|
كتابات ساخرة 48
محمد حسين صبيح كبة
الحوار المتمدن-العدد: 8378 - 2025 / 6 / 19 - 07:11
المحور:
كتابات ساخرة
من حكاوي كتب الجيب لألغاز المغامرين.
ما زلت أتذكر في صغري كيف أعجبت بقراءة أول لغز لي من ألغاز المغامرين الخمسة حيث أعطاه صديق لي في المدرسة الابتدائية وكان رقم العدد 15 وإسمه لغز الجزيرة المهجورة.
ولقد أعجبت ايما إعجاب بكون هذه المغامرة أول مغامرة للمغامرين خارج حي المعادي وبعيدا عن الشاويش علي.
وأتذكر كيف بعد ذلك عندما لم يستطع صديقي من توفير الكثير من الأعداد أن بدأ واثناء الفرصة بتمليتها علي على شكل سماعي فكنا نقضي وقت الفرص بأن اسمع وهو يلقي علي النص الذي يتذكره وكيف بعدها استطاع من توفير حلقات أخرى فأعطاها إياي بشرط إعادتها بعد يومين أو ثلاثة أيام لكل عدد فكنت اقضي وقتي في البيت بعد أدائي لواجباتي المدرسية بالتمتع بقراءة الأعداد والتي كانت وقتها أغلبها عن المغامرين الخمسة حيث لم تكن قد بدأت بعد قصص المغامرين الثلاثة أو الأربعة أو الثلاثة الآخرين وغيرها من قصص لنفس السلسلة.
أتذكر جيدا أمر كتاب من السلسلة في سنة أخرى اضطر صديقي لإخباري وهو يتأسف أنه لن يستطيع من إعطائي إياه للبيت لكني استطيع رؤيته على الأقل وكيف أقنعته أني سأحاول قراءته في المدرسة وكيف في درس العلوم الاجتماعية التي كانت تاريخ وجغرافيا وتربية وطنية فكرت بفكرة كانت جهنمية وقتها أن أقوم بالقراءة اثناء الدرس بحيث أقرأ من دون أن تراني المعلمة.
أعتقد كان هذا اللغز هو إما لغز الساق الخشبية أو لغز الشارع المسدود.
وكيف أنها عندما ابتعدت بعيدا في عمق الصف رجعت للقراءة وأنا اضع الكتاب أسفل الرحلة لكي لا تراني وكيف وربما بوشاية من أحدهم أو لخبرة المعلمة صمتت المعلمة وتمشت لحد رحلتي بصمت لم أنتبه له ثم قبضت علي بالجرم المشهود قائلة ما هذا الذي تفعله يا محمد؟
هنا قالت لي سآخذ منك العدد ثم رمته إلى السبورة وأنا في نفسي أقول حسنا ساستعيده في الفرصة حيث الوعد هو الوعد وعلي إعادة الكتاب للولد الذي في شعبة أخرى هذه السنة وهي وكأنها قرأت افكاري قالت هل تعني أنك ستأخذ الكتاب في الفرصة حسنا هل تريدني أن أمزق الكتاب أمامك الآن أم أن آخذه منك ولن تراه بعد اليوم.
هنا بدات بالبكاء قائلا أنه ليس لي وأن به حكم معينة وأفكار لطيفة وأنها إذ تأخذ مني الكتاب تمنع الثقافة من الانتشار الحق بين الناس.
هدأت المعلمة بعد قولي هذا وبدأت بقراءة وتصفح الكتاب ثم قالت سآخذه للبيت لأقرأه فإذا اتضح أنه به معلومات قيمة سامحتك.
هنا دق الباب أحد الطلبة ومن يكون ...
فإذا به صديقي قادم من الشعبة الأخرى بعد أن أعطته المديرة تعليمات للمرور بها على كل الشعب والصفوف.
وما أن دخل حتى اشرت له أمر الكتاب أنه بيد المعلمة.
أضطرب الولد ومن ثم قال لها عذرا هذا كتابي ولا أعرف كيف وصل للولد المشاكس محمد هل ممكن أن تعيديه لي.
ما لم تكن تعرفه المعلمة أن الكتاب يجب أن يعود اليوم لصاحبه الأصلي.
هنا غلي دم المعلمة وقالت على الحائط يا فلان وعليك أن تبكي الآن.
قال الولد لن ابكي.
ولحدود علمي ضربته بالمسطرة ليعترف أنه أعطاني الكتاب لأقرأه في الدرس.
بعدها بدأ الولد وهو موقوف على الحائط عند السبورة بالبكاء فبدأت ابكي أنا أيضا.
هنا قالت حسنا حسنا سأعيد الكتاب لكم اليوم بعد أن أتصفحه وربما أقرأه. والآن ما الأمر الذي كنت قادما لأجله يا فلان.
وهكذا تم حل الموضوع وقتها حيث في قرب نهاية الدوام أعادت المعلمة اللغز المذكور للطالب مع تحذير لي وله من مغبة القراءة أثناء الدرس وأن فلان أصلا لم يكن عليه أن يفعل فعلته بأن يشجعني على فكرتي بالقراءة اثناء الدرس وأني أنا المذنب الأصلي وهو المذنب الفرعي في الأمر كله.
وعودة لموضوعنا حول اللغز رقم 15.
كيف أن الحنش مهرب رهيب وعلى الحكومة والشرطة المصرية اعتقاله.
لكن ما لم يذكر في النص الذي للأطفال وللشباب هو أن التهريب أحيانا عمل وطني.
لنأخذ مثالا على ذلك.
هل تهريب القمح والحبوب والرز إلى أمة معينة عليها حصار معين من عدو معين وأن أهل هذه الأمة هم الذين فيهم أمر الحق. هنا هل الأمر مسموح به أقصد التهريب للطعام وللغذاء؟
كيف أن التهريب أحيانا عمل وطني لتوفير أساسيات الطعام مثلا.
لنأخذ مثالا آخر.
الطريق من جنوب شرق آسيا المار بالهند التي بها مجاعات.
وهم قد يكونوا مستعدين لدفع أضعاف الثمن لأخذ البضاعة الغذائية.
كيف يمكن توصيل اللقمة لقومك وأمتك وشعبك وقبيلتك وعشيرتك وعائلتك الكبيرة فما بالك الصغيرة بل وكيف يمكن أن يرفض مهرب معين أن يعطي البضاعة للهند وهو يعلم أنها حالتين لا أكثر إما للهند ويموت قومه جوعا وإما لقومه ويموت من قوم الهند جوعا.
أنا هنا لا أدافع مطلقا عن الحنش أحد ابطال رواية لغز الجزيرة المهجورة من قصص المغامرين الخمسة لأنه قد يكون مهرب حشيش أو ممنوعات.
هناك ما هو مشهور وهو أمر تهريب الطعام للرسول وعشيرته ممن من الهاشميين أثناء الحصار عليهم في شعب ابي طالب قبل الهجرة للمدينة المنورة التي كان إسمها وقتذاك يثرب وكيف أراد قوم من الأخيار أن يمزقوا صحيفة الحصار المعلقة على الكعبة باعتبار أنها عار على قريش وعلى هيبة مكة وأن قوما منهم يصارعون الجوع والعطش فاكتشف القوم أنه لم يبق بها سوى بسمك اللهم.
هناك أيضا فيلم المهمة رقم كذا العراقي وكيف تقتل إمرأة أثناء قيامها بنقل بضاعة طعام على الأغلب مع قافلة التجارة المعنية وكيف يظهر خاتم معين للشخص الذي قام بقتلها.
وكيف في نهاية الفيلم يظهر نفس الخاتم في يد قتيل بغض النظر عمن من هو العدو فعلا في معارك القادسية كلها.
لا أدعي أن الخاتم به إشارة للعدو الفعلي في معارك القادسية لكن الواضح أن الفيلم كان يحكي مما يحكيه كيف ماتت المرأة وهي تقوم بتهريب الطعام والغذاء لقومها بسبب عدو طالح. هذا ما فهمته على أيتها حال.
هناك أيضا فيلم لعادل إمام وآخرين إسمه بخيت وعديلة كيف أنهم يكتشفون أن البضاعة المهربة ليست مخدرات بل دقيق.
هنا ييقول عادل في الفيلم أمام ضابط الشرطة يا افندم أنا مدمن.
فلما اتضح أن البضاعة دقيق قال فورى أنا مدمن دقيق.
من الأمور الخطرة التي تحكيها الرواية اللغز كذلك أمر حلقة السمك واصطياد توفيق لسمكة لا تؤكل وشكه في الأمر كله.
هنا الأمر المثير الذي لم يستمر المؤلف في أمره هو لماذا وكيف قام أبو الصديق بشراء السمكة وهي أصلا لا تؤكل.
هل من معاني ذلك ليصل الأمر إلى أينما يصل أن أبا الصديق هذا سفنه التي تصيد السمك هي مجرد غطاء عن أحواض سمك في مكان معين يقوم كل يوم بأخذ السمك منها ليبيعه في حلقته التي هي الأكبر من مجموع حلقات السمك في المكان المعني؟ وأنه نفسه لا يعرف الكثير عن السمك.
ولماذا لم يستمر المؤلف في أمر اللغز الجديد الذي في أعماق الرواية أو لم يكن من الأجدى أن يستمر في أمر شك توفيق في أمر السمكة التي لا تؤكل والتي اصطادها صدفة؟ أو ليس هذا الأمر هو اللغز الكبير أيضا؟
ولم يقم المؤلف بأي مجهود لتوضيح طبيعة الممنوعات التي كان الحنش يهربها ومرة أخرى هل هي ممنوعات وطنية أم ممنوعات فعلية. نجد أن المؤلف لم يذكر هذا بأي حال من الأحوال كأنه آثر أن يحكي القصة من المنتصف إلى المنتصف لا غير.
مما يثير الشبهات حول ما يقال أنه بطريقة معينة عند قراءة الرواية التي للشباب والأطفال ومن ثم الرواية الأصلية التي قد تكون ما زالت غير مكتملة بمعنى أن فيها ما لم يكتمل التحقيق فيه أو إنهاء غرابته أصلا يصاب المرء بالذعر والخوف وبالرعب.
وأن القاريء الكبير في السن إذا ما كان من محبي الرعب والخوف والذعر فإن عليه أن يقرأ الروايتين بطريقة معينة يجب أن يعرفها لكي يصاب بهذا الرعب والخوف والذعر.
وهذا مع الأسف ينطبق على معظم روايات الشباب والأطفال هذه.
ومع ذلك فإن هذه الروايات بالذات هي من التي صقلت موهبتي في اللغة العربية لحرفها العربي القرشي اللغوي وجعلتني محبا لهذه اللغة وفخورا بها ومنضبطا فيها بحيث أكتب فيها بدقة عالية وبشيء من الحرفية.
ولا ينكر أثر الروايات التي للشباب والأطفال في صقل الموهبة وجعل المستوى فيها غير ركيك بالمرة.
هذا وأود أن اذكر أن هذه الروايات كانت شبه ممنوعة في بلادي العراق ولا يمكن الحصول عليها إلا بطلعان الأنفس مع الأسف.
أما أمر التهريب للطعام والغذاء ففيه مشاكل رهيبة منها ما يقال أنه حدث في معارك ذي قار الشهيرة كيف أن القوم أكتشفوا أن هناك من يتسلل إلى مخازن الغذاء ليلا بعد أن يضعوا على أنفسهم زيتا من نوع معين يجعلهم غير مرئيين للحرس وللناس فيستطيعوا بهذه الواسطة من أخذ الطعام لكي يمنعوا الجوع عن أمر قبائلهم.
وكيف اكتشف القوم هذا الأمر فاستطاعوا أن يحافظوا على مخازنهم التي تقيهم أمر الجوع.
أم ألأمر مثل فيلم عن حكاية من حكايات رواية أولاد حارتنا ...
كيف أن المخازن مليئة لكن الجوع أمر موجود ...
وكيف في قصة حقيقية معينة تم القبض على مسؤول التموين وكيف تمت معرفة أنه يحتفظ بالفاكهة والغذاء في سراديبه ولا يعطيها للناس وبعد ذلك يقوم بإتلافها حبا بالباطل وكيف أن القوم أمروا الشخص بأن يأكل ويأكل حتى مات من التخمة وهو يأكل بعد أن هددوه بأن هذه هي طريقة تعذيبه بعد أن قرر أن يعامل الناس بهذه الطريقة. والقصة هذه مشهورة على كل حال.
في هذه فإن هناك حالة معينة يتم فيها أن المرء عند دفع الأثمان يعتقد موظف الكاشير أنه استطاع أخذ المبلغ العالي غير الحقيقي من الشخص فيفرح أنه استطاع غش المشتري وهو بهذا لا يعلم أن هناك من يأخذ البضاعة بعد ذلك من البائع المالك بالشكل السليم.
نعم السرقة غير جيدة لكن أمر المقولة أقضوا حوائجكم بالكتمان أمر آخر رهيب وماذا تفعل أصلا للكاشير الغبي الذي يتم استشراف عمله في نظرية من نظريات الاستشراف لكي يكون عمله على أكمل وجه وبالشكل الصالح والصحيح.
هذا ويعتقد البعض أن الشعب الفلاني يجب أن لا يأكل بينما الآخر من هذا الشعب الفلاني يعتقد أن الشعب الآخر الذي هو شعب الأول هو من يجب أن لا يأكل وان الإثنين يعتقدان أن الله معهما.
وهذه الأمور موجودة مع الأسف.
وشكرا لحسن القراءة.
ـــــــــــــ نهاية المقال / البحث البدئي الأولي ـــــــــــــ تمت مراجعة النص.
#محمد_حسين_صبيح_كبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتابات ساخرة 47
-
كتابات ساخرة 46
-
كتابات ساخرة 45
-
رد على حدوتة مصرية 1 و 2 للكاتب محمد حمادي
-
كتابات ساخرة 44
-
كتابات ساخرة 43
-
كتابات ساخرة 42
-
كتابات ساخرة 41
-
كتابات ساخرة 40
-
كتابات ساخرة 39
-
كتابات ساخرة 38
-
كتابات ساخرة 37
-
كتابات ساخرة 36
-
كتابات ساخرة 35
-
كتابات ساخرة 34
-
كتابات ساخرة 33
-
كتابات ساخرة 32
-
كتابات ساخرة 31
-
كتابات ساخرة 30
-
كتابات ساخرة 29
المزيد.....
-
انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي
...
-
محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي
...
-
بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي
...
-
موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر
...
-
وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم
...
-
من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا
...
-
بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة
...
-
تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك
...
-
جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو
...
-
باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|