أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سليمان - الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - قراءة في جذور الأزمة وخارطة الطريق نحو حكومة مدنية تشاركية














المزيد.....

الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - قراءة في جذور الأزمة وخارطة الطريق نحو حكومة مدنية تشاركية


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 04:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في سوريا، ليست كل الأصوات المتفرقة مرآة لإرادة الشعب. فالقضايا المصيرية، مثل وحدة الأرض ومصير الدولة، لا تُبت إلا عبر القانون والدستور، وليس عبر رفع شعارات الانفصال أو فرض وقائع ميدانية. في ظل أصوات متصاعدة في الشمال والجنوب والغرب، يبرز السؤال: من له حق تقرير مستقبل الدولة؟ الجواب واضح: الشعب السوري، ضمن إطار دستوري يحمي حقوق الجميع.
تظهر الأصوات المطالبة بالانفصال في بعض المناطق، وكأنها رد فعل طبيعي على الانهيار المؤسساتي، وانعدام الثقة، وتراكم المظالم. لكن هل الانفصال هو الحل؟ وهل يمكن لفصيل أو جماعة أن تحدد مصير وطن بأكمله؟ في لحظة تاريخية حرجة، يصبح من الضروري التذكير بأن القضايا المصيرية لا تُبتّ بالشعارات، ولا تُفرض بالواقع الميداني، بل تُناقش ضمن إطار دستوري جامع، يضمن مشاركة كل السوريين في تقرير مستقبلهم.
هذا الملف يهدف إلى إبراز الإشكالية المتداخلة، تفكيك أسبابها، وتحليل جذور الخطاب الانفصالي، ثم تقديم رؤية وطنية بديلة، تستند إلى العدالة، والمشاركة، والدستور.


من يقرر؟

*هل يمكن لجماعة مسلحة أو فصيل سياسي أو عسكري أن يقرر مصير دولة بأكملها؟
*هل يحق لمن يسيطر على شارع أو مدينة أن يفرض على ملايين السوريين واقعًا تقسيميًا جديدًا؟

في القضايا المصيرية، لا مكان للقرارات الأحادية. فالانفصال أو التقسيم ليس شعارًا يُرفع في مظاهرة أو ورقة تفاوضية مؤقتة، بل قضية ترتبط بالسيادة ووحدة الأرض، ولا يُبتّ فيها إلا بإرادة وطنية شاملة واستفتاء عام يضمن حق جميع السوريين في المشاركة.

دروس من التاريخ الإقليمي:

*لبنان عاش حربًا أهلية لعقدين، ومع ذلك لم يُطرح تقسيم البلاد.
*في سوريا، ساهم المزاج السياسي العام، أخطاء الأجهزة الأمنية، وغياب الشفافية في إضعاف صورة الدولة.
*استبعاد الكفاءات الثورية والمنشقين أدى إلى غضب شعبي واسع.

القانون السوري واضح:

*وحدة الأرض والشعب مبدأ دستوري لا يخضع للمساومة.
*أي محاولة لإدارة الموارد أو إعلان استقلال تُعد خرقًا للسيادة الوطنية.
*الثروات الطبيعية تُدار مركزيًا لضمان العدالة بين المحافظات.

الحقوق التنموية والثقافية:
المطالب المحلية مشروعة ومكفولة بالقانون، لكنها تُعالج عبر

*الحوار الوطني
*الإصلاحات الإدارية والتنموية وليس عبر الانفصال الذي يهدد وحدة البلاد.

دروس من تجارب دولية:

*السودان: انفصال لم يحقق السلام الدائم
*إسبانيا: رفضت انفصال كاتالونيا
*كندا: أجرت استفتاء قانوني لكبك تحت إشراف الدولة

لماذا التشدّد نحو الانفصال؟
الأسباب المباشرة في السويداء:
1.الواقع الجغرافي المشحون
2.غياب الحكم التشاركي
3.أحداث الساحل والمجازر غير المعالجة
4.الانفجار الطائفي في السويداء
5.جريمة المستشفى الوطني
6.ردود فعل اجتماعية صادمة
7.خروقات سياسية وفشل الحكومة الانتقالية


ملحق: التركيبة السكانية لمحافظة السويداء

*الطائفة الدرزية
عدد السكان: نحو 500,000 نسمة (90% من السكان)
الأصول: تعود جذور الطائفة الدرزية إلى القرن الحادي عشر الميلادي، وظهر الدروز أصلاً في مصر، قبل أن يهاجروا و يستقروا في جبل العرب (السويداء الحالية) منذ قرون طويلة.
الوجود الاجتماعي: الزراعة وتربية المواشي، مع الحفاظ على التماسك التاريخي

*المكون البدوي
عدد السكان: نحو 250,000 نسمة، ينتمون إلى قبائل عربية مثل زبيد وعنزة
الأصول: تعود أصولهم إلى شبه الجزيرة العربية، وقد بدأت بعض هذه القبائل بالاستقرار في منطقة السويداء منذ القرن السابع عشر الميلادي، ضمن موجات هجرة تاريخية بحثًا عن المراعي والموارد الطبيعية.
العلاقات مع المجتمع الدرزي: تاريخيًا متوترة أحيانًا، خصوصًا حول المراعي والقضايا الاجتماعية، لكن التعايش ظل قائمًا ضمن القيم المحلية

*المسيحيون في السويداء
النسبة: نحو 7% من السكان

*الطوائف: الروم الأرثوذكس، الروم الملكيون الكاثوليك، واللاتين
الوجود التاريخي: استقروا منذ قرون وشاركوا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية

خلاصة: التنوع السكاني في السويداء يؤكد ضرورة الوحدة الوطنية واحترام حقوق جميع المكونات، والالتزام بالدستور والقوانين لضمان تماسك المجتمع السوري واستقراره.
خارطة طريق وطنية
سوريا لا تعاني فقط من أزمة حكم، بل من أزمة هوية وطنية جامعة. لكن رغم هذا الواقع القاتم، لا يزال هناك أمل.

مقترحات الحل:
*تشكيل حكومة مدنية تشاركية
*محاسبة شفافة لمرتكبي الجرائم
*إطلاق حوار وطني شامل
*إصلاح دستوري يضمن الحقوق الثقافية والتنموية
*رفض التدخلات الخارجية التي تغذي الانقسام

خاتمة:
سوريا ليست مجموعة جغرافية متجاورة، بل نسيج اجتماعي متداخل، وتاريخ مشترك، وأمل جماعي في مستقبل أفضل. الانفصال ليس حلًا، بل هروبًا من مواجهة الحقيقة. والحل الحقيقي يبدأ حين نؤمن أن الوطن يتسع للجميع، وأن العدالة لا تُجزّأ، وأن الدستور هو الحصن الأخير لوحدة الأرض والناس.


* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحاكم القتلة؟… خطر ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في ذاكرة ...
- الإعلان الدستوري: بين ضرورته السياسية وتهديده لمدنية الدولة
- مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية
- العدالة الثالثة ومخاطر الاحتراب في المشهد الانتقالي السوري
- أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضما ...
- سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل
- إلى الحب أوﻻ-;- … بالعدالة يا أربابكم
- مايا ... دفتر أبيض و خبز مذبوح


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ال ...
- لا يمثلون اليهود ولا اليهودية
- عشرات القتلى في هجوم لمتمردين مدعومين من تنظيم -الدولة الإسل ...
- شاهد.. دلالات إستنجاد جيش الإحتلال بيهود الشتات في الخارج!
- وزيرا الاقتصاد الوطني والصناعة يطلعان فعاليات محافظة سلفيت ع ...
- القوى الوطنية والإسلامية: جرائم الاحتلال بحق الأسرى وتدنيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي يبحث عن يهود من الخارج للقتال في غزة
- الجيش الإسرائيلي يبحث عن يهود من الخارج للقتال في غزة
- الاحتلال يواصل إغلاق مدخل سلفيت ويعتقل شابين من قراوة بني حس ...
- جيش الاحتلال يبحث التواصل مع يهود العالم لتعويض نقص المجندين ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سليمان - الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - قراءة في جذور الأزمة وخارطة الطريق نحو حكومة مدنية تشاركية