أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!














المزيد.....

بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 20:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يكابر البعض ممن يركبون السيارات
مظللة الزجاج
أنه لا توجد مجاعة بالسودان
لكنهم يقرون بأن الكوليرا
منتشرة ومتزايدة
حتي في الشمال
حيث درجات الحرارة العالية
وحيث لا يوجد الكثير من الذباب
حيث لا توجد الكثير من الفضلات
وبرغم ذلك فالكوليرا تضرب بشدة
عندما سئل الأعرابي عن وجود الله
قال: البعرة تدل علي البعير
الكوليرا هي بعرة المجاعة
فالفيروس أصلا موجود في الماء
وحتي قبل الحرب كانت الكوليرا تظهر في الخريف ثم تختفي من تلقاء نفسها
ولكن بسبب سوء التغذية تهبط المناعة
فتصبح الأجسام عرضة للفيروس القذر
المجاعة لا تعني
عدم وجود السلع أو ندرتها
فالسلع موجودة حتي في أقاصي البلاد
في كرري البعيدة جدا عن الحدود
ومع ذلك فالسلع تأتي من كل البلدان
فالصلصة العمانية والجبنة المصرية
واللبن الأماراتي والسعودي والمربي التركية
والبسكويت الهندي والأثيوبي ..الخ
وحاجات وحاجات ..
تستورد من كثير من دول العالم
متوفرة حتي في الدكاكين العادية
ولكن الناس لا تستطيع الشراء
فحتي المنتجات المحلية باهظة السعر
فاللبن الحليب رغم التحذير منه
لكنه تجاوز الألف جنيه للرطل
وصار الأطفال وكبار السن
يتعاطون عصير (مستنفرين) التركي
وهو مواد كيميائية اثمها أكبر من نفعها
حيث ٩ جرام منه تعطي لترا ونصف،
وهو طبعا بخس الثمن
أما الطماطم فبخمسة ألف للكيلو الواحد
وحتي البصل تعزز علي الناس
التكايا منتشرة بالطبع
وتزود الناس بالفول والعدس
ولكن الإقبال عليها كثيف جدا
لأن المحتاجين كثر
بسبب التبطل
أيام مجاعة الثمانينات
عندما كان الجمهوري رونالد ريغان بالبيت الأبيض
ارسلت أمريكا مساعدات للسودان
عبارة عن دقيق قمح وزيت سمك ولبن ريغان (بودرة)
ولا زلنا نتذكر علامة البَلَس (+) الحمراء علي جوالات الدقيق
فالناس اعتمدت -من بعد الله-
علي تلك الثلاثة
سنة كاملة أو يزيد
وحفظ اهل السودان ذلك للرئيس ريغان
وكانوا يدعون له
ويقولون:
(ريغان ود الهنا
ال.مرقنا من السنة)
ولكن تشعر أن أمريكا الآن
لا يهمها "كثيرا" ما يحدث بالسودان
وأن مبعوثها ليس له
لا في العير السياسي
ولا في النفير الإنساني
ومع أن أمريكا مشكورة علي كل حال
للمساعدات التي بعثتها
لكن كما قال الراجل لقريبه الذي أهدي له مصحفا:
(لا نأبي كلام الله، لكن ال.فيك اتعرفت)
فالمساعدات التي احضرتها حكومة هاريس
كانت عبارة عن فرش ومعجون وصابون وبامباس و صفافير (whistles )
والناس المجاعة وبعرتها
هرستهم هَرِس
(harasses them)
(طلعت عينهم)
وهاريس بالطبع لا تعلم
أن الصائمين أصلا يتجنبون المعجون
ويستبدلونه بعيدان الأراك التي تزكّي الفم
لا نريد أن نتكلم في السياسة
فنحن (قهمانين) من أحاديث السياسة
لكن الظاهر أن ناس الحزب الديمقراطي
ناس "سينتيمينتال" ساكت
بينما الجمهوريين ناس "براكتيكال"
معونة هاريس تذكرنا بحالة الإحباط
التي وجدها السودانيون
عندما رفعت حكومة أمريكا
العقوبات الاقتصادية علي السودان
عندما أصرت الدولة الغنية أن تدفع لها الدولة الفقيرة التي انهكتها الحروب
(رسوم رفع عقوبات)
بلغت مئات الملايين من الدولارات !!
بدلا من القطن والصفافير
لو أرسلت لنا أمريكا شوية أدوية
فتامين وفلاجين واملودوبين
وهذا بالطبع. ولكي .. نكون صريحين
هو طبعا معونة في النهاية
وهو من عشم أبناء النيل
في أبناء المسيسيبي
نحن كنا في السابق نرفض أي نوع من المعونات من أي دولة
ولكن ظروف الحرب هي التي فرضت علينا ذلك
فكثير من كرام القوم أصبحوا يتسولون أقاربهم واصحابهم ممن هم بالخارج:
الموتّد انخلع .. واتوتّد المخلوع
وجاعت بيوت الشبع .. وشبعت بيوت الجوع
إنها سخرية الأقدار
لقد ضحك علينا الزمان
بل هكذا أراد الله
نستغفر الله العظيم ونتوب اليه
نعم هكذا أراد الله.
لكن بالنسبة للتسوّل-
والتسوّل ليس عيبا وإنما العيب السرقة والنهب
هكذا في القرآن - علي الأقل-
إن تسولنا لأمريكا الآن (SOS) ..
يأتي من باب المسؤولية المجتمعية أو قل الإنسانية
فأمريكا فرضت على الشعب السوداني
عقوبات اقتصادية قاسية جدا
لأكثر من ربع قرن من الزمان
حتي صار بعض ساكني أطراف العاصمة
يأكلون من القمامة
ثم أن جزءا كبيرا من اموالنا ومواردنا
يذهب بالطبع إلي أمريكا
مقابل السلاح والذخيرة والبمبان

□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات ..وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك:
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (٢)
- تفسيرات شيطانية: زلزلة الساعة
- تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح
- تفسيرات شيطانية: الحكم بما أنزل ألله
- الحرب السودانية: الدين والسياسة وتغيير الواقع
- تفسيرات شيطانية(١): الشفاعة والمقام المحمود
- صرخات قوز هندي
- ردود علي القراء.. في موضوع (الإحصان هو البلوغ)
- [عرض السنّة علي الكتاب] يجعل (الإحصان) بمعني -البلوغ-
- تنزيه النبي الخليفة عن تشويه المرويات الضعيفة
- قصة آدم محرّفة .. وبالقرآن حكاية جديدة !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (١)
- واخيرا (يتقَلِب الحال): طرفا الحرب تحت اقدام المارينز: (يو ك ...
- دقلو (يُفَضفِض) .. أمسكوا الخشب !!
- منشار ماشاكوس !!
- سياسة واشنطن مع الكيزان.. هل تختلف عنها مع طالبان ؟؟!!
- إنزال منبر جنيف: من الجودية إلي فرض الحلول
- سيمفونية المجاعة .. شمال السودان !!
- كيف نسدّ ذريعة الإبادة؟؟
- ليس دفاعاً عن الإسلاميين !!


المزيد.....




- رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية ...
- جنود إسرائيليون في هضبة الجولان خارج المنطقة العازلة - بي بي ...
- الخارجية الروسية: هناك خطر من أن يعاود تنظيم داعش نشاطه في س ...
- خامنئي: الولايات المتحدة وإسرائيل وراء ما حدث في سوريا
- في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص-
- ماذا الذي استهدفته أكبر عملية في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي ...
- زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات
- هآرتس: محاكمة نتنياهو أظهرت تقلب وجوهه ووهم الديمقراطية
- دراسة: 43% من نزلاء الفنادق يحتفظون بعبوات الشامبو.. ما سر ه ...
- حرق ضريح حافظ الأسد في مسقط رأسه باللاذقية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!