أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - حزبا اليسار الأوروبي: مسارات منفصلة واتجاه واحد















المزيد.....

حزبا اليسار الأوروبي: مسارات منفصلة واتجاه واحد


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 22:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يجري الحديث في السنوات والأشهر الأخيرة عن الملفات التي تتباين حولها مواقف قوى اليسار الأوربي، إلى جانب النجاحات المتحققة والتي قد تكون محدودة، ولكن أهميتها تكمن في تأكيد حقيقة ان الصراع مع اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف صعب، ولا يسير خطه البياني الآن لصالح اليسار، إلا أن تحقيق النجاحات في هذا البلد او ذاك قائم، كما أن ساحة اليسار تعيش حراكا ما زال مفتوحا وممكنا إذا أدير بذهن مفتوح ان يؤدي إلى نتائج إيجابية.
في هذه المساهمة سنتناول الحراك المتحقق بانبثاق حزب يسار أوربي جديد باسم "تحالف اليسار الأوربي من أجل الشعوب والكوكب" إلى جانب حزب اليسار الأوربي الذي دخلت مسيرته عامها الحادي والعشرين، ولتسهيل المتابعة للقراء سنشير للحزب القديم باسمه المعروف "حزب اليسار الأوربي"، وسنكتفي بالإشارة للحزب الجديد بـ "تحالف اليسار الأوربي". بالإضافة إلى ذلك سنشير إلى أهم فعاليات اليسار الأوربي خلال حزيران 2025.

المؤتمر التأسيسي لتحالف اليسار الأوربي
احتضنت قاعة مركز المؤتمرات التابعة لمتحف النقل، والواقعة على ضفاف نهر دورو في مدينة بورتو البرتغالية الجميلة، اعمال المؤتمر التأسيسي لحزب "التحالف اليسار الأوروبي من أجل الشعوب والكوكب"(ELA) في 13حزيران، الذي استضافه حزب "كتلة اليسار" البرتغالي، أحد الأعضاء المؤسسين. وتوزعت جلسات المؤتمر بين جلسة مغلقة خاصة للجمعية العامة صباح اليوم الأول ومؤتمر مفتوح لمدة يوم ونصف، يومي الجمعة والسبت. لقد كان حزب كتلة اليسار البرتغالي من القوى الرئيسية التي دعت لانبثاق "لحالف اليسار الأوربي". ولهذا انتخبت زعيمة الحزب السابقة كاترينا مارتينز رئيسة للتحالف اليسار الأوربي . وعلى الرغم من أن هزيمة الانتخابات التي جرت في البرتغال في أيار الفائت، ما تزال حاضرة نسبياً في أذهان العدد الكبير من أعضاء الحزب المضيف، لكن المزاج، الذي ساد في بورتو كان إيجابيا.
بالإضافة إلى ممثلي الأحزاب السبعة المؤسسة لـ "التحالف اليسار الأوربي": حزب "كتلة اليسار" البرتغالي، وحزب "فرنسا الأبية" الفرنسي، وحزب اليسار السويدي، وحزب اليسار الفنلندي، وحزب "بوديموس" الإسباني، وحزب " تحالف الأحمر – الأخضر" الدنماركي، وحزب "رازم" البولندي. حضر المؤتمر ضيوف مثل حزب اليسار النرويجي، قبل انضمامه للحزب الجديد، بالإضافة إلى ممثلي أحزاب أخرى وحركات اجتماعية من جميع أنحاء أوروبا. وعلى عكس حزب اليسار الأوروبي، لا يُسمح بالانضمام إلى "حزب تحالف اليسار الأوربي" إلا للأحزاب الممثلة في البرلمانات الوطنية. ولدى غالبية الأحزاب الأعضاء أعضاء في البرلمان الأوروبي يعملون معًا في كتلة اليسار في البرلمان الأوربي. ومع ذلك، كان هناك حضور للعديد من الضيوف من التحالفات أو الأحزاب الصغيرة، وخاصة من دول وسط وجنوب شرق أوروبا. وبهذا يريد تحالف اليسار ان يعكس علاقاته الواسعة.
وفي هذا السياق، ألقى أبرز الضيوف السكرتير التنفيذي لحزب اليسار الألماني ينس إيهلنغ، خطابًا قصيرًا، في جلسة الافتتاح، ولكنه مميز، تناول فيه الانشقاق في حزب اليسار الألماني، مشيرا إلى أن الانشقاقات قد تكون ضرورية في بعض الأحيان، لاستمرار الحزب وتجديده.
يُمثل مؤتمر الحزب الجديد نهايةً مؤقتة لعملية طويلة. سجّلت الأحزاب الأوروبية السبعة، التي كانت غالبيتها أعضاءً سابقًا في حزب اليسار الأوروبي الحزب الجديد في 29 آب من العام الفائت وأعدّت توجهه السياسي. واجتمع قادة الأحزاب الأعضاء لأول مرة في بورتو. امتاز الحضور بكثافة وجود زعماء الأحزاب وقيادات الصف الأول. في الجلسات المفتوحة تحدث الجميع، راسمين صورةً مُوحّدةً بشكلٍ مُفاجئ عن رؤيتهم في ربط نضالاتهم السياسية الوطنية والتعاون على المستوى السياسي. كانت المواضيع التي طُرحت ليست مُفاجئة. الحزب الأوروبي الجديد مُؤيّد لأوكرانيا، مع وجود اختلاف بشأن الموقف من تسليم الأسلحة. وكذلك مؤيّد تمامًا للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
في مقدمة لها، أكّدت عضوة البرلمان الأوربي، ورئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية فيه "لي اندرسون" من حزب اليسار الفنلندي على أهمية القانون الدولي في توجهات التحالف، وشددت على: "إنّ أكبر تهديد للديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي هو صعود السياسيين اليمينيين: بوتين، وترامب، ونتنياهو، وأردوغان، وأوربان".
اما أهم المواضيع التي تناولها المؤتمر فكانت: الحرب في أوكرانيا، وسياسة ترامب "أمريكا أولاً" وتفكيكه للديمقراطية في الولايات المتحدة، وصعود قوى اليمين المتطرف، وحروب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وشعوب الشرق الأوسط.
ينص النظام الداخلي، الذي وافقت عليه الجهات المسؤولة في الاتحاد الأوربي بوقت قصير، على أن "التحالف يوحد الأحزاب اليسارية والخضراء والنسوية بهدف بناء أوروبا مختلفة". وتشمل الأهداف المدرجة التقدم الاجتماعي وحقوق العمال، والسلام، والتضامن والمساواة، والعدالة المناخية، وحماية البيئة. وتؤكد ديباجة النظام الداخلي على أن الحزب الجديد يسعى إلى مكافحة "عقيدة الليبرالية الجديدة ".
قدّم بعض اللاعبين الأساسين أنفسهم بقوة مفاجئة. أولهم وأهمهم، السكرتير العام أدريان بومبارت ونائبة رئيس البرلمان الفرنسي كليمنس غيتي، وكلاهما من حركة فرنسا الأبية بزعامة ميلنتشون. كما اتسمت خطابات القيادية في حزب بوديموس إيرين مونتير، ورئيسة حزب "الكتلة الاشتراكية" البرتغالي، مارينا مورتاغوا، بالحماس. واتضح أن الحزب اليساري الأوروبي الجديد حزب شاب، نسوي، وذو توجه عملي. اتفق الجميع على رغبتهم في قرارات أقل وأنشطة مشتركة أكثر. إن فرص نجاح الحزب الجديد في الوفاء بهذا الوعد ليست ضئيلة، حيث أن التنسيق، لا سيما داخل المجموعة في البرلمان الأوروبي، يعمل بشكل جيد بالفعل. يبقى أن نرى ما إذا كانت الخلافات السياسية ستظهر مع مرور الوقت، أو ما إذا كانت المنافسة على المواقع القيادية داخل الحزب ومؤسسته البحثية، التي يجري إنشاؤها حاليًا، ستشكل تحديات كبيرة للتحالف الجديد.
لقد ظل الحزب الجديد غائبًا نسبيًا في الأشهر التالية. ومع مؤتمره التأسيسي تغير هذا الوضع. يريد الحزب إنشاء منظمة دولية مناهضة للفاشية، والتركيز على حماية حقوق العمال وحماية المناخ، والنضالات النسوية والمناهضة للعنصرية، ركز التحالف على قضايا محورية وراهنة. وكان في صميم هذا التركيز إيجاد حل سلمي دائم للحرب في أوكرانيا، وبالطبع التعامل السريع مع التصعيد الحاد للتوترات، قبيل انعقاد المؤتمر، في الشرق الأوسط. وعلى وجه التحديد، وافق التحالف على إطلاق حملة دولية لوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة. هذه القضايا مدرجة أيضًا على جدول كتلة اليسار في البرلمان الأوربي، التي تضم نواب حزب اليسار الأوربي وتحالف اليسار الجديد ونوابا من أحزاب يسارية ليست عضوا في التشكيلين. يبدو أن الأمر لحد الآن ممكنًا بالتأكيد، فأعضاء البرلمان من كلا الحزبين الأوربيين يعملان بسلاسة في إطار كتلة موحدة لليسار في البرلمان الأوربي. ويقود هذه الكتلة كل من مانون أوبري من حركة فرنسا الأبية الناشطة في الحزب الجديد، ومارتن شيرديوان، من حزب اليسار الألماني الناشط في إطار حزب اليسار الأوربي.
وبهذا الخصوص صرّح مارتن شيرديوان، الرئيس المشارك لكتلة اليسار في البرلمان الأوربي، بأن هذه التركيبة لا تُشكّل مشكلةً للعمل المشترك. مع ذلك، ما يزال من غير الواضح ما إذا كان سيكون هناك أي تعاون بين حزبي اليسار الأوربي يتجاوز العمل البرلماني المشترك.

أسباب التأسيس
لا يختلف الحزبان برنامجيا كثيرًا: مكافحة اليمين المتطرف، والسعي إلى السلام، وإنهاء الحروب، والتقدم الاجتماعي وحقوق العمال، والمساواة في الحقوق، والعدالة المناخية، وحماية البيئة، كلها قضايا مدرجة على جدول أعمال كلا الحزبين. ومع ذلك، لا يمكن إغفال أن بعض أعضاء الحزب الجديد "تحالف اليسار الأوروبي"، على عكس الأحزاب اليسارية الاخرى، خصوصا من بلدان شمال أوروبا، تتخذ موقفًا أكثر عدوانية تجاه روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، وتدعو إلى الدعم العسكري لأوكرانيا.
إن تأسيس الحزب الجديد يعود إلى الرغبة في كسر أنماط معينة في حزب اليسار الأوروبي، التي تبناها حزب اليسار الألماني، وحزب اليسار اليوناني، اللذان كان حتى قبل دورتين تشريعيتين الحزبين الرئيسيين في الكتلة البرلمانية. بالإضافة إلى القلق المتزايد لبعض الأحزاب بشأن قدرة حزب اليسار الأوربي على التمثيل الفعال لقوى اليسار الأوربي التي أصبحت أكثر تنوعاً في أساليب عملها وآليات صنع القرار.
بالإضافة إلى ذلك لعب التنافس والخلافات بين أحزاب اليسار في البلد الأوربي المعين دورا في عملية ولادة الحزب الجديد، كالخلافات بين حركة فرنسا الأبية والحزب الشيوعي الفرنسي، او التباينات التي برزت أخيرا بين بودوموس وتحالف سومار في إسبانيا، وكذلك يمكن الإشارة إلى اعتراض حزب كتلة اليسار البرتغالي على اختيار فالتر بايير رئيس حزب اليسار الأوربي، والقائد الشيوعي النمساوي، كمرشح رئيسي للحزب في انتخابات البرلمان الأوربي الأخيرة.
أشار رئيس حزب اليسار الأوربي فالتر باير إلى اختلافات في هياكل الحزب التنظيمية. بالإضافة إلى أن آليات العمل، مثل مبدأ الإجماع الصارم، لم تعد تتوافق مع الوضع الحالي، هناك أيضا انتقادات لحقيقة أن الأحزاب الشيوعية، التي كان أداؤها في انتخابات الاتحاد الأوروبي أضعف من منافسيها في أحزاب اليسار الأخرى، ممثلة تمثيلا واسعا في لجان الحزب. وفي ضوء الصدع الوشيك، قام حزب اليسار الأوروبي بتشكيل مجموعة عمل لتقديم مقترحات في تشرين الأول المقبل. وقد حققت هذه التوجهات بالفعل بعض نتائج هذه العملية، مثل العمل برئاسة ثنائية للحزب.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الثنائية ستُضعف اليسار الأوروبي أم حتى تُعززه. كلاهما وارد. من جهة، عادةً ما يؤدي الانقسام الفعلي، وهو أمرٌ شائعٌ في تاريخ الحركات اليسارية إلى تراجع النفوذ وتراجع الوعي العام. ومن جهة أخرى، يُمكن لوجود مظلتين للأحزاب اليسار أن تُكمّل بعضها البعض، سواء في التعبئة المشتركة لأعضائها أو في تنسيق أو ربط الحملات والمبادرات السياسية.

كتلة اليسار الأوربي تدعو لمناقشة أسئلة السلام والأمن
بمناسبة الذكرى الثمانين للتحرر من النازية الألمانية في 8 أيار 2025، دعت كتلة اليسار في البرلمان الأوربي في النصف الأول من حزيران، إلى مؤتمر تحت شعار "بناء السلام والأمن الجماعي"، والذي استغرق يومين. بعد ثمانين عامًا من انتهاء الحرب العالمية الثانية، حان الوقت للتأمل في دروس التاريخ وتحديات الحاضر، كما أوضح البرلمانيون المشاركون في المؤتمر، والذين يمثلون 20 حزبًا يساريًا من مختلف دول الاتحاد الأوروبي،. وكان الهدف من الاجتماع في بروكسل "خلق مساحة لتبادل مكثف للآراء حول السلام ونزع السلاح والأمن الجماعي، من أجل تمهيد الطريق لمستقبل أكثر استقرارًا وتعاونًا".

ضيوف بارزون
حضرت أعمال المؤتمر شخصيات سياسية بارزة مثل زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربين وأليكسيس تسيبراس، الذي ترأس الحكومة اليونانية في سنوات 2015 - 2019. أكد تسيبراس، وبعد ثمانية عقود من التحرر من الفاشية، يعود اليمين المتطرف إلى أوروبا. ويتجلى هذا في المشاركة في الحكومات وهيئات صنع القرار في الاتحاد الأوروبي. ويستغل اليمين المتطرف انعدام الأمن والمخاوف الناتجة عن الاضطرابات المختلفة لتحقيق مآربهم الخاصة. وناشد الحضور: "إن مهمة جميع القوى التقدمية واليسارية هي الوقوف ومواجهة الخوف بالأمل". في ظل الأزمات الدولية المختلفة، ثمة حاجة إلى نظام اقتصادي أكثر عدلاً، وكذلك إلى نظام أمني جديد قائم على احترام القانون الدولي. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون هناك نظام أمني عالمي جديد إذا لم تكن أوروبا قوة من أجل السلام والنمو المستدام. وفي الممارسة العملية، يعني هذا، من بين أمور أخرى، أن اليسار في أوروبا يجب أن يعارض اقتصاد الحرب الذي يأتي على حساب صناديق التنمية ويقود إلى حرب باردة جديدة.
تناول فالتر باير، رئيس حزب اليسار الأوروبي، أحد حزبي اليسار الأوربي، في مساهمته هذه القضية. وأشار إلى ان أوروبا والعالم يمران حاليًا بأخطر وضع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ونظرًا لغياب أي مناهج سياسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، فإن خطر التصعيد الجامح يُهدد أوروبا. وفي هذه الحالة، لا يمكن لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي التنصل من مسؤوليتهما في المساهمة في إنهاء سريع وغير عسكري للحرب. وأضاف: "كما يجب ألا يغضوا الطرف عن الإبادة الجماعية في غزة". وفي هذا السياق، أشار رئيس حزب اليسار الأوروبي إلى ازدواجية معايير القادة الأوروبيين. فمن جهة، تُفرض عقوبات على روسيا، وهي عقوبات مُحقة، بسبب حربها العدوانية في أوكرانيا، ومن جهة أخرى، يتاح لإسرائيل الإفلات من العقاب تمامًا رغم حربها في قطاع غزة.
وأشار باير صراحةً إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا العظمى تنفق على الدفاع أموالاً أكثر مما تنفقه روسيا. وبينما تُخصص مفوضية الاتحاد الأوروبي أموالاً طائلة للتسليح، فإن هذه الأموال تفتقد عند التمويل للخدمات العامة والرعاية الصحية ونظام التقاعد.
وعلى أساس ما تقدم أطلق زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين مشروع السلام والعدالة، وقدّم تقريرًا عنه إلى المجتمعين في بروكسل. يجمع المشروع بين مجالات رئيسية مثل حماية البيئة، والتعاون الدولي من أجل السلام، ومكافحة الفقر والتفاوت الاجتماعي. وأعلن كوربين أن المبادرة ستعقد مؤتمرًا دوليًا في المملكة المتحدة في أيلول المقبل.
في مساهمتها في المؤتمر، سلّطت أوزليم ديميريل، عضوة البرلمان الأوروبي عن حزب اليسار الالماني الضوء على جانبٍ كان بالغ الأهمية بالنسبة لها: أكدت النائبة أن فاشية هتلر الألمانية كانت أحلك فصل في تاريخ البشرية. ولم يقتصر الأمر على إبادة ستة ملايين يهودي، بل طالت أيضًا الغجر، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمعارضين، وأبناء الديانات المختلفة، وأبناء مختلف الظروف المعيشية. وأكدت ديميريل: "في ذلك الوقت، سلّمت القوى المحافظة في ألمانيا السلطة لهتلر. ومن غير المقبول بالنسبة لي أن يحاول البرلمان الأوروبي أيضًا إلقاء اللوم على الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية". وأدانت النائبة اليسارية بوضوح حرب بوتين على أوكرانيا، لكنها انتقدت بشدة استبعاد ممثلي روسيا الاتحادية من احتفالات الانتصار على النازية. وأكدت أن "الجيش الأحمر هو من بدأ وعزز تحقيق النصر على فاشية هتلر".

مؤتمر حرية فلسطين
في 4 حزيران 2025، أُطلق في باريس "التحالف الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية حق العودة". وقد بادر إلى إطلاق التحالف الحزب الشيوعي الفرنسي ومنظمة التحرير الفلسطينية، ومنتدى فلسطين، وقوى تقدمية من جميع أنحاء العالم. وجاء في البيان الختامي: "في مواجهة الإبادة الجماعية والاحتلال والفصل العنصري وجرائم الحرب المستمرة، نطالب بتطبيق القانون الدولي، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين، واحترام حق العودة، وفرض عقوبات على دولة إسرائيل".
قدمت في المؤتمر كلمات وأوراق عمل بمختلف التخصصات ذات العلاقة ومن مختلف انحاء العالم.
وتم التأكيد على أن القضية الفلسطينية تمثل قضية تحرر وطني وإنساني، ولا يمكن حلها إلا بالعدالة والقانون، وإنهاء الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري في الأراضي المحتلة، ووقف التمييز المنهجي ضد الشعب الفلسطيني، لا يمكن تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إلا بحل سياسي قائم على تطبيق القانون الدولي. إن التحرر الوطني للشعب الفلسطيني هو جزء من النضال الطويل للشعوب العربية وشعوب العالم من أجل الاستقلال وضد الاستعمار والعنصرية ومعاداة السامية.
وافتتح المؤتمر بكلمات السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد سعيد بيوض التميمي، حيث أكد روسيل على أن تشكيل التحالف الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني هو نتيجة "صداقة طويلة وأخوية" بين المنظمتين، مذكرا بعلاقاتهما التي استمرت "لأكثر من خمسة عقود"، واجتماع ياسر عرفات وزعيم الشيوعي الفرنسي جورج مارشيه في عام 1982.
وبين راسيل ان المبادرة لا تزال تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء المستوطنات الإسرائيلية، وتطبيق القانون الدولي، والاعتراف بدولة فلسطين داخل حدود 4 من حزيران/يونيو 1967.
فيما أكد التميمي اننا نمر في لحظة تاريخية حرجة تتطلب توحيد الجهود العالمية في مواجهة الجرائم المستمرة والانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق العودة وحق تقرير المصير، وبناء تحالف دولي من احرار العالم لتحدي نظام الفصل العنصري وسياسات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي.
وكانت أولى جلسات المؤتمر فلسطينية، حيث كان جل المتحدثين من الفلسطينيين منهم عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، والدكتور فيصل عرنكي، ومنيب المصري، رئيس منتدى فلسطين.
وفي الجلسة الثانية تحدث كل من فالتر باير، رئيس حزب اليسار الأوروبي، وكازوو شيي، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الياباني، ومارينا نيكولاو، نائبة في البرلمان القبرصي عن حزب أكيل، وماري- لويز كوليرو بريكا، الرئيسة السابقة لمالطا، ودكلان كيرني، رئيس حزب شين فين الإيرلندي.
وفي الجلسة الثالثة والرابعة تحدث ممثلو النقابات والحركات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني. وفي جلسة الختام تمت تلاوة البيان الختامي وتوجيه التحية لصمود الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشيك.. معاداة الشيوعية بداية للأستبداد
- راهن الولايات المتحدة يذكر ببواكير العهد النازي!
- أيدي قادة الاتحاد الأوربي ملطخة بدماء ضحايا الشعب الفلسطيني
- كولومبيا.. مصادرة أصول شركة النفط البريطانية - الفرنسية لدعم ...
- من أجل تعزيز دور اليسار.. مشروع حزب جديد في بريطانيا
- قوى اليسار والاقتصاد المخطط
- في الهند.. 250 مليون يُضربون ضد حكومة مودي العنصرية
- التحول من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية
- لماذا يثير مرشح نيويورك اليساري مخاوف وغضب اللوبي الصهيوني؟
- الشيوعية جانيت جارا مرشحة تحالف اليسار التشيلي الحاكم لانتخا ...
- بسبب دفاعها عن حقوق شعبها.. أم فلسطينية تُفصَل عن طفلها االر ...
- المانيا انموذجا.. صعود اليمين المتطرف في الريف والمناطق الصن ...
- قمة الناتو.. قانون الغاب وتدشين عصر التسلح المنفلت
- متحدون من أجل غزة.. عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد جرائم ...
- في ذكراه السبعين.. باندونغ المؤتمر والمدينة
- بعد تهديد الحزب الشيوعي.. الحكومة الإسبانية ترفض زيادة تخصيص ...
- قمة مجموعة السبع.. اتفقت على دعم إسرائيل وانتهت بدون نتائج م ...
- المخابرات الألمانية تساوي بين خطر الفاشيين الجدد واليسار الم ...
- السجن والحرمان من المشاركة السياسية لرئيسة الأرجنتين الأسبق
- كاليفورنيا تحترق.. ومقاومة عنف ترامب العنصري مشروعة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعترض سفينة -حنظلة- المتجهة إلى غزة
- أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاما ...
- تصعيد بالمسيرات بين روسيا وأوكرانيا وقتلى مدنيون من الطرفين ...
- حزب بريطاني يهدد بفرض إجراء تصويت للاعتراف بدولة فلسطين
- بحثا عن الأطعمة الفاخرة والأرباح على ساحل غرب أفريقيا
- لقاء سوري-إسرائيلي رفيع بباريس: تهدئة مشروطة أم بداية تطبيع؟ ...
- حزب بريطاني يهدد ستارمر بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين
- زعيم كوريا الشمالية يتعهد بالانتصار في المعركة ضد أميركا
- الشرطة الهندية توقف رجلا يدير سفارة -وهمية-
- صحافي روسي ينجو بأعجوبة من هجوم بمسيرات أوكرانية


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - حزبا اليسار الأوروبي: مسارات منفصلة واتجاه واحد