أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمانة زريق - تجّار الشعارات… حين يسقط الحق أمام القرابة














المزيد.....

تجّار الشعارات… حين يسقط الحق أمام القرابة


جمانة زريق
كاتبة سورية

(Jumana Zuriek)


الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتشدّق كثير من الناس، وعلى رأسهم المثقفون ـ أو بالأحرى المتثاقفون ـ بالتنظير عن الحق والعدل، ما دامت القضية عامة، كبرى، فضائية، كونية، أو على الأقل وطنية بحجم الوطن كله. في تلك اللحظات، تراهم يرفعون شعارات الحق والعدالة، ويصرخون بأعلى أصواتهم أنهم مع الحقيقة وضد الظلم والطغيان. تبدو المسألة حينها بالنسبة لهم جليةً كوضوح الشمس، ويصبّون جام غضبهم على كل من يخالفهم أو يتقاعس عن النضال في سبيلها.
في هذا الموقف، يضعون أنفسهم في صف المحاربين ضد "شرذمة" من الناس، كما يصفونهم، لا تفهم كما يفهمون، ولا تدرك كما يدركون، ويتهمونها بالأنانية العمياء التي لا ترى إلا مصالحها ومصالح المقرّبين منها، غير آبهة بمصلحة المجتمع ككل. يدرسون سلوك هذه الثلة كما يدرس علماء الأحياء سلوك الفئران أو الدببة القطبية، ثم يحتارون كيف يمكن لإنسان، زُيّن بالعقل والإدراك، أن يبلغ هذا القدر من الغباء والهمجية والبهيمية.
وبعد تحليلهم "العميق"، يصل بعضهم إلى نتيجة مفادها أن هؤلاء ما زالوا يعيشون عقلية العصر الجاهلي، حيث تسود المقولة الشهيرة: "أنا وأخي ضد ابن عمي، وأنا وابن عمي ضد الغريب". عقلية القبيلة تلك لم تكن تعترف بالحق أو بالعدالة، بل كانت تؤمن أن حماية أفرادها أولى حتى لو كان خصمهم هو المظلوم.
لكن المدهش ـ أو ربما المثير للشفقة ـ أن هؤلاء المتثاقفين أنفسهم، ما إن تصبح القضية قضيتهم الشخصية، تمسّهم أو تمسّ أحدًا من عائلتهم أو أقاربهم، حتى ينقلبوا رأسًا على عقب. يتحولون فجأة إلى نسخة طبق الأصل من تلك "الشرذمة" التي طالما هاجموها. يرفعون سلاح القرابة فوق لواء العدالة، ويدوسون بأقدامهم شعارات الحق التي كانوا يلوّحون بها بالأمس القريب. بل قد يذهبون أبعد من ذلك، فيستحضرون العقلية الجاهلية ذاتها، مجسّدين المبدأ القديم:
"ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا".
إنهم لا يدركون أن الحق ليس لافتة تُرفع في الساحات، ولا شعارًا يُتغنّى به عند القضايا البعيدة، بل هو ميزانٌ واحدٌ ثابت، يُطبَّق على القريب والبعيد، على الحبيب والخصم. أما من يبدّل مبادئه بتبدّل موقعه من القضية، فليس من أهل الحق، بل من تجّار الشعارات الذين يبيعون القيم حيث تُكسِبهم، ويشطبونها حيث تضرّهم



#جمانة_زريق (هاشتاغ)       Jumana_Zuriek#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم عن بعد
- من نحن؟
- سنة غير قابلة للنسيان
- أين الله
- المرأة إنسان محاصر
- الدّين الاجتماعي
- عام جديد
- فلسطين و أمي
- التطرف الفكري
- هيلاري كلينتون, أنجلينا ميركل,وعائشة الحرة
- الثورة الفكرية ضرورة إنسانية
- لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور
- ارفعوا أيديكم عن الدين


المزيد.....




- مظاهرات في إسرائيل للمطالبة بإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ...
- الخارجية الأمريكية تعلق تأشيرات الزيارة لسكان غزة
- يُرجّح أنه هجوم انتحاري.. انفجار حزام ناسف في حي الميسر بحلب ...
- 8 ملايين ناخب بوليفي يصوتون لاختيار رئيس وسط تضخم قياسي
- لعنة إسرائيل التي ستدمرها
- الأزمة الإنسانية في غزة.. أرقام صادمة وواقع مؤلم
- مظاهرات غير مسبوقة بإسرائيل.. هل تحوّل مسار الحرب في غزة؟
- إسرائيل تستعد لأسوأ هجوم من إيران
- تقرير: الجيش السوري قد يتحرك عسكريا في الرقة ودير الزور
- ولي عهد الأردن يعلن عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريبا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمانة زريق - تجّار الشعارات… حين يسقط الحق أمام القرابة