أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي - ما يميز الدولة القانونية عن الدولة الاستبدادية والبوليسية















المزيد.....

ما يميز الدولة القانونية عن الدولة الاستبدادية والبوليسية


علي مهدي
باحث

(Ali Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة القانونية: هي دولة تخضع فيها جميع سلطات الدولة، بما في ذلك السلطات الحاكمة، للقانون في جميع أعمالها. في الدولة القانونية، يكون القانون هو المصدر الوحيد للسلطة، ولا أحد فوق القانون.
والدولة القانونية هي مفهوم يشير إلى خضوع الدولة للقانون بشكل شامل في جميع جوانب نشاطها، بما في ذلك السلطة التنفيذية، السلطة القضائية، والسلطة التشريعية. ويختلف هذا عن الدولة البوليسية، حيث تتمتع السلطة التنفيذية بسلطة مطلقة في اتخاذ القرارات والإجراءات تجاه الأفراد وفقًا لما تراه مناسبًا لتحقيق الأهداف المحددة لها، دون الالتزام الصارم.
وكان نظام الدولة البوليسية هو السائد في الملكيات المطلقة في القرنين السابع والثامن عشر وبعض كبرى الإمبراطوريات في القرن التاسع عشر، حيث كان للحكام أو السلطات الحق في فرض إرادتهم على الأفراد دون القيود القانونية التي تحد من سلطتهم. وفي هذا السياق، يعتبر الانتقال من الدولة البوليسية إلى الدولة القانونية خطوة تدريجية، تحدث في العديد من الدول على مراحل، حيث لا تكون الدولة القانونية سائدة في جميع المجالات، وحتى هذه اللحظة نجد الكثير من التداخل من عناصر كلا النظامين، حيث ان الكثير من الدول لم تخضع للقانون الا في بعض مظاهر نشاطها دون البعض الآخر. ومع ذلك يمكن القول الثورة الفرنسية لسنة 1789 وما تبعها من اعلان الحقوق، يعتبر الحدث الأبرز الذي حقق الانتقال من نظام الدولة البوليسية الى نظام الدولة القانونية، لان الثورة الفرنسية قد هدفت إلى إنهاء كل ما خلفته من إجراءات بوليسية، وأقامت نظاما جديدا على أسس جديدة.
وقد ساعدت الثورة الفرنسية على إحداث تغيير جذري في النظام السياسي والاجتماعي وأدت إلى إلغاء النظام الاستبدادي القائم، وبناء نظام قانوني جديد يقوم على المبادئ الحديثة للحقوق والحرية ومع إعلان حقوق الإنسان والمواطن مثلت علامة فارقة في تحقيق الدولة القانونية.
ولعل أهم ما يميز الدولة القانونية هو أن السلطات الادارية لا يمكنها أن تلزم الأفراد بشيء خارج نطاق القوانين المعمول بها. وذلك يعنى تقييد الإدارة من ناحيتين: فمن ناحية لا تستطيع الإدارة، حينما تدخل في معاملات مع الأفراد، أن تخالف القانون أو تخرج عليه، ومن ناحية أخرى لا تستطيع أن تفرض عليهم شيئًا إلا إعمالاً لنص القانون أو بموجب قانون، فعلى رجل الإدارة إذن قبل أن يتخذ أي إجراء ضد أحد الأفراد، أن يبين له القانون الذي استمد منه سلطة اتخاذ ذلك الاجراء، وبعبارة أخرى ليس على الإدارة فقط أن تمتنع عن مخالفة القانون، بل يجب عليها فوق ذلك ألا تتصرف إلا بموجب نص قانوني.
في الدولة القانونية حيث لا تستطيع الإدارة أن تتخذ أي إجراء تجاه الأفراد إلا وفقا لقواعد قانونية موضوعة مقدما، تحدد حقوق الأفراد وتعين وسائل تحقيق الأهداف الادارية، كما أن نشاط الدولة محدود بتحقيق الخير العام للمجموع فالسلطة مقيدة من حيث أهدافها ووسائلها على السواء.
سمات الدولة القانونية
1. سيادة القانون: القانون هو السائد فوق الجميع، سواء كانت الدولة أو الأفراد.
2. الفصل بين السلطات: هناك توازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لضمان عدم تداخل السلطات.
3. حقوق الإنسان: يتم احترام حقوق الأفراد وحريتهم في التعبير والتنقل والتجمع.
4. الشفافية والمساءلة: كل قرارات الدولة والمواقف العامة تتم بطريقة شفافة ويجب على المسؤولين أن يكونوا خاضعين للمساءلة.
التمييز بين الدولة الاستبدادية والدولة البوليسية:
الدولة الاستبدادية
ففي الدولة الاستبدادية تعسف الإدارة بالأفراد حسب هوى الحاكم او الأمير وتستبد بأمورهم. ويتم التعسف من قبل الإدارة في اتخاذ قراراتها بناءً على هوى الحاكم أو الأمير، حيث يكون الحاكم في الدولة الاستبدادية مطلق التصرف وغير مقيد باي قيد، لا من حيث الوسيلة ولا من حيث الغاية، أي أنه يعمل كل ما يحلو له ولو كان فيه إساءة إلى الجماعة التي يتولى أمرها. وان الحاكم المستبد لا يبغى إلا مصلحته الشخصية.
سمات الدولة الاستبدادية:
1. تركز السلطة: تُتركز السلطة في يد شخص أو مجموعة صغيرة، ولا يوجد فصل حقيقي بين السلطات.
2. قمع المعارضة: يُمنع أو يُقمع أي شكل من أشكال المعارضة السياسية.
3. القيادة المطلقة: يتحكم القائد أو الزعيم في جميع جوانب الدولة ولا يوجد آلية للمحاسبة.
4. التضييق على الحريات: تُقيد الحريات الشخصية، مثل حرية التعبير والتنقل.

الدولة البوليسية
أما الدولة البوليسية فليس للأفراد حقوق قبل الدولة، و للإدارة سلطة تقديرية مطلقة في اتخاذ الإجراءات التي تحقق الصالح العام للجماعة. وبهذا تفتقر إلى الحقوق الفردية بشكل عام، وتمنح الإدارة سلطة غير محدودة في اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الجماعة بأكملها، وذلك على أساس أن الغاية تبرر الوسيلة، أي أنه تستهدف السلطة في الدولة البوليسية مصلحة المجموع. وان الحاكم وإن كان غير مقيد من حيث الوسيلة، فهو مقيد من حيث الغاية، لأن حريته في اتخاذ ما يراه من الإجراءات مشروطة بالغاية في هذه الإجراءات مصلحة الجماعة وليس مصلحته الشخصية.
سمات الدولة البوليسية:
1. الرقابة الشديدة: تراقب الحكومة عن كثب المواطنين من خلال أجهزة الأمن والشرطة.
2. التقييد على الحريات: يتم تقييد حريات الأفراد في التعبير والاحتجاج.
3. التحكم بالمعلومات: قد تتحكم الحكومة في وسائل الإعلام أو تفرض الرقابة على الأخبار والمعلومات.
4. استخدام القوة: تُستخدم الشرطة أو الأجهزة الأمنية لقمع أي احتجاج أو معارضة للنظام.

الاستنتاج:
الدولة القانونية هي دولة تحكمها القوانين، حيث تخضع جميع السلطات، بما في ذلك السلطات الحاكمة، للقانون في جميع أعمالها. في هذا النظام، لا أحد فوق القانون، وتكون السلطة الوحيدة للقانون نفسه. يختلف هذا عن الدولة البوليسية التي تتمتع فيها السلطة التنفيذية بسلطة مطلقة دون التقيد بالقانون.
الدولة الاستبدادية هي نظام سياسي يركز على تركيز السلطة في يد حاكم واحد أو فئة قليلة، حيث يتم قمع جميع أشكال المعارضة والحقوق الأساسية، وتُمارس السلطة بشكل غير ديمقراطي وبطريقة قمعية.
الدولة البوليسية تركز على حماية النظام الداخلي باستخدام القوة الأمنية في مواجهة التهديدات، وقد لا تكون السلطة الاستبدادية بالضرورة سمة بارزة، ولكن هناك تجاوزات للحقوق في سبيل ضمان الأمن.



#علي_مهدي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ صادر عن اجتماع المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراق ...
- بيان ادانة للعدوان الامريكي الاسرائلي على ايران
- التحولات في كتابة الدساتير في العراق (1925–1970): من تمثيل م ...
- اتفاقية خور عبد الله: بين الالتزامات الدولية واحترام حكم الم ...
- الذكرى المئوية لصدور القانون الأساسي العراقي لسنة 1925: من ا ...
- بلاغ عن ورشة البيئة المتكافئة لانتخابات مجلس النواب العراقي ...
- إنجازات وإخفاقات الوزارة في تحقيق الأهداف التشريعية
- عام 2024 استمرار للأزمات والحروب والاستحقاقات الديمقراطية
- بلاغ عن اجتماع المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي
- مسودة التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الرابع للتيار الديمقراط ...
- التقرير الانجازي للمؤتمر الرابع للتيار الديمقراطي العراقي
- القصور القانوني عند خلو منصب رئيس مجلس النواب
- انتخاب المحافظين بين رغبات القوى المتنفذة وإرادة الناخبين
- في موضوعة حل الحزب السياسي
- قانون المجلس الاتحادي استحاق دستوري ومطلب للتوازن التشريعي
- في إقالة الوزير من قبل رئيس مجلس الوزراء في النظم البرلمانية
- عام على انعقاد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي
- الاطار الدستوري والقانوني لالغاء الاوامر الديوانية
- النظام الانتخابي المختلط فرصة لتوسيع المشاركة في الانتخابات
- بيان التيار الديمقراطي حول منح الثقة للوزارة الجديدة


المزيد.....




- حركة -تحرير السودان-: مصرع أكثر من ألف شخص في انهيار أرضي -د ...
- عاجل| المقررة الأممية بالأراضي الفلسطينية: إسرائيل قتلت من ا ...
- الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بدخول المؤسسات الدولية لتوثيق ...
- توقف مؤقت لأسطول الصمود بسبب الأحوال الجوية
- إيران تتهم أوروبا بـ-تسليم- ملفها النووي إلى -فيتو ترامب-
- هل يمكن كسر دائرة -العمى الأخلاقي- في إسرائيل؟
- إسرائيليون يقدمون التماسا للمحكمة العليا ضد احتلال غزة
- الحرب على غزة مباشر.. مجازر جديدة وارتفاع عدد ضحايا التجويع ...
- لعبة القط والفأر في البيت الأبيض
- ترامب يؤكد: -لست ديكتاتورًا-.. لكن مؤشرات -الحكم السلطوي- تت ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي - ما يميز الدولة القانونية عن الدولة الاستبدادية والبوليسية