أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - هل يعترف اليسار المغربي بأخطائه..؟ ـ الجزء الأول















المزيد.....

هل يعترف اليسار المغربي بأخطائه..؟ ـ الجزء الأول


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 18:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رغم أن أيت ورغن يعرفون إكيليز، ويقيمون به حفلا سنويا عرفانا بمكانة ابن تومرت التاريخية والعلمية، إلا أن الدولة تجاهلته، كما تجاهله المستطلعون الفرنسيون، وكذلك فعل اليسار المغربي، واتجه إلى الشرق للبحث عن أسس الثورة، في تجاهل تام لأسسها بجبال الأطلس الصغير، في استلاب نظري للفكر البرجوازي الغربي، وتأثير تزوير تاريخنا العميق من طرف خونة المقاومة المسلحة، مما جعل اليسار يعيش أزمة الهوية والوجود، في بلاد عرف تاريخا عميقا في الثقافة والحضارة، يستعصي على الفكر البرجوازي الاستعماري تفكيكه.
رغم اعترافها، تحاول البرجوازية الفرنسية في خطابها في التصريخ العلمي، الذي أقامته بجامعة محمد الخامس بالرباط، بعد فضحنا لأعمالهم السرية المشبوهة في أبريل 2017، لما نشرنا أول استطلاع عن الحفريات بإكيليز، التي نتجت عنها سرقات مادية ومعنوية لتراث ابن تومرت، سنرجع لها فيما بعد، تحاول في هذا الخطاب تقديم نفسها على أنها هي السباقة للاكتشاف، وكعادتها فتحت خطابها بمبلغ ميزانية الحفريات الهائل التي بلغت 150 ألف أورو، مليار ونصف سنتم بينما ما سرق هناك يتعدى هذا المبلغ بعشرات الأضعاف.
وذلك في تشهير فاضح بالفكر الرأسمالي، الذي يقدس المال، ويجعله فوق كل شيء، حتى فوق تاريخ دماء المقاومين منذ عهد إكيليز، التي لا تقدر بثمن، وركزت البرجوازية على المسائل الشكلية في خطاب ملغوم يروج للإسلام السياسي، مستبعدا عمدا البناء العمراني والفكري في حضارة الموحدين بالمغرب وأوروبا، في محاولة لإعادة طمس تاريخ الموحدين بسوس، الذي فشل المستطلعون الأوروبيون على طمسه في القون 19 وبداية القرن 20، بعد مواجهة الاستعمار الفرنسي بالجنوب واحتلال مراكس في 1912.
وكان تاريخ الأطلس الصغير عنيدا، حيث مر الاستعمار الفرنسية بكل جرائمه ولم يستطع طمصه، فأرغم الأساتذة البرجوازيين بالجامعة الفرنسية الرجعية على مراجعة حسايات السياسيين الفرنسيين، واعترفوا بأخطائهم حول تاريخنا العميق، بعد حفريات إكيليز بجبال الأطلس الصغير، قصر ابن تومرت مؤسس النظرية البرجوازية، وتحديد العديد من المواقع بواد أرغن/واد الذهب مركز الصناعة المعدية، وأسس به ابن تومرت عاصمة إمارته الأولى، وبنى بها الأساس الاقتصادي لإمراطورية الموحدين، بعد بناء أسسها النظرية والسياسية والاستراتيجية.
خطاب الأساتذة البرجوازيين الفرنسيين يوحي بخجل عميق من هذا التاريخ، وخوف عميق من انبعاثه في القرن 21، من أنقاض الصراعات الطبقية بجبال الأطلس الصغير، بسيروا/أبو الكنوز كما أسميه، وامتداداته بجبال صغرو شرقا إلى تفلالت، وامتداداته غربا إلى أيت باعمرن، مرورا بإسكتان، وما يضمه هذا المجال من مناجم الذهب، الفضة، الكوبالط، النحاس، الأورنيوم وغيرها، التي يتم استغلالها من طرف الشركات الإمبريالية العابرة للقارات، وتأثيرها على استنزاف الفرشة المائية بالجبال وسهل سوس، في علاقتها باستغلال العمال والفلاحين الذين يعيشون في شروط شبيهة بالعبودية.
وقريبا ستعترف البرجوازية الفرنسية بأخطائها حول تاريخ آخر إمارة للموحدين بإوزيون بجبال الأطلس الصغير، لما تكتشف مدينة تنزاط عاصمة إمارة علي بن يدر الزكندري، غير بعيد عن منجم زكندر بسيروا وسدي أولوز والمختار السوسي، هذا المجال الحيوي الذي شكل لأساس الاقتصادي للإمبراطوية الموحدية، والذي أرق الاستعمار الفرنسي طيلة أربعين من الحروب، مما جعل البرجوازية الفرنسية اليوم تعيد حساباتها الخاطئة حول حركة التحرر الوطني بالغرب الإفريقي، مما جعله تعترف بدولة فلسطين بعد الإبادة الجماعية.
كل هذا التاريخ العظيم بأسسه المادية والنظرية لم يسلم من اجتياح الاستعمار الفرنسي وحلفائه الخونة، في المجال الذي كان اليوطي يسميه جنوب الأطلس، حيث واجهه منذ أن وضع رجليه بشواطئ الرباط على فرس الأطلس، عبر ثورة عارمة، قادها الفلاحون المثقفون المسلحون بالجنوب، وانتشرت بجبال الأطلس والريف وكل الثغور كالنار في الهشيم، مما يجعل البرجوازية الفرنسية اليوم حذرة، وهي تتناول إعلان تصحيح تاريخ الموحدين بالجامعة المغربية التابعة لها.
نستمر في كشفه من منظور النقد العلمي المادي للتاريخ والمعرفة، ومن منطلق تصحيح مفهوم الصراع بين اليسار واليمين بالمغرب، الذي تشكل خلال الصراع على السلطة بين الموحدين والمرابطين، عبر تشكل حلفي تحكات وتاكوزلت، وهما عبارة عن حزبين تحكات اليساري وتاكزولت اليميني، الأول ضد السلطة المركزية والثاني معها، وتحدث المختار السوسي عن تاحكات السكتانية، حيث لعبت سكتانة دورا هاما في بناء وإسقاط الدول من الجنوب، وإلى جوارها مدينة تنزاط عاصمة آخر إمارة الموحدين، التي أسسها علي بن يدير الزكندري، المعروف بآلي ن تنزاط أمازيغي، دامت ثمانين عاما، وشملت حاحا، سوس، درعة، تفيلالت وشنكيطة، وعرف تاريخها تحريفا بعد تدمير عاصمتها مدينة تنزاط، وهي عبارة عن محمية تتشكل من مجموعة قمم جبلية يحوطها سور ومراكز الحراسة.
لقد تم تحريف المختار السوسي عن زيارة إوزيون بعد زيارته قصبة أولوز، حيث زار الطيب الدردوري وأخذ منه كل تاريخ المنطقة التي يسيطر عليها، وعلى رأسها إوزيون، التي تعتبر سند سكتانة قبل وصول نفوذ الكلاوي إلى المنطقة، بعد انسحاب أحمد الهيبة من مراكش إلى تارودانت التي تحصن بها، وحاصره الخونة وعلى رأسهم الكلاوي والكندافي ومعاونيهم عمر السكتاني، الدردوري وحيدة أميس، في الوقت الذي صمد فيه قائد سكتانة محند اعبد الله ند بوبكر ورفيقه العسكري أحمد أبلاض، بدعم من زاوية ابن ويسعن الثورية.
خلال هذه المرحلة تم تزوير تاريخ إوزيون فأصبح الحاج محمد بن يدر ند ناصر مجرما، ولم يستطع المختار السوسي حتى ذكر اسمه في هذه الرواية الكاذبة، حتى يسهل استباحة دمه حيث كان من الفقهاء السوسيين الذين بايعوا أحمد الهيبة بمراكش في 1912، كان آنذاك فقيه مدرسة مسجد أمزميز ومن حملة السلاح، كما يحكي لي خال أبي الفقيه سي الحسين نايت دوش بأسيف ن انزال، وكان يقول:"جدك لا يفارق السلاح وهو على حصانه"، كان يزورني بتارودانت زيارة خاطفة خفية، وقال لي :" لم يستطع الخونة اعتقاله لذلك دسوا له السم في طعامه ومات شهيدا، واحتلوا أراضيه بإوزيون".
ولما حل المختار السوسي بقصبة أولوز عرجه الدردوري عن الطريق الصحيح إلى تاريخ إوزيون، كما قام قاضي تالوين بتفويت لقاء لحسن بن الحاج محمد ند ناصر، الذي كان في صراع مع القاضي حول استرجاع أراضي أبيه بإوزيون، حيث انتقل إلى تكركوست لمتابعة هذه القضية، إضافة إلى النضال لاسترجاع حقوقه من المستعمر الفرنسي، حيث تم قطع يده اليمنى بمستشفى تارودانت في 1934، بعد سقوط سخرة كسرت يده بالأعمال الشاقة بورش طريق مراكش ـ تارودانت، على مستوى وادي أنزال معقل أمه، وكان يمارس التجارة بزاوية تكركوست ويقوم بمهمة الآذان بمسجدها منذ الأربعينات من القرن 20، حيث يغلق متجره ويقوم بهذه المهمة اليومية.
ومن بين الأخطاء التي وقع فيها المختار السوسي نتيجة هذه المؤامرة، هو تجاهل تاريخ إوزون الحقيقي وتحدث عن خائن أصبح فقيها وشهيدا، بينما الشهيد الحاج محمد بن يدر ند ناصر أصبح مجرما، كما أصبح علي بن يدر الزكندري مجرما، لما زار المختار السوسي ضريح عامر بن هارون أبوحفص قرب أولوز، قال عنه أنه هرب من الطاغية علي دون ذكر اسمه الكامل، وهو يتجاهل أن أبو حفص لا يمكن أن يهرب من الأمير مسافة 10 كلمترات، وهو يحكم حاحا، سوس، درعة، تفلالت وشنغيطة، هكذا فوت عليه الخونة تدوين تاريخ واحة إوزيون معقل جدي من أبي وواحة أنزال معقل جدتي من أبي، كما فوت عليه خونة تالوين لقاء جدي أحمد أبلاض العسكري رفيق قائد سكتانة الشهيد محند اعبد الله ند بوبكر، وأبي لحسن بن الحاج محمد بن يدر ند ناصر اليساري الرادكالي.
هكذا تم تحريف المختار السوسي عن الاطلاع على هذا التاريخ، وهو تاريخ كبيرة بمناطق حافلة بتراث كبير : أمزميز، إوزيون وأنزال، حتى لا يكتشف زيف الخونة المسيطرين على أرض أبي بإوزيون وزيف القضاء بتالوين خدمة للاستعمار والكلاوي، ونكون مضطرين لإعادة كتابة هذا التاريخ العظيم المخفي على الأنظار بفعل مؤامرة الخونة عملاء الاستعمار الفرنسي والكلاوي بسوس.
يتبع



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس التحليل البرجوازي للأزمة الرأسمالية
- توقف تطور البرجوازية عند بروز الماركسية
- من السذاجة والغباء إلى الانتهازية
- ضد الجمود العقائدي والمثالية الذاتية في الحركة الماركسية الل ...
- من أجل فهم ما يجري بالعالم
- انتباه، الحرب تجري في جميع مستويات الحياة
- الأمازيغية والتوجه القوي في الحركة الاحتجاجية بالمغرب
- الأمازيغية وبناء دولة القبيلة بالمغرب
- فشل الفكر العربي القومي ونشر الخرافة العلمية
- وهل تنطوي أكاذيب الإمبريالية على الماركسيين اللينينيين..؟
- جبال الأطلس بالمغرب باطنها كنوز سطحها تفقير..!؟
- عن معضلة الطريق الثوري في ظل أزمة اليسار الماركسي
- من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟
- رسالة إلى الصديق منعم المساوي
- ضد خرافة كوكب الصين
- ما مصير المفاعلات النووية الإيرانية بعد الاتفاق عمان..؟
- العالم في حاجة ماسة إلى ستالين
- تجاوزات المحاكم والنيابة العامة في حق الفلاحين الفقراء بالمغ ...
- عن سياسات ترمب التخريبية وأحلامه المزعجة
- تهديدات ترمب بالحرب على إيران لن ينفدها


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يحبط محاولة بيرني ساندرز لمنع بيع الأسلحة ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي
- “الإنسانية” في حوار مع الرفيق جورج ابراهيم عبدالله بالقبيات ...
- بيان الحزب الشيوعي السوداني بشأن بإعلان الحكومة الموازية برئ ...
- بيان حول “شحنة عسكرية جديدة تمرّ عبر ميناء طنجة المتوسط في ط ...
- اليسار والنضال الاجتماعي: من دروس مسيرة كادحي ايت بوكماز
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ملك المغرب: تراجع الفقر وتحسن التنمية البشرية يحفزان تعزيز ا ...
- عاجل | السيناتور الأميركي بيرني ساندرز: لا يمكننا الاستمرار ...
- في سراب الدولة الفلسطينية


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - هل يعترف اليسار المغربي بأخطائه..؟ ـ الجزء الأول