حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا نجحت الدولة في العالم الاوروبي المعاصر والدول التي حذت حذوه ، وتمكنت من استقطاب تأييد الشعب لها، وفشلت في الدول الأخرى التي ماإن سنحت الفرصة لشعوبها حتى انقضوا على عليها(الدولة ) ولم يتركوا منها حجراً على حجر؟
الأسباب عديدة ولايمكن ذكر جميعها في مقال ، ولكن يمكن الإشارة إلى أن جعل الديمقراطية ركيزة أساسية من ركائز الدولة في العالم الاوروبي هو أهم سبب من أسباب نجاح الدولة في العالم الأوربي، وبالتأكيد فإن الديمقراطية لم تكن لتستمر في العالم الاوروبي لولا إدراك شعوب العالم المذكور لمدى أهمية الديمقراطية في بناء دولة قوية يشارك فيها جميع مواطني الدولة في اختيار الحاكم وصنع القرار السياسي . ومن النادر جدا أن ترى مواطنا اوروبياً لايؤمن بفكرة الديمقراطية سواء كان مؤيداً الحكومة القائمة أو كان معارضاً لها .
إضافة إلى تمسك الجميع بالديمقراطية في جميع الظروف ثمة أمر آخر يلعب دوراً هاماً في إيجاد الدولة القوية في العالم الاوروبي وهو فصل السياسة في العالم الأوروبي عن الدين ومذاهبه ، فالسيارة مجالها وللدين مجاله . وهذا الفصل أيضاً يحوز على تأييد الشعوب الاوروبية .
وقد فشلت النازية والفاشية في القضاء على النظام الديمقراطي بشقيه السياسي والإقتصادي ، فقد رجعت كل من ألمانيا وإيطاليا إلى حضن النظام الديمقراطي بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية . وفي اسبانيا انتهت الفاشية بوفاة الجنرال فرانكو سنة 1975 .
وبسقوط جدار برلين سنة 1989 الذي انهارت معه جميع الأنظمة الشيوعية الشمولية في دول اوروبا الشرقية تبنت دول اوروبا الشرقية أيضاً الديمقراطية السائدة في دول غربي اوروبا.
يمكن القول أن الدولة القائمة على النظام الديمقراطي الغربي هي الدولة الناجحة حتى هذا اليوم
وهذا النجاح نتاج تجربة طويلة تمتد لأكثر من مئتي عام . ولذلك فإن كل محاولة لبناء دولة في اي مكان بعيداً عن الديمقراطية التي قامت عليها الدولة في العالم الاوروبي لن يكتب لها النجاح ، وخاصة إذا كانت هذه المحاولة تتضمن جعل الدين مرجعاً أساسياً لفكرة بناء الدولة بدلاً من الديمقراطية .
#حسن_نبو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟