امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 14:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
قال لينين :"المادة مقولة فلسفية للإشارة إلى الواقع الموضوعي" استنتاج عالي للمفهوم تم استنباطه في صراعه الأيديولوجي ضد التجريبين الأساتذة البرجوازيينن، والفوكية بجنوب أمريكا لا علاقة لها بالحركة الماركسية اللينينة.
لا يمكن أن نتسامح مع زرع الأفكار الهدامة للتحريفية والانتهازية في عقول شباب تمت تربيتهم بالوصاية داخل مقرات الأحزاب والجمعيات على الخضوع والخنوع، وتجيشهم لتمرير الفكر اللاعرفاني باسم الماركسية اللينينية لطالما حاربها لينين قبل أزيد من قرن من الزمن، يقومون بذلك باسم الدفاع زورا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وضد الإبادة الجماعية قولا ودعمها فعلا.
يقولون نحن لم نفهم لينين، نعم نفهمه كما تريدون، فلينين لا يحتاج لمن يفهمه، هو بحاجة لمن يفعل ما فعله ضد الإمبريالية، وليس هناك فهم خاص فريد ووحيد لمنظور لينين، حيث الحركة الماركسية اللينينية غارقة بالمذاهب التحريفية، لطالما حاربها لينين، لا داعية لتعدادها، ومنها الفوكية بجنوب أمريكا التي تدعو للتحالف مع الظلامية بالكنسة، لكن لم تستطع الذهاب بعيدا لما وصلت إلى السلطة، حيث بقيت في مستوى البرجوازية الصغيرة، وكرست الاندماج في الرأسمالية باسم الاشتراكية قولا والبرجوازية فعلا، كل دولها اليوم فاشلة.
فلماذا تدعون إلى إعادة الفشل وتكريسه..؟ انصرفوا عنا أنتم وفشلكم نحن لا حاجة لنا بنصائحكم المسمومة.
يجب أن نؤكد أن الماركسية اللينينية منظور مادي متكامل لا يمكن تجزيؤه باسم "التحالف مع الظلامية" أثناء الحروب اللصوصية، والتحريفية لم تستطع حمل السلاح حيث هي خادمة الإمبريالية ربيبة الصهيونية بالتحالف مع الظلامية.
إن استغلال الحرب الهامشية بين الصهيونية والظلامية، في تقليد أعمى للمنظور الفوكي للحرب الوطنية الثورية بجنوب أمريكا، وهي ليست ماركسية لينينية حقا بعد إدماج الظلامية بالكنيسة في حروبها وبالتالي إدماجها بدولها الاشتراكية الشوفينية، والنتيجة بارزة للعيان، فعلها اليوم عبارة عن بيانات وإعلانات واجتماعات في أقصى الحدود.
لما قال ماركس :"الدين أفيون الشعوب"، لم يقل ذلك عبثا ولا تدخلا في حق الاعتقاد، الدوافع التي جعلته يقول ذلك هو استغلال الكنيسة للدين سياسيا من أجل اضطهاد الشعوب، ذلك ما يتم في استغلال الدين وعلى رأسه الإسلام من طرف الإمبريالية التي صخرت الصهيونية، في جعل فلسطين بؤرة توثر دائمة ليس فقط ضد الشعوب العربية، إنما ذلك من منظور شمولي لموقع فلسطين في تاريخ الأديان، ولم يكن ذلك عبثا، بل هو قرار من أكبر دول استعمارية في تاريخ الإمبريالية وهي إنجلترا، قائدة الإمبريالية العالمية بعد الحرب الإمبريالية العالمية الأولى.
لقد ناضل لينين ضد استعمار الشعوب ودعم حركة التحرر الوطني بالبلدان المضطهدة، وناضل ضد روسيا القيصرية وساهم في إخراجها من الحرب ومنح الاستقلال لشعوب روسيا ومن بينها أوكرانيا، بعد أزيد من أربع سنوات من الحرب الوطنية الثورية للدفاع عن الوطن الاشتراكي ضد تحالف الإمبريالية والبرجوازية المحلية لروسيا بدعم من الأحزاب التحريفية، ولم تتوقف الحرب الأيديولوجية ضد الماركسية بعد انتصار الاشتراكية بروسيا.
وبعد وفاة لينين قاد ستالين البناء الاقتصادي والسياسي والعسكري للاتحاد السوفييتي، مما خلق الصراع بين قوتين نقيضتين وأحدث توازنا على جميع مستويات الحياة بالعالم لأول مرة، مما ساهم في بناء أسس حركة التحرر الوطني بالبلدان المستعمرة لكن الإمبريالية لم تتوقف عن محاربة الاشتراكية، حيث تعرف أنها نقيضها الوحيد الذي يهددها لذلك عملت على استنفار كل النعرات العنصرية لاستغلالها ضد الاتحاد السوفييتي الذي عرف نهضة هائلة على جميع مستويات الحياة.
هكذا نشأت النازية والفاشية بأوروبا في التناقض الداخلي للإمبريالية لما اختنقت من طرف الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت الاقتصاد الرأسمالي في عمقه بأمريكا في 1929 بينما الاقتصاد الاشتراكي مزدر، وكما أكد لينين أن الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية يلازمها الاستعمار والحرب، اندلعت الحرب الإمبريالية العالمية الثانية مستهدفة الاتحاد السوفييتي في 1941، ولقن للنازية والفاشية درسا في الحرب الوطنية الثورية ضد الحرب الإمبريالية، تم خلالها تحرير شعوب أوروبا الشرقية من الاحتلال النازي، وفتح باب الاستقلال بالبلدان المضطهدة كما سماها لينين.
لا نريد هنا سرد الأحداث التاريخية إنما الغاية للتذكير بها هي أولا التثقيف لمن لا يعرفها وثانيا لإبراز دلالاتها السياسية والحربية، خاصة وأننا نعيش مرحلة حروب لصوصية فروع الحرب الإمبريالية العالمية الثانية، هذه الحروب التي استمر ولن تتوقف كما أكد لينين ذلك بعد استمرار الحرب الإمبريالية على فيتنام إلى 1975، والحرب الصهيونية باعتبارها فرع من فروع الحروب اللصوصية التي أصبحت مركزها، والتي وصلت اليوم حد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في أخطر مرحلة تاريخية، تعمق فيها التناقض الداخلي للإمبريالية في غياب نقيضها التاريخي الاشتراكية.
إن مقولة ماركس :"الدين أفيون الشعوب"، له مستوى خطير من المعاني فات المستوى الأيديولوجي الذي أشرنا إليه سابقا، ألا وهو مستوى التفكير وتناول قضايا الحياة الفردية التي ترتكز عليها الإمبريالية لجعل الفرد ينفصل عن المجتمع، ولن يتم ذلك إلا بضرب منظوره للحياة الاجتماعية وعزله ليسهل استغلاله، ذلك هو عمق النظام الرأسمالي الذي يسعى إلى نشر الفردانية بشتى أشكال السموم الأيديولوجية، ومن داخل الحركة الماركسية اللينينية التي ما زالت تشكل لها نقيضا فكريا يهدد استمرارها، وسخرت لذلك التحريفية والانتهازية من داخل لهذه الحركة النقيض بعد ضربها على مستوى التنظيم والتعليم.
أما مقولة العلمانية التي تبشر بها التحريفية وتسميها فصل الدين عن الدولة أو السياسة، وهو وهم باطل يراد بعد حق غير موجود، حيث تم تمييع مفهوم العلمانية وتحريفه، من فصل الدين عن الحياة إلى فصله عن السياسة قولا وإدماج الدين أثنان الحروب والاحتجاجات الجماهيرية من طرف التحريفية، بل ومحاولة تمرير مقولة التحالف بين اليسار والظلامية في الحروب اللصوصية، وفصل الدين عن الحياة يهم الأفراد ولا يهم الجماعات حيث الاعتقاد شأن فردي، لذلك لا يمكن إدماجه بنقيضه المادي الماركسية اللينينية، وكل تسامح بذلك يتم عبر التحريفية المتسمة بالمثالية الذاتية بقيض المادية.
مقولة ماركس هذه طورها لينين منطلقا من المنظور المادي للحياة، في التناقض بين المادية والمثالية، حيث لا يمكن التوافق بينهما، من الطبيعة مرورا بالمجتمع وصولا إلى المعرفة، ذلك ما ينطبق على التفكير المادي ضد التفكير المثالي في تناقض لا يتوافق إلا في ذهن المثاليين الذاتيين واللاعرفانيين، الذين يسعون لدحض الأسس المادية للماركسية وتسخيرها لصالح البرجوازية، تعمل التحريفية على ملء هذه العملية على مستوى التنظيم بالحركة الماركسية اللينيينة.
لهذا لا يجب الانجرار مع مقولات لا أساس مادي لها، المثاليون الذاتيون كما سماهم لينين لا يعتقدون بالمادة خارج إرادتنا، ومنظورهم ينبثق من التجريبية التي حاربها لينين، عليكم بالرجوع إلى كتابه "المادية والمذهب النقدي التجريبي، إن التحريفية هي التي جعلتنا نعيش الحروب اللصوصية في المرحلة التي سمتها "الحرب الباردة"، وأية حرب باردة تلك التي تمت فيها الإبادة الجماعية للشعب الفيتنامي..؟
واليوم يتم تكريس الإبادة الجماعية للشعوب بأشكال خطيرة، بفلسطين، السودان وأوكرانيا، وتعمل التحريفية على الخلط بين قضية الشعوب ومصالح الدول خاصة في الحرب على الشعب الأوكرانية، بعد تركيز الإمبريالية بروسيا ودخولها في الحروب اللصوصية في التناقض الداخلي للإمبريالية، لذلك لا يمكن الفصل بين الحروب اللصوصية اليوم فمصدرها واحد كما حددناه ودور التحريفية واحد وهو تحريف الماركسية اللينينية.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟