محمد حسين صبيح كبة
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 07:26
المحور:
كتابات ساخرة
نظرية التقادم في القضاء
من أطرف المواضيع في القضاء الوضعي هو نظرية التقادم.
نستطيع أن نعرف بعض الشيء عن النظرية وكالتالي:
باديء ذي بدء ما الفرق ما بين القانون الوضعي والقانون الشرعي؟
الشرعي هو الذي من الرب ومنه الأديان السماوية جميعا.
أما القانون الوضعي فهو الذي من صنع البشر وهو الذي يوضع ليلائم حياة الجماعة المعنية أيا كانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية أم غير ذلك.
يضع البشر القوانين الوضعية لخدمة حياتهم ومصالحهم التي قد تتعارض مع أقوام أخرى.
وهناك بالعادة القانون الدولي والقوانين الدولية وهناك القانون الخاص والقوانين الخاصة بكل أمة وبكل دولة وبكل شعب.
بالعادة مثلا في القانون الوضعي في حال أن الشخص من ديانة معينة أو حتى من طائفة أو فرقة معينة هنا هل على القاضي أن يحكم ويقضي في أمر ما بالذات في القضايا الأسرية والاجتماعية بقانون هذه الطائفة والفرقة أم كيف يحكم ويقضي.
حسنا ولكن ما هي التعاريف الدقيقة للقانونين الشرعي والوضعي:
السؤال عن الفرق بين القانون الشرعي والقانون الوضعي مهم جدًا، لأنه يكشف الفروق بين القانون المستند إلى الشريعة والقانون الذي يضعه البشر لتنظيم حياتهم.
أولاً: ما هو القانون الشرعي؟
التعريف:
هو مجموعة الأحكام والتشريعات التي أنزلها الله سبحانه وتعالى لتنظيم حياة الإنسان، وتشمل:
• العبادات (كالصلاة، والصيام).
• المعاملات (كالبيع، والإيجار، والزواج، والقضاء).
• الحدود والجرائم (كالسرقة، والقتل).
• الأخلاق والسلوك.
مصادره:
1. القرآن الكريم.
2. السنة النبوية.
3. الإجماع (اتفاق العلماء) و/أو العقل.
4. القياس (قياس أمر جديد على حكم سابق) (عند بعض الفرق).
خصائصه:
• إلهي المصدر: لا يخضع لهوى البشر.
• ثابت في مبادئه: مع قابلية الاجتهاد في التفاصيل.
• يهدف لتحقيق العدالة والرحمة.
• يُراعي مصلحة الفرد والمجتمع معًا.
ثانيًا: ما هو القانون الوضعي؟
التعريف:
هو مجموعة القوانين التي يضعها الإنسان لتنظيم العلاقات في المجتمع، ويشرّعها البرلمان أو المجالس التشريعية في كل دولة.
مصادره:
1. الدساتير.
2. القوانين المدنية والتجارية والجنائية.
3. الأنظمة القضائية.
4. الأعراف والعقود في بعض الحالات.
خصائصه:
• بشري المصدر: يضعه الإنسان، وقد يتغير حسب الزمان والمكان.
• مرن وقابل للتغيير: بحسب ما تراه الدولة مناسبًا.
• أحيانًا يخضع للمصالح السياسية أو الاقتصادية.
• قد يخالف الشريعة في بعض الأحكام، مثل إباحة الربا أو بعض العلاقات غير الشرعية.
الفرق بين القانون الشرعي والوضعي:
القانون الوضعي .......... القانون الشرعي ......... وجه المقارنة
بشري (الدولة أو البرلمان)، إلهي (القرآن أو السنة) .... المصدر
متغير حسب الزمن والمصلحة، ثابت في المباديء، .... الثبات
تنظيم المجتمع فقط ........ مرضاة الرب والعدل الشامل.. الغاية
الدساتير والأنظمة ........ النصوص الشرعية ......... المرجعية
قديباح أو يقنّن ............ محرم بوضوح ... موقفه من الربا والزنا
أما في الإسلام ولحدود معرفتي أنا بالموضوع فإن هناك مصدران رئيسان للقانون:
أليف- كتاب الله.
باء- أحاديث وسنة الرسول.
ثم اختلف الفقهاء في الثالث والرابع هل هما العقل ثم الإجماع أم الاجماع ثم العقل.
ثم اختلفوا في الخامس وهو أمر الاجتهاد حيث يقال ان هناك من أغلق باب الاجتهاد بينما لم تحرم بعض الفرق الاجتهاد في المسائل غير المنصوص عليها في أليف وباء.
واختلفوا كذلك هل يجوز الأخذ من ديانات سابقة في حال عدم وجود نصوص صريحة في الأمر في كتاب الله وفي السنة النبوية؟
ثم اختلف القوم في حديث الرسول وفي سنته أيههما الصحيح المتفق عليه وأيهما الضعيف وأيهما غير المتفق عليه وأيهما ما غير ذلك.
وأخيرا اختلف البعض في كتاب الله نفسه هل هو الذي بين أيدينا نفسه الذي نزل على محمد (ص) قبل أكثر من 1400 سنة أم أن الذي نزل على محمد (ص) غير هذا الكتاب رغم أن هذا الكتاب أيضا منزل؟
في آخر خبر وصلني في ما قبل سنة 2008 أن هناك محاولات من أمم معينة لوضع قرآن القرن الواحد والعشرين وأنهم وصلوا فيه للجزء 12 سورة عبس وأن هناك في أماكن معينة من العالم مسابقات لحفظه.
ورغم غرابة الخبر إلا أنه وصلني بطريقة معينة عن طريق متابعاتي في الشابكة / الانترنت وعن غير هذا الطريق أيضا.
ثم اختلفوا في بعض الأخبار منها هل هناك حقا 12 إماما بعد الرسول ومنها هل فعلا هناك عشرة مبشرة بالجنة.
ومن أنواع هذا الامر في حال أن العشرة المبشرة بالجنة خبر صحيح فإنه وارد جدا أن يكون طلحة والزبير رضي الله عنهما وعائشة رضي الله عنها في واقعة الجمل أنهم كانوا بالسر مع علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه.
من ذلك أنها كانت حربا رهيبة ضروس عرمرم مما يقال من الأخبار ومما يقال أيضا أنها كانت ما بين الأنواع الأربعة من اهل الباطل وما بين المسلمين الفعليين وهؤلاء الأربعة هم المنافقين والمندسين والكفار المؤذين الذين يقولونها جهارا نهارا أنهم طالحون والكفار المؤذين الذين يخفون ذلك.
ومن الأحاديث المنقولة المتفق عليها أن عليا بعد المعركة تمشى بين جثث القتلى من الجهة المقابلة وقال ما محتواه: أنهم يقولون عنهم أنهم نكرات من القوم ولكن هذا فلان وهذا فلان وذاك فلان وكانوا يخفون أمرهم بشدة.
وعودة لموضوعنا أنه من ذلك كله في القانون الوضعي قضايا التقادم.
التقادم في القانون الوضعي هو مبدأ قانوني يعني:
مرور فترة زمنية معينة تسقط فيها الدعوى أو الحق، بسبب عدم استعماله أو المطالبة به في الوقت المحدد.
تعريف مبسّط:
إذا لم يُطالب الشخص بحقه (كالديْن أو التعويض أو العقوبة) خلال مدة معينة يحددها القانون، فإنه يفقد حقه في المطالبة به أمام القضاء، وهذا ما يُسمى بـ التقادم.
أنواع التقادم:
1. التقادم المسقط (التقادم الزمني للحقوق)
o يؤدي إلى سقوط الحق أو الدعوى بسبب عدم المطالبة به في المدة المحددة قانونًا.
o مثال: إذا لم يُطالب شخص بدَيْنه خلال 5 سنوات، فلا يمكنه رفع دعوى بعدها (حسب القانون المدني في بعض الدول).
2. التقادم الجنائي (في القضايا الجنائية)
o إذا مرّ وقت معين على ارتكاب الجريمة دون محاكمة أو عقوبة، تسقط الدعوى أو العقوبة.
o مثال: جريمة بسيطة مرّ عليها 10 سنوات بدون محاكمة، قد تسقط ولا يمكن محاكمة الجاني بعدها (باستثناء الجرائم الكبرى كجنايات القتل في بعض الأنظمة، التي لا تسقط بالتقادم).
أمثلة على مدد التقادم (تختلف حسب الدولة):
مدة التقادم .............. نوع القضية
3 إلى 15 سنة ...... القضايا المدنية (الديون)
2 إلى 5 سنوات ..... القضايا التجارية
3 إلى 10 سنوات ... الجرائم البسيطة
غالبا لا تسقط بالتقادم جرائم القتل أو الإرهاب.
جرت العادة في أمور المال مثلا أنه إذا ما مر على القضية المعنية أكثر من سنة ولم يتم فيها رفع دعوى في حال وجود دين ما قليل فبالعادة تعتبر القضية قد انتفت بالتقادم.
عند الرب لحدود علمي، وقد يكون هناك استثناءات، لا وجود لأمر التقادم بالمرة.
من ذلك مما أعلم أن دعاء المظلوم على الظالم لا ينتهي بالتقادم إلا في حالات خاصة.
في قضية شهيرة في الهند رفعت القضية في القرن الثاني عشر ميلادية لحدود ما قرأت وسمعت.
وأستمرت القضية ثماني قرون حتى انتهت نهائيا في القرن العشرين.
أنظر هنا قضية معينة تستمر لثماني قرون ولا تنتفي بالتقادم.
لا علم عندي بنوع القضية أو عماذا كانت لكني أتذكر قراءتي في الجريدة عن الخبر المعني أنها تم حل كل أمورها قضائيا في القرن العشرين بعد ثماني قرون من الأخذ والرد.
هذه الأمور موجودة أحيانا.
وشكرا لحسن القراءة.
المصادر:
القرآن الكريم.
مساعدة صغيرة من جي بي تي تشات.
معلوماتي عن الموضوع.
غير ذلك.
ـــــــــــــــــ النهاية البدئية للبحث والمقال ـــــــــــــــــ
تمت مراجعة النص
#محمد_حسين_صبيح_كبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟