أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحباسي - الى الرفيقات والرفاق بمناسبة 8 مارس















المزيد.....

الى الرفيقات والرفاق بمناسبة 8 مارس


محمد الحباسي

الحوار المتمدن-العدد: 5456 - 2017 / 3 / 10 - 00:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تهنئة الى رفيقاتي ورفاقي بمناسبة 8 مارس.
يقول ك. ماركس: إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فانظر إلى وضع المرأة فيه."
هكذا جعل الفيلسوف الفذ، الذي اعاد تنصيب الفكر الانساني على ساقيه، من مكانة المرأة في المجتمع مقياسا للحكم على مستوى التطور الحضاري الذي بلغه هذا المجتمع. ان تاريخ الانسان هو تاريخ نظرته للمرأة وتاريخ النظرة الى المرأة هو تاريخ الانسانية وتاريخ الانسانية هو تاريخ الصراع الطبقي. ولاتزال وضعية النساء في العالم دون المستوى الجدير بالانسانية المتحررة طالما ان شروط استغلال الانسان لاخيه الانسان لاتزال تني بكلكلها حائلة دون تحرر الانسان وبلوغه سن الرشد الحقيقي.
فالمجتمعات القديمة وباستثناء المرحلة المشاعية قامت كلها على استغلال المرأة والتعاطي معها ككائن مستضعف في التوزيع الاجتماعي للعمل. فمع ظهور الملكية الخاصة خسرت المرأة عرشها الذي افتكه الرجل وتحولت المرأة الى كائن دوني اختصر دوره في القيام بالشؤون المنزلية وتربية الاطفال والعمل في ارض الرجل –زوجها او كبار الملاكين العقارييين-ومع دخول البشرية في مرحلة النظام الاقطاعي الذي ركزت فيها الطبقات الاقظاعية بتحالف مع رجال الدين حكمهم على اساس المشروعية التيوقراطية اللاهوتية اصبح وضع المرأة اكثر فضاعة فتم امتهان كرامتها تحت غطاء الدين وقانون الحرام والحلال وهي الايديولوجيا الجديدة التي اعتمدتها الطبقات المسيطرة انذاك لادامة سيطرتها على النساء وعلى الكادحين عموما ( الزواج الشرعي، الاخلاق الدينية...)وهي ايديولوجيا تقدس الملكية الخاصة وتدعمها باليات حماية متكاملة الوظائف وكانت الاسرة التقليدية القائمة على الرباط الديني المقدس هي اكبر واق لمؤسسة الملكية.
أما المجتمعات الرأسمالية فان وضع المرأة لم يعرف في ظلها تحسنا كبيرا، فالرأسمالية التي لا يهمها الا الربح ومراكمته لم تتعامل المرأة اكثر من كونها وسيلة انتاج غير مكلفة ولذلك فلئن تزامنت التشكيلة الراسمالية مع خروج المرأة الى العمل واكتسابها لاستقلالية نسبية ازاء الرجل فان اضطهاد المرأة في العهد الراسمالي اصبح مزدوجا؛ استغلال داخل الاسرة واستغلال اقتصادي باعتبار ان المرأة واصلت تحمل مسؤولية الاعباء المنزلية والتربوية التي ورثتها عن العهود القديمة بالاضافة الى عملها الشاق والمضني في المعمل في ظروف الاستعباد الراسمالي ،والاستغلال الجنسي او الاسري هو في نهاية الامر نتيجة للاستغلال الاقتصادي باعتبار ان المحافظة على الشكل القديم للزواج وللعائلة مع تحميل الاسرة وحدها تكاليف الاسرة وتربية النشئ هي سمة ملازمة لنظام حكم البرجوازية التي لا يعنيها الا تحقيق الربح عبر امتصاص دم الكادحين نساء ورجالا.وحتى وان ابدت بعض النسوة البرجوازيات النيرات تمسكا بالدفاع عن التحرر الكامل للنساء فان الشروط الموضوعية التي تعمل الطبقة الحاكمة بنسائها ورجالها على تابيدها لا تسمح للمرأة بتحقيق اشياء ذات بال على طريق التحرر وهي الظروف نفسها التي تفسر استمرار الشكل القديم للزواج الشكل الذي يكون فيه الزواج وحدة اقتصادية تقوم على المصلحة والمنفعة الاجتماعية بدل ان يكون التقاء حرا بين نفسين متحررين من الاضطهاد الظاهر والمقنع ويتبادلان الاحترام والتقدير. فالمرأة التي تخشى من صروف الزمن وماتخفيه لها منعرجاته تبحث عن زوج يضمن لها ولأبنائها الاستقرار والأمن اما الزوج فيبحث عن امرأة قادرة على مقاسمته تكاليف الحياة الراسمالية الباهضة ويتحول الخوف على مستقبل الزواج والخشية من خسارة العمل وعدم ارضاء المسؤولين في العمل ونتائجه الوخيمة على مصدر الرزق الى سيف مسلط على رقاب الزوجين وهكذا تؤدي الزواج الرسمي البرجوازي وظيفته في الادماج الاجتماعي واعادة انتاج نمط الانتاج الرأسمالي بالاضافة الى الشروط المادية والتربوية والثافية المختلفة التي تتفاعل كلها وتتكامل لتحقيق زظيفة واحدة واحدة هي وظيفة سيطرة الطبقة البرجوازية على الطبقة العاملة وعموم الطبقات والفئات الكادحة والمفقرة. ولتحقيق مزيد من الربح مضت الرأسمالية في سلعنة كل شيء فحولت المرأة الى وعاء جسدي يمتهن عبر توظيفه في الاغراء والاستغلال الجنسي وافي تخريب الذوق العام بالاضافة الى ماتعانيه المرأة من اضظهاد نتيجة انتعاش الفكر الظلامي التي ينمو ويترعرع في حواضن الفقر التي لا تني تتسع نتيجة سياسة الافقار والتبعية الرأسماليين. هذا الفكر الذي يتبنى رؤسة جسمانية تسيء للمرأة وتختزل وظيفتها الاجتماعية الى مجرد أداة للمتعة والانجاب وتعاملها كعورة ومثار للغرائز الحيوانية الكامنة في الرجل (وكأن الرجل وحش جنسي يثار بمجرد رؤيته لجسد المرأة أو جزء منه) لتجد المرأة نفسها مشدودة باصفاد الاستغلال العديدة؛الاستغلال المادي والجنسي والظلامي التي يعمل الطبقات الرجعية المختلفة بوجهها العصراني الكاذب ووجهها الظلامي القروسطي اعلى تثبيتها بكل الوسائل المادية والمعنوية وتعمل على تشويه شروط تحرر المرأة الحقيقية وتمييع الصراع حتى لا تهتدي المرأة الى حليفها الحقيقي في التحررالكامل و المتوازن ببعديه المادي والمعنوي هذا التحرر الذي لن يكون الا تحت راية حزب الطبقة العاملة طبقة المستقبل التي يعود اليها اقامة فجر الانسانية الوضاء فلا تحرر للمرأة الا بالقضاء على الاضطهاد الاقتصادي وعبودية الرأسمال طالما ان كل مصائب المرأة تنبع من وضعيتها الاجتماعية.
لقد توصلت النساء بفضل نضالهن العنيد والدؤؤوب الى انتزاع عدة مكاسب تحاول الرأسمالية المعولمة بكل الوسائل التراجع عنها وضربها لان هذه المكاسب تحد من فرص الربح الاقصى للرأسماليات العالمية وربيباتهات المحلية الجشعة والنهابة( انتشار اشكال العمل الهشن، التراجع على تعميم التغطية الاج، اطالة ساعات العمل ) وعلى نساء الطبقة العاملة حمل لواء التحرر النسوي ولف كل النساء حولهن على قاعدته المواطنية والطبقية لانجاز مهمات التحرر الوطني الديمقراطي الشعبي وذلك بتثبيت المكاسب القديمة و مزيد رص الصفوف من أجل افتكاك مكاسب جديدة تسند النساء في نضالهن الطويل من اجل تحرير النساء جنبا الى جنب مع رفاقهم الرجال الذين توحدهم ظروفهم المادية وتدفعهم للتنظم وخوض المعركة ضد عدوهم المشترك ( الرأسمالية العالمية وتوابعها المحلية الطفيلية)
لقد حقق النساء في تونس عدة مكاسب لعل اهمهما البنود التقدمية التي تضمنها دستور 2014 ولابد من النضال من اجل تطوير الترسانة التشريعية حتى تتلائم مع الروح التقدمية للدستورعلى غرار فرض قانون لمناهضة العنف ضد النساء بابعاده المتعددة واقرار التناصف في القوانين الانتخابية في انتظار خوض معركة تعديل القوانين الشغلية والاحوال الشخصية من اجل كسب خطوات اضافية على درب التحرر الحقيقي الذي لن يكون ناجزا الا باقتلاع الجذور الطبقية لاظطهاد الانسان التي تعمل الراسمالية على تثبيتها وترسيخها ولن تتوصل الانسانية الى تحررها الحقيقي الا بدق اخر مسمار في نعش الرأسمالية البربرية.
فالى الامام رفيقاتي ورفاقي من اجل غد افضل للنساء ولعموم الانسانية وكل عام ونحن اقرب الى ذلك.



#محمد_الحباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة الى رفيقاتي ورفاقي بمناسبة 8 مارس
- الماركسية والدين
- أكثر من عام على حكومة الائتلاف اليميني: الشعب التونسي بين مط ...
- هل تقبل ممارسة الجنس مع مسيحية ؟
- لقد قتلته يا سيد صحبى عتيق ، لقد قتلته.
- ايقاف العملاء..الجرائم السياسية...الامن اللبنانى
- في ذكرى رحيل عبد الغني بوستة: لا نبدل الرجال بشسع النعال
- الهرولة والتهافت الانتخابي في المغرب/3
- الهرولة والتهافت الانتخابي 2/3
- التهافت والهرولة الانتخابية في المغرب
- رسائل مفتوحة من اجل نقاش مثمر
- الكتابة، الاختلاف والحوار المتمدن
- قراءة فكر ماركس بمنطق ماركس :مناوشة مع كريم مروة
- كي لا تنطفأ الشمعة2/2
- كي لا تنطفأ الشمعة 1/2
- الطبقة العاملة والتحول السياسي
- الصراع الطبقي والتحولات السياسية بالمغرب/2
- الصراع الطبقي والتحولات السياسية بالمغرب
- امريكا اللاتينية: لقد ازفت ساعة اللظى
- حزب الطليعة شمعة في مهب الريح 3/3


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحباسي - الى الرفيقات والرفاق بمناسبة 8 مارس