أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غسان سالم - اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ الشرق اوسطي..(3)














المزيد.....

اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ الشرق اوسطي..(3)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 11:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اعتبر شبنكلر الطاوس هو الـ(لوغس) وهو العنصر الثاني في الديانة الايزيدية، الثاني في الثالوث الايزيدي، بعد الله (يزدان) وقبل الدستور أو (واضع الدستور شيخادي)، وكما قلنا أن الارتباط مع السماء من حيث الوحي لم ينقطع أبدا في المجتمع الايزيدي كما تصور الأدبيات الايزيدية ولحد هذه اللحظة، لان العنصر الثاني مازال مرتبطا مع المتسامي الايزيدي في علاقة يسميها الايزيديون (السر) حيث يتجسد سر الله عند الأولياء والصالحين بواسطة الطاوس دون أن يشكل هذا خروجا عن مفردات الديانة الايزيدية بل على العكس فان هذه الاستمرارية تميز الديانة الايزيدية عن بقية الديانات لأنها ديانة متجددة رغما عن كل الأقاويل التي يحاول البعض ربطها بالايزيدية بهدف تشويه هذا النقاء التاريخي الذي نستطيع أن نشعره عندما نتحدث إلى الايزيدي المؤمن، والذي اعتبره شبنكلر دلالة على نقاء وتميز هذه الديانة هي والصابئة المندائية.
يعتقد شبنكلر إن هذا السر لا يمكن أن يتجسد دون رمز الكهف الذي اعتبره رمزا متأصلا في جميع ديانات الشرق الأوسط دون أن يحدد مصدر هذا الرمز لأنه لم يسع في كتابه أعطاء الأجوبة التقليدية التي يبحث عنها الاثاريون، فهو أي شبنكلر ينظر إلى الحضارة على إنها اعتناق العامة وليس اعتقاد الخاصة، نعم الخاصة تحرك التاريخ لكن لا يمكنها أن تصنعه دون أن يكون هناك أرضية خصبة داخل العوام.
لذلك اعتقد إن هذا المُنظر التاريخي كان يتناول الأفكار الدينية السائدة في أية حقبة ويحللها وفق ما يسود العوام مع ربطها باعتقاد الخواص، فهو يحلل ما يمكن أن نسميه الدين الشعبي المرتبط بالإنسان العادي وبحياته اليومية وسلوكه وكيف يؤثر هذا الاعتقاد في سلوك الفرد.
فنحن اليوم عندما نتحدث مع أي ايزيدي حول الديانة الايزيدية فهو يجيبك بمجموعة أساسيات دون أن يهتم بمصدرها أو تحليلها تحليلا تاريخيا ولما اخذ هذا الرمز هذه المكانة أو ذلك الرمز فقد مكانته فهو ما يعتقد وليس ما يمكن أن يفسره التاريخيين، لذلك يحمل الطاوس في نفس الايزيدي المكانة الثانية بغض النظر عن كيفية تحول هذا الرمز وأخذه لهذه المكانة المقدسة.
وهنا ربما يعترض البعض، ويسوق إلينا بالأمثلة المختلفة التي تعطي البناء التاريخي لتطور هذا الرمز، وربما تكون تكهناتهم صحيحة لكنها تبقى مجرد تكهنات ومحاولة لتفسير ما هو مفسر عند الايزيدي المؤمن فلا يمكن أن يقتنع بها أي شخص.
ما أريد أن أقوله هنا إن هناك نوعان من الاديان أديان يمكننا أن نجدها في الكتب واديان لا يمكن أن نجدها إلا في صدور معتنقيها، وتبقى الكتب في رفوف أصحابها وعقولهم فقط. إن قدرة شبنكلر على استنباط المفاهيم الدينية من خلال الممارسات اليومية والسلوك الشعائري المرتبط بالإنسان العادي أعطاه تميزا كبيرا في الإدراك والتفسير لكل مرحلة كان يتناولها، فعلى الرغم من بعده عن المجتمع الايزيدي إلا إن أدوات هذا الباحث والمُنظر المبتكرة جعلته قادرا على تفهم العديد من الديانات التي كانت تعد ديانات منسية أو منزوية حتى عن اقرب المقربين لمعتنقي هذه الديانات والديانة الايزيدية واحدة منها بالطبع.
ومع ذلك تبقى الحقيقة هدفا لا يمكن التنازل عن الوصول اليه رغما عن كل الاعتقادات والمفاهيم السائدة في أي مجتمع..
انتهى



#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقليدي والجديد في خطة امن بغداد الجديدة
- اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ ال(شرق اوسطي)..(2)
- اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ الشرق اوسطي..1
- نهاية التاريخ هناك، تصنع بداية التاريخ هنا
- قريبا من النص.. ترانيم سوداء لعام 2007
- الديمقراطية في نقاط
- تهافت الجيل الثاني.. وسقوط الشيخ الجليل في تهافت التهافت
- وداعا يا بطلي الاسطوري
- في عسكرة المجتمع.. النخب السياسية المتهم الأول.. والمتهم الث ...
- في عسكرة المجتمع.. النخب السياسية المتهم الاول والمتهم الثان ...
- المالكي بين مطرقة أمريكا وسندان جيش المهدي


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غسان سالم - اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ الشرق اوسطي..(3)