن المفاجأة الكبرى في هذه الانتخابات هي الارقام المعلنة في الاستطلاعات المختلفة للكثير من المؤسسات ووسائل الاعلام، والتي تؤشر لزيادة عدد المصوتين لحزب "سفيريا ديموكراتنا" حزب السويديين الديمقراطيين ذات الاصول والميول العنصرية والذي يضم في صفوفه عدد كبير من معادي الاجانب ومن لهم افكارعلاقات مع منظمات عنصرية. ولقد نشط هذا الحزب على خلفية المشاكل والتعقيدات والاخفاقات في سياسة الاحزاب والتحالفات الكبيرة في ما يخص سياسة اللجوء والتعامل مع اللاجئين. ان عدم تناول هذه المشاكل ووضعها من ضمن اولويات مواضيع الحوار والمناقشات بجرأة، وطرح حلول واضحة للتعامل مع تطلعات اللاجئين ومحاولة دمجهم وتوفير فرص الدراسة والعمل وانهاء حالة التقوقع والعزلة والشعور بالتفرقة، في اطارتعزيز الديمقراطية والمحافظة على قيمها وتقاليدها العريقة، خلق اجواء افضل لهذا الحزب للتحرك بين القطاعات القلقة والخائفة من تداعيات الواقع الجديد في البلد، والتي تنخدع بطريقة ربط مشاكل الاقتصاد السويدي بسياسة اللجوء ووجود الاجانب في البلد. والجدير بالذكر ان هذا الحزب يعمل باستمرارعلى تغذية الخوف وتسليط الضوء على مواقع التوتر في المجتمع ويحاول خداع قسم من الاجانب من خلال تسويق نفسه مدافعا عن المسحيين ضد الديانات الاخرى. وللاسف لقد انخدع عدد غير قليل من ابناء شعبنا المسيحي من العراق بخطاب هذا الحزب وربما يصوت عدد منهم له في هذه الانتخابات. ان هذا الحزب معروف في السويد كحزب عنصري معادي للاجانب كلهم بما فيهم المسيحيون، ولذلك لم يعطي الاعلام في السويد اية فرصة لظهور قادته وللدعاية لافكاره وبرنامجه، كما رفضت كل الاحزاب الاخرى في السويد مواجهتهم في مناظرات ومناقشات سياسية، مؤكدين في عشرات المناسبات، باجماع، بانه حزب غير جدي وغير مسؤول وينشط لزرع التفرقة والتوتر.
والاهم من كل ذلك لقد اعلن تحالف اليساروكذلك تحالف اليمين وان بنبرة اخف، انهما في حالة عدم الحصول على الاكثرية لتشكيل الحكومة، سوف يرفضان التعاون مع هذا الحزب وسوف لن يمنحا الفرصة له لكي يكون ممثلا في الحكومة، هذا، طبعا، اذا ما حصد هذا الحزب العدد الكافي من الاصوات يوم الاحد القادم ليكون ممثلا في البرلمان.
أهمية اصوات الاجانب
تبرز في هذه الانتخابات، وبشكل اوضح من السابق، اهمية الاجانب في السويد. وسيكون لمجموع اصواتهم تاثير واضح في النتائج. المشكلة المزمنة هي النسبة الواطئة القليلة التي تمارس حقها الانتخابي. الملاحظ ان عدد الاجانب المرشحين في قوائم كل الاحزاب في السويد، سواء للبلديات او المحافظات او للبرلمان ازداد في هذه الانتخابات، وبشكل خاص في احزاب تحالف اليسار. ومن الجدير بالذكر ان ثمة عدد مثير للانتباه من العراقيين من مختلف انتماءاتهم العرقية والدينية ترشحت ضمن قوائم تحالف اليسار، من ضمنهم شخصيات ذات كفاءة وتاريخ سياسي مشهود، بالاضافة الى اخرين يبحثون عن فرص للشهرة والبروز او الوظيفة. وعليه فمن الهام جدا ان يتوجه الاجانب، ومنهم عشرات الالاف من العراقيين الى صناديق الاقتراع وممارسة هذا الحق الديمقراطي وتحمل المسؤولية في تحديد من سيرسم اتجاهات التطور في البلد للسنوات الاربع القادمة. ان لكل صوت قيمته المتساوية والحقيقة لانه يؤثر في نتائج الانتخابات وبالتالي في سياسة الحكومة المقبلة التي ستمس حياة المواطن ومستقبله.
انا اصوت للتحالف اليساري
وبالنسبة لي شخصيا، يسعدني ان استجيب لتساؤلات العشرات ممن اتصلوا بي مستفسرين عن ارائي وتحليلاتي وفهمي لبرامج وتوجهات الاحزاب والتحالفات، واقول بوضوح بانني وانطلاقا من حرصي ومسؤوليتي على مستقبل السويد وطني الثاني وانطلاقا من مصالح السورايي (الكلدان السريان الاشوريين) سأصوت لتحاف اليسار وللاسباب التالية:
سياستهم للحفاظ على الضمانات ومستلزمات العيش الكريم لكل فرد بغض النظر عن خلفيته والدعوة للتضامن والمساواة جدية وواقعية، وتنعكس جليا في الميزانية والخطة الاقتصادية المطروحة في برنامجهم الانتخابي. فهم وان ليسوا مع خفض الضرائب المجالات في بعض، كما يدعي اليمين، الا انهم يبغون توازنا عقلانيا في سياستهم الضريبية بما يضمن توفيرالصحة والتعليم والضمانات الاجتماعية للجميع وبما لايهدد التماسك الاجتماعي من خلال تقليص الفوارق - الطبقية وبين الجنسين ومع الاجانب. بالعكس من اليمين الذي يريد تخفيض الضرائب الذي قد يخدع ذوي الدخل المنخفض مرحليا، ولكن يؤدي بالنتيجة الى زيادة الفوارق الاجتماعية ويؤثرعلى طبيعة التعليم وتوفيرالصحة والسكن والخدمات والضمانات الاجتماعية للعاطلين عن العمل والمرضى من جهة، ويخلق الاجواء والبيئة الملائمة لزيادة ارباح الشركات الكبيرة واعطاء المزيد من الثروات للاغنياء.
االامر الاخر هو الموقف من الاجانب ومعالجة مشاكلهم، فالتحالف اليساري اكثر وضوح ومصداقية وشفافية، وفي برنامجه مقترحات ملموسة للحد من التفرقة والعزلة والبطالة بين الاجانب وخاصة الشباب، مستفيدا من الثغرات والاخطاء سابقا. كما ان التحالف اليساري يقف بدون تردد موقفا ايجابيا من قضايا الشعوب والاقليات المظطهدة ويدافع عن حقوقها. السياسة الخارجية لليسار بشكلها العام اكثر عقلانية ومنحازة للشعوب وتقف ضد الحروب واستخدام العنف وتدعوا الى تنشيط دور الامم المتحدة في حل الازمات ومواجهة تحديات المستقبل.
واخيرا، ان حزب البيئة النشط والمتنامي في تحالف اليسار نجح في المساهمة الفعالة لصياغة برنامج عملي وواقعي للتعامل مع مشاكل البيئة وتحمل المسؤولية مستقبلا وطنيا في السويد او عالميا من اجل حياة ومناخ وحياة افضل في الكرة الارضية.
الاهم هو ان يمارس الفرد حقوقه بمنتهى الحرية. ان هذه الممارسة تطور الوعي وبالتالي تنمي الشعور بالمسؤولية. فهي تضع الفرد امام مسؤولية المتابعة والمراقبة وتقييم سياسة من انتخبهم لتحديد الموقف الصائب للمرة القادمة على اساس الوقائع والنتائج على الارض.





#سامي_المالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق
- اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي المالح - الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟