أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحباسي - ثقافة ثورية : النسوية، الجندر الطبقة والتنظيم














المزيد.....

ثقافة ثورية : النسوية، الجندر الطبقة والتنظيم


محمد الحباسي

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 18:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الجندر، الطبقة والتنظيم

تُطرح اليوم في ساحة الفكر الثوري والنقاشات الاجتماعية قضايا متشابكة مثل: الطبقة العاملة، الجندر، الكويرية، الشباب، وتحرّر النساء.
هذه القضايا تُستَعمل إمّا لإسناد الوعي الثوري والنضال الجماهيري، أو على العكس لتفتيت الصفوف وتشتيت الطاقات في معارك جانبية معزولة عن جوهر الصراع الطبقي.

إنّ النقاش حول موقع النساء والشباب والأقليات الجنسية في عملية التغيير الاجتماعي، وحول دور الجندر كتصوّر نظري، لا يمكن فصله عن المسألة الطبقية وعن طبيعة المشروع الثوري برمّته. فالتحرّر الحقيقي لا يتحقق إلا في إطار مشروع شامل يربط بين النضال ضد الاستغلال الطبقي وبين مقاومة كافة أشكال التمييز والاضطهاد، وهو ما يضع الطبقة العاملة في قلب المعادلة، باعتبارها الطبقة الثورية حتى النهاية والقادرة على قيادة عملية التغيير الجذري.


---

أولًا: النساء والعمل الثوري

النساء لا يُشكّلن طبقة قائمة بذاتها؛ فهناك نساء برجوازيات وأخريات عاملات أو من عموم الشعب المضطهد.

تتعرض النساء لضربين من الاستغلال:

1. الاستغلال المنزلي.


2. الاستغلال الطبقي.




تعاني النساء من رواسب الثقافة الأبوية (البطريركية) ومن الاستغلال الطبقي (كما الرجال أيضًا)، وهنّ في مجتمعات الأطراف ضحايا للسياسات الرجعية، اللاوطنية، واللاشعبية التمييزية. لذلك تُعتبر النساء عنصرًا أساسيًا في الثورة، لكنهنّ لسن العنصر الأساسي؛ إذ يبقى المحدّد هو الطبقة العاملة برجالها ونسائها.


---

ثانيًا: الطبقة العاملة، القوة الثورية الحاسمة

الطبقة العاملة هي الطبقة الثورية حتى النهاية.

تحتاج لكي تثور وتُطوّر المجتمع إلى تنظيم ثوري يتأسس على مبادئ راسخة، أساسها المركزية الديمقراطية.

كافة الطبقات والفئات المضطهدة معنية بالتغيير، لكن القيادة تبقى منوطة بالطبقة العاملة، لأنها الأكثر حزمًا وحسمًا، ولأنها الطبقة الثورية حتى النهاية.



---

ثالثًا: الثقافة الذكورية كنتاج للبرجوازية

استمرار الثقافة البطريركية القروسطية هو نتاج طبيعي لحكم البرجوازية التابعة.

البرجوازية، في طورها الرجعي، لا تستطيع البقاء إلا بإعادة إنتاج:

الوعي الزائف.

البنى الفوقية البالية.

ثقافة التمييز والقدَرية.



لقد ارتدت البرجوازية عن شعاراتها التنويرية، وأعادت بث الروح في الماضي البالي، مستعملة إياه كأداة هيمنة إيديولوجية ورمزية.
هنا تتجلى الطبقة العاملة بوصفها الحامل لراية التحرر الشامل، والوصي الأمين على الموروثات الإنسانية التقدمية.


---

رابعًا: الشباب ودورهم في الثورة

الشباب فئة عمرية وليس طبقة.

يشكل قوة أساسية في التغيير بفضل طاقته وحماسه، لكن:

هناك شباب برجوازيون.

وهناك شباب من الطبقة العاملة.

لذلك لا يمكن أن يجمع بينهم مشروع واحد.



المطالب الخاصة بالشباب تُصهر داخل مشروع التحرر الشامل الذي تقوده الطبقة العاملة.


---

خامسًا: الجندر

الجندر = أدوار اجتماعية يصنعها المجتمع انطلاقًا من الفوارق البيولوجية.

هذه الأدوار تختلف من مجتمع لآخر، وهي ليست طبيعية، بل من صنع الإنسان.

الجندر لا يخص النساء وحدهنّ، بل يشمل كل الفئات التي تُصاغ اجتماعيًا كنماذج معياريّة.


هل يُحرر الجندر النساء؟

الجواب: لا.

النساء العاملات هنّ في صدارة التغيير الثوري.

لا يتحقق التحرر إلا في إطار مشروع شامل يربط بين القضايا الخصوصية وقضية التحرر الاجتماعي العام.



---

سادسًا: الكويرية

مصطلح يشير إلى مجتمع الميم (LGBTQ+) والداعمين له.

مفهوم فضفاض قد يطمس التمايزات الطبقية.

تنظيم الأقليات بشكل معزول قد يؤدي إلى عزلها اجتماعيًا وسياسيًا.


الموقف الثوري:

التحرر لا يتم إلا في إطار مشروع شامل تقوده الطبقة العاملة.

حزب الطبقة العاملة هو الضامن للحقوق الإنسانية والديمقراطية لكل الأقليات، دون فصلها عن المشروع العام.



---

سابعًا: استراتيجيات البرجوازية

إشاعة نزعة التنظيمات المستقلة والتذرر التنظيمي.

تشتيت الشباب ودفعه نحو "تنظيمات الموضة".

محاربة فكرة المشروع الجامع الذي يوحّد الشعب.

تقسيم الصفوف وضرب وحدة الشعب وطمس التمايزات الطبقية.



---

ثامنًا: منظمات المجتمع المدني

مجال مفتوح للصراع بين:

الأفكار الثورية.

الأفكار الليبرالية التمييعية.



يجب أن تبقى هذه المنظمات:

مستقلة عن السلطة.

مستقلة تنظيميًا عن الأحزاب.

لكنها سياسيًا منقادة برؤية تقدمية تخدم الأغلبية الشعبية وتدفع عملية التقدم.



---

تاسعًا: التنظيمات الجماهيرية للنساء والشباب

تُخصص لهاتين الفئتين تنظيمات جماهيرية لكونهما الأكثر عددًا.

يجب أن تبقى هذه التنظيمات تحت قيادة الحزب الثوري، مع ربط قضاياها الخاصة بمشروع التحرر العام.



---

عاشرًا: التنظيمات الأفقية

التنظيمات الأفقية فضاء للعفوية والاختراق الطبقي.

تبدو ديمقراطية، لكنها عمليًا أداة تحكم بيد أقلية.

الطبقة العاملة تحتاج إلى حزب طليعي ثوري يقوم على:

المركزية الديمقراطية
الصرامة والمبدئية




---

✦ الخلاصة:
التحرر لا يتحقق عبر قضايا معزولة أو تنظيمات مجتزأة، بل عبر مشروع ثوري شامل تقوده الطبقة العاملة، يدمج قضايا النساء والشباب والأقليات في نضال موحّد ضد الاستغلال الطبقي ومن أجل مجتمع وطني ديمقراطي شعبي بأفق اشتراكي.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يحدد الاقتصاد أخلاق الطبقات والفئات الاجتماعية الأساسية ...
- محمود عباس ، رجل فقد ظله.
- هل يتعرض راشد الغنوشى لمحاكمة سياسية ؟
- أزمة الرأسمالية وراهنية البديل الاشتراكي
- فشل الرأسمالية وراهنية البديل الاشتراكي
- في الذكرى العاشرة للثورة التونسية : حول راهنية شعار الشعب ير ...
- في الذّكرى العاشرة للثّورة: في راهنيّة شعار “الشّعب يريد إسق ...
- كورونا والشعبوية كماشتا الرأسمالية اللتان تعصران الشعوب
- تونس ، هذه التجاعيد السياسية
- حول حقيقة حملة الاعتقالات الاخيرة لبعض رموز الفساد في تونس: ...
- الى الرفيقات والرفاق بمناسبة 8 مارس
- تهنئة الى رفيقاتي ورفاقي بمناسبة 8 مارس
- الماركسية والدين
- أكثر من عام على حكومة الائتلاف اليميني: الشعب التونسي بين مط ...
- هل تقبل ممارسة الجنس مع مسيحية ؟
- لقد قتلته يا سيد صحبى عتيق ، لقد قتلته.
- ايقاف العملاء..الجرائم السياسية...الامن اللبنانى
- في ذكرى رحيل عبد الغني بوستة: لا نبدل الرجال بشسع النعال
- الهرولة والتهافت الانتخابي في المغرب/3
- الهرولة والتهافت الانتخابي 2/3


المزيد.....




- فيتامين -د- أثناء الحمل يعزز القدرات المعرفية للأطفال
- السعودية.. امرأة تنشل حقائب نسائية بمراكز تجارية والأمن يكشف ...
- عمل غير متوقع يجعل منه -بطلًا-.. فيديو ينتشر بسرعة هائلة لسا ...
- أنقذوا مروة عرفة.. مروة تستحق الحياة والحرية
- هبوط اضطراري لطائرة في ألمانيا.. بسبب امرأة -ثملة-
- سوريا ـ خبراء أمميون يدينون العنف بحق الدروز واستهداف النساء ...
- مراسم تشييع الفتاة الفلسطينية مرح أبو زهري في بيزا الإيطالية ...
- منها فيديو موقف مع امرأة مسلمة.. وفاة -القاضي الرحيم- فرانك ...
- لا حرية ولا أمن ولا أمان في ظل أجواء اغتيال النساء
- -كلنا_بشير-.. جريمة اغتصاب جماعي لطفل تهز المغرب


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد الحباسي - ثقافة ثورية : النسوية، الجندر الطبقة والتنظيم