أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمان النوضة - من حاول اغتيال سيون أسيدون















المزيد.....


من حاول اغتيال سيون أسيدون


عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 14:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


[( هذا نصّ مهم، تَسَرَّب إلى شبكة الإنـتـرنيت. وَكُتّابه مجهولون. ويظهر هذا النص كَمُقتطف من حوار دار بين صديقين يُناقشان فيما بينهما : «هل ما حدث للمناضل سيّون أسيدون هو حادثة عادية، أم أنه محاولة اغتيّال؟ ومَن المُستـفيد من هذه المُحاولة» ؟ وسيّون أسيدون هو مناضل مغربي يهودي مناهض للصهيونية. ويحمل هذا النص المُسَرَّب تاريخ : الخميس 14 غشت 2025، 23:00. وهذا النص هو مجموعة من الملاحظات والتـنـبّؤات المُتبادلة حول حالة المُناضل المُعتـدَى عليه سيون أسيدون. وَيَبدو هذا النص غير مكتمل. ويظهر مقطوعًا، أو مبتورًا، أو غير مكتمل، مثل قضية سيون أسيدون هي نفسها. وقد أضفت تَرْقِيمًا للمُلاحظات المُتبادلة بين المُتحاورين لِتَسهيل فهمها.
وخلاصة هذا التحليل، هي أنّ الاحتمال الكبير، هو أن : المناضل سِيُّون أَسِيدُون لم يَسقط مِن سُلَّم مَنزلي (مثلما زَعم البعض)، وإنّما تـعرض لاعتـداء عنيـف في منزله. وكان هدف هذا الاعتداء هو اغتيّال سيون أسيدون. ويدور الحِوار الوارد في النَصّ الحالي حول مُحاولة إثبات جِدِّيَة أو مِصداقـية هذا الاحتمال )] :
صديـقـي العزيز، أبعث لك هذه التَخْمِينات، حول حالة المناضل سيون أسيدون، لِاستـكمال النـقاش حولها فيما بيننا. وهي ليست أخبارًا، ولا حقائق مُثْبَتَة. وهي غير مطروحة للنَّشر حاليًّا، وإنما هي مُجرد تَـفكير ظرفي، أو تَخْمِين، أو حَدَس، أو تَساؤلات، لمحاولة فهم ما جرى، أو لمحاولة إدراك ما يُمكن أن يجري في المستـقبل الـقريب (هل سيخرج سيّون أسيدون مِن غَيبوبته. وهل سَيَـعيش سيون أسيدون، أم أنه سيموت). ويمكن تـقاسم هذا التحليل، لتوسيع التشاور مع بعض الأصدقاء المُقرّبين، وللإستـفادة من ملاحظاتهم.
1) مثلي مثلك، لا أعرف حقـيـقة ما حدث للمناضل سيون أسيدون. وبالتّالي، الأحسن هو التـريّث قبل إصدار أيّ موقف. لكن التَرَيُّث لَا يُبرّر الجُمود، ولا الانـتظارية، ولا التَهَاوُن. كما لَا يَمنـعنا التَرَيُّث، أو التَأَنِّـي، من التـفكير، أو النّـقد، أو التساؤل، أو محاولة فهم ما جرى.
وإلى حدود هذه الساعة (23:00 من يوم الخميس 14 غشت 2025)، لا نـعرف بالتّأكيد هل المناضل سيون أسيدون ما زال حيًّا، أم أنّه مَات. ولا نـعرف هل سيـقدر الأطباء على إنـقاذه أم لا. ولا نـعرف هل خرج سيون أسيدون من الغَيبوبة، وهل تـكلم، وإذا ما تـكلّم، ماذا قال عن الاعتـداء الذي تَـعرّض له. ومن المُمكن أن أخطئ أنا أيضًا في تحليلي هذا، وفي تَنَبُّؤاتي. لكن احتمال أنْ نُـخطئ، لا يُبرِّر منـعنا من التـفكير، والتساؤل، والكلام، والحوار.
2) في قضية الاعتداء على المناضل سيون أسيدون، وما دمنا لا نعرف الحقيقة، وفي انتظار تصريح صَادر عن الضحية المعنية، إِنْ بَـقِـيَ حَيًّا، يُستحسن أن نـفتـرض كل الاحتمالات المُمكنة، بما فيها الاحتمالات الأكثر سُوءًا، وَتَشاؤمًا.
3) الرِّواية شبه الرّسمية التي راجت حول حالة سيون أسيدون تَـقـول :
أ) «بعد تسجيل ونشر فِيدِيُّو (بُودكاست ضفاف فنجان) على الإنترنيت، الذي شرح فيه سيون أسيدون أنشطته الشخصية المناهضة لإسرائيل، وللصهيونية. وكان هذا الـفِيدِيُّو مُؤلمًا لإسرائيل. وفجأةً اِنـقطعت الأخبار عن تحرّكات سيون أسيدون، خلال أكثر من يَومين. وكان هاتـفه لا يُجيب».
ب) «شَـكَّ أحد المُقرّبين من أسيدون في أنْ يَكون قد وقع مكروه خطير لسيّون أسيدون، فطلب من النِيّابة العامة السَّماح له بِـفَتح باب منزل سيون أسيدون، بواسطة قُـوّة عُمومية». وحضر أثناء عملية فتح باب المنزل، ممثِّلون عن النيابة العامة، والبوليس، وأقرباء لسيون أسيدون.
ت) الأشخاص الذين لجأوا إلى النيّابة العامة لـفتح باب منزل سيون أسيدون، بِواسطة قُوّة عُمومية، كانوا يعرفون، أو على الأقل، كانوا يَفتـرضون، أنه مِم المُمكن أنْ يَـكون خطر جسيم قد حدث لسيون أسيدون.
ث) «بعد فتح باب منزل أسيدون، وُجد أسيدون مُلْـقًا على كُرسي بِذِراعين (fauteuil)، وهو في حالة غَيبوبة، وتظهر علامات ضربات قـوية على رأسه، وعلى صدره».
ج) «نـقلت فرقة الإسعاف سيون أسيدون إلى مصحة في مدينة المحمدية، وأجريت له عملية جراحية في الدماغ لمعالجة آثار الضربات التي تلـقّاها على رأسه، ولمعالجة النزيـف الدموي الذي حدث في الدِّماغ».
ج) «بعد مُرور قرابة 24 ساعة على فتح منزل سيون أسيدون، وبعد اكتشافه في حالة غيبوبة، نـقل أسيدون من مصحة في مدينة المحمدية، إلى مستشفى الشَّيخ خَليفة في مدينة الدار البيضاء، بِهَدف إجراء عملية على تَـعَـفُّـن موجود في الرِّئَة». وقال الأطباء أنّ حالته «مُستـقرّة»، أي أنها لا تتحسّن، ولا تَتـفاقم. وَصَادَقت النيّابة العامّة على تَـعْيِين 3 أطبّاء شَرعيِّين لِتَتَبُّع حالة سيّون أسيدون.
4) رَاجَت على الإنترنيت رِواية ثَانية (مجهولة المصدر) حول قضية سيون أسيدون. وهي رواية مَشكوك فيها، وَتَشُوبها تـناقضات، وادِّعاءات مُغرضة، ولا يُمكن أنْ يُصدّقها العقل.
وَتَزعم هذه الرواية الثانية أنّ : « سيون أسيدون اِستـعار سُلَّمًا من عند جاره. وبينما كان سيون أسيدون يُـقَـلِّم نَباتات عالية، سقط به السُلَّم، ثمّ دخل إلى منزله، وأغلـق الباب، وجلس في كُرسي بِذِراعين، ثمّ دخل في حالة غيبوبة. وَقَد تَـكون هذه الغيبوبة قد دامت أكثر مِن يَومين، إلى حين أنْ فُتح باب المنزل من طَرف قُوّة عُمومية ».
وهذه الرواية الثانية تَحتوي على مزاعم مُتَحَيِّزة، ولا يَـقبلها العقل. ولماذا ؟
أوّلًا، لأنه لا يُوجد أيّ شخص يزعم أنه رأى سيون أسيدون أثناء سقوطه على الأرض. وَإِنْ وُجد شخص يـقـول أنّه رأى سيون أسيدون أثناء سُقـوطه مِن السّلّم المزعوم، فما هو إسم هذا الشّخص، وما هي هويّته، ولماذا لم يَتـدخّل لإنـقاذ الضّحية سيون أسيدون من خطر مُحدِق. ولماذا لم يُعتـقل هذا الشّخص بِتُهمة عدم تَـقديم الإغاثة الضرورية لشخص معرّض لخطر الموت ؟
وثانيًّا، لأنه يَستحيل على أي شخص (مثل سيون أسيدون) أنْ يَسقط مِن أَعْلَى سُلُّم مَنزلي، على أرض فلاحية هشّة، وأنْ يُصاب بِضَربة قـوية في رأسه، وأن تَتَسَبَّب له هذه الضّربة في نزيـف دموي داخل دِمَاغه، وأن يَنهض مِن مَكان سقوطه، ثم يَـعود إلى داخل منزله، ثم يجلس في كرسي بِذِراعين، ثم يدخل في حالة غَيبوبة خلال عدة أيّام... يَستحيل أنْ يَكون هذا الزّعم حقيقيًّا ! ولماذا ؟ لأنّ السُقـوط مِن سُلّم، طُوله قُرابة 2 مِتْر، على أرض فلاحية هَشَّة، لَا يُحدث بالضّرورة نَزِيـفًا دَمَوِيًّا في الدِّماغ، وبدون كُسور في عِظَام اليدين والرِّجلين. ولأن ما يحدث عادةً، هو أن كل شخص يُصاب بضربة قـوية على رأسه، يسقط فَورًا في المكان الذي ضُرِبَ فيه، دون أن يـقدر على الكلام، أو التـنـقّل، أو الحركة.
فَنَـتَـسَاءل : مَن رَوَّج هذه الرِوَايَة الثانية الخاطئة ؟ وما هي غَايَة الأشخاص الذين رَوّجوا هذه الرواية الثانية ؟ مِن الواضح أنّ هذه الرواية الثانية هي مُتحيّزة، وَتَهدف إلى نَـفْـي فَرَضِيَة تـعرّض سيون أسيدون إلى اعتـداء عنيـف، وأنّ هَدف هذا الاعتـداء كان هو اغتيّال سيّون أسيدون.
5) مبدأ عام : ما دُمنا لا نـعرف تـفاصيل حقـيـقة ما جَرى، يُستحسن أنْ نَـفتـرض كل الاحتمالات، بما فيها الاحتمالات الأكثر سُوءًا، أو الأ:ثر تَشاؤمًا.
6) سيون أسيدون هو مناضل قديم، منذ سنوات 1970، وَمَحسوب على اليسار، ومعتـقل سيّاسي سابق، وَمَحكوم بِـ 15 سنة سجنا نافذا، بِتُهمة «المَس بأمن النظام الملكي» في المغرب. وسيّون أسيدون هو مناضل مُناهض لإسرائيل، وللصهيونية. ويشارك سيون أسيدون في تنظيم أنشطة مناهضة لإسرائيل، ومقاومة للصّهيونية (في جمعيات مثل Boycot Desinvestissement Sanctions (BDS)، والجمعية المغربية للتضامن مع فلسطين وضدّ التَطْبِيع، وجمعية Transparancy، الخ). وهذه الأنشطة تُؤلم إسرائيل إِيلَامًا كبيرًا، وتضرّ بمصالح الصّهاينة.
وبالتّالي، فإن عامل احتمال تدخّل إسرائيل في قضية الاعتـداء على سيّون أسيدون، هو عامل وَارِد، وأساسي. وكل مَن يَـنْـكر هذا الاحتمال، فَهُو يُريد مُسْبَـقًـا إِلْـغَـاء فَرضية الإعتـداء على سيّون أسيدون .
7) نَأخذ بعين الاعتبار التَـقديرات التالية :
- اعتبارًا لكون دولة المغرب هي الدولة العربية التي ذهبت بعيدًا، وأكثر من كل الدول العربية الأخرى، في تَنـفيذ «تَطْبِيع» كل العلاقات بين دولة المَغرب وَكِيّان إسرائيل، على المستويات السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والبنكية، والمالية، والمخابراتية، والأمنية، والعسكرية، والجامعية، والإعلامية، والثـقافية، والعِلمية؛
- واعتبارا لكون دولة المغرب تَمنح لِلأشخاص الإسرائيليين حقـوقًا وامتيّازات تَـفوق بكثير حقـوق المواطنين المغاربة العاديِّين؛
- واعتبارا لكون دولة المغرب ومؤسّـساته أصبحت مُختـرقة من طرف عُملاء إسرائيل، على جميع المُستويات، وفي كل الميادين؛
- واعتبارًا لكون دولة المغرب منحت الجنسية المغربية لِـ «إسرائيليين من أصل مغربي»، وذلك في خَرْق سَافِر لِمُجمل بُنُود «قانون الجِنْسِيَة» المغربي؛
- واعتبارا لكون عُملاء إسرائيل يَنشطون بحرية تامّة داخل بلاد المغرب، ولا يخضعون لأيّة مُراقبة، أو مُساءلة، أو مُحاسبة؛
- واعتبارًا لكون سيون أسيدون ينـتـقد إسرائيل، ويُناهض الصهيونية، وَبِـفَـعَـالية قـوية، وَمِؤلمة جِدًّا لإسرائيل؛
- واعتبارًا لكون المناضل جاكوب كوهن (Jacob Cohen)، وهو مُواطن فرنسي يهودي من أصل مغربي، ومناهض للصهيونية، سَبـق له أن تعرضّ، هو أيضا، إلى عدة اعتداءات عنيفة، من طرف عُملاء مُجنّدين لخدمة إسرائيل؛
- واعتبارًا لِسَابِـقَة كون إسرائيل ضَالِعَة في اختطاف واغتيّال المناضل المغربي المُعارض المهدي بـن بركة، على التـراب الـفرنسي؛
- واعتبارا لكون إسرائيل مُتورِّطة في اغتيال شخصيّات معارضة لها، مثل : ياسر عرفات، إسماعيل هنية، كمال عدوان، غسان كنفاني، خليل الوزير،كمال ناصر، محمود همشري، فتحي الشقاقي، عاطف بسيسو، ناجي العلي… وغيرهم كثيرون.
- واعتبارًا لكون إسرائيل متورطة في اغتيّال أكثر 800 شخصية مناهضة لمشروع الصهيونية (حسب كتاب صدر حديثًا في أمريكا؛
- واعتبارًا لكل العناصر التي سبق ذكرها، فالاحتمال الكبير، هو أنّ سيون أسيدون تـعرّض، داخل منزله، في مدينة المحمّدية بالمغرب، بين أيّام 9 و 12 غشت 2025، لاعتـداء عنيـف، يهدف إلى اغتيّاله، مِن طرف عُملاء مُجنّدين لخدمة إسرائيل.
8) الاحتمال الكبير هو أن المُعتـدين جاؤوا بهدف واضح، هو اِغتيّال سيون أسيدون. فَضَربوه ضربات عَنِيفَة، وقاتلة، على الرأس، وعلى الصّدر. وانصرف المُـعتـدون من منزل سيون أسيدون، وهم على يَـقـين أن سيون أسيدون قد مَات. وظنوا أنّ مهمّتهم قد أُنجزت. بينما سيون أسيدون لم يَمُت في تلك اللحظة، وإنما سقط في حالة غَيبوبة. وسيكون من قبيل المعجزة، أنْ يَنجو سيون أسيدون بحياته، من هذا الاعتـداء العنيف.
9) الاحتمال السَّيِّئ الآخر (وهذا الاحتمال هو نوع من التَنَبُّؤ الـقابل للصّواب، كما للخطأ) هو أنّه : في حالة إذا ما نَجَى سيون أسيدون من محاولة الاغتيّال الأولى داخل منزله، في مدينة المحمّدية، (حيث لم يَمُت، وإنما سقط في حالة غَيبوبة)، فإن عُملاء إسرائيل سَيَلْجَأُون إلى التَسَلُّل إلى داخل مستشفى الشّيخ خَليفة، بهدف اِسْتِـكْمَال محاولة اِغْتيّاله، واستـكمال قتله، ولو في داخل المُستـشـفـى. ولماذا ؟ لأن النضال الذي يَخوضه سيون أسيدون ضد الصهيونية، وضد إسرائيل، يَضرّ كثيرًا بمصالح هذا الكيّان.
ملاحظات أوَ تَـكَهّنات إضافية :
10) مَن هو المُستـفيد من جريمة محاولة اِغتيّال سيون أسيدون ؟ الجهة الوحيدة (في كل العالم) التي لها مصلحة في اغتيال المناضل سيون أسيدون، هي إسرائيل.
11) ليس من مصلحة دولة المغرب أنْ يُـغتال المناضل سيون أسيدون. ولماذا ؟ لأن سيون أسيدون يَـكْـتَـسِـبُ، في داخل المغرب، وفي أوروبّا، وفي أمريكا، ملايين المُتعاطفين، والأصدقاء، والأنصار. وسينهض مُجمل أنصار قضية فلسطين، وفي كل أنحاء العالم، للتَّنْدِيد بجريمة اغتيّال المناضل سيون أسيدون.
12) إذا تأكّد اغتيّال سيون أسيدون، سَتُصبح صُورة دولة المغرب، لدى مُختلـف الـفَاعلين في العالم، هي صُورة دولة مُنهارة (مثل دول جُمهوريّات ليبيا، أو سوريا، أو لبنان، أو السودان، أو جنوب السّودان، أو الصومال، الخ).
13) إذا تأكّـد اغتيّال سيون أسيدون، فسيعني ذلك أن المَغرب دخل في مرحلة تاريخية جديدة، ميزتها هي سُهولة إقدام عُملاء إسرائيل على إنجاز كل ما يُريدون داخل المغرب، بما فيه اغتيّأل خُصومهم داخل المغرب، بلا مُراقبة، ولا مُحاسبة. وَسَيُسَجَّل على المُخابرات المغربية عجزها على التصدِّي لِعُملاء المخابرات الإسرائيلية.
14) في حالة إذا ما تأكّدت وفاة المناضل سيون أسيدون، فإنّ المسؤولين على هذا الاعتداء، وفي آخر التحليل، سيكونون هم أوّلًا إسرائيل، وهم ثانيًّا مُؤسّـسات دولة المغرب التي فرضت «تَطبيع» علاقات دولة المغرب مع إسرائيل، ضد إرادة شعب المغرب، ومنحت للإسرائيليين امتيّازات تَتـنافى مع دستور المغرب، ومع الـقوانين الـقائمة في المغرب.
15) عُملاء إسرائيل، المُتواجدون داخل المغرب، يعملون كَــ مَافْيَات سِرِّيَة، وَمُـقرّبَة مِن السُلطات السياسية، وَلَا تَخضع للـقانون الـقائم في البلاد.
16) سَنَنْتَظِر، وَسَنرى، (في قضية الاعتداء على سيون أسيدون) هل المخابرات المغربية تتعامل بحزم، وصرامة، مع عملاء المخابرات الإسرائيلية، الذين ينشطون داخل المغرب، أم أن المخابرات المغربية تُهادن المخابرات الإسرائيلية وعُملائها في داخل المغرب، أو تخضع لهم، أو تَـتركهم يفعلون ما يشاءون. وسنرى هل دولة المغرب قادرة على مُناهضة عُملاء إسرائيل الذين يَعملون سِرًّا داخل المغرب. وسنرى هل دولة المغرب أصبحت خاضعة لدولة إسرائيل.
17) يـقـول بعض الأشخاص : « لَا تَدفعونا إلى الـقـيّام بأيّ ردِّ فِعل في قضية سيّون أسيدون. دَعُونا ننـتظر صُدور نَتائج التحقـيـق الرّسمي، واتـركونا ننـتظر حتي يخرج سيون أسيدون مِن غَيبوبته، وحتى يحكي لنا سيون أسيدون ماذا حدث له ». وجوابي على هؤلاء الأشخاص هو : « إذا اِنـتظرتم، فمن المُمكن أنْ لا تَفعلوا أيّ شيء... لَا تنتظروا حتى تعرفوا ما جرى بشكل مُؤكّد. فمن المُحتمل أن لا يَفيق سيون أسيدون حَيًّا مِن غيبوبته؛ ومن المحتمل أن لا تصدر أبدًا نتائج تحقيقات رسمية ومُرضية ».
والـقاعدة العامّة هي التّالية : إذا كان بالإمكان أنْ نـعرف ما جرى في مُعظم الجرائم الجنائية، فَـفِــي حالة غَالبية الجرائم السياسية، تَـبْـقَـى مَعرفة تَفاصيل ما جرى أمرًا مُستحيلًا. فَنَكون مُضطرِّين إلى استـكمال مُعطياتـنا بِتَحاليل، أو تَخمينات، أو تَصوّرات، أو تَـقْيِيمات، أو فَرَضِيَّات، خارجة عن مَجال المُعطيات المباشرة، أو المَلموسة، أو المُؤَكَّدة، أو المَضمونة.
18) نظرًا لِلمَصائب التي عانيت منها، طيلة حياتي، مع إدارات الدولة (الـقائمة في المغرب)، فإنها تَجعلني لَا أثـق في أجهزة الدولة، ولا في قـوى الأمن، ولا في الـقضاء، ولا في التـقارير التي تُصدرها، الخ.
19) بعض الجرائد، أو المجلّات، أو المواقع الإلكتـرونية، الخ، يَمتـنـعون عن الكلام عن قضية سيون أسيدون، وذلك بِحجّة أنّهم «لَا يعرفون» تـفاصيل ما جرى. ولأنهم يعتبرون أنّ فَرضية «تَعرض سيون أسيدون لِجَريمة مُدبرة» هي فَرضية غير مُثبتة. وَيَخشون أنّه في حالة تـكلّمهم عن «تَعَرُّض سيون أسيدون لاعتـداء عنيف»، فإن الضابطة الـقضائية سَتَسْتَدْعِيهم إلى التحقـيـق معهم. ومِن المُمكن أنْ تُوَجِّه الضّابطة القَضائية إليهم تُهمة «نشر معلومات زائفة، والتبليغ عن وُقـوع جريمة يعلم بعدم حدوثها، أو بتقديم أدلة زائفة متعلقة بجريمة خيالية، وذلك طبقا للفصل 264 من القانون الجنائي». لكن لِنَتَسَاءل : هل يُوجد، أم لَا يُوجد، حَدث العُثُور على المناضل سيّون أسيدون، داخل منزله، وهو في حالة غيبوبة، وعلامة ضربات عنيفة على رأسه، وعلى صدره، وحدوث نَزيـف دموي داخل دماغه، وَتَـعَـفُّـن في رِئَتِه، هل هذا الحدث لَا يَـكـفـي لكي نـتـكلّم عَن « تَعرّض سيّون أسيدون لاعتـداء عَنِيـف » ؟ هل يَبـقَى الشَـكّ في احتمال سُقـوط سيّون أسيدون مِن أعلى سُلَّم منزلي يبلغ طوله 2 أو 3 أمتار ؟ نحن بالتّأكيد أمام فَرَضِيَة اعتداء سيّاسي، وليس أمام فَرضية سُقوط سيّون أسيدون من أعلى سُلُّم مَنزلي. ويجب على القوى السياسية التقدمية أن تتحرك بسرعة، وأن تقوم بواجباتها، قبل أن يُعلن عن وفاة سيون أسيدون. لأن الاحتمال الأكبر، حسب تحليلي، هو أن عملاء إسرائيل حكموا على سيون أسيدون بالموت، إن عاجلاً أم آجلاً.
والجانـب السياسي، الجَدِير بالتّنـبيه، في ذلك الـقانون المذكور سابقًا (الـفصل 264 من الـقانون الجنائي)، هو أنه، وُضِع ذلك القانون خِصِّيصًا بهدف مَنـع المُواطنين الذين يُعلنون عن تَنْـبِيـهَات (annonceurs d’alertes)، لكي لَا يَـفضحوا حالات جرائم سياسية. خاصّة وأنه، في حالة الجرائم السياسية، يَستحيل على أيّ كان الحُصول على كل الحُجج الضرورية. والواجب هو أن تَفتح السلطات العمومية تحقـيـقات دقيقة في تلك الجرائم السياسية المُحتملة، حتّى لَوْ لم تَكن بَعْدُ الحجج فيها مُتَوَفِّرة، أو وَاضحة، أو كافية. وَدُون الانـتـقام مِن مُعْلِنِي التَنْبِيهَات. لأن التحقـيـق الدّقيق هو وحده الذي سَيَنْـفِـي، أو سَيُؤَكِّد، وُجود تلك الجرائم السياسية. أما المُواطنون الذين يُعلنون التَنْبِيهَات، فَيَسْتَحيل عليهم التَوَفُّر على كل الحُجج الضّرورية. وإذا اِنـتظرنا توفر كل الحُجج الضّرورية في الجرائم السياسية، فالنـتيجة ستـكون هي الامتـناع الدّائم عن الكلام عن الجرائم السياسية.
20) مع تغلغل الصهاينة داخل المغرب، من المحتمل أن تتكاثر في المستقبل اعتـداءات عَنيـفـة أخرى، وحتى اغتيالات سيّاسية، ضد بعض المواطنين المناهضين لإسرائيل، أو المناهضين للصهيونية، في داخل المغرب. كما أنه من المحتمل أن يَلجأ عُملاء إسرائيل، الناشطين داخل المغرب، إلى مُحاولة بَيْع خدمات للنظام السياسي الـقائم في المغرب، عبر الـقـيّام بِتَرْهِيب، أو حتّى بِـتَصْـفِـيَّـة، المُواطنين المغاربة الذين يُعارضون هذا النظام السياسي، أو الذين يُشكّلون خطرا على أمنه، أو على استمراريته.
21) اِعتـداء إسرائيل وَعُملائها على سيّون أسيدون، المُناهض للصهيونية، هو اعتـداء على كل شعب المغرب. لأنّ
اِسمح لي، مكالمة، سأعود، ...



#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)       Rahman_Nouda#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة الحركات الهوياتية، نموذج روندا
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
- حَرب سِرية بين المَلكيات والجُمهوريات 4/4
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات ‏وَالجُمهوريّات 2/4
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
- إِسْرَائِيل نَازِيَة مِن صِنْف جَدِيد
- أَسْقَطَت الإمبريالية سُورْيَا في ثُـقْب أَسْوَد
- هل يجوز توحيد العرب ولو بالقـوة؟
- نَـقْد تَحْوِيل التَضامن مَع فَلسطين إلى مُناصرة لِلْإِسْلَا ...
- نَقْد الزَّعِيم والزَّعَامِيَة
- نَـقْـد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 2/2
- نَـقْـد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
- لماذا اُعْتُقِلَ مُدير تَطْبِيق تِلِغْرَام
- الْإِسْلَام وَالرَّأْسَمَالِيَة
- صِرَاع الطَّبَقِات، أَمْ صِرَاع الْإِثْنِيَّات
- في مَنَاهِج النِضَال الجَمَاهِيرِي المُشْتَـرَك
- أحزاب اليسار تـرفض التـنسيـق
- الرَّأْسَمَالِيَة هِي اِنْتِحَار جَماعِي بَطِيء
- نَظَرِيَة «الْأَنَا»، و«الْأَنَانِيَة»


المزيد.....




- حملة متصاعدة لإلغاء متابعة صانعي محتوى عرب على تيك توك
- الرئاسة الأوكرانية تكشف عن هدية قدمها زيلينسكي لترامب ورد فع ...
- خلال قمة ترامب وقادة أوروبيين.. روسيا تشن أكبر هجوم جوي على ...
- سمك السردين ينتقل من خزائن المطبخ إلى خزانة الملابس!
- بن غفير يجدد رفضه لصفقة مع حماس ويقايض تصويته لصالح الميزاني ...
- -لا أحد يأتي إلينا-، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش ...
- الاتحاد الأفريقي يطالب باعتماد خرائط تعكس الحجم الحقيقي للقا ...
- في معركة الدفاع عن الوطن وحماية الأردن .. لنرفع جميعاً شعار: ...
- بيسان فياض.. غزية ودعها أهلها شهيدة فتبين أنها أسيرة تنبض با ...
- -إذا كان هذا يجعلني مؤيدة للإرهاب فليكن-.. روائية مشهورة تتب ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمان النوضة - من حاول اغتيال سيون أسيدون