عبد الحسين العطواني
الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 00:36
المحور:
المجتمع المدني
اثرالألتزام في بناء سلوكيات ايجابية للطالب
منذ اللحظة الأولى لانطلاق العام الدراسي، يبدأ الطالب في التفاعل مع بيئة تعليمية منظمة تتطلب منه الالتزام بمواعيد الحضور والانصراف، اتباع تعليمات الاساتذة ، والمشاركة الفاعلة في الأنشطة الصفية . هذا النوع من الانضباط يعزز لدى الطالب الشعور بالمسؤولية، ويغرس فيه عادة احترام الوقت، وهي عادة تنعكس لاحقًا على حياته الشخصية والمهنية ، لذلك فأن الالتزام يعد من أهم القيم التربوية التي تسهم في تشكيل شخصية الطالب وبناء سلوكياته الإيجابية داخل الجامعة وخارجها. فالطالب الملتزم لا يقتصر سلوكه على الحضور المنتظم أو أداء الواجبات، بل يمتد ليشمل احترام القوانين، التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وتحمل المسؤولية، وهي كلها عناصر جوهرية تسهم في جعل الطالب مواطن صالح وفاعل في مجتمعه.
ومن هنا فالالتزام الدراسي أيضًا يساهم في بناء الثقة بالنفس. فعندما يلتزم الطالب بواجباته ويحقق إنجازات ملموسة، يشعر بالرضا عن ذاته، مما يدفعه إلى تبني سلوكيات إيجابية أخرى مثل التعاون، المبادرة، والتفكير النقدي. كما أن البيئة الجامعية التي تشجع على الالتزام تخلق مناخًا من الاحترام المتبادل بين الطلبة والمدرسين، مما يعزز من قيم الحوار والتسامح والانضباط الذاتي.
وكذلك من الناحية النفسية، يحد الألتزام من التوتر والقلق الناتج عن التراكم الدراسي أو الفوضى في إدارة الوقت. الطالب الملتزم غالبًا ما يكون أكثر قدرة على تنظيم يومه، مما يمنحه شعورًا بالسيطرة والاتزان، ويقلل من احتمالية تبني سلوكيات سلبية مثل التسويف أو الغياب المتكرر.
أما من الناحية الاجتماعية، فإن الطالب الملتزم يُنظر إليه من قبل زملائه واساتذته كنموذج يُحتذى به، مما يعزز مكانته داخل الجماعة ويشجعه على مواصلة تبني سلوكيات إيجابية. كما أن هذا الالتزام ينعكس على علاقاته الأسرية، حيث يشعر الأهل بالفخر والثقة، مما يخلق بيئة داعمة ومحفزة للاستمرار في هذا النهج.
في الختام، يمكن القول إن الالتزام الدراسي ليس مجرد سلوك مؤقت، بل هو حجر الأساس في بناء شخصية متوازنة وسلوكيات إيجابية مستدامة. ومن هنا تبرز أهمية دور المدرسة والأسرة في ترسيخ هذه القيمة منذ المراحل الأول من التعليم، لضمان نشوء جيل واعٍ، منضبط، وقادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة ومسؤولية .
#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟