أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمانة زريق - عام جديد














المزيد.....

عام جديد


جمانة زريق
كاتبة سورية

(Jumana Zuriek)


الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 20:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عام بعد عام تتوالى علينا الأيام وتهرب منا و نحن ننتظر معجزة تحدث في العام الجديد لتجعلنا سعداء و تأخذ عن ظهورنا كل أحمال حياتنا وكل ما يؤرق جفوننا. نركض لاهثين وراء العام الجديد فربما نجد كنز السعادة الذي نبحث عنه. نغلق عيوننا عن الحقيقة ونركض و نتسابق لنكون أول الفائزين بكنز السعادة المبتغاة. و تمر السنة ولانجد هذا الكنز الجميل فنضع آمالنا على السنة الجديدة. ونحن و في أثناء هذه الرحلة نغلق عيوننا تماماً عن بعض التفاصيل الصغيرة في حياتنا و التي غالباً ما تكون السعادة فيها دون أن نعي ذلك. ولكن ربما ما يجعلنا نتيه عنها هو أنها لا تأتي صافية كما نريدها و إنما تأتي مع شعور آخر وغالباً ما يكون نقيضها يلازمها أو يتأخر عنها قليلاً. ولعل الله جعل للشيء نقيضه لتكون الأشياء أوضح بالنسبة لنا نحن البشر، ولكن ومع ذلك ترانا نعمي عيوننا عنها، وكثيراً ما نسيء الظن بالله ولانفهم مغزى الأشياء إلا متأخرين, تماماً كما في قصة سيدنا موسى والعبد الصالح، فسيدنا موسى لم يستطع تحمل و تقبل مالم يحط به علماً، و نحن كذلك في كثير من الأحيان، نضيق ذرعاً بالأحداث من حولنا لأننا لا نستطيع أن نرى اللوحة كاملة، و نعجز عن فهم هذا التناقضات أو ما نعتبرها نحن تناقضات. فكنزالسعادة التي نبحث عنها و نتطلع إليها كل عام هي هذا الخليط الجميل من التعب والراحة، الحزن والفرح. فنحن لا يمكن لنا أن نعرف معنى الراحة دون أن نكون قد جربنا التعب ولا يمكن أن نعرف ماهو الفرح دون أن نشعر بالحزن. هذه التناقضات هي فقط ما يجعل الحياة جميلة و قابلة للاستمرار وإلا لأصبحت جحيماً لا يطاق. هذه التناقضات هي السر الإلهي الجميل في هذه الحياة ونحن نسعى بكل براءة أحياناً أن نتخلص منها و ذلك من خلال بحثنا عن السعادة المطلقة الدائمة التي لاتزول. فنحن وفي أثناء رحلة البحث عن السعادة المنشودة و السرمدية هذه نكون قد فقدنا السعادة المؤقتة الموجودة بين أيدينا دون أن نشعر بها، والحسرة دائما تكون عندما نكتشف متأخرين أننا فقدنا الاثنتين معاً طمعاً بما هو بمنظورنا الإنساني المنقوص أكمل و أجمل. ولعل السعيد في هذه الحياة هو فقط من أدرك حاضره و أسعد نفسه بما لديه مهما قل أو كثر، فالحاضر هو فقط ما نملكه ونستطيع أن نتحكم به فكفانا نبني أمالاً على الأعوام المقبلة و لنصنع سعادتنا من أيامنا هذه فكثيرة هي التفاصيل السعيدة المختبئة بزوايا حياتنا دون أن نراها أو نعي وجودها, ووعينا لوجودها سيمنحنا شعوراً بسعادة تجعلنا نتوقف عن التطلع للعام الجديد على أنه صندوق الأحلام، كما أنها تجعلنا نعي أن بعض الدقائق والساعات مع من نحبهم في نهاية هذا العام لربما تساوي سعادة العمر كله.



#جمانة_زريق (هاشتاغ)       Jumana_Zuriek#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين و أمي
- التطرف الفكري
- هيلاري كلينتون, أنجلينا ميركل,وعائشة الحرة
- الثورة الفكرية ضرورة إنسانية
- لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور
- ارفعوا أيديكم عن الدين


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمانة زريق - عام جديد