أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الصادق - الحرب وقضية التربية (١): خريج جامعي (فاقد تربوي) !!!















المزيد.....

الحرب وقضية التربية (١): خريج جامعي (فاقد تربوي) !!!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 10:10
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قبل الحرب كانت (٩طويلة)
وكان انتشار عصابات النقرز
وكان انتشار التسول في كل مكان
وكان استشراء الجشع والطمع و الاستغلال
من قبل التجار وأصحاب المخابز والمركبات
وكان انتشار جرائم النصب والاحتيال
وجرائم المخدرات والفسوق الأخلاقي
وكل ذلك ينبيء
عن التردّي المريع في الأخلاق
الذي انحدر إليه المجتمع

الحرب .. الحرب ..
وما أدراك ما الحرب
فقد كشفت لنا ما لم نكن نتوقعه
فقد تكشف للجميع .. مع مرور الوقت
أن جموع كثيرة ممن حملوا السلاح
من الشباب المتعلمين
حملوه فقط
على سبيل الارتزاق !!!
(لا حول ولا قوة إلا بالله) ..
بل ان مقتنيات المواطنين
"وشقاء عمرهم"
اعتبروها (أنفال) !!
نعم .. اعتبروها أنفال !!!
واستحلّوها لأنفسهم
بعد ما أخرجوا أهلها
من ديارهم بغير حق ..
الحرب كشفت للجميع أيضا
سلاسل الجبال الضخمة
من الأحقاد والضغائن
التي يحملها السودانيون
لبعضهم البعض !!!
وكشفت أيضا
حجم السفالة والوضاعة
التي غرقت فيها
أعداد غفيرة من الشعب
عمالة.. وتخابر .. وتجسس ..
وبيع للوطن وللشرف وللأخوة
بثمن بخس
حتي إخوة الدم..
.. بيعت !!
وكل ذلك يعتبرونه (ممارسة سياسية)
ويدّعون بكل وقاحة
أنّ السياسة قذرة !!
أعوذ بالله ..
من شياطين الإنس والجن
وأعوذ بالله من السياسة
إن كانت مثل ما تدعون

وبعد الحرب .. (مع أن الحرب لم تنته بعد)
رجعنا إلي النهب المسلح وغير المسلح
ورجعنا إلي الجشع والاحتيال والاستغلال
ورجعنا إلي كل الرزايا ..
وباختصار ..
رجعت حليمة إلي قديما ..
أمعقول هذا ..
لا ..لا..
لا يمكن ..
الحرب ..
يجب أن تجعلنا - علي الاقل-
نعيد كل حساباتنا وسياساتنا
ونراجع حتي منظوماتنا التربوية..
خاصة واننا شعب غالبيته من المسلمين ..
مسلمين يعني ..
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
مسلمين لا تعني
أن (الاسلام .. دين ودولة)
هذا شيء آخر
يقودنا إلي المذاهب والجماعات الاسلامية
-(سنتناقش كثيرا عن المذاهب والجماعات)-
لأننا حينما نقول إسلام..
يعني (تربية اسلامية)
افتحوا أي حقيبة دراسية
لأي تلميذ في أي صف في أي مرحلة
تجد كتاب مكتوب عليه:
(التربية الإسلامية)
التربية الإسلامية
تعني الأخلاق الإسلامية
وذلك لأننا..
نستمد تربيتنا .. من ديننا
والإسلام أصلا دين اخلاق:
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
ومع أن النبي من العرب
لكنه بعث للناس كافة
فهو ليس دين العرب
كما يعتقد البعض
ويفترض أن المجتمع المسلم
هو أكثر المجتمعات تعايش
مع الأقليات الدينية والعرقية
لكن المشكلة أن هناك - أحيانا
سوء فهم للنصوص الدينية
تبعد الناس عن أخلاق الاسلام
وان كان ذلك
يتم بحسن نية
(سنتعرّض لذلك في المقال القادم
إن شاء الله)

هناك مشكلة كبيرة
اننا نعوّل تعويلا كبيرا
علي المحتوي الدراسي
بالمقررات المدرسية
بالرغم من أن المدارس
صارت لا تُعني كثيرا بقضية التربية
وصار كتاب (التربية الاسلامية)
مرتبط فقط ب (إمتحان التربية الإسلامية)
فقد صار أقصي أهداف الحصة
هو توصيل المعلومة فقط
من أجل أن يستحضرها الطالب في الامتحان
وهو يجاوب علي الاسئلة ..
ومع أنه أمر جيّد
أن اولياء الأمور
أصبحوا يتابعون مع المدرسة
أحوال أبنائهم الأكاديمية
لكن لا يمكن - مثلا
تلميذ بالصف الأول ابتدائي
يأتي المدرسة لأول مرة
لمّا يدري ما الكتاب ولا الإيمان
أن تأتي أمّه وراءه
لتسأل عن ما درسه
وكيف تأتي أسئلة الإمتحان !!!
فهذا إنما يدل
علي أن كل الإهتمام أصبح ينصب
علي الامتحانات والدرجات والشهادات
وصار تقييم الطلاب
فقط علي حسب درجاتهم
التي يحرزونها في الامتحانات
وحتي أنه لا يوجد أصلا
قياس ولا مقياس للأخلاق
يمكن أن يعطي يعطي للخريج
في نهاية كل صف أو كل مرحلة
فمع أن الطالب
يمكن ان يتخرج من الجامعة
طبيب أو مهندس أو استاذ جامعي
لكنه يمكن أن يكون
بعيدا كل البعد
عن القيم والأخلاق
وتجده لا يكترث إن تعامل
بالرشوة أو الاختلاس
أو الربا أو الغش أو التزوير
والعكس بالعكس
فقد تجد سواقا أو عاملا بسيطا
فشل في التعليم
ولكنه يرفض
أن يتعامل بالرشوة
أو لا يقبل أن يدلي بشهادة زور
فماذا نسمي كلتا الحالتين؟
لا يمكن أن ننعت السائق
بأنه (فاقد تربوي)
لأنه ليس لديه مشكلة في التربية
إنما يمكن أن ننعته
بأنه (فاقد تعليمي)
اما صفة: (فاقد تربوي)
فهي تنطبق بدون ادني شك
علي مهندس مرتشٍ
أو طبيب مزوٍِر
وعلي هذا الأساس
يمكننا القول
أن كثيرا من المدرسين أنفسهم
في المراحل التعليمية المختلفة
هم (فواقد تربوية) !!
فبالرغم من أنهم
قد يتصفون بالكفاءة العالية
في تدريس المواد الدراسية المقررة
لكن تجد لديهم
أخلاقيات غير حميدة
لا تؤهلهم ليكونوا تربويين
فهذه مشكلة كبيرة
عندما يصبح المدرّس نفسه
يشكل خطرا علي عملية التربية
ففاقد الشيء لا يعطيه
هناك ممارسات كثيرة غير اخلاقية
مرتبطة بالدراسة والمدارس
خذ مثلا مسألة الغش في الامتحانات
اظن اننا أول من ابتدع
قطع الاتصالات أثناء جلسات الامتحانات !!
فهذا يعطيك مؤشرا قويا جدا
علي مدي انتشار الغش في مدارسنا
بل في المجتمع ككل
فمن مظاهر الغش المحزنة كذلك
- علي سبيل المثال لا الحصر-
التي أصبحت شائعة عندنا
هو ازدحام وتكدّس الطلاب ليلة الإمتحان
عند ماكينات التصوير بالمكتبات
لتصوير (و تصغير) بعض الأوراق
من أجل استخدامها في الغش
أثناء الإمتحان ..
كذلك اذكر ذات مرة
عندما انتهي الإمتحان
باحدي المدارس التي
مع أنها معروفة
بتفوق طلابها بصورة ملحوظة
وارتفاع نسبة التحصيل لجميع طلابها
لكن ما ان فتح باب المدرسة
لكي يخرج الطلاب
حتي ابتدرتهم احدي الأمهات
بسؤال معتاد:
(اها المراقبة كانت كيف؟؟!!)



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظافة (من الإسلام) .. و(هذا) مظهر غير اسلامي !
- لله والحقيقة: شهيدات (أبقراط) !!
- إعادة مستنقع الخرطوم القديم .. صالِح عام أم مصالح خاصة؟!(مقا ...
- الكيزان والتدمير الممنهج !!
- منافع الحرب: انفراج أزمة السكن .. يعيش المساكين علي ضهر المج ...
- حرب السودان: تهافت المشايخ
- خرطوم السواد والرماد .. لعنة كفار كافوري!!
- حرب السودان بين اللعيبة المحليين والدوليين
- الفيتوهات تحصيل حاصل .. هذه حروب سماسرة !!
- تمهيد لعودة البشير
- بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (٢)
- تفسيرات شيطانية: زلزلة الساعة
- تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح
- تفسيرات شيطانية: الحكم بما أنزل ألله
- الحرب السودانية: الدين والسياسة وتغيير الواقع
- تفسيرات شيطانية(١): الشفاعة والمقام المحمود
- صرخات قوز هندي
- ردود علي القراء.. في موضوع (الإحصان هو البلوغ)
- [عرض السنّة علي الكتاب] يجعل (الإحصان) بمعني -البلوغ-


المزيد.....




- كيت بلانشيت تعيد ارتداء الفستان الأسود ذاته بعد 3 سنوات في ا ...
- عمليات برية مكثّفة وقصف متصاعد.. هل بدأ الهجوم الفعلي على مد ...
- حرب الصواريخ والمسيّرات.. لماذا تعجز إسرائيل عن كبح الحوثيين ...
- بعد انتحار مراهق أمريكي.. -شات جي بيتي- في قفص الاتهام
- تلويح أوروبي بعقوبات وطهران تستعد -لأسوأ السيناريوهات-
- الناشط الكيني بونيفاس موانغي يخوض تحدي انتخابات الرئاسة
- كلوني وستون نجما افتتاح مهرجان فينيسيا.. و-صوت هند رجب- من غ ...
- الكوليرا تفتك باليمنيين وسط ضعف الخدمات الصحية
- قصف روسي مكثف استهدف مناطق سكنية في العاصمة كييف
- الليكود الإسرائيلي يواجه تحولات كبرى ومستقبلا غامضا بسبب نتن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الصادق - الحرب وقضية التربية (١): خريج جامعي (فاقد تربوي) !!!