أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غسان سالم - اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ ال(شرق اوسطي)..(2)














المزيد.....

اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ ال(شرق اوسطي)..(2)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 00:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن قدرة اسوالد اشبنكلر على استنباط الرموز من نتاج الحضارات التي تناولها في كتابه (سقوط أو تدهور الحضارة الغربية)، أعطاه تميزا نتيجة قدرته العالية على الإدراك وعلى الرغم من الظروف القاسية التي كان يمر بها أثناء انجازه لكتابه، الذي احتوى كماً هائلا من المعلومات الاستقرائية نتيجة جولاته في العديد من البلدان، والعديد من الكتب والمصادر التي كانت مهملة عند سابقيه وحتى لاحقيه، فقد تناول اغلب النتاجات الأدبية، وأعطى لها نقدا مبنيا على النظرية التي أقام مشروع دراسته عليها، والتي كانت تعنى بالحضارات كما قلنا سابقا، فمن الأزياء إلى اللغة وحتى أنواع الطعام الذي كان سائدا في كل حقبة يتناولها، فهو لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا ووضعها تحت مجهر عقله، وبعد أن جمع كل هذه المعلومات خرج بنظريته في التاريخ والتي تعد نظرية فريدة من نوعها، وخاصة إذا علمنا انه استطاع أن يتنبأ بالعديد من الأحداث التاريخية في الحضارة الغربية، علما انه كان يرفض أية غيبيات في بحثه، ولكن تنبؤه كان نتيجة الكم الهائل من المعلومات الاستقرائية التي حصل عليها نتيجة بحثه ودراسته المتواصلة والمجدة ودون أي كلل أو ملل، يبقى علينا أن نعلم إن اسوالد لم يكن أستاذا جامعيا أو باحثا في أية مؤسسة بحثية معروفة في عصره، لقد كان مجرد أستاذا لمادة التاريخ في مدرسة ثانوية متواضعة، وما يهمنا هنا النتائج التي حصل عليها اشبنكلر عند تناوله لحضارة الشرق الأوسط (الشرق الأدنى)..
اغلب الذين تناولوا تلك الحقب حاولوا أن يميزوها حسب الدول أو الإمبراطوريات التي نشأت، واضعين كل حقبة تحت مسمى حضارة وتقسيمها حسب المكون العرقي لتلك الحقبة، متجاهلين بذلك أن كل الحقب (الدول، الإمبراطوريات، حتى زحف الأعراق والشعوب وانتقالها من مكان لآخر) كانت ضمن وعاء واحد،وفكر يتطور ضمن حضارة واحدة، وان لها بداية واحدة، وكان لها نهاية واحدة، وهي اليوم تمر في مرحلتها الأخيرة التي يطلق عليها اشبنكلر بعصر الفلاح وهي آخر مرحلة من مراحل الحضارة، وتعني التحجر أو انتقالها وتحولها إلى شكل زائف لوجه حضارة أخرى، كما يحدث الآن!.
فمن القوس الذي اعتبره رمزا لاكتمال شكل الحضارة (العربية أو الفارسية) والذي وجده في مدينة الشمس (اترا شمشا) الحضر الحالية، إلى القبة التي اكتمل شكلها في معابد (الجوامع) العصر العباسي، والتي ميزها على إنها تعبير عن حالة الترابط بين السماء والبناء الفكري الذي كان منتشرا بين أفراد تلك الحضارة، إن ما يهمنا من هذه الرموز هو رمز الكهف، الذي ارتبط مع البناء الروحي لهذه الحضارة وتجده مترسخا في جميع الأديان التي نشأت في هذه البقعة من الأرض، والتي يعدها اشبنكلر مجرد مراحل لاكتمال الشكل الروحي لها، والتي اكتملت بشكلها النهائي بصلب ابن الناصرة، أما اكتمال شكلها الجسدي فكان في تحطيم الأصنام في كعبة الحجاز، إن رمز الكهف الذي تحول إلى حالة عامة في جميع أوجه الديانات في هذه الحضارة، والذي مازال يرتبط ارتباطا وثيقا بالكثير من الديانات الموجودة إلى الآن، منها الايزيدية والتي يعدها اشبنكلر من انقى الديانات الموجودة، فهو يتحدث عن الطاوس على انه الرمز المنطقي والرابط بين الإله والمحور الثالث الذي لم يتجسد باسم واحد لأنه إلى الآن مازال متجسدا بقدرة هذه الديانة على إيجاد الرابط مع السماء الذي هو طاووس ملك حيث اعتبره هذا الباحث الـ(لوغس)..
يتبع



#غسان_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ الشرق اوسطي..1
- نهاية التاريخ هناك، تصنع بداية التاريخ هنا
- قريبا من النص.. ترانيم سوداء لعام 2007
- الديمقراطية في نقاط
- تهافت الجيل الثاني.. وسقوط الشيخ الجليل في تهافت التهافت
- وداعا يا بطلي الاسطوري
- في عسكرة المجتمع.. النخب السياسية المتهم الأول.. والمتهم الث ...
- في عسكرة المجتمع.. النخب السياسية المتهم الاول والمتهم الثان ...
- المالكي بين مطرقة أمريكا وسندان جيش المهدي


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - غسان سالم - اسوالد اشبنكلر قراءة اصيلة لتاريخ ال(شرق اوسطي)..(2)