|
تونس ، هذه التجاعيد السياسية
أحمد الحباسى
الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 19:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد اسابيع ستكون هناك انتخابات بلدية فى تونس ، الاحزاب التونسية تســــتعد علــــى قدم و ساق و من الواضح ان حركة نداء تونس و حزب حركة النهضة هما المستفيدان الوحيدان من هذه الانتخابات القادمة بالقياس الى نسبة الشعبية و ما قدماه لحد الان من قوائم انتخابية غطت كامل المساحة الانتخابية فى كامل التراب التونسى على عكس بقية الاحزاب الكرتونية الاخرى التى كشفت هذه الانتخابات نسبة التمثيل المتدنية لديها و التى جعلتها لا تقدر على تقديم قوائمها الانتخابية إلا فى القلة القليلة من البلديات ، ما يثير الانتباه منذ اسابيع و خاصة منذ اعلان الرئيس التونسى على افتتاح الانتخابات البلدية و تحديد موعدها هو رجوع بعض الوجوه السياسية القديمة المتهالكة و التى تـم لفظها لفـــظ النواة فى الانتخابات التشريعية و الرئاسية السابقة بحيث خرج البعض فى تلك الفترة خروجا انتخابيا مذلا و مثيرا للسخرية بالقياس الى نسبة الاقتراع و التى لم تتعدى الصفر فاصل بالنسبة للسيد أحمد نجيب الشابى الناشط السياسى المعروف على سبيل المثال ، رجوع هذا الاخير الى شاشات الاعلام القصد منه طبعا اعادة البحث عن موقع فى خضم هذه الفوضى و الجرعات الوافرة من الاحزاب الزائدة على اللزوم و الاستعداد للدخول فى غمار الانتخابات الرئاسية او ما يسمى بالحملات الرئاسية السابقة لأوانها . الناظر بتمهل و انتباه الى المشهد السياسى التونسى بعد الثورة تصدمه بعض الوقائع المثيره و من بينها على سبيل المثال تقدم سن كل الطبقة السياسية التى ورثت الساحة السياسية من النظام السابق و هذا ما يثير سؤالا مشروعا هل أن هؤلاء العجز المتقدمين فى السن و الذين تم لفظهم و مرارا و تكرارا فى انتخابات 2011 و 2014 يمثلون ابناء الثورة و كل هؤلاء الذين ناضلوا طيلة سنوات ضد الاستبداد و انسداد الافق الاجتماعى آملين أن تتقبلهم هذه الثورة بدفئها و وهجها الثورى لتدفع بهم الى واجهة الاحداث و المقاعد النيابية فى مجلس نواب الشعب و فى كل المواقع التى ترهل اهلها و كانوا احد اسباب الثورة ، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية سنة 2019 و انقسام الشارع السياسى الى احزاب كرتونية ، الى ناقم و رافض لوجود هذه الكيانات الفاشلة التى تؤثث المشهد السياسى بلا فائدة تطرح كثير من الاسئلة المختلفة و من بينها على وجه الخصوص لماذا يريد هؤلاء العجائز الرجوع الى قلب الرحى السياسية و من يقف وراء حملاتهم و حلهم و ترحالهم السياسى فى كل مناطق الجمهورية و ما يتطلبه الامر من اموال و موائد " ومفتحات " انتخابية ممثلة فى كميات هائلة من الاموال الخليجية التى بان بالكاشف خاصة بعد ايقاف بعض المجرمين الذى احرقوا البلاد منذ اسابيع مدى تأثيرها السلبى و الكريه فى كل الاضطرابات و المظاهرات التى تعم تونس من فترة الى اخرى . هناك تجاعيد سياسية فى المشهد السياسى الذى يحتاج فيما يحتاج فعلا الى ضخ دم شبابى محب للحياة و الى طاقات قادرة على فهم كل ما يحدث و التعامل معه التعامل الملائم خاصة فى ظل القفزة التكنولوجية الهائلة التى قفزها العالم المتحضر و تخلفت عنها القيادات العربية المسنة البائسة المتشبثة بخطب و مقولات و نظريات عفا عنها الزمن و باتت تثير السخرية ، لا يمكن لهذه البلدان العربية اليوم و بعد كل ما حدث من تطورات على كل المستويات الدخول الى الالفية الثالثة بشيوخ سياسيين تجاوزت اعمارهم فى نسبة تقارب 90 فى المائة منهم السبعين من العمر ، لقد أوجد تكرر نفس الوجوه و نفس المشهد السياسى منذ سنوات ما بعد الثورة على الاقل حالة من فقدان الثقة فى الثورة نفسها اضافة الى فقدان الثقة فى العملية السياسية و الانتخابية الملوثة بأموال النفط الخليجى و لعل الشباب اليوم قد قرر العزوف نهائيا عن حضور هذا " العرس " بل المأتم الانتخابى الكريه نكاية فى كل هؤلاء الذين ركبوا حصان الثورة دون أن يتفهموا ان للثورات اهداف و قيادات مختلفة عنهم شكلا و مضمونا ، صدأ هذه الرموز السياسية المتآكلة القديمة يمنع حصول التغيير الى العمق و هذا العمق هو من انطلقت منه الثورة لتصل الى قلب العاصمة و تزيح النظام بكل سطوته و قوته ، لذلك يصر الشباب ان التغيير و نجاح الثورة لا يمكن اعلانه الاب ابعاد هؤلاء الفاسدين السياسيين و منع التلوث المالى النفطى الانتخابى من ان يعفن الساحة السياسية بشكل يستحيل معه انقاذ ما يمكن انقاذه خاصة بعد أن أنهك الارهاب البلاد و العباد متسببا فى حالات من المد و الجزر الانفعالية و الفكرية . تشير قوائم الانتخابات البلدية الى تقدم فى السن لأغلب هذه القائمات و يؤكد رجوع كبار العجائز السياسيين فى تونس الى المشهد الانتخابى الرئاسى أن المال النفطى الخليجى هو المحرك الاساسى لكامل العملية الانتخابية و ان حظوظ الشباب سواء كمستقلين أو حزبيين ستكون ضئيلة و بلا فائدة و مجرد تكملة و ديكور و فى الوقت الذى يشعر فيه غالب الشباب فى تونس بحالة احباط على كل المستويات و بالذات من تدنى اداء الحكومة و مجلس الشعب الامر الذى ادى الى تراكم و تفاقم الديون و زيادة العجز يضاف اليه طبعا فضيحة تصويت البرلمان الاوروبى بكون تونس دولة تشجع على الفساد و ما جاء على لسان التقرير السنوى لمنظمة الشفافية الدولية من عجز القضاء التونسى على مواجهة الفساد هناك أصوات تنادى بإسقاط الحكومة او تغيير بعض الوزراء و هناك من يدعو الشباب التونسى الى المبادرة والخروج من أي روح سلبية تؤثر في طموحهم في المشاركة السياسية في مجتمع يتميز بالصبغة الشبابية ، لكن من " يخرج " بذهنه لما يكتب و يقال فى مجالس وسائل التواصل الاجتماعى فهو سيدرك ان حراك شعب الشباب لا يزال بعيدا جدا و هو ما سيفتح المجال مجددا لرجوع الديناصورات القديمة التى اثبتت فشلها .
#أحمد_الحباسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تقبل ممارسة الجنس مع مسيحية ؟
-
لقد قتلته يا سيد صحبى عتيق ، لقد قتلته.
-
ايقاف العملاء..الجرائم السياسية...الامن اللبنانى
المزيد.....
-
اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض
...
-
غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
-
السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك
...
-
صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره
...
-
الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
-
الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة
...
-
وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن
...
-
أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو
...
-
مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|