أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - ماركس يرد على عنف اليمين الشعبوي















المزيد.....

ماركس يرد على عنف اليمين الشعبوي


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 02:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترجمة

لتحرير أنفسنا من أسيادنا إقطاعيي التقنية الجدد، علينا أن نفكر مثل كارل ماركس. ان الشركات تريد ذبحنا وانتزاع ادمغتنا، فعلينا استعادة السيطرة.

في الفترة الأخيرة اخبرتني شابة، أن ما يثير غضبها الشديد ليس وجود الشر المحض، بل الأشخاص والمؤسسات التي قد تفعل خيرا، لكنها في النهاية تلحق الضرر بالبشرية. ذكّرتني تأملاتها بكارل ماركس، عند مناقشته الرأسمالية، تناول هذا الامر تحديدا. لم يكن منزعجا من كون النظام الرأسمالي استغلاليا بقدر ما كان منزعجا من أنه يجرّدنا من إنسانيتنا ويبعدنا عن بعضنا، مع أنه في الواقع قوة تقدمية.

ربما كانت الأنظمة الاجتماعية السابقة أكثر ظلما أو استغلالا من الرأسمالية. لكن في ظل الرأسمالية فقط، يُعزل الإنسان تماما عن منتجاته وبيئته، ويُفصل عن عمله، ويُحرم حتى من أدنى سيطرة على أفكاره وأفعاله. لقد حولتنا الرأسمالية، وخاصة منذ دخولها مرحلتها التقنية الإقطاعية، إلى نسخة من كاليبان أو شايلوك (رموز للتوحش والجشع في مسرح شكسبير- المترجم)، كائنات أحادية في إمبراطورية جزيرة من افراد معزولين، تتناسب جودة حياتهم عكسيا مع وفرة الأدوات التكنولوجية التي تنتجها أجهزتنا الحديثة.

شعور الشبيبة بالاغتراب الذي تحدث عنه ماركس
سأتحدث هذا الأسبوع في مهرجان الماركسية ٢٠٢٥ بلندن، إلى جانب العديد من السياسيين والكتاب والمفكرين، ومن الأسئلة التي تقلقني أن الشباب اليوم يشعرون بوضوح بهذا الاغتراب الذي حدده ماركس. لكن ردود الفعل العنيفة ضد المهاجرين وسياسات الهوية - ناهيك عن التشويه الخوارزمي لأصواتهم - تُشلّ حركتهم. ولمواجهة هذا الشلل، يمكن لماركس أن يشارك: ببعض النصائح الجيدة المدفونة تحت رمال الزمن.

لنأخذ في الاعتبار الحجة القائلة بضرورة اندماج الأقليات في الدول الغربية حتى لا نصبح مجتمعا من الغرباء. في سن الخامسة والعشرين، قرأ ماركس كتابا لأوتو باور، المفكر الذي كان يقدره. دعا باور في هذا الكتاب الى أن الشرط الأساسي لحصول اليهود الألمان على الجنسية الألمانية هو التخلي عن يهوديتهم.

لقد غضب ماركس، لم يكن ماركس الشاب متعاطفا مع اليهودية أو مع أي دين آخر. ومع ذلك، فإن تفنيده العنيف لحجج باور كان رائعا: "هل يمنح مبدأ التحرر السياسي الحق في مطالبة اليهود بإلغاء اليهودية والإنسان بإلغاء الدين؟ ... وكما تبشر الدولة عندما تتبنى موقفا مسيحيا تجاه اليهود، فإن اليهودي يتصرف سياسيا عندما يطالب، رغم كونه يهوديا، بحقوق مدنية".

حجج ماركس ضد اليمين الشعبوي المعاصر
الفكرة التي يعلمنا إياها ماركس هنا هي الجمع بين الالتزام بالحرية الدينية لاتباع مختلف الاديان، والرفض العام للافتراض القائل بأن الدولة في مجتمع طبقي يمكن أن تمثل المصلحة العامة. نعم، يجب تحرير اليهود والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى فورا، حتى لو لم نكن نحبهم. نعم، يجب منح النساء والسود وأصحاب الخيارات الخاصة حقوقا متساوية، قبل أن تلوح في الأفق ثورة اشتراكية بوقت طويل. لكن الحرية تتطلب أكثر من ذلك بكثير.

من حقول الالغام الأخرى التي تواجه الشباب اليوم حجة أن العمالة المهاجرة تخفض أجور العمال المحليين. رسالة أرسلها ماركس إلى اثنين من زملائه الناشطين في مدينة نيويورك عام ١٨٧٠ تقدم أدلة قيّمة ليس فقط حول كيفية الرد على نايجل فاراغ (زعيم اليمين المتطرف في بريطانيا – المترجم) والشعبويين اليمينيين في العالم، بل أيضا على بعض اليساريين الذين وقعوا في فخ مناهضة الهجرة.

في رسالته، يقرّ ماركس تماما بأن أرباب العمل الأمريكيين والإنكليز يستغلون عمدا المهاجرين الأيرلنديين، ذوي الأجور الرخيصة، ويضعونهم في تضاد مع العمال المحليين، مما يضعف التضامن بين العمال عموما. واعتبر ماركس وقوف النقابات ضد المهاجرين الأيرلنديين وترويجها خطابا معاديا لهم يُعدّ تدميرا ذاتيا. كلا، لم يكن الحل ابدا، في ترحيل العمال المهاجرين من البلاد، بل في تنظيمهم. وإذا كانت المشكلة تكمن في ضعف النقابات أو التقشف المالي، فلا يجب أن يكون الحل أبدا هو جعل العمال المهاجرين كبش فداء. (كما هو حال العمال المهاجرين اليوم في العراق- المترجم).

نصيحة ماركس: لا تنقسموا
بالمناسبة، يقدم ماركس للنقابات نصيحة قيّمة أيضا. صحيح أن رفع الأجور والرواتب ضروري للحد من استغلال العمال. لكن لا ينبغي لأحد أن ينخدع بوهم الأجور العادلة. فالسبيل الوحيد لجعل عالم العمل عادلا هو إلغاء نظام غير عقلاني قائم على تقسيم صارم بين من يعملون ولا يملكون، والأقلية الضئيلة التي تملك ولا تعمل.

وبكلمات ماركس: "تؤدي النقابات العمالية دورها كمراكز مقاومة ضد هجمات رأس المال". لكنها "تفشل عموما لأنها تقتصر على حرب عصابات ضد آثار النظام القائم بدلا من محاولة تغييره".

ولكن كيف يتم التغيير؟ نحو هيكل مؤسسي جديد قائم على مبدأ "عامل واحد، سهم واحد، صوت واحد". هذه أجندة قادرة على إلهام الشباب التواقين للحرية، سواء من الدولة أو من الشركات التي تغذيها أرباح شركات الاستثمار الخاص، أو من مالك غائب قد لا يعلم حتى أنه يمتلك جزءا من الشركة التي يعمل فيها الشباب.

ماركس وهواتفنا الذكية
أخيرا، تتضح أهمية ماركس عندما نحاول فهم اقطاعية العالم التقني التي حاصرتنا بواسطته بشكل خفي شركات التكنولوجيا الكبرى، شركات التمويل الكبرى ودولنا،. ولغرض فهم سبب كون هذا شكلا من أشكال الإقطاع التقني، وهو أسوأ بكثير من رأسمالية المراقبة، علينا أن نتخيل ما كان سيفكر به ماركس بشأن هواتفنا الذكية وأجهزتنا اللوحية وما إلى ذلك. علينا أن نعتبرها طفرة في رأس المال، أو Cloud-Capital "رأس المال السحابي"، والتي تغير سلوكنا بشكل مباشر.

وهذا يساعدنا على فهم كيف أدت الاختراقات العلمية المذهلة، والشبكات العصبية الرائعة (عمليات نقل الأوامر والبيانات- المترجم) ، وبرامج الذكاء الاصطناعي المذهلة إلى خلق عالم حيث تعمل الخصخصة والأسهم الخاصة على سلب كل الثروة المادية من حولنا، في حين يعمل رأس المال السحابي على استغلال أدمغتنا لتحقيق أرباحه.

من خلال عدسة ماركس فقط يمكننا أن نفهم حقا: إن البقاء سادة على عقولنا الفردية أمر ممكن فقط إذا كنا نمتلك رأس المال السحابي بشكل جماعي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أول وزير مالية في حكومة اليسار في اليونان 2015

الترجمة لنص المقالة المنشور في جريدة "فرايتاك" الألمانية في 4 تموز 2025.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الـ80 لمأساة هيروشيما وناغازاكي يتزايد خطر الحرب ا ...
- العقوبات الاقتصادية والجوع أشد فتكا من الحروب
- قراءة اليسار الإسباني المتحد لراهن إسبانيا
- حزبا اليسار الأوروبي: مسارات منفصلة واتجاه واحد
- التشيك.. معاداة الشيوعية بداية للأستبداد
- راهن الولايات المتحدة يذكر ببواكير العهد النازي!
- أيدي قادة الاتحاد الأوربي ملطخة بدماء ضحايا الشعب الفلسطيني
- كولومبيا.. مصادرة أصول شركة النفط البريطانية - الفرنسية لدعم ...
- من أجل تعزيز دور اليسار.. مشروع حزب جديد في بريطانيا
- قوى اليسار والاقتصاد المخطط
- في الهند.. 250 مليون يُضربون ضد حكومة مودي العنصرية
- التحول من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية
- لماذا يثير مرشح نيويورك اليساري مخاوف وغضب اللوبي الصهيوني؟
- الشيوعية جانيت جارا مرشحة تحالف اليسار التشيلي الحاكم لانتخا ...
- بسبب دفاعها عن حقوق شعبها.. أم فلسطينية تُفصَل عن طفلها االر ...
- المانيا انموذجا.. صعود اليمين المتطرف في الريف والمناطق الصن ...
- قمة الناتو.. قانون الغاب وتدشين عصر التسلح المنفلت
- متحدون من أجل غزة.. عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد جرائم ...
- في ذكراه السبعين.. باندونغ المؤتمر والمدينة
- بعد تهديد الحزب الشيوعي.. الحكومة الإسبانية ترفض زيادة تخصيص ...


المزيد.....




- اشتباكات في -تل أبيب- وتهديدات يمينية للمتظاهرين.. والسبب صف ...
- عشرات آلاف المتظاهرين يغلقون شوارع بتل أبيب رفضا لقرارات نتن ...
- اقتحام القناة 13 خلال احتجاجات في تل أبيب.. ومواجهات بين الش ...
- اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين بتل أبيب ومسلحون من اليم ...
- اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين بتل أبيب ومسلحون من اليم ...
- تقرير إعلامي حول الندوة الإلكترونية: “العاملات في مواجهة الا ...
- التعتيم الإعلامي الوجه الآخر لغياب العدالة
- نرفض التنكيل بالكاتب أحمد دومة ونطالب بالافراج عن معتقلي الر ...
- معهد هندسة وتكنولوجيا الطيران يفصل عشرات الموظفين
- لا لتهجير “الهجانة”: “الأمل” لسكان العزبة


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رشيد غويلب - ماركس يرد على عنف اليمين الشعبوي