أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عامر صالح - انتحارا كان أم قتلا ولكن:














المزيد.....

انتحارا كان أم قتلا ولكن:


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 22:10
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


اسدل الستار رسمياحول قضية حياة الدكتورة بان زياد طارق اخصائية الأمراض العقلية في البصرة في العراق وقد انتهى التقرير الطبي ومحكمة استئناف البصرة الى أن الدكتورة قد انتحرت واغلقت قضيتها رسميا بعد تأكيد مجلس القضاء الأعلى اسباب نهايتها.

اما مجتمعيا فأن القضية لم تنتهي بل بدأت موجة جديدة من الأحتجاج للكشف عن الأسباب الحقيقة وراء انهاء حياة الدكتورة بل اشتدت المطالبات إلى حد إجراء تحقيق دولي للكشف عن اسباب الجريمة ومعاقبة مرتكبيها بسبب انعدام ثقة المواطن بالنظام السياسي وجزعه.

لماذا تلك الهوة بين ما هو رسمي وشعبي ولماذا عدم الثقة بالسلطات المحلية بل واعتبارها متواطئة في انهاء حياة الدكتورة وكذلك عدم الثقة في القضاء العراقي في الكثير من جوانب أدائه. عندما يفقد النظام السياسي ومؤسساته الشرعية الشعبية سواء عبر الأنتخابات او الممارسات اليومية يصبح النظام في موقع الشك في الجزء الأعظم من إجراءاته الأنتقائية التي لا تستهدف الكشف عن الحقائق بل للتوظيف في خدمة أجندة مختلفة.

كثيرة هي التفاصيل التي تضعف بل تفقد ثقة المجتمع بالأجهزة الأمنية والقضائية والتشريعية وكل المنظومة الحاكمة والتي تقف في مقدمتها هو المحاصصة في كل أجهزة الدولة والتي تضعف من نزاهتها ومصداقيتها وخاصة في القضايا المصيرية فالفساد الأداري والمالي والمهني افقد أجهزة الدولة شفافيتها.

لا نتحدث عن الخراب في القيم الأجتماعية والتركة الثقيلة للحروب الداخلية من قمع واضطهاد وتصفيات جسدية والخارجية ايضا قبل عام 2003 التي مزقت النسيج الأجتماعي ثم ما بعد احتلال العراق من قبل أمريكا والتأسيس لحروب الأقتتال الداخلي على الهوية الطائفية والأثنية وشيوع الجرائم الفردية منها والمنظمة ونهب المال العام والخاص وانتشار العصابات المسلحة إلى جانب عمليات القتل النوعي للكوادر في مختلف الأختصاصات والتي شملت الأطباء على نطاق واسع وعدم حل أزمة الحكم تحول المجتمع إلى أرض خصبة لكل مظاهر التردي والانحراف وفي ظل غياب أجهزة الردع وضعف تطبيق القانون اشتد ساعد العشائر في قضايا الفصل ليحل محل القضاء في الكثير من القضايا فغاب جراء ذلك البعد الأنساني في معالجة الأزمات والتأسيس لدولة القانون.

التطور السريع في أرقام الجريمة في العراق والتحول المشهود في طبيعتها نحو مزيد من القسوة والفظاعة ووقوع الجرائم بشكل متزايد في نطاق الأسرة الواحدة والمجتع عموما، يعدّ انعكاسا لظروف أمنية واقتصادية واجتماعية أوجدتها تجربة الحكم الفاشلة في البلاد وأفضت إلى تحولات أخلاقية ونفسية باتت تهدد تماسك المجتمع العراقي ووحدته. اما في الجرائم السياسية الأجتماعية فيكفي الأشارة هنا انه في العام 2019 عندما اندلعت الأحتجاجات المطلبية تم اغتيال اكثر من 700 ناشط وأعاقة اكثر من 25 ألف مواطنا فلا نستغرب من ان يصنف العراق في المرتبة الثامنة عالميًا والثانية آسيوياً بمستوى الجريمة المنظمة، وفقاً لتقرير مؤشر الجريمة المنظمة العالمي لعام 2023. كما احتل المرتبة الثامنة عربياً والثمانين عالمياً في مؤشر الجريمة العام للعام 2024، وفقاً لموقع "نامبيو". .

انقسم المجتمع العراقي في قضية فقدان الطبيبة "بان" لحياتها كما هو الحال في سابقاتها إلى قسمين: الأول ينادي بتحقيقات شفافة وواضحة لملابسات فقدانها للوصول إلى مرتكبي الجريمة والجهة التي تقف ورائها، وآخر يرى ان هذه الجرائم عادية في المجتمع ولا غرابة في حصولها وكأن شيئ لم يكن وحتى ان حصلت فهناك جهات تستطيع الفصل بها خارج القضاء وفي مقدمتهم العشيرة فعندها يطلق سراح القاتل وينسى المقتول. بل والانكى من ذلك هناك من يفتي قطعيا بأسباب الفقد قبل الجهات التي يفترض ان تكون صاحبة القرار.

عندما تغيب الشفافية وحكم القانون فأن الأنسان حيا أم ميتا لا قيمة له وليست هو أثمن رأسمال بل المال هو الأثمن من الأنسان ولا نعتقد ان قضية الفقيدة الطبيبة بان ستأسس لحالة صحية يحترم فيها حياة الأنسان ما دامت نفس الأسباب قائمة وتعيد إنتاج سحق الأنسان وحياته وكرامته.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيكولوجيا الأنتخابات البرلمانية العراقية القادمة وثقافة ا ...
- هل تم تدمير النووي الأيراني وهل انتهت الحرب الأسرائيلية - ال ...
- السذاجة في الشماتة ولكن !!!
- حريق هايبر ماركت الكورنيش - الكوت وبؤس نظام المحاصصة
- ماذا يجري في سوريا؟
- ثورة 14 تموز في ذكراها ال 67 في العراق
- لاجديد في أزمة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق
- في سيكولوجيا الكراهية والتخوين وموسم الانتخابات البرلمانية ف ...
- بين التفكير النقدي والسلوك القطيعي في فهم ٱفاق الحرب ال ...
- البحث عن منتصر وأزدواحية المعايير
- هل محاربة الفساد بالتطبير وشق الرأس؟
- عندما يحكم منطق الحصان خلف العربة
- هل يجوز أجراء أستبيان لتعديل قانون الأحوال المدنية المرقم 18 ...
- بعض الملاحظات السايكولوجية والأجتماعية والسياسية في الهرولة ...
- مناظرة بادين ترامب: أذا كانت السلطة المطلقة هي مفسدة مطلقة ...
- الدعوة الى تشكيل الأقاليم في العراق وأزمة الديمقراطية
- التسامح وأزمة التحول الفكري والجنسي
- بعض من الأطر السايكو سياسية والدينية في الصراع الفلسطيني ا ...
- قراءة سايكوسياسية في حرق الكتب
- في الذكرى ال 65 لثورة 14 تموز في العراق


المزيد.....




- سوريا.. فيديو امتناع أحمد الشرع عن مصافحة امرأة بوفد الكونغر ...
- لأول مرة ... فلسطينية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون
- -بيرزيت- تعلن جائزتها للتميّز.. شيرين أبو عاقلة تلهم الصحفيا ...
- -بيرزيت- تعلن جائزتها للتميّز.. شيرين أبو عاقلة تلهم الصحفيا ...
- بعدسة نسائية.. كيف وثّقت المرأة القضية الفلسطينية؟
- إصابة الناشطة مروة عرفة بجلطة في السجن.. ومطالب بالإفراج الف ...
- كيف تواجه نساء الجنوب تحديات النزوح؟
- التطرف في سوريا.. كلية الفنون الجميلة تمنع استخدام “الموديل ...
- تصاعد الانتهاكات بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال: ...
- صوت فلسطين في ملكة جمال الكون.. مشاركة تاريخية لأول مرة


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عامر صالح - انتحارا كان أم قتلا ولكن: