أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 4















المزيد.....

الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 4


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الجزء الرابع من الفصل العاشر من كتابي الموسوم "التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي - خيار تربوي وضرورة مجتمعية"

سادسا – تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التعليم من أجل:
• مساعدة المعلمين في العملية التعليمية، بتفاصيلها وجوانبها المتعددة.
• دعم التعلم الفردي.
• الوصول الأسرع والشامل للطلاب على مختلف المستويات.
• التشغيل الآلي للمهام الإدارية.
• التدريس والدعم خارج المدرسة والفصل الدراسي.
• توفير البيانات والتأكد من جودتها.
• معالجة نقص المعرفة والمهارات.
• عدالة أفضل وتمييز أقل.
في البحث العلمي:
• يساعد في جمع وتصنيف واعتماد البيانات والمعلومات والصور والأفلام الغزيرة المتوفرة من مختلف المصادر، بعد تدقيقها والتأكد من مصداقيتها.
• الحصول على النصوص الأكاديمية والأبحاث السابقة في موضوع البحث من مختلف بلدان العالم وبمختلف اللغات.
• تسهيل التواصل والتعاون بين المؤسسات والشركات والجامعات ومراكز البحث العلمي في جميع أنحاء العالم.
• المساعدة في تحديد المنهجية والخطة وتنظيم الزمن.
• تنظيم الأفكار، وتحسين تحليل البيانات، وتحديد الاتجاهات والأنماط، وتنويع أدوات البحث، والترجمة السريعة.
• المساعدة في كتابة الأبحاث العلمية في وقت وجهد أقل.
• كما يساعد الذكاء الاصطناعي في توليد المواد التعليمية المخصصة والمناسبة للبحث العلمي وأهدافه، وتكييف المحتوى وفقًا لحاجات البحث.
في العمل المعرفي :يستخدم 75% من العاملين في مجال المعرفة حول العالم الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم، وفقًا لمسح أجرته "مايكروسوفت" و"لينكد " إن العاملون في المعرفة هم المشتغلون في مهن تتطلب التفكير وتطبيق المعلومات لإنجاز مهمة معينة، مثل:
• المحاسبين
• مبرمجي الكمبيوتر
• محللي البيانات
• المصممين
• المهندسين
• الأطباء
• الصيادلة
• الكتّاب وغيرهم
أظهر المسح أن الموظفين أنفسهم هم من يقودون استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل، وليس الشركات، بحسب تقرير لمجلة "فورتشن" اطّلعت عليه "العربية Busines " واللافت أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخلف عن دول متوسطة الدخل مثل الهند وإندونيسيا والبرازيل في تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل، رغم أنها موطن لمنصات الذكاء الاصطناعي المهيمنة عالميًا مثل . ChatGPT
الدول الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل العاملين في مجال المعرفة:
• الهند 92%
• إندونيسيا 92%
• تايلاند 92%
• الصين 91%
• هونغ كونغ 88%
• سنغافورة 88%
• الفلبين 86%
• أستراليا 84%
• البرازيل 83%. alarabiya.net) 2024(
في الطب:
• التشخيص الطبي: من خلال تحليل الصور، مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، واكتشاف العلامات المبكرة بدقة.
• تطوير العلاجات المخصصة: بتقديم العلاج لكل مريض على حدة، بالاعتماد على تحليل البيانات الجينية والفردية، واستخدام خوارزميات التعلم العميق للتنبؤ بكيفية استجابة الجسم للعلاج، مما يساعد في تصميم خطط علاجية تتناسب مع الخصائص الفريدة لكل فرد.
• تحسين إدارة السجلات الطبية بسلاسة وفعالية، مما يُسهّل تحويلها إلى بيانات قابلة للاستخدام من قبل الأطباء ومقدّمي الرعاية الصحية. وتساعد أيضًا في تحليل البيانات واستخراج رؤى مهمة عن حالة المريض، مما يقلل الوقت ويتيح للأطباء معالجة عدد أكبر من المرضى بتركيز أكثر.
• روبوتات الجراحة الدقيقة: تُعد نقلة كبيرة وجذرية في مجال العمليات الجراحية، حيث تقلل من نسبة الأخطاء البشرية، وتساهم في تقليل الجروح وحجم التدخل الجراحي، مما يُسرّع في عملية التعافي. كما يمكنها إجراء جراحات دقيقة في مناطق يصعب الوصول إليها.
• تحليل البيانات الصحية الضخمة: لاستخراج الأنماط من كميات هائلة من المعلومات، وتقديم رؤى حول الصحة العامة واتجاهات الأمراض، وتطوير استراتيجيات الوقاية عبر تحديد عوامل الخطر، والتنبؤ بالأوبئة المحتملة. كما تساعد في مراقبة الأداء الطبي وتحليل النتائج العلاجية بشكل أكثر شمولية ودقة.
• الرعاية الصحية عن بُعد: باستخدام أجهزة قياس ذكية ومراقبة، تتيح للأطباء متابعة حالة المرضى عن بُعد، مما يعزز إمكانيات المتابعة، خاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، دون الحاجة إلى الحضور المتكرر إلى المستشفى أو العيادة.
في الحياة اليومية: في الحياة اليومية، هناك خمس تطبيقات رئيسية للذكاء الاصطناعي:
• وسائل التواصل الاجتماعي: في معظم منصات التواصل الاجتماعي، مثل "Facebook"، تُستخدم أنظمة خوارزمية خاصة لعرض المحتوى والإعلانات التي تناسب اهتمامات المستخدم، بالإضافة إلى التنبؤ بتفاعله معها. وهناك ميزات أخرى مثل أنظمة التعرف على الصور والتعرف على الوجوه بدقة.
• تحديد الوجهة ومعرفة الوقت المتوقع للوصول: من ذلك تطبيق الإرشاد "Google Maps" بالتعاون مع شركة DeepMind، الذي يستخدم بنية التعلم الآلي المعروفة باسم Graph Neural Networks، حيث يمكنه التنبؤ بحالة الطرق واقتراح طرق بديلة.
• العثور على سيارة رحلتك: مثال ذلك سيارات أجرة "Uber"، التي تستخدم تقنيات التنبؤ بالتعلم الآلي لتسهيل التواصل، واستخدام اللغة المناسبة للسائقين، وتوفير عدد كافٍ من السيارات لتغطية الحاجة في منطقة ما وفي الوقت المناسب، بهدف الحفاظ على رضا العملاء.
• تحسين تجربة العملاء من خلال روبوتات المحادثة (Chatbots):
مثل استخدامها في طلب المعلومات والإرشادات عند شراء منتج معين أو الحصول على خدمة أو تفاصيل الدفع ومعلومات الاتصال. هذا يسهم في تقليل العبء على الموظفين، ويتيح لهم التركيز على المشكلات المعقدة، بالإضافة إلى تقليل وقت الانتظار.
• تنظيم صندوق الرسائل الواردة على البريد الإلكتروني:
باستخدام حساب Gmail مثلًا، يمكنك التعامل مع الذكاء الاصطناعي يوميًا دون أن تلاحظ، من خلال تنظيم الرسائل الواردة وتحديد الأولويات، وتقسيم البريد إلى فئات مختلفة مثل: الأساسية، الاجتماعية، العروض الترويجية، التحديثات، المنتديات، والبريد العشوائي. حيث تصل دقة إزالة الرسائل غير المرغوب فيها إلى نحو 99%.
من التطبيقات المهمة والمشهورة الأخرى للذكاء الاصطناعي:
• ألعاب تدريب الدماغ مثل IQ Masters.
• تعلم اللغات والترجمة الفورية.
• التجارة الإلكترونية.
• التداول، الاستثمار، وتنظيم الشؤون المالية.
• مراقبة التربة والزراعة الدقيقة وتحسين إنتاج المحاصيل.
• مجال البيئة والتنبؤ بالتغيرات المناخية والظواهر الطبيعية.
• تحسين الأعمال الإدارية وتسهيل معاملات المراجعين في مختلف القطاعات والمجالات.
سابعا – مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي
رغم التقدّم السريع والمستمر في مجالات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات التعلم العميق والروبوتات المتقدمة، وما توفره من إمكانات هائلة للبشرية في مختلف مجالات الحياة، إلا أن هذا التطور يضع البشرية في مواجهة مجموعة من المخاطر والتحديات الخطيرة، والتي تمس الأمن، والقيم الإنسانية، والأخلاق، والعلاقات الدولية، والاقتصاد، والتعليم، وغيرها.
فيما يلي أهم المخاطر والتحديات:
1- المخاطر والتحديات الأخلاقية:
• مخاطر تزييف المحتوى: يمكن إنتاج نصوص ومعلومات وبيانات مزيفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا يمكن التحقق غالبًا من مصادر ما تنتجه نماذج التعلم العميق والذكاء التوليدي. الخطورة تكمن في الاعتماد على هذه المعلومات في البحوث والدراسات، أو استخدامها في التضليل وصناعة قرارات مؤثرة مبنية على صور زائفة. وغالبًا ما توصف هذه المخاطر بـ "تسمم البيانات" و"التلاعب بالنماذج".
• التحيز في البيانات والنتائج: تنشأ التحيزات لأسباب متعددة: اقتصادية، سياسية، اجتماعية، أو فكرية. وتؤثر هذه التحيزات على سلوك الأفراد، وعلى توجيه الرأي العام، بل وحتى على نتائج النزاعات. إن المتنفذين والمسيطرين على تقنيات الذكاء الاصطناعي يسعون لتحقيق أهداف قد لا تتماشى مع المسؤولية الأخلاقية، مما يهدد موضوعية المعلومات والبيانات.
• انتهاك الخصوصية وأمن البيانات: يمكن للذكاء الاصطناعي اختراق البيانات الشخصية وتسريبها، مما يهدد أمن الأفراد دون وجود ضوابط أو مسؤولية واضحة. إن مسألة حماية الخصوصية الشخصية باتت من أكثر ما يثير القلق والخوف لدى الناس.

2- المخاطر والتحديات الأمنية:
• الأسلحة ذاتية التحكم: تطوير الأسلحة الخطيرة ذاتية التحكم أصبح واقعًا وجزءًا من ساحات المعارك في عدة حروب في السنوات الأخيرة. فالطائرات المسيرة، وأنظمة الاستهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والأسلحة الفتاكة الجديدة، كالمركبات المستقلة والبرمجيات التكتيكية، جعلت التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي للأغراض الحربية والتفوق العسكري يشكّل خطورة استثنائية على مستقبل العلاقات الدولية ومستقبل البشرية. فهناك، على سبيل المثال، العديد من المشاريع لتطوير القنابل والأسلحة الذرية.
الخطورة تكمن في أن البشر يتخلّى تدريجيًا عن المزيد من السيطرة والصلاحيات والأحكام لصالح الآلات، وخاصة داخل الجيوش والحكومات في مختلف أنحاء العالم. إن هذا سيغيّر حتمًا علاقة المجتمعات بالتقنية والحرب تغييرًا جذريًا.
فالدول والشركات باتت تتسابق لامتلاك أدوات القتال، التي تمزج بين الذكاء البشري وذكاء الآلة الاصطناعي، وتخصص في هذا السياق ميزانيات هائلة، بغية تحويل الحروب إلى معارك أكثر ذكاءً، بتكاليف أقل، وبوتائر أسرع. الحديث عن "الروبوتات القاتلة" لم يعد من الخيال العلمي، فهي تُستخدم اليوم في العديد من المجالات، ومنها ساحات وقيادة الحروب.
• القرصنة واختراق المؤسسات: وهي إمكانات خطيرة يمنحها الذكاء الاصطناعي، تُستخدم للتأثير على اتجاهات التطور والمنافسة، بل والتدخل في السياسات أيضًا، ناهيك عن شن الهجمات الإلكترونية التي بات لها تأثير بالغ على قطاعات واسعة، من بينها المؤسسات الأمنية والعسكرية والإعلامية، وحياة المجتمع عمومًا.
هناك توقعات بأن تصبح الحرب الإلكترونية (Cyberwar) السمة الغالبة في القرن الحادي والعشرين؛ إذ تُعدّ الجريمة، والقرصنة، وتعطيل وتخريب وإلغاء المحتوى والحواسيب والسيرفرات من أبرز ملامح الحرب السيبرانية، وهي شكل من أشكال النزاع يحدث في الفضاء الإلكتروني، والشبكات، والأنظمة، ويأخذ طابعًا دوليًا.الذكاء الاصطناعي المارق أو "الذكاء الظل":
ويقصد به التطبيقات غير المصرّح بها أو التي تُستخدم دون رقابة، ما قد يؤدي إلى تهديد أمن المؤسسات، وانتهاك البيانات، وتسبّب في إخفاقات تشغيلية.
• أمن وخصوصية الأفراد: تمنح تقنيات الذكاء الاصطناعي الحكومات والمؤسسات القدرة على مراقبة المواطنين، وقد لا تكون هذه المراقبة عادلة أو قانونية. ويمكن استغلالها لأغراض قمعية، أو لترسيخ أنماط من اللامساواة، أو لتحقيق أهداف اقتصادية فاسدة.

3- أمن الوظائف وأسواق العمل: الأتمتة الواسعة الانتشار والذكاء الاصطناعي يجعلان التوظيف وفرص العمل والسوق مجالًا مضطربًا، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة. في دراسة بحثية عن مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن ومستقبل العمل للكاتبين أوسوندي أ. أوسوبا وويليام ويلسر الرابع، يُذكر أن مرجع Frey and Osborne 2013 يقدم تحليلًا مثيرًا للجدل، يدّعي أن حوالي 47% من العاملين حاليًا في الولايات المتحدة يشغلون مهنًا عرضة لخطر الزوال بسبب الذكاء الاصطناعي.
من المفيد أن نذكر هنا المحاور الشاملة لآثار الذكاء الاصطناعي في مجالي الأمن ومستقبل العمل، التي أوجزتها الدراسة البحثية المشار إليها:
1. الأدوات الاصطناعية هي في الواقع مضاعفات للانتباه، قادرة على أن تُحدث آثارًا نظامية غير متوقعة وخطيرة.
2. يزيد الاعتماد على الأدوات الاصطناعية من خطر تقلّص المرونة.
3. للذكاء الاصطناعي القدرة على التسبب بفوضى اقتصادية واجتماعية سريعة غير مسبوقة.
4. تُعد تفصيلات هجرة وتوظيف ذوي المواهب في مجال بحث وتطوير الذكاء الاصطناعي حول العالم من المخاوف الجيوسياسية المهمة. (rand.org – Rand Corporation)

4- التحديات البيئية: بلا شك، يقدم الذكاء الاصطناعي خدمات كبيرة وإمكانات هائلة لخدمة تطور المجتمع والإنسانية. ومن هذه الخدمات المهمة مساهماته الفعالة في تحسين النظام الإيكولوجي والبيئة، من خلال تقليل انبعاث الغازات، وتسهيل التواصل والمواصلات، والتحكم الأفضل والمخطط بالمصادر الطبيعية، إضافة إلى حل المشاكل البيئية في المجتمعات وتطوير الوعي البيئي.
لكن، وفي الوقت ذاته، تبرز تحديات جدية تمس البيئة عند استخدام وتطوير الذكاء الاصطناعي، ومنها: استهلاك المزيد من الطاقة، والتي لا تزال غير نظيفة بنسبة مقبولة. كما أن تطوير الذكاء الاصطناعي واستخداماته في الحياة اليومية وفي خدمة العلاقات التجارية، يؤدي إلى المزيد من الاستهلاك والإسراف والتبذير، واستخدام الموارد المتوفرة بشكل غير مخطط وغير مسؤول.

5- تحديات الشفافية والمسائلة: وهي تتعلق بشفافية استخدام الخوارزميات وتحقيق المساءلة، والسعي لتحسين فهم كيفية اتخاذ القرارات من قبل الأنظمة. هناك تحديات للمحافظة على التوازن بين حق الملكية الفكرية والشفافية، واتباع معايير واضحة لتعزيز المساءلة والرقابة في استخدام التكنولوجيا الذكية. إن هذا التوازن ضروري لبناء الثقة والمحافظة على أمن وخصوصيات حياة الأفراد.

6- التفكير النقدي في الذكاء الاصطناعي: بالرغم من التوظيفات والاستخدامات العملية المفيدة الكبيرة والمتنوعة والبسيطة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، من الهام الانتباه وإدراك أن الذكاء الاصطناعي ليس مثاليًا، وأنه يعتمد على الخوارزميات والبيانات التي قد تكون متحيزة أو غير دقيقة، مما قد يؤدي إلى مخاطر ومزالق ومطبات تؤثر على السلوك البشري ونمط الحياة والقيم والأخلاق. إن المخاطر والتحديات التي تصاحب تطور الذكاء الاصطناعي تجعل التفكير النقدي حاجة ماسة ومهارة أساسية، من جانب لمتابعة تأثيرات ما يجري خلقه وابتكاره، ومن جانب آخر لفهم ومتابعة كيفية هذا الخلق والابتكار. الآثار الأخلاقية والمجتمعية للذكاء الاصطناعي تتطلب موقفًا نقديًا، ومهارات التفكير النقدي كأداة تساعد على:
• قبل كل شيء، تمييز المعلومات والبيانات والمعطيات المتدفقة، وتدقيقها، ومعرفة الحقيقية منها، وفرز الخاطئة والمغلوطة والكاذبة. فالكثير من المعلومات الخاطئة تُنشر بغير قصد، ولكن هناك بالتأكيد معلومات وبيانات مغلوطة وكاذبة تُنشر بقصد ولأهداف خاصة. الذكاء الاصطناعي التوليدي، على سبيل المثال، يمكنه إنتاج محتوى مقنع ولكنه ملفق بالكامل. وفي هكذا حالات، تكون مهارات التفكير النقدي لتقييم مصداقية المعلومات ذات أهمية حاسمة.
• تحديد وتقييم دقة المحتوى التوليدي بطريقة ناقدة علمية ومنهجية، للتأكد من اتخاذ المواقف الإيجابية والقرارات الواعية الصائبة.
• مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي، يتوسع نطاق المخاطر المرتبطة بالتزوير والتضليل والتحيزات. وبهدف مواجهة هذا التوسع، يجري توسيع العمل ووضع الاستراتيجيات المختلفة لتطوير مهارات التفكير النقدي، ولاسيما في التعليم، في المدارس والجامعات. ومن هذه الأنشطة والاستراتيجيات:
- تنظيم ورش عمل حول التعرف على التحيز، والتدريب على تقييم المحتويات التي يتم إنشاؤها، مثل النصوص والصور.
- التعاون والعمل كمجموعات لدراسة المحتويات، المكتوبة والمرئية، التي تكون مزيجًا من الحقائق والتلفيقات، والعمل على فرزها ومقارنتها بالاعتماد على حقائق ومصادر حقيقية وذات مصداقية.
- استخدام برامج وأدوات خاصة في الذكاء الاصطناعي للتحقق من مصداقية ما يُنشر وما يتم إنشاؤه من محتويات. فهناك منصات متعددة مثل منصة Claim Buster أو OpenAI’s GPT أو DALL·E.
- دراسة أخطاء الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي، من خلال التعرف على الحالات التي ارتكب فيها الذكاء الاصطناعي أخطاء، منها مثلًا أخطاء في التعرف على الصور وتحديد هوية الأشخاص بسبب التحيز في البيانات الخاصة بالتدريب.
- تنظيم حوارات ومناقشات حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المجتمع، وكيفية تجنب حدوث الأخطاء ودرء المخاطر.
في مذكرة توجيهية بشأن استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث (2023)، تركز اليونسكو UNESCO على أهمية الحفاظ على القيم الإنسانية، وضمان استخدام الأدوات والتكنولوجيا في حماية واحترام الخبرات البشرية، والإنصاف، والتنوع الثقافي. وللقيام بذلك، توصي المذكرة بما يلي:
• اعتماد منهجية ذكاء اصطناعي محوره الإنسان: تؤكد التوصية الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لعام 2021 على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات البشرية من أجل مستقبل منصف ومترسخ بعمق في احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والشمول الثقافي، والإنصاف، وعدم التمييز، ومن أجل مجتمعات مسالمة وعادلة ومترابطة.
• تطوير الآليات التنظيمية: مع تطور الذكاء الاصطناعي، لا بد أن تتطور معه مسؤولية السلطات والحكومات في وضع وتحديد الأطر القانونية والتنظيمية، وتقديم الإرشادات الأخلاقية، ووضع الأسس اللازمة للشركات والمؤسسات والقطاعات المسؤولة والمعنية بالذكاء الاصطناعي. ويُؤكد على الحوكمة وسبل التعاون المتعددة الأطراف والقابلة للتكيف، من خلال احترام القانون الدولي والسيادة الوطنية لدى استخدام البيانات.
• بشأن التربية والتعليم: ينبغي تعزيز إمكانية اكتساب مهارات أساسية لتعليم معارف الذكاء الاصطناعي، ومنها المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب والترميز، والمهارات الرقمية، وكذلك مهارات الدراية الإعلامية والمعلوماتية، ومهارات التفكير النقدي والإبداعي، والعمل الجماعي والتواصل، والمهارات الاجتماعية والوجدانية، ومهارات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما في البلدان التي توجد فيها ثغرات ملحوظة في تعليم هذه المهارات، أو في المناطق التي تعاني من تلك الثغرات.
• توجد كذلك توصيات تفصيلية في مجالات البيئة والسياسات والعمل والاقتصاد والصحة والامن والتعليم وغيرها. (unesdoc.unesco.org)



#سامي_المالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- hالذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 3
- التفكير النقدي والذكاء الاطناعي
- االتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي
- بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان
- حرق القرآن وردود الأفعال / مفاهيم ومواقف
- المكونات الصغيرة في خراب العراق
- اولوف بالمه (Olof Palme) وآفاق الاشتراكية الديمقراطية
- وزيرة الخارجية السويدية في مواجهة السعودية - ليس عندي ما أخج ...
- لا لقانون الاحوال الشخصية الجعفري!
- بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-
- كنت في قلب الانفال – صور محفورة في الذاكرة
- في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير
- جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟


المزيد.....




- وصفه بـ-المنحط-.. أول تعليق من ترامب على تفتيش منزل مستشاره ...
- اختفاء خيام ورصد مركبات إسرائيلية في مدينة غزة | بي بي سي تق ...
- جدل في الكويت بعد إغلاق صحيفة وقناة -الصباح- بسبب إسقاط جنسي ...
- كيف يؤثر اختيار الحذاء الخاطئ على صحة جسمك؟
- -لا أحد فوق القانون-.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يدهم منزل بو ...
- اعتقاله أشعل السليمانية- من هو المعارض البارز لاهور شيخ جنكي ...
- من الكتابات الجدارية إلى عمليات القتل...كيف تجند إيران إسرائ ...
- سريلانكا: توقيف الرئيس السابق رانيل فيكريمسينجي على خلفية ته ...
- تحذير من استعمار أميركي جديد عبر الذكاء الاصطناعي
- أميركي يوثق فظائع ارتكبها متعاقدون مع مؤسسة -غزة الإنسانية- ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 4