|
|
فشل الفكر العربي القومي ونشر الخرافة العلمية
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 18:47
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مهما حاولت الإمبرياليات تلطيف خطابها بعد الإبادة الجماعية بفلسطين وغيرها من البلدان المضطهدة، لن ننساق وراء بكائها بكاء التماسيح، ومهما ادعى اليسار بالبلدان العربي والمضطهدة ما شاء من أعذار للتهرب من مسؤولياته، فيما جرى ويجري في الساحة السياسية وتداعياتها الاقتصادية الكارتية على حياة الشعوب، لن ننسى تورطه في كل ما لحق الشعوب العربية والمضطهدة. ومهما رفعت آيات البكاء على الأطلال لن ننحاز إلى بكائه، ونخفي حقيقة بؤس حياة الشعوب نتيجة وبؤس فكر الانتهازية، وانحياز تنظيمات اليسار العربي، إن صح التعبير، للفكر البرجوازي الصغير وليد الانتهازية. كشف الحقيقة جزء من مهامنا الجسام، ومفتاح كل انتصارات الصامدين على الخط اليساري حقا، فلا أفق بدون الفكر الماركسي اللينيني، الذي تنكر له الانتهازيون المهرولون وراء الإتاوات من صناديق الشعب المغربي، لن نكون تابعين لما يسمى الفكر العربي القومي، وهو ليس إلا ترجمة للفكر البرجوازي الغربي القومي. ومهما حاول تلطيف قضم أنياب الإمبريالية لأجساد وأمهات شباب البلدان المضطهدة كما سماها لينين، وليس كما يريد اليسار القومي تسميتها كناية على تقسيم المجتمعات العربية من منطلق الفكر البرجوازي. يتم الترويج لانتصارات الثوتيين، بعد تخريب أسس دولتهم، وبتم الترويج لأكاذيب خصومة ترامت ونتانياهو، لاعتقادهم أننا جميعنا نصدقها، كما يجب أن نصدق أن باكستان هزمت الهند بالسلاح الصيني، وأن ترمب تدخل بينهما وساد السلام، وأن المقاومة الفلسطينية تهدد وجود الكيان الصهيوني، بعد تخريب غزة وجينين، وقتل المئات من الشهداء، وتشريد مليوني فلسطيني، وتجويعهم ونشر الأمراض بينهم، هذه الأكاذيب لن تنطوي على العقلاء من بيننا. وإيران بعد قص أجنحتها بالمنطقة العربية وعزلها، تم فرض التفاوض عليها بسلام القوة الذي حمله ترمب، وهو ليس إلا بوق الصهيونية والمحافظين بالكونغريس الأمريكي، وهو لا يتراجع عن قرراته لأنه لا يدري ما يفعل أو يشتغل لوحده، هذه كذبة كبير الغالبية يصدقونها، كما صدقوا ضغطه على زيلينسكي الصهيوني، معتقدين أنه من السهل أن يتخلى عنه اللوبي الصهيوني بأمريكا وبريطانيا، اللتان تسيطران على الرأسمال المالي الإمبريالي والسوق التجارية العالمية. كل هذه الأكاذيب خلقت لدى الذين صدقوها أوهام سقوط الإمبريالية، كما سقط حائط برلين، إن علماء سيكولوجيا المجتمعات الغربيين يدرسون عقلية مخلفات دول القبلية بالمنطقة العربية والمتعلقين بها، ويسيغون نماذج أحداث تتناغم مع نوعية الفكر العربي المتسم بالخراف، ومن لا يدرك ماذا يعني ذلك في السيكولوجيا الاجتماعية، وبناء الشخصية، ينساق وراء تلك الأحداث المصطنعة. ووضعوا أطارا آخر عالي الدقة في التأثير على التفكير، وهو مسير كل ما ينتجونه من أكاديب، وهي آليات الذكاء الاصطناعي، وأذمجوه بالتفكير الخرافي، مما شكل تناقضا صارخا عبر ما يسمى الصدمة الثقافية، وأصبح جل الناس منغمسا في هاتفه الجوال، يبحث عن الأحداث، يعيش في تناقض صارخ، بين فكره المشدود إلى الخلف العميق، ونظره المجرور إلى الأفق الموهوم بالأكاذيب. هذه العملية السوسيوسيكولوجية، تتم عبر إمطار هذه المجتمعات المتخلفة بوابل من الأحداث المضاربة والمتناقضة، مما يخلق لديها صدمات ثقافية تزعزع أركانها، ويستقر الشخص في فكره على الخرافة الوهمية، التي تحوم حول هدف العملية السيكولوجية المعدة سلفا لذلك، تتجلى في تلاقي خبر مرح، يرتاح له فكره المتعطش للانتصار الموهوم، كما هو الشأن في حال حلقة الراوي للبطولات الأزلية في ساحة جام الفناء بمراكش، وهو يتوقف عند نقطة مهمة، يشتاق المستمع لما يليها، وتتوقف الحلقة من طرف الراوي، طالبا أداء واجب الاستماع حتى يتمم الرواية، لما يتمكن من جلب انتباههم إليه، وهكذا ينهيها إلى موعد آخر. الراوي هنا تحول من الحلقة بالسوق إلى هاتف جوال لا يفارق صاحبه، وهو يحتوي على آلاف أضعاف المرات من الأحداث، ما تحتويه حلقة واحدة في اليوم سابقا، ومع قوة وسائل التواصل الاجتماعي الإعلامية، وقوة الحروب باعتبارها أعلى مراحل الممارسة السياسية، تصوروا تأثير ذلك على عقول مليار من العرب والمسلمين، يتم ترويضهم عبر الإعلام الإمبريالي الصهيوني، يدمرون حضارتهم ويصورون لهم انتصارات وهمية، ويصدقون أنهم منتصرون بثقة عمياء.
أتعرفون ما معنى أن يعترف ترمب بقوة الحوثيين الجبارة..؟ أمام قوة الإمريالية بآليات قمة في العلم بقوة الذكاء الاصطناعي..؟
إنها صدمة ثقافية هائلة، تزعزع أركان الفكر الخرافي، وتجعله يرفرف في الفضاء بعثا عن سبع سماوات طباقا، ومن جهة أخرى يتم إمطار الشعوب المضطهدة، بوابل من الاكتشافات العلمية على مستوى العالم الصغير اللامتناهي، الذرات، الإلكترونات، الحزيئات الضوئية،الجينات، الحيوانات المجهرية، الفيروسات، المكروبات، النباتان الدقيقة... بقوة الخيال العلمي المذمج بالذكاء الاصطناعي، وفي عالم الأركيولوجيا وأصول الإنسان القديم، وعالم البحار وغيرها، والغوص في عالم المجرات، ودوران الشموس، والأقمار، ولغز الثقب الأسود وغيرها من الاكتشافات، الملفوفة بخرافة العلمية كما أسميها، حيث القلة القليلة هي التي تعتقد بما ينشر، والغالبية تنسساق مع ذلك محاولة تفسيرها مثاليا. وهنا ما ينشر حول خرافة الصين في هذا المجال، وحرب النجوم بينها وبين أمريكا، وتفوق الصين في كل شيء، حيث تكون وسيلة الخلاص من الإمبريالية الأمريكية، في كل شيء حتى أنها قادرة بمشروعها المادئي في أحد السدود الذي يثقل الأرض، ويجعل يومنا طويلا، هي مجموعة خرافات علمية كما أسميها، يتقبلها العقل العربي المشتاق للانتصار على أمريكا القاهرة لهم، ويبحث عن تفسير لها في الديانة، هكذا تتوالى الصدمات الثقافية، ويحدث التشويش بالعقلية العربية، بحثا عن مخرج من ورطة التخلف التي تكبل الشعوب العربية. وينهض اللوبي الصهيوني ضد ترمب، بعد زيارته للخليج، ويتغير كل شيء متفق عليه، والحوثيون يتوهمون الانتصارات، بعدما لعب الإعلام الصهيوني دوره في النفخ في نتائح الحرب، بعد أن تم تحطيم المطار، الميناء، أغلب المواقع العسكرية، مخازن الأسلحة، تهديد إيران بدعمها لهم، وترمب يتهكم عليهم، في تصريحه ويسميهم بالأقوياء والشجعان، هذه حقائق صادمة القليل يتقبلها ويعترف بها. شرط ترمب لوقف قصف الحوثيين هو وقف قصف السفن، وليس الكيان الصهيوني، عبر الضغط على إيران التي تدخلت لوقف قصفهم للسفن، حبث الصين والهند كذلك تضررتا من ذلك، والنتيجة سنراها قريبا وستكون صادمة، أما النتيجة المادية فهي ظاهرة للعيان وهي تخريب دولة الحوثيين، في أفق سيطرة الشمال على الجنوب، بعد زيارته للخليج، أما غزة فهي الهدف الأساسي للتدمير لتهييئها لمشروع ترمب.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهل تنطوي أكاذيب الإمبريالية على الماركسيين اللينينيين..؟
-
جبال الأطلس بالمغرب باطنها كنوز سطحها تفقير..!؟
-
عن معضلة الطريق الثوري في ظل أزمة اليسار الماركسي
-
من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟
-
رسالة إلى الصديق منعم المساوي
-
ضد خرافة كوكب الصين
-
ما مصير المفاعلات النووية الإيرانية بعد الاتفاق عمان..؟
-
العالم في حاجة ماسة إلى ستالين
-
تجاوزات المحاكم والنيابة العامة في حق الفلاحين الفقراء بالمغ
...
-
عن سياسات ترمب التخريبية وأحلامه المزعجة
-
تهديدات ترمب بالحرب على إيران لن ينفدها
-
البتي برجوازي واختزال النظرية انتهازيا
-
الفكر البتي برجوازي وإخفاقات الأجيال الثلاثة بالمغرب
-
عن الانتفاضات والبتي برجوازية في عصر الإمبريالية
-
سمفونية سقوط عروش العرب
-
كيف تسود فكر القاهر ويسيطر..؟
-
ماذا يربط بوتين بترمب..؟
-
إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة
-
ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟
-
ماذا يجري في العالم..؟
المزيد.....
-
ما هي الرأسمالية؟
-
افتتاحية المناضل-ة – عدد 85 (نوفمبر 2025)
-
صدور العدد 85 من جريدة المناضل-ة: لأجل وحدة حرة وديموقراطية
...
-
إطلاق أكاديمية التكوين السياسي… خطوة جديدة لدعم الشباب داخل
...
-
الماركسية والممارسة السياسية في المغرب: جدل الانكسارات و الإ
...
-
اليمينُ الصاعدُ مجدّدًا في أميركا اللاتينية والتحدّي أمام ال
...
-
بلاغ صحفـــــي لـــــفريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب صـ
...
-
Self-Determination, Not Goodwill, Will Decide the Global Sou
...
-
The False Stability of the “Right” in Italy
-
Missile Defense Fraud Goes Ballistic: Needless, Unworkable,
...
المزيد.....
-
الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو&
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي
/ امال الحسين
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|