أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - hالذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 3















المزيد.....

hالذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 3


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 13:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الجزء الثالث من الفصل العاشر من كتابي الموسوم "التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي - خيار تربوي وضرورة مجتمعية"

خامسا – أنواع ومستويات الذكاء الاصطناعي
بشكل عام، هناك أربعة أنواع من الذكاء الاصطناعي وفقًا للوظيفة التي يؤديها:
• الآلات التفاعلية (Reactive Machines):وهو النوع الأساسي من الذكاء الاصطناعي، يمكنه العمل على تقييم الحالة والوضع الآني والتفاعل معه، لكنه غير قادر على التخزين أو بناء مستودع للذاكرة لتوظيفها مستقبلًا. أمثلة: روبوتات الدردشة، الرد على الرسائل بالمعلومات الصحيحة، تنظيم وتحسين الحملات التسويقية، تصميم الألعاب.
• الذاكرة المحدودة (Limited Memory): هذا النوع يمكنه تذكّر التجارب السابقة على أنها تمثيلات مبرمجة، لدمجها وتوظيفها في اتخاذ قرارات مستقبلية. أمثلة بارزة ChatGPT، وضع استراتيجيات التسويق، التنبؤات، التوصيات في مجالات الأعمال.
• نظرية العقل (Theory of Mind):نوع أكثر تطورًا، يستطيع التعامل مع الحالات العقلية، والرغبات، والعواطف، والمعرفة لدى الآخرين.
هي آلات يمكنها تحليل الصوت والمشاعر البشرية، محاكاتها، مراقبتها، والاستجابة لها. باختصار، هو ذكاء اصطناعي يفهم البشر ويكتشف حالاتهم العاطفية.
• الوعي الذاتي (Self-Aware):هو الذكاء الاصطناعي الواعي بذاته، والقائم على "نظرية العقل"، وله القدرة على تكوين تمثيلات ذاتية لنفسه كمشاعر، وعواطف، ومعتقدات، وبالتالي امتلاك الوعي.
هذا النوع لا يزال افتراضيًا، ولا وجود له في الوقت الحالي.
في عالم اليوم، تجاوز الذكاء الاصطناعي الشكل الأول (الآلات التفاعلية) وتخطى الصيغ البسيطة. العنصر المركزي في هذا التطور هو القدرة على التكيف.
فعلى سبيل المثال، هناك سيارات ذاتية القيادة تتعامل وتتكيف مع البيئات المختلفة، وآلات ذات تحكم ذاتي قادرة على التفاعل، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات باستقلالية. تخيّل أن هاتفك النقال يمكنه تنظيم ألبوم صورك بالشكل والأسلوب الذي هو يحدده ويختاره!
أما من حيث القدرات، فهناك ثلاثة مستويات من الذكاء الاصطناعي:
• الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI – NAI):يؤدي مهام محددة بدقة وكفاءة عالية، لكنه لا يمتلك القدرة على التعلم أو التكيف خارج نطاق وظيفته المبرمجة.
• الذكاء الاصطناعي العام (General AI – GAI):يمتلك قدرات معرفية مشابهة للإنسان، مثل التعلم، والفهم، والتكيف مع مختلف المهام والمواقف. يتعامل مع مجموعة واسعة من التحديات دون الحاجة إلى برمجة إضافية.
• الذكاء الاصطناعي الفائق (Super AI – SAI):يمكنه أن ينافس ويتجاوز القدرات البشرية في جميع المجالات: حل المشكلات، اتخاذ القرارات، والإبداع. يُعد هذا النوع مرحلة متقدمة من الذكاء الاصطناعي، ولا يزال في نطاق الخيال العلمي ولم يتحقق بعد.

قدرة الآلات على التعلم

تشهد التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي تمكّنًا متزايدًا للأنظمة الحاسوبية في أداء مهام معقدة تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا. من هذه المهام: التعلم من التجارب السابقة، حل المشكلات، اتخاذ القرارات، التكيّف مع الظروف الجديدة، وتحسين الأداء.
هناك نوعان من التعلم في مجال الذكاء الاصطناعي، هما: التعلم الآلي والتعلم العميق، وهما يتشابهان في بعض المواصفات، ويختلفان في الأداء والقدرات ونوعية المهام.
أولًا – التعلم الآلي: (Machine Learning - ML) التعلم الآلي هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي الأساسية، ويُستخدم في المهام المحددة التي تحتوي على بيانات هيكلية ومُصنفة.
يعتمد هذا النوع من التعلم على تدريب الأنظمة الحاسوبية باستخدام كميات كبيرة من البيانات، بدلاً من البرمجة المباشرة لكل مهمة.
يعتمد على الإحصاء والرياضيات وتطوير الخوارزميات، ويركز على النماذج الإحصائية لتمكين الحاسوب من التعلم، والتعرف على الأنماط، واستخدامها للتوصل إلى توقعات أو قرارات دون تعليمات برمجية واضحة.
على سبيل المثال، تحليل بيانات الأسواق السابقة للتنبؤ بالتوجهات المستقبلية، فهم احتياجات الأسواق والمستهلكين، دعم اتخاذ القرار، ووضع السياسات والاستراتيجيات. يُستخدم هذا النوع في القطاع المالي، التجارة الإلكترونية، وغيرها من المجالات.

ثانيًا – التعلم العميق: (Deep Learning) التعلم العميق هو منهج أكثر تعقيدًا من التعلم الآلي، ويعتمد على كميات ضخمة من البيانات. وهو يُعدّ مجموعة فرعية من التعلم الآلي. يستخدم بنية مكونة من الشبكات العصبية متعددة الطبقات، ويجمع بين الإحصاء والرياضيات لتحليل الأنماط المعقدة والعلاقات داخل البيانات. يتمكن من التعلم الذاتي من خلال ملاحظة الأخطاء وتصحيحها.
لقد نجح في العديد من المهام منها مثلا؛ تمييز الصور، معالجة اللغات الطبيعية، التعرف على الكلام، تحليل المشاعر في النصوص، التنبؤات المالية، كشف الاحتيال، وإنشاء محتوى إبداعي كالنصوص، الصور، والموسيقى.
يفتح هذا المنهج آفاقًا جديدة للابتكار الرقمي، والذي أصبح لا غنى عنه في الحياة المعاصرة والشركات والصناعات المختلفة. لكن بسبب اعتماده الكبير على البيانات، فهو يتطلب سعة تخزينية وطاقة حاسوبية أكبر، مما ينعكس على ارتفاع تكاليفه مقارنةً بالتعلم الآلي.
كلا النوعين، سواء تعلم الآلة أو التعلم العميق، يحتاج إلى تدخل بشري. إلا أن التعلم العميق يتطلب مشاركة بشرية أقل، رغم صعوبة إعداده، حيث يجب تحديد المشكلة بدقة، واختيار خوارزميات مناسبة، وتوفير كميات كبيرة من البيانات، وتحديد نماذج التدريب، بالإضافة إلى تقييم النتائج وتحسينها باستمرار.

ثالثًا - التعلم الخاضع للإشراف والتعلم غير الخاضع للإشراف
يُعد التعلم الخاضع للإشراف (Supervised Learning) حجر الأساس في الذكاء الاصطناعي الحديث، حيث يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على بيانات مصنّفة مسبقًا، مما يمكّنها من التعرف على الأنماط واتخاذ قرارات دقيقة عند مواجهة بيانات جديدة. يعمل هذا النهج كمدرب رقمي يوجه الأنظمة الذكية من خلال تقديم أمثلة واضحة للمدخلات والمخرجات، مما يساعدها على تحسين دقتها بمرور الوقت.
يُعد التعلم الخاضع للإشراف من أهم أساليب التعلم الآلي، ويُستخدم على نطاق واسع في مجالات متنوعة مثل:
• التعرف على الصور
• التنبؤات المالية
• كشف الاحتيال في التعاملات الإلكترونية
وبفضل قدرته على تحليل البيانات والتنبؤ بالنتائج، أصبح هذا النهج أداة أساسية في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة قادرة على حل مشكلات معقدة وتحسين العمليات في مختلف الصناعات.

التعلم غير الخاضع للإشراف (Unsupervised Learning)
يسمح هذا النوع من التعلم للخوارزميات بتصنيف أو تسمية أو تجميع نقاط البيانات في مجموعات دون الحاجة إلى توجيه خارجي. بمعنى آخر، يتيح للنظام تحديد الأنماط داخل مجموعات البيانات بنفسه.
يقوم الذكاء الاصطناعي بتجميع المعلومات غير المصنفة وفقًا لأوجه التشابه والاختلاف، حتى دون وجود فئات مُحددة مسبقًا.
يمكن أن تؤدي خوارزميات التعلم غير الخاضع للإشراف مهام معالجة أكثر تعقيدًا من أنظمة التعلم الخاضع للإشراف.
كما يُعد هذا النوع من التعلم إحدى طرق اختبار قدرات الذكاء الاصطناعي.
غالبًا ما ترتبط أنظمة الذكاء الاصطناعي القادرة على التعلم غير الخاضع للإشراف بنماذج التعلم التوليدي، رغم أنه قد يُستخدم أيضًا نهج قائم على الاسترجاع (المرتبط أكثر بالتعلم الخاضع للإشراف). وتُعد روبوتات المحادثة، السيارات ذاتية القيادة، برامج التعرف على الوجه، الأنظمة المتخصصة، والروبوتات، من بين التطبيقات التي قد تستخدم أساليب التعلم الخاضع أو غير الخاضع للإشراف أو كليهما معًا.
medium.com) منصة إيكوم، 2022.(
في منشور على منصة X، أوضح أندريه كارباتي، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة تسلا، أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية ليست كيانات مستقلة أو قادرة على التفكير الحر، بل تعمل وفق آليات تستند إلى محاكاة البيانات البشرية التي تم تدريبها عليها. وبالتالي، فإن "سؤال الذكاء الاصطناعي" يعني – في الواقع – استشارة تراكم معرفي مستمد من تجارب وآراء المصنفين الذين أعدوا هذه النماذج.
ويضيف كارباتي: تعتمد جودة الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على مهارات الأشخاص الذين يساهمون في تدريبه. ففي مجالات مثل البرمجة، الرياضيات، والكتابة الإبداعية، يتم الاستعانة بخبراء ذوي مهارات عالية لإعداد بيانات تدريبية دقيقة.
ويؤكد: "الذكاء الاصطناعي، في أفضل حالاته، يمكن النظر إليه كاستشارة خبير متخصص، وليس مجرد نظام يتخذ قرارات عشوائية".
ويُختَتم بالقول إن مفهوم "سؤال الذكاء الاصطناعي" ليس تفاعلًا مع نظام ذكي مستقل، بل هو عملية استرجاع لإجابات مستخلصة من بيانات مصنفة ومنقحة بعناية من قبل البشر aldalil.com). 2025.(



#سامي_المالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير النقدي والذكاء الاطناعي
- االتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي
- بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان
- حرق القرآن وردود الأفعال / مفاهيم ومواقف
- المكونات الصغيرة في خراب العراق
- اولوف بالمه (Olof Palme) وآفاق الاشتراكية الديمقراطية
- وزيرة الخارجية السويدية في مواجهة السعودية - ليس عندي ما أخج ...
- لا لقانون الاحوال الشخصية الجعفري!
- بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-
- كنت في قلب الانفال – صور محفورة في الذاكرة
- في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير
- جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق


المزيد.....




- أهلكت 140 مليون إنسان.. لماذا تصنع الدول الكبرى المجاعات الق ...
- جدل في لبنان بعد تصريحات البطريرك الراعي عن سلاح حزب الله
- تونس تشهد أسوأ مراحل الانقلاب
- واشنطن بوست: خلاف حول غزة يطيح بمسؤول إعلامي كبير في الخارجي ...
- الهجوم على مدينة غزة يدخل مرحلته الأولى.. حماس: عملية -عربات ...
- الناتو يبحث ضمانات أمنية لأوكرانيا في -مناقشة صريحة-
- رامافوزا يجري تعديلات على قانون تمويل الأحزاب السياسية
- فيديو منسوب لـ-ظهور مدفع الرعد الكوري في سيناء-.. هذه حقيقته ...
- واشنطن تعاقب 4 مسؤولين في الجنائية الدولية.. والمحكمة تستنكر ...
- رعب في قلب المكسيك... العثور على ستة رجال مقطوعي الرأس في حا ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - hالذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي - 3