أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - االتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي















المزيد.....

االتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 02:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي
الجزء الاول من الفصل العاشر لكتابي الموسوم "التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي - خيار تربوي وضرورة مجتمعية".
سأنشر الفصل على اجزاء متتالية.

أولًا – ما هو الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence AI
الذكاء الاصطناعي (AI) هو مفهوم معقد ومتعدد الجوانب يتضمن التقنيات وكذلك البحث. يُعرف AI في قاموس أوكسفورد الإنجليزي بأنه:
"القدرة عند الكمبيوتر أو الروبوتات والمكائن الأخرى على عرض أو محاكاة السلوك الذكي، وهو أيضًا، مجال الدراسة الذي يتعامل مع هذا السلوك" (Nygren, T 2023).
وفي موقع شركة SAP الألمانية المتخصصة بتحليل الأنظمة وبرامج التطوير، يُورد التعريف التالي للذكاء الاصطناعي:
"الذكاء الاصطناعي AI هو التكنولوجيا التي تمكّن الآلات من إظهار المنطق والقدرات الشبيهة بالإنسان، مثل اتخاذ القرار المستقل. ومن خلال استيعاب كميات هائلة من بيانات التدريب، يتعلم الذكاء الاصطناعي التعرف على الكلام والأنماط والاتجاهات الفورية، وحل المشكلات بشكل استباقي، والتنبؤ بالأوضاع والحوادث المستقبلية" (sap.com).
هناك إشارة إلى أن مصطلح الذكاء الاصطناعي نشأ عام 1956 في مؤتمر علمي في كلية دارتموث. وصف أحد الآباء المؤسسين للذكاء الاصطناعي، مارفن مينسكي، بأنه:
"علم صنع الآلات التي تقوم بأشياء تتطلب الذكاء إذا قام بها البشر."
مفوضية الاتحاد الأوروبي تعرّف الذكاء الاصطناعي AI كما يلي:
"هو قدرة الآلة على إظهار سلوكيات وملامح شبيهة بالإنسان، منها مثلًا: التعبير، والتعلّم، والتخطيط، والإبداع."
وترى المفوضية أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُقسّم إلى مجموعتين:
• البرمجة الناعمة: وهو الذكاء الاصطناعي بصيغ مثل محركات البحث، والمساعدات الافتراضية، وأنظمة التعرف وغيرها.
• الذكاء الجسدي أو المتجسد: وهو الروبوتات، وإنترنت الأشياء (IoT)، والسيارات أو وسائط النقل الأخرى ذاتية القيادة، وغيرها.
الذكاء الاصطناعي إذًا هو قابلية المكائن على إظهار صفات وخصائص كالتعبير، وتقديم الشروحات، وتعلّم الأشياء، والتخطيط، وأن تكون مبدعة.
بمساعدة الذكاء الاصطناعي، يستطيع الناس الحصول على المعلومات والبيانات، وتحليلها، واتخاذ القرارات للوصول إلى الهدف.
واحدة من الصفات المهمة للذكاء الاصطناعي هي التعلّم من الخبرات السابقة، الأمر الذي يُدعى التعلّم الآلي. الذكاء الاصطناعي يستطيع التمرّن على تحليل الصور؛ فمثلًا، لو تمرّن على صور القطط، فإن قابليته على التعرّف في هذا المجال تصبح أفضل كلما زاد عدد الصور. هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي يستطيع تطوير قابلياته على التحليل وتحسينها ذاتيًا، من دون الحاجة إلى برمجة إضافية.
كما أن الذكاء الاصطناعي يستطيع العمل باستقلالية واتخاذ القرارات ذاتيًا؛ فمثلًا، المكنسة الآلية تستطيع إنجاز عملها من خلال قيادة حركتها والتعرّف على الأماكن في الغرفة أو البيت.
لكن، في الغالب، يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى قيادة الإنسان، بالأخص في الأعمال المعقّدة والانتقادية والحرجة. غير أن قدرة الذكاء الاصطناعي على ربط وتوحيد مجموعة من القابليات ببعضها، تجعله يُنتج مكائن خارقة بقدرتها وإمكاناتها وسعة توظيفها. فهي تساعد الإنسان في تشخيص الأمراض والخدمات الطبية الأخرى، وتأمين مواصلات أكثر أمانًا وأقل كلفة، إضافة إلى المساعدات الكبيرة الأخرى في إنجاز الكثير من الأعمال في الحياة اليومية، وفي التبضّع عبر الإنترنت (أونلاين)، وغيرها الكثير من الخدمات التي تتوسع مع تطور AI .(cgi.com)
هذا التعريف نفسه، والتوضيحات عن الذكاء الاصطناعي، يمكن الحصول عليها في موقع برلمان الاتحاد الأوروبي (europarl.europa.eu).
يبدو أن أوروبا، من خلال الاتحاد الأوروبي، تحاول مواكبة التطورات العالمية والتنافس الشديد في هذا المجال الحيوي، الذكاء الاصطناعي، والذي، وفقًا لموقع البرلمان الأوروبي، سيغيّر حياتنا ونمط عملنا وتعاملاتنا، رغم أننا لا نستطيع الحكم على مدى سرعة تطوره في السنوات المقبلة. لكننا، بالتأكيد، نقف على أعتاب تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة، الأمر الذي يفرض على الجميع فهم الذكاء الاصطناعي ومعرفة كيف يعمل وكيف يؤثر وسيؤثر على المجتمعات.
في استطلاع للبرلمان الأوروبي (Eurobarometer 2017, EU28)، يظهر أن نسبة 61% من الأوروبيين لهم موقف إيجابي من الذكاء الاصطناعي، وأن نسبة 88% من الأوروبيين متفقون على أن التعامل بحذر مع هذه التكنولوجيا ضروري وهام.
في موقع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، ثمة تعريف للذكاء الاصطناعي:
"كثير من التعريفات النظرية للذكاء الاصطناعي تدور حول قدرة الآلة على التصرف مثل البشر أو القيام بأفعال تتطلب ذكاءً، ولكن بالنظر إلى أكثر التطبيقات الموجودة اليوم يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه: أنظمة تستخدم تقنيات قادرة على جمع البيانات واستخدامها للتنبؤ أو التوصية أو اتخاذ القرار بمستويات من التحكم الذاتي، واختيار أفضل إجراء لتحقيق أهداف محددة ." (sdaia.gov.sa)
في موقع "أرقام " (argaam.com)، وفي مقال بعنوان ( للمبتدئين.. ما هو الذكاء الاصطناعي وما أنواعه – 2023)، وبالاعتماد على مصدر هو موقع The Balance Money، هناك تعريف للذكاء الاصطناعي بالشكل التالي:
"لا يوجد تعريف موحد للذكاء الاصطناعي، ولكن هناك تعريفًا مقبولًا بشكل عام يصفه بأنه: تلك الآلات التي تستجيب للمحفزات بشكل متسق مع الاستجابات التقليدية للبشر، أي بالمقارنة مع قدرة الإنسان على التأمل وإصدار الأحكام وتكوين الرأي."
التعريف الذي يُلائم التعليم والذكاء الاصطناعي في المدرسة صاغه كل من Baker & Smith في تقرير لهما عن الذكاء الاصطناعي والتعليم، كما يلي:
"هو الكومبيوترات والمكائن التي تستطيع إنجاز مهام، عادةً مرتبطة بقدرات الإنسان الحسية والتعلّم وحل المشكلات" (Nygren, T 2023).
الذكاء الاصطناعي ليس ظاهرة مجردة أو غامضة أو سحرية، فهو نظام تقني يعمل من منطلق مادة ملموسة، مادة على شكل معلومات وبيانات وأسس ملموسة. هذه المادة يُجرى التعامل معها بقواعد (خوارزمية) مكتوبة ومبرمجة من قبل أناس عاديين، أناس ذوي مهارات ومؤهلات واختصاصات. الذكاء الاصطناعي لا يتعلق ولا يقتصر على تقنية واحدة، بل هو أشبه بمظلّة تتضمن وتحتوي مجموعة من الأساليب والطرق والتكنولوجيا، مثلًا: تعلّم استخدام اللغة، استخراج البيانات، تعلّم المكائن، وشبكة مركزية من الخوارزميات والبرامج.
وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يبدو كنظام تقني معقد لا يفهمه عامة الناس، بل وحتى بعض المبتكرين الذين يصوغون ويبدعون أجزاءً منه، فإنه، في واقع الأمر، بات جزءًا من حياة المجتمعات، ونظامًا يؤثر على نمط الحياة والسلوك والتقاليد والعلاقات الاجتماعية والتفاعلات الإنسانية.



#سامي_المالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان
- حرق القرآن وردود الأفعال / مفاهيم ومواقف
- المكونات الصغيرة في خراب العراق
- اولوف بالمه (Olof Palme) وآفاق الاشتراكية الديمقراطية
- وزيرة الخارجية السويدية في مواجهة السعودية - ليس عندي ما أخج ...
- لا لقانون الاحوال الشخصية الجعفري!
- بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-
- كنت في قلب الانفال – صور محفورة في الذاكرة
- في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير
- جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق
- اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!


المزيد.....




- قيمتها 25 مليون دولار.. شرطة دبي تكشف تفاصيل إحباط تهريب ماس ...
- حماس تعلن موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة
- ترامب يلتقي زيلينكسي في واشنطن وسط دعم من قادة أوروبيين
- مأساة وادي الحراش: حداد في الجزائر على ضحايا الحافلة والسلطا ...
- إسرائيل أمام اختبار ملاقاة الخطوة الأولى للبنان
- حماس تعلن قبولها المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة دون ...
- عودة بشارات: إبادة غزة أيقظت العالم بعد 80 عاما من التضليل
- 4 مراحل لاجتياح غزة.. خطة إسرائيل للسيطرة على المدينة ومحيطه ...
- من غازي عنتاب إلى إسطنبول.. طهاة أجانب يكتشفون أسرار المائدة ...
- شاهد.. كمين محكم للمقاومة ورسالة مزدوجة لقائد قسامي


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامي المالح - االتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي