|
الأمازيغية وبناء دولة القبيلة بالمغرب
امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)
الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 18:49
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مقدمة
تناول هذا الموضوع يهدف إلى طرح مجموعة أفكار حول هذه المسألة التي يشوبها كثير من الغموض، محاولا تناولها انطلاقا من المنظور الماركسي معتمدا على ما يشوبا النضال الطبقي في هذا المجال، وما يعترضه من عوائق أيديولوجية، سياسية واقتصادية، نتيجة تاريخ طويل من هيمنة الإقطاع و البرجوازية التجارية على السلطة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وما نتج عن ذلك من سيادة أيديولوجية هاتين الطبقتين، التي تم تركيزها في مرحلة الاستعمار المباشر خدمة لتنمية الرأسمال المركزي، بعد القضاء على مقاومة الفلاحين بالجنوب/ثورة الهيبة ومواجهة الاستعمار الفرنسي في 1912، والشمال/ ثورة محمد بن عبد الكريم الخطابي مؤسس جمهورية الريف في 1921، التي تعتبر أول و آخر دولة حديثة بناها الأمازيغ بالمغرب الحديث بعد أزيد من ثلاثة قرون من الصراع الطبقي حول السلطة في ظل الدولة الإقطاعية. ونعيش اليوم امتدادات هيمنة الإقطاع والبرجوازية التجارية في ظل التبعية الإمبريالية ذات الأسس ما قبل ـ رأسمالية، يتم فيها تهميش الغالبية العظمى من المناطق المغربية من جبال وسهول وصحاري، التي يعيش فيها الأمازيغ على شكل تجمعات سكانية يرتكز اقتصادها على الزراعة المعيشية بأساليب بدائية ذات الجذور الإقطاعية، تشكل فيها قوة عمل المرأة بضاعة لا سعر لها، إلا ما هو ضروري للحفاظ على هذه القوة الحية التي تنتج قيمة زائدة مجانية للرأسمال، من أجل إعادة إنتاج بضاعة مفترضة يستغلها الرأسمال مستقبلا، وتكدح المرأة الأمازيغية طول السنة بدون أجر يذكر ولا إجازة إلا وقت المخاض، هكذا يكدح المرأة إلى جانب الفلاح الفقير في المناطق الآهلة بالأمازيغ، التي لا تبعد عن مجالات الزراعة الرأسمالية للإقطاع والبرجوازية التجارية بالسهل في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها. ويختزل الأساتذة البورجوازيون والماركسيون الانتهازيون والمناشفة الجدد النضال الطبقي بالمغرب في المناظرات الرجعية بالمكاتب والأنترنت، مختزلين تاريخ بناء الدولة بالمغرب انطلاقا من مقولة النظام القائم "إدريس الأول هو مؤسس الدولة المغربية"، ضاربين عرض الحائط الحركة الاجتماعية والمعرفية للأمازيغ بالمغرب/ تونس، الجزائر، مراكش في التل والسهل والصحراء، هذه الحركة التي أفرزت الثقافة واللغة الأمازيغية ومؤسساتها الاجتماعية المتعددة، التي تعتبر نتاج حركة القوى المنتجة الاجتماعية التي أسست البنية التحتية للحركة الاجتماعية والمعرفية الأمازيغية خلال تاريخ عريق، ويعتبر هؤلاء الأساتذة أن اللغة العربية عامل أساسي في وحدة الشعب المغربي، متجاهلين أن نشأة اللغات بحوض البحر الأبيض المتوسط قد تم عبر آلاف السنين، و أن المغرب/ تونس، الجزائر، مراكش قد لعب دورا هاما في بناء الحركة الاجتماعية والمعرفية بهذه المنطقة، فبناء الدول مرهون بظهور الحياة المدنية التي ترتكز إلى الأساس الاقتصادي لمرحلة تاريخية معينة.
مرحلة نشأة دولة القبيلة
إن ظهور "المدن الدول" الأوائل أمثال أثينا، روما وقرطاج قد تم بحوض البحر الأبيض المتوسط ، وشكلت قرطاج في القرن الرابع قبل الميلاد أعظم هذه "المدن الدول"، و كانت تهدد استقرار أثينا قبل أن يتم غزوها من طرف روما، وساهم الأمازيغ في بناء الحضارة القرطاجية بشكل كبير، في تكامل بين الزراعة والتجارة اللتان شكلتا التكامل الاقتصادي للإقطاع والبرجوازية بين الأمازيغ الفلاحين والفينيقيين التجار، ولم تكن يوما نشأة الدولة بالمغرب/تونس، الجزائر، مراكش مقرونة بحلول "إدريس الأول" بالمنطقة المغاربية في القرن 8 م . ولعبت المرأة الأمازيغية/تيهيا دورا هاما في بناء الدولة بالمنطقة المغاربية في العصور القديمة شأنها شأن المرأة باليمن التي ساهمت في تأسيس دولة عظيمة، ارتكزت إلى الأساس الاقتصادي لبناء الدولة الإقطاعية، التي شكل فيها سد مأرب أكبر منشأة اقتصادية لتطوير الزراعة، و ساهمت المرأة الأمازيغية في بناء الدولة بالمغرب/تونس، الجزائر، مراكش، بعد تطوير زراعة الزيتون التي كانت تعتبر طاقة العصور القديمة، وتم تحطيم هذه الدولة من طرف جحافل الجيوش العربية الغازية لشمال أفريقيا، ولم تكن آخر دولة بناها الأمازيغ بعد بناء الدول العظمى المرابطية والموحدية والمرينية والسعدية وآخرها جمهورية الريف في العصر الحديث. وبعد قرون من الصراع حول السلطة السياسية والاقتصادية بين الأمازيغ والجيوش العربية دخل إدريس الأول إلى المغرب واحتضنه الأمازيغ في رقعة جغرافية محدودة بفاس، واتخذوه زعيما يتحدى زعماء الإمارات العربية بالأندلس، وبقيت اللغة الأمازيغية سائدة إلى جانب بروز اللغة العربية، وبقي الأساس الاقتصادي المرتكز على الثقافة الأمازيغية في الدولة الإقطاعية قائما، حيث البنية الفوقية للنظام السياسي والاقتصادي السائد ما هي إلا نتاج البنية التحتية التي تتحول باستمرار، عكس اللغة التي تم بناؤها عبر العصور والتي لا يمكن هدمها بتغيير الأساس الاقتصادي للنظام و يستعملها الشعب عامة و يقول ستالين : "إن اللغة تختلف اختلافاً أساسياً عن البناء الفوقي، فاللغة غير متولدة من هذا البناء التحتي أو ذاك، قديماً كان أم جديداً، في قلب مجتمع معين، بل هي تتولد من كل سير تاريخ المجتمع ومن تاريخ الأبنية التحتية خلال العصور، فهي ليست صنع طبقة معينة، بل صنع كل المجتمع، صنع كل طبقات المجتمع، ونتاج جهود مئات الأجيال". وشهدت المنطقة المغاربية دولا عظمى أسسها الأمازيغ/المرابطون والموحدون والمرينيون والسعديون وجمهورية الريف التي حطمتها الإمبريالية، وعرفت شروط الحياة المادية للحركة الاجتماعية بالمغرب/ تونس، الجزائر، مراكش تطورا هائلا في تلك العصور، قبل انشطار المنطقة المغاربية في القرن الثالث عشر إلى ثلاثة أجزاء شكلت ثلاث دول/تونس، الجزائر، مراكش . وانطلاقا من أعمال ابن خلدون، فالمناطق الجغرافية في شمال إفريقيا تنقسم إلى ثلاثة مستويات اقتصادية وهي التل والسهل والصحراء، فالتل عبارة عن مناطق قليلة الارتفاع تقابل البحر الأبيض المتوسط ومنخفضات في الجهة الساحلية، والسهل يتكون من مناطق شاسعة في شرق مراكش وغربه وجنوب الجزائر وتونس وسهل الشمال الإفريقي، والصحراء الشاسعة بالجنوب، وهذه المناطق المتنوعة التضاريس توفر تنوع المناخ وتعدد الموارد الاقتصادية وتنوعها، ويقول ابن خلدون : "إن التل موطن البقر والسهل موطن الشاة والصحراء موطن الإبل" ـ المقدمة، ويمكن اعتبار جبال الأطلس و الريف موطن الماعز. ويضيف : " و حتى القرن 14 الميلادي كان السكان الأصليون للشمال الإفريقي هم قبائل البربر، والقسم الأكبر منهم ينتمي إلى ثلاث مجموعات، هي : صنهاجة وزناتة ومصمودة، وفي اتجاه قبائل صنهاجة تحل قبائل الصحراء الرحل "صنهاجة الملثمين" ومجموعة صنهاجة الأطلسيتان من المتحضرين ونصف المتحضرين، وفي ماعدا صنهاجة تترحل القبائل العربية في شمال الصحراء، وزناتة هم السكان الأصليون للسهل الأوسط والغربي من المغرب" ـ وفي الجهة الشرقية من المغرب/ تونس، الجزائر، مراكش كثر عدد القبائل العربية التي تحولت إلى تجمعات على شكل دواوير في القرن 14، وهي قبائل رحل تشتغل بالرعي بالمناطق الصحراوية واستقرت بصحراء ليبيا، واختلفت حياة القبائل العربية المتميزة بحياة الرحل والغير المستقرة والمرتكزة في الصحراء عن حياة القبائل الأمازيغية المتسمة بالاستقرار في مناطق الزراعة في الجبال والسهول، وكانت مصمودة تضم قبائل الأطلس الكبير والمتوسط "من المتحضرين وأشباه المتحضرين" كما يقول ابن خلدون، وتعتمد اقتصاديا على الزراعة وتربية المواشي، ووصلت مصمودة إلى درجة أعلى من التطور واتسم اقتصادها بكونه نصف زراعي ونصف صناعي، وتم صهر الحديد والنحاس وتطوير الزراعة باستغلال الأشجار والمزروعات الصناعية كالقطن والزيتون والفواكه ... وتميزت حياة الأمازيغ بالاستقرار في الجبال التي توفر شروط حياة مادية مستقرة بفضل استقرار الدورة الزراعية الصحيحة في مناطق الري، عكس المناطق الصحراوية التي لا تعرف الري والصرف الدائمين، وتم بناء مدن بالسهول على الطرق التجارية من الشمال إلى الجنوب عبر الصحراء، وتشكلت الأمازيغية ثقافة ولغة وهوية بفضل شروط الحياة المادية للواقع الموضوعي للأمازيغ عبر العصور، بعد بروز دورها في البناء التحتي الذي أفرز الدول الإقطاعية الكبرى للأمازيغ، في علاقتها بالحركة الاجتماعية والمعرفية بحوض البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، بمساهمة الأمازيغ في بناء الحضارة العربية بالأندلس وامتداداتها بأوروبا وارتباطها بالسودان، بعد بروز الرأسمال التجاري وهيمنته على السوق التجارية العالمية. واختزال تاريخ شمال أفريقيا في كون الأمازيغ عاشوا على شكل قبائل وكيانات سياسية إلى حدود ما قبل الاستعمار المباشر في القرن 20، ادعاء باطل للأساتذة البورجوازيين والماركسيين الانتهازيين والمناشفة الجدد، ولا يعدو أن يكون إلا زعما يسعى إلى نفي دور الأمازيغ في بناء الحضارات بحوض البحر الأبيض المتوسط التي بلغت أوجها في العصر الوسيط، من خلال حركة القوى المنتجة المتطورة وما نتج عنها من علاقات إنتاج متطورة في ظل دول الإقطاع ، في مجالات الزراعة والصناعة والتبادل التجاري وبروز الرأسمال التجاري والبرجوازية التجارية إلى جانب الإقطاع . وهؤلاء الأساتذة لا يخرجون على نطاق البرامج التعليمية الطبقية ولا يكلفون أنفسهم عناء تحديد علاقات الإنتاج السائدة بالمغرب فيما قبل الاستعمار المباشر، والطبقات المشكلة منذ العصر الوسيط لاختزال ما يمكن اختزاله من تاريخ المنطقة المغاربية في تناولهم للصراع الطبقي بشكل ميتافيزيقي، مما يضعهم في ورطة منهجية لا يستطيعون معها تجاور التحليل السطحي للحركة الاجتماعية والمعرفية بالمغرب، مما يجعل منهجهم المتبع في تناول القضية الأمازيغية بعيدا كل البعد عن التحليل الطبقي للحركة الاجتماعية بالمغرب في المرحلة الراهنة، وهم عاجزون عن تحديد التناقض الأساسي في الصراع الطبقي بالمغرب والتناقضات الثانوية الموازية له والطبقات الأساسية في التشكيلة الاجتماعية والحاسمة في هذا الصراع. واستمرت الأمازيغية في الوجود شأنها شأن جميع اللغات الصامدة ضد الاستعمار وتأثرت بالثقافات واللغات الوافد على المغرب/تونس، الجزائر، مراكش عبر التاريخ العريق، رغم تعثر الكتابة الامازيغية وشيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ نتيجة ما عانوه من اضطهاد من طرف الأنظمة المتعاقبة على السلطة السياسية والاقتصادية بالمغرب، خاصة بعد شيوع قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وتجاهل الوجود المادي للأمازيغية واعتبار الشرق العربي مركزا للثقافة، مما جسد مفهوم التبعية وطرح إشكالية الازدواجية بين الواقع الموضوعي للأمازيغية وفق شروط الحياة المادية للمجتمع المغربي، وبين منظور ميتافيزيقي ينهال من الشرق العربي في بعده الأيديولوجي من أجل السيطرة على السلطة السياسية والاقتصادية، مما جعل تاريخ الأمازيغ فارغا من مضمونه المادي باعتبار الشرق مركزا للمرجعية الفكرية والتاريخية والسياسية التي يركزها النظام القائم . وعبر التاريخ العريق عرفت منطقة البحر الأبيض المتوسط صراعات سياسية بين الدول/المدن القديمة، فخلال القرن الثالـث قبل الميلاد وفي أزيد من قرن من الحروب ضد الإمبراطورية الـرومانية، وقفت قرطاجة صامدة أمام الآلة العسكرية الرومانية حتى انهزامها وتم احتلال المغرب/تونس، الجزائر، مراكش، ونشرت اللغة والثقافة اللاتينية إلا أن الأمازيغية ظلت محتفظة بوجودها أمام الاستعمار الروماني، كما هو الشأن ضد جميع التدخلات الأجنبيــة التي تستهدف استغلال العمال والفلاحين والثروات الطبيعية، وتطورت الأمازيغية بفضل تطور القوى المنتجة التي استفادت من الحضارة الرومانية ووضع أسس الدولة الإقطاعية، بعد تطوير الزراعة وإقامة العلاقات التجارية مع روما وبزنطة، مما ساهم في تطور المجالات السياسيـة والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، الشيء الذي نتج عنه القضاء على نمط الإنتاج ذي البعد الاجتماعي لاستغلال وسائل الإنتاج بعد بروز علاقات الإنتاج العبودية والإقطاعية. وكان لمرحلة الشيوعية البدائية ذات علاقات الإنتاج الاجتماعية دور هام في تركيز البعد الاجتماعي في الثقافة الأمازيغية مما ساهم بشكل كبير في تطورها، وكان للمراحل الاستعمارية المتعاقبة على المغرب/تونس، الجزائر، مراكش أثر كبير في الحفاظ على البعد الاجتماعي في حياة الأمازيغ، والمتسم بالتعاون والتضامن من أجل مقاومة الاستعمار المباشر، واستطاعت الأمازيغية الصمود أمام التدخلات الأجنبية بالتفاعل مع ثقافات الشعوب التي احتك بها الأمازيغ والحفاظ على الخصوصيات الأمازيغية، وبلورتها في الحياة المادية مما جعل الأمازيغية تستمر لغة وثقافة رغم تعثر الكتابة الأمازيغية وشيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ، بعد فرض الثقافات الاستعمارية في ظـل تجاهل وجود الأمازيغية وتهميشها بعد السيطرة السياسية والاقتصادية ويقول ستالين : " فاللغة، إذن، مع اختلافها اختلافاً تاماً عميقاً عن البناء الفوقي، لا تختلف، مع ذلك، عن وسائل الإنتاج، مثلاً عن الآلات التي هي أيضاً مثل اللغة، لا تبالي بالطبقات، وتستطيع أن تخدم النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي، كليهما دون تفريق. أما اللغة، فهي على الضد، نتاج سلسلة طويلة من العهود تتكون خلالها وتغتني وتتطور وتصقل. ولهذا، تعيش اللغة مدة أطول بكثير من أي بناء تحتي ومن أي بناء فوقي. وهذا، بالضبط، ما يفسر أن نشوء بناء تحتي معين وبنائه الفوقي، وزوالهما، بل إن نشوء كثير من الأبنية التحتية وأبنيتها الفوقية المطابقة لها، وزوالها جميعاً، لا يؤدي، في التاريخ، إلى زوال اللغة المعينة، وزوال بنائها، وإلى نشوء لغة جديدة مع مضمون قاموسي جديد، ونظام قواعدي جديد". إن ادعاءات الأساتذة البورجوازيين والماركسيين الانتهازيين والمناشفة الجدد حول تفوق لغة على لغة منظور ميتافيزيقي خارج التاريخ، كما أن موت اللغة لا يستند إلى أي نظرية علمية ويتجلى ذلك في كون الأمازيغية ما زالت مستمرة في الوجود، رغم تعاقب الاستعمار بمختلف أشكاله على السلطة السياسية والاقتصادية بالمغرب، منذ سيطرة التجار الفينيقيين على قرطاجة مرورا بالإمبراطورية الرومانية ووصولا إلى الغزو العربي والإمبريالي والتبعية الرأسمالية، لكون الأنظمة السياسية والاقتصادية تموت وتقوم مقامها أخرى وفق قانون الصراع بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج، الذي لا يسري على تطور اللغة التي يساهم جميع أفراد المجتمع في بنائها عبر التاريخ الطويل لكون الاستعمار لا ربح له في هدم لغة وبناء لغة جديدة، إلا أنه يعمل على بسط سيطرة ثقافته الاستعمارية ليس بلغته فقط بل باستعمال لغة البلد التي استعمره أيضا، وكل هم الاستعمار هو استغلال المنتجين من عمال وفلاحين ومأجورين لتنمية الرأسمال وسيطرته على الحياة المادية للشعوب، وليست هناك لغة ذات بعد طبقي تحظى بامتياز كما يدعي هؤلاء الأساتذة الذين يهللون لسيطرة اللغة الأنغلوسكسونية فاللغة الصينية اليوم لغة استعمار. وبالرجوع إلى أعمال ابن خلدون حول الحركة الاجتماعية بالمغرب/تونس، الجزائر، مراكش في العصر الوسيط، نجد أن اللغة العربية ذات شأن في شمال أفريقيا لكونها لغة التجارة التي ازدهرت بعد قيام الدولة الإقطاعية بالأندلس، التي أثرت على الحركة الاجتماعية بالمغرب/تونس، الجزائر، مراكش والمتسمة بتقوية أشكال العلاقات الإقطاعية وبروز مقدمات الدولة الإقطاعية، بعد نشوء أرستقراطية أمازيغية وعربية إقطاعية كطبقة حاكمة في مجموعات مستقلة من دول الخلفاء تمت مواجهتها من طرف الثورات المسيحية المناهضة للإقطاع، غير أن هذه الثورات لم تستطع تحقيق السيادة الكاملة على الملكية العقارية بعد انهزامها أمام الأرستقراطية، التي فرضت سيطرتها على الأرض كملكية عقارية وفرضت الجباية الضريبية عن طريق استغلال الفلاحين من أجل بناء حكومة مركزية. وفي حوالي منتصف القرن 11 طرأت تحولات سياسية هامة على شمال أفريقيا بعدما هاجم العرب الرحل كل من تونس والجزائر، وهم قبائل بنو هلال وبنو سليم الذين يقول عنهم ابن خلدون : " انقضوا على إفريقية/ تونس كالجراد، يزعجون الحكومة، ويخربون القرى، ويقطعون الطرق". وبقيت الأرستقراطية الإقطاعية الأمازيغية عاجزة عن التصدي لهذه القبائل الغازية رغم أن منطقة شمال أفريقيا تعتبر من بين المناطق الأكثر ثراء في العالم، وذلك نتيجة استغلال فائض المحصول الزراعي مما ساهم في تنمية الاقتصاد وبالتالي تركيز الاستقلال السياسي عن طريق التصدير وتطوير الإنتاج الزراعي، مما فرض التكافؤ والعدالة في التبادل التجاري بين المغرب وبين البلدان الشرقية، وتطور نظام الري الذي ساهم في توفير الزيتون كأهم محصول زراعي قابل للتجارة باعتبار زيت الزيتون طاقة العصر، إلى جانب قصب السكر والنيلة والحرير وتطورت صناعة النسيج والخزف والمصنوعات المرجانية، ولعبت الموانئ التونسية دورا هاما في تنشيط التجارة الخارجية مع إسبانيا وإيطاليا ومصر وأفريقيا، مما ساهم في بناء الأساس الاقتصادي للدول العظمى الأمازيغية (المرابطون والموحدون والمرينيون والسعديون) التي تطورت إلى الشكل الجديد للإقطاع المباشر . واستولت على السلطة "المنظمة الحربية للمرابطين" بتأييد من قبائل صنهاجة الملثمين وأقامت دولة المرابطين الإقطاعية، وتمت السيطرة على المناطق الجبلية العالية والمناطق المأهولة بقبائل مصمودة وانتشر الإقطاع في جميع مناطق البلاد، وفي النصف الأول من القرن 12 نشب التناحر بين دولة المرابطين بعد الهزيمة العسكرية في إسبانيا مما أدى إلى ثورة قبائل مصمودة وسقوط الدولة المرابطية، وكانت هذه الثورة ذات طابع مضاد للإقطاع ولكن شيوخ الموحدين الذين قادوا هذه الثورة لم يعملوا إلا على بناء دول إقطاعية جديدة على الرغم من أنهم بنوا تنظيما عسكريا وإداريا متطورا، لكون القوى المنتجة الجديدة لم تتطور بعد إلى مستوى إلغاء علاقات الإنتاج الإقطاعية نتيجة سيطرة الرأسمال التجاري على السوق التجارية العالمية وعدم تطور الصناعة . وعمل الموحدون على القضاء على غارات العرب البدو الرحل وساد الأمن نسبيا مما جعلهم يقومون ببعض الإجراءات السياسية والاقتصادية دون القضاء على الأساس الإقطاعي للدولة، الشيء الذي ساهم في تطوير القوى المنتجة عبر تطوير نظام الري والصناعة وتداول السلع في الأسواق الداخلية وتوحيد العملة، وفي هذه الفترة التاريخية عرف شمال إفريقيا هجرة العرب الأندلسيين فرارا من الحروب مما ساهم في تطوير الصناعية والزراعة بفضل الاستفادة من مهارات النازحين الأندلسيين، والذين نقلوا الأشكال المنتظمة للعلاقات التجارية الأوربية مما ساعد على عقد المعاهدات مع مدن حوض البحر البيض المتوسط، وخاصة مع البيزنطيين الذين عقدوا مع الدولة الإقطاعية اتفاقية تؤمن تجارتهم وممتلكاتهم بالمغرب، وأقاموا مناطق تجارية دائمة في تونس والتي انتشرت في باقي المدن الساحلية لشمال إفريقيا، وأقيمت مراكز تجارية وفنادق وقنصليات ودوائر مصرفية ونشأت بين الأوربيين والأمازيغ مبادلات تجارية ضخمة التي عمل الموحدون على تشجيعها . وعرف المغرب نهضة ثقافية حيث تطورت العلوم الطبيعية والعلوم الدقيقة وخاصة الطب والرياضيات والفلك في علاقتها بتطور الفلسفة بالشرق، وتم تركيز الإسلام باعتباره أيديولوجية الدولة الإقطاعية وازدادت الأمية والتعصب وتهميش الأمازيغية، وقامت الثورات الأمازيغية ضد سياسات الإقطاع التي تم قهرها بتنظيم حروب انتصرت فيها الحكومات الإقطاعية التي عملت على استغلال الفلاحين من أجل مزيد من الربح لصالح الأرستقراطية الإقطاعية . ولتركيز الحكومة المركزية بدأ النظام العسكري الإقطاعي يهب منحا وإقطاعيات لأعوانه، وهي عبارة عن الحق في الجزء من دخل الأرض الممنوح للفلاحين مقابل القيام بوظيفة رسمية، وإلى جانب كبار وصغار شيوخ الموحدين وموظفي الدولة فإن الإقطاع كان يعطى لشيوخ قبائل العرب الهلالية مما ساهم في تحول الأرستقراطية القبلية إلى إقطاع، ومع تنامي الإقطاع ظهر الاتجاه إلى الحكم الذاتي لشيوخ القبائل مما ساهم في ضعف الدولة المركزية الإقطاعية، وانتشرت دول الحكم الذاتي التي يسيطر عليها شيوخ القبائل الأمازيغية التي تمارس ضغوطاتها على السلطة المركزية لأرستوقراطية المدينة، ومع الهزيمة العسكرية للدولة الإقطاعية في لاس نفاس دي تولوز تدهورت الحكومة المركزية، وبالإضافة إلى فقدانها للأساس الاقتصادي الموحد نتيجة انتشار الحكم الذاتي، فقد بدأت الإمارات في الانشقاق عن الحكومة المركزية ونشبت الحروب الداخلية، وساعد ضعف العلاقات بين الإمارات في توحيد مناطق البلاد الشاسعة سياسيا ونشأت ثلاث مناطق :
ـ إفريقية ومركزها تونس تحكمها الدولة الحفصية. ـ المغرب الأوسط ومركزه تلمسان تحكمها الدولة الزيانية . ـ المغرب الأقصى ومركزه فاس تحكمها الدولة المرينية .
وتعتبر تونس من أكثر هذه المناطق تقدما من الناحية الاقتصادية إلا أنها تعاني من طغيان الطبقات الإقطاعية بالمغرب الأقصى ونفس الشيء بالنسبة لتلمسان بالجزائر، ولم يستطع الموحدون توحيد بلاد المغرب/تونس، الجزائر، مراكش ونشأت الأقطار الثلاث الأساسية بعد سقوط الدولة الموحدية، وقامت في جنوب المغرب إحدى القبائل الأمازيغية/بنو مرين ضد الموحدين بعد نصف قرن من المقاومة ضد الإقطاع، واستولى شيوخ قبائل زناتة الأمازيغ على الحكم بفاس وتأسست دولة المرينيين، والتي عرفت الاستقرار السياسي والاقتصادي وظهرت أشكال الملكية الإقطاعية للأراضي مع أشكال الاستغلال الإقطاعي التي تطورت فيما بعد إلى ثلاثة أشكال أساسية وهي:
ـ أراضي بيت المال . ـ أراضي الملك/الملكية الخاصة القابلة للوراثة . ـ أراضي الأوقاف .
عرفت الدولة الإقطاعية بشمال أفريقيا أوج تطورها سياسيا واقتصاديا بفضل التطور الزراعة والصناعة وازدهار التبادل التجاري مع الأوربيين، وكان للنهضة الاقتصادية بأوروبا تأثير كبير في التطور الاقتصادي في شمال إفريقيا، في مرحلة نشوء الرأسمال الصناعي عبر بروز بعض المراكز التجارية والصناعية في إيطاليا، وساهم المغرب/تونس، الجزائر، مراكش في تطوير السوق التجارية العالمية ونشطت التجارة بين الأوربيين والأمازيغ، وذلك عن طريق صناعة المنسوجات كأساس للصناعة الرأسمالية بإيطاليا وتعتبر شركة "باردي" المالية التجارية أكثر الشركات الإيطالية ثراء بفضل الصوف المستورد من شمال إفريقيا، وتعتبر تجارة الذهب من بين العوامل الأساسية في ازدهار الاقتصاد في عصر الدولة الإقطاعية المرينية الشيء الذي ساهم في الاستقرار السياسي مما دفع الحكومة المركزية بفاس إلى محاولة توحيد بلدان المغرب . وكانت تارودانت المركز السياسي والاقتصادي والثقافي لانطلاق ثورات الأمازيغ منذ تأسيس الدولة الإقطاعية المرابطية، وتبوأت مكانة هامة من بين العواصم التاريخية للدول العظمى للأمازيغ في عصر المرابطين والموحدين، المرينيين والسعديين، باعتبارها من المراكز الأساسية للطرق التجارية من الشمال إلى الجنوب في اتجاه السودان المصدر الأساسي للذهب كمورد أساسي لبناء الاقتصاد إلى جانب الزراعة و الصناعة، مما ساهم في تنمية الرأسمال التجاري في حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا غرابة أن تكون إيطاليا هي العمود الفقري لتطور الرأسمال التجاري العالمي الذي مهد لبروز الرأسمال الصناعي باعتبارها الوريث الشرعي للأمبراطورية الرومانية، وتكون تونس أكثر الدول المغاربية تقدما باعتبارها الوريث الشرعي للحضارة القرطاجية، ورغم وجود التفاوت الاقتصادي بين إيطاليا وأفريقيا الشمالية إلا أن الدول المغاربية كانت مستقلة سياسيا، على الرغم من محاولات إسبانيا و البرتغال الاستيلاء عليها بعد سقوط الإمارات العربية بالأندلسية . ونتج عن التخلف الصناعي بشمال أفريقيا تكثيف استغلال الإقطاع للفلاحين من أجل مزيد من الإنتاج الزراعي الموجه للتصدير، وانجذبت بلدان المغرب إلى التجارة العالمية المتطورة بفضل تطور المدن الساحلية لشمال إفريقيا، وتشكلت أرستقراطية مدنية من طبقة النبلاء تحالفت مع التجار من أجل استغلال الفلاحين، وبرز الكومبرادور الذي لم يستطع التحول إلى طبقة بورجوازية لكونه مرتبطا بالإقطاع والاستغلال الإقطاعي للفلاحين، ونما الصراع بين المدينة والبادية بعد بروز الحكم الذاتي لشيوخ القبائل في مواجهة سلطة الأروستقراطية بالمدن، وعمل النبلاء على الحد من جبروت الأرستقراطية القبلية الحربية التي تهدد السلطة المركزية عبر تغلغل ممثلي النبلاء في الحكومات المركزية، وسيطر الأندلسيون الهاربون من الحروب بالأندلس على النقابات المهنية والتجارية بالمدن نظرا لمكانتهم الثقافية، وتشكلت الأرستقراطية الأندلسية المثقفة بالمدن واستولت على جل الوظائف الحكومية وتحكمت في التجارة واستأجرت الأراضي، واستطاعت الأروستقراطية القبلية خنق الحكومات المركزية للموحدين مما أدى إلى سقوط السلطة المركزية وتأسيس الدولة السعدية ذات الأسس الإقطاعية. وكان لانتصار السعديين في معركة واد المخازن دور هام في الاستقرار السياسي بمراكش بعد الحد من تهديدات الدولة العثمانية التي سيطرت على تونس، الجزائر، واستمر الصراع على السلطة بعد سقوط الدولة الإقطاعية السعدية ونشأة الدولة العلوية التي عرفت تصاعدا هائلا لثورات الأمازيغ على السلطة المركزية، وكان للصراعات السياسية بين الأروستقراطية بالمدن وأروستقراطية شيوخ القبائل أثر كبير في عرقلة تطور القوى المنتجة بشمال أفريقيا، الشيء الذي حال دون تطور الصناعة والبحث العلمي ليستمر نمط الإنتاج الإقطاعي سائدا، في الوقت الذي حاولت إسبانيا والبرتغال السيطرة على السواحل المغربية بعد سقوط دولة الإمارات العربية بالأندلس.
مرحلة بناء دولة القبيلة الحديثة
وبعد الثورة الفرنسية برزت فرنسا كقوة إمبريالية واستعمرت الجزائر في طريقها إلى استعمار شمال أفريقيا وتقسيم باقي البلدان الأفريقية مع الإمبرياليات الأوربية، بعد سيطرة الرأسمال الصناعي على الرأسمال التجاري في السوق التجار العالمية وبروز المزاحمة الحرة وانهيار السلطة المركزية بالمغرب، ولم يتم حسم هذا الصراع نسبيا لصالح النظام القائم إلا بتحالف الإقطاع والكومبرادور والاستعمار المباشر خلال القرن الماضي، وواجه الفلاحون الإمبريالية الفرنسية والإسبانية بعد تأسيس دولة مستقلة حديثة ذات مقومات سياسية واقتصادية وعسكرية متطورة من 1921 إلى 1926، مما أزعج تحالف الإمبرياليات وأرستقراطية النبلاء بالمغرب التي هاجمت القبائل الأمازيغية بالريف بشتى أنواع الأسلحة الفتاكة بما فيها الكيمياوية، وتم القضاء على جمهورية الريف التي بناها الأمازيغ بعد أن انهيار الدولة المركزية لأرستقراطية النبلاء بالمدن مما فتح الباب أمام الاستعمار المباشر، واستمرت مقاومة الفلاحين بالأطلس المتوسط والكبير والصغير لأزيد من ثلاثة عقود من القرن 20 إلى حين سقوط جبل صغرو في 1934، وكان للقضاء المبكر على ثورة أحمد الهيبة بسوس في 1913 أثر كبير في عرقلة بناء وحدة المقاومة بين الأطلس والريف رغم دعوات محمد بن عبد الكريم الخطابي، مما سهل بناء تحالف الاستعمار والإقطاع والكومبرادور من أجل القضاء على المقاومة وإعادة بناء الدولة المركزية على أسس رأسمالية تبعية، وسيطر الإقطاع والكومبرادور على السلطة بعد مؤامرة إيكس لبان في 1956 خدمة للرأسمال المركزي . كان للصراع حول السلطة بين الأروستقراطية القبلية والمدنية/بين سلطة الحكم الذاتي لقبائل الأمازيغ والسلطة المركزية أثر كبير في سقوط المغرب في نزاعات اجتماعية دائمة، مما أدى إلى سقوط الدولة السعدية وقيام الدولة العلوية في القرن 17 والتي عاشت على أنقاض الثورات الأمازيعية الدائمة كان آخرها ثورة بوحمرة بالريف، واستمرت مواجهة هذه الثورات من طرف السلطة المركزية بمكناس لأزيد من نصف قرن، عرفت البوادي استقلالا نسبيا عن السلطة المركزية في ظل الحكم الذاتي لأرستوقراطية شيوخ القبائل الأمازيغية في اتجاه إعادة بناء الدولة السعدية، وعلى المستوى الثقافي نشأ صراع كبير بين علماء الأمازيغ بالجنوب المتشبثين بالدولة السعدية وعلماء فاس الموالين للدولة المركزية بمكناس في ظل سيطرة أروستقراطية النبلاء بالمدينة في اتجاه بناء الدولة العلوية، وتعتبر مناطق سوس الركيزة الأساسية للثورات على السلطة المركزية إلى ما قبل الاستعمار المباشر، ولم تتم سيادة السلطة المركزية إلا بعد سيطرة الإمبريالية على الدولة بتحالف مع أروستوقراطية النبلاء بالمدن وأروستقراطية شيوخ القبائل الموالين لها، وكانت القبيلة الركيزة الأساسية بالبوادي في مواجهة سيطرة الاستعمار والنبلاء بالمدن على السلطة المركزية بعد القضاء على مقاومة الفلاحين. وقبل الاستعمار المباشر عرفت القبائل صراعات وحروبا فيما بينها حول الحدود والأراضي الرعوية الجماعية والسيطرة على السلطة، وعرفت تضامنا وتعاونا ضد العدو المشترك وتعتبر تجربة الريف أثناء التصدي للإمبريالية أروع مثال على تضامن القبائل الأمازيغية، حيث استطاع محمد بن عبد الكريم الخطابي توحيد قبائل الريف ضد الاستعمار إلى حد بناء دولة حديثة، وعرف الجنوب تطور التضامن بين القبائل إلى مستوى بناء تحالفات القبائل ذات أبعاد سياسية شكل فيها حلفي "تاحكات" و"تاكوزولت" نموذجا حيا لشبه حزبين سياسيين متصارعين، وتتم السيطرة على سلطة الحكم الذاتي من طرف القبيلة القوية التي تخضع لها جميع القبائل المتصارعة، وتكن الولاء لسلطة شيخ القبيلة الذي يملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتطور التحالف بين القبائل إلى حد إسقاط وبناء دول أمازيغية عظمى وامتداداتها. وشكلت الزوايا في مرحلة متقدمة القوة الثانية بعد القبائل التي عملت على تأسيس هذه الزوايا وتمويلها بهدف نشر اللغة والثقافة العربية الإسلامية وسن القوانين والتشريعات، وكان شيوخ الزوايا خاضعين للسلطة السياسية لشيخ القبيلة المسيطرة على سلطة الحكم الذاتي ويسخرهم أيديولوجيا لبسط سيطرته على جميع القبائل واستغلالها ضد الأعداء، وتقام المواسم السنوية على أضرحتهم خدمة للدعوات الدينية والمذهبية والسياسية ومناسبة لإقامة أسواق تجارية لتداول المنتوجات الزراعية والحرفية والتبادل التجاري بين البوادي والمدن، وخير دليل على سلطة القبيلة على الزاويا سيطرة الشيخ محند أعبد الله في نهاية القرن 19 على جزء كبير من أراضي زاوية تكركوست وفرض جزية بنسبة 20% من محاصيلها الزراعية لدعم سلطته لإخضاع قبائل سكتانة، وطرد شيخ الزاوية وعين أحد أعوانه شيخا جديدا على رأسها والذي بسط سيطرته على الفلاحين التابعين للزاوية، ولم يتم القضاء على شيخ سكتانة إلا بعد تحالف الاستعمار والإقطاعي الكلاوي وإخضاع سكتانة للسلطة المركزية بمراكش . وشكلت المدارس العتيقة الموازية للزوايا مركزا هاما لنشر الثقافة العربية الإسلامية بعد تأسيس أول مدرسة بالجنوب في القرن الخامس الهجري مما ساهم في تهميش اللغة الأمازيغية، وكان شيوخ القبائل يولونها اهتماما خاصا لما لها من دور أيديولوجي في دعم سلطتهم السياسية والاقتصادية، ويتم استغلال أئمة المساجد الذين بهذه المدارس وتعيينهم قضاة للسيطرة على أراضي الفلاحين وتحول هؤلاء القضاة وأعوانهم إلى أروستقراطية مثقفة، وقد جمع محمد الروداني بسكتانة وهو قاضي الكلاوي ثروة هائلة في وقت وجيز لم يتجاوز 15 سنة من ممارسة القضاء هو ومن معه من الأعوان، وكان الكلاوي يعفي أئمة وطلبة المدارس من الجزية المفروضة على الفلاحين، ولعبت هذه المدارس دورا هاما في التوثيق من خلال تحرير العقود وكتابة التاريخ والمعاهدات بين القبائل ورسوم الأراضي الجماعية، وساهمت مكتبات هذه المدارس المحتوية على جميع أصناف الكتب في شتى المجالات على نشر اللغة و الثقافة العربية. وكانت الأراضي والغابات والمراعي ملكية للقبائل ويتم استغلالها بشكل جماعي وعمل الفلاحون على تسميتها وتحديدها وإضفاء صفة الملكية الجماعية عليها بواسطة الوثائق المكتوبة، وهذه العقود متوفرة إلى حد الساعة لدى ممثلي الجماعات السلالية وأحفادها ولدى الأرستوقراطية الإقطاعية بالقبائل والزوايا، وشكل العمل التضامني "تيويزي" الركيزة الأساسية في القبيلة والذي يعتبر أسلوب الاستغلال الجماعي لهذه الأراضي، سواء أثناء الحرث أو الحصاد وجمع المحاصيل الزراعية وتخزينها بمجمعات "إكودار"، وتم تحويل ملكية بعض الأراضي الجماعية إلى ملكية خاصة للأروستقراطية القبلية بعد بناء الدولة واستغلال الفلاحين، وتشكلت الملكية الإقطاعية وبرز الرق واستعباد الفلاحين الذين يكدحون بالأراضي التي استولت عليها أروستقراطية شيوخ القبائل والزوايا والقضاة وأعوانهم، وبرزت الملكية الفردية لبعض الأراضي المسقية وتربية المواشي وبناء المساكن والورشات الحرفية، ويتم فرض جزية على الفلاحين والحرفيين من طرف السلطة المركزية لدعم بيت المال . وتم استغلال المدارس العتيقة لكتابة العقود ورسوم الممتلكات الجماعية والفردية وعقد المعاهدات بين القبائل وتدوين الأحداث، وكانت الزوايا والمدارس العتيقة تحظى باهتمام القبائل التي تمنحها أراضي الوقف لتأمين مواردها الاقتصادية التي يسيطر عليها شيوخ الزوايا، والتي تم تحويل ملكية بعضها إلى ملكية خاصة لهؤلاء الشيوخ وعائلاتهم وملكية جلها إلى ملكية وزارة الأوقاف بعد الاستقلال الشكلي. وشكل الحرفيون الذين يملكون ورشاتهم الخاصة طبقة هامة في القبيلة خاصة بعد استغلال المعادن واكتشاف البارود، وتطورت صناعة الأسلحة والحلي والأواني الفضية والذهبية التي ملأت قصور الأروستقراطية القبلية والنبلاء، إلى جانب الأواني الخزفية التي يستعملها الفلاحون مما يجسد الفوارق الطبقية بين الفلاحين والأروستقراطية، بالإضافة إلى صناعة وسائل الإنتاج الزراعة والعمران وتصنيع الحبوب والزيتون وتسويقها مما ساهم في بروز الأنوية الأولى للطبقة العاملة بعد استغلال المناجم و صناعة السكر، وبعد سقوط الدولة السعدية دخلت القبائل في صراع دائم ضد السلطة المركزية بمكناس مما ساهم في تركيز مفهوم الحكم الذاتي للقبائل، وظهرت طبقة الجيوش الإقطاعية الدعامة الأساسية للدولة المركزية التي شكلت قبائل بنو هلال العربية والعبيد الأفارقة ركيزتها الأساسية ضد دول الحكم الذاتي لقبائل الأمازيغ، الشيء الذي عرقل تطور الصناعة وبروز الطبقة العاملة والبورجوازية بالمدن نتيجة طغيان نمط الإنتاج ما قبل ـ الرأسمال على الدولة، وشكلت تجارة فائض المنتوجات الزراعي والحرفية نشاطا هاما مما ساهم في بروز طبقة البرجوازية التجارية بعد توحيد العملة في عهد الموحدين، وشيوع النقد كوسيلة للتبادل التجاري بعد استغلال المعادن الثمينة كالفضة والذهب وسك العملة، واتخاذها وسيلة لفرض الجزية على سلطة الحكم الذاتي من طرف السلطة المركزية بتحالف بين الإقطاع والبرجوازية التجارية ودعم الإمبريالية . إن سيطرة الأروستقراطية على بعض الأرضي وسيادة الملكية الجماعية لجل الأراضي خاصة منها البورية و الغابوية هي السائدة قبل الاستعمار المباشر، ويتم تحديد المكانة الاجتماعية للفرد حسب موقعه الطبقي في علاقته بالأروستقراطية بالمدينة والقبيلة والزاوية ودرجة الملكية العائلية للأرض والحرفة والثقافة والعرق، وبرزت ثلاث طبقات أساسية وهي الأروستقراطية القبلية والمدنية المرتبطة بالسلطة والمسيطرة على الأراضي الخصبة خاصة المسقية والكومبرادور المرتبط بالسوق التجارية العالمية والفلاحون بجميع فئاتهم والمرتبطون بالأرض وباقي الحرفيين المرتبطين بخدمة هذه الطبقات، وكان لطغيان السلطة المركزية وحاجتها إلى الدعم المالي لبسط سلطتها أثر كبير على طغيان سلطة الحكم الذاتي لفرض الجزية على الفلاحين والحرفيين، مما ساهم في تنامي الإقطاع والفوارق الطبقية والاجتماعية خاصة بعد السيطرة على بعض الأراضي الجماعية واكتشاف المعادن واستغلالها وسك العملة، ولعب اكتشاف البارود دورا هاما في تحول حياة الأمازيغ خاصة بعد غزو السودان واستعباد الأفارقة لخدمة الأرض والسلطة و شيوع تجارة العبيد، وبقي دور الأروستقراطية القبلية حاسما في الحد من سلطة الأروستقراطية المدنية في صراع دائم بين سلطة الحكم الذاتي والسلطة المركزية، ولعبت الزوايا والمدارس العتيقة بما تملكه من سلطة ثقافية دورا أساسيا في الحد من سلطة الأروستقراطية القبلية والمدنية، وسيطرت أروستقراطية الزوايا على بعض أراضي الوقف مما ساهم في تركيز الإقطاع بعد تحويل ممتلكات الزوايا إلى ملكية خاصة يتم توريثها بين أفراد عائلاتهم . وفي ظل انهيار السلطة المركزية في أوائل القرن 20 تحالفت الإمبريالية مع أروستقراطية النبلاء بالمدينة لفرض الاستعمار على المغرب وتقسيمه بين الإمبرياليتين الفرنسية والإسبانية، وتمت مواجهة الاستعمار بالجنوب بثورة أحمد الهيبة التي تم القضاء عليها بمراكش و سيطر الاستعمار على الجنوب بتحالف مع الأروستقراطية القبلية بقيادة الكلاوي والكندافي، وقامت ثورتي الجنوب والريف لمواجهة الاستعمار، وقام محمد بن عبد الكريم الخطابي بتوحيد القبائل ضد الاستعمار الإسباني وربح الحرب ضده وأقام جمهورية الريف، التي تم القضاء عليها بتحالف بين الإمبرياليتين الفرنسية والإسبانية، وفتح الطريق أمام سيطرة الاستعمار المباشر بعد عقد التحالف بين الاستعمار والأروستقراطية القبلية، من أجل تقييم السلطة لفرض الاستعمار على باقي أراضي الفلاحين والمناجم بالبوادي بعد السيطرة على المدن، مما ساهم في بروز طبقة عاملة بالمدن والبوادي في الضيعات ومعامل التلفيف والمناجم والمعامل و المصانع والموانئ. وعمل الاستعمار المباشر على تركيز سلطته بالدار البيضاء وباقي المدن الساحلية والداخلية وشق الطرق والسكك الحديدية وأسس المراكز الإدارية بالبوادي، أولا من أجل بسطة سيطرته وبلورة مفهوم الضبط الاجتماعي للتحكم في الحركة العمالية التي بدأت في البروز بالمعامل والمصانع والمناجم والضيعات، وثانيا من أجل مراقبة المؤسسات الفلاحية والصناعية التي أقامها على أراضي الفلاحين وسير استغلال المناجم لضمان تنمية الرأسمال المركزي، ولخلق إجماع حول مشروعه الاستعماري أقام أوراشا لبناء الإدارة الاستعمارية ومرافق الموازية لها، مما ساهم في بروز حركة اجتماعية بهذه المراكز بعد خلق فرص الشغل و بالتالي ظهور طبقات اجتماعية تقيم في التجمعات السكنية الجديدة، وتتشكل هذه الطبقات من العمال المنجميين والعمال الزراعيين وخاصة المرأة والطفل والعمال في مجال البناء والتجار والحرفيين . ولتركيز البرجوازية التجارية أقام الاستعمار المباشر أسواق تجارية جديدة لترويج المنتوج الفلاحي غير قابل للتصدير إما بعدم الحاجة إليه أو نظرا لسوء جودته وترويج المواد الاستهلاكية المصنعة بالمدن، وعمل الاستعمار المباشر على دعم البرجوازية التجارية بمنحه امتيازات لبعض أعوان الإقطاع و التجار بالترخيص لهم بما يسمى "البون" لتجارة بعض المواد الأساسية كالسكر والشاي والقهوة والدخان والبنزين والكحول . وأنشأ الاستعمار المباشر أحياء سكنية حديثة راقية بالمدن وتحولت الأحياء العتيقة إلى تجمعات سكنية للطبقات الشعبية تراوح مكانها داخل أسوارها تعيش على أنقاض ذكرياتها التاريخية، وساد الانزواء والزهد بين مساجدها وأضرحتها المتعددة والتشبث بتراثها التاريخي والحضاري للثقافة العربية الإسلامية، ونشطت بها الحركة الحرفية والتجارية البسيطة وبالتالي استغلال الأراضي الفلاحية بالجنان المجاورة لها بعد تحويل العرائس بالمدينة إلى منتزهات الطبقة البورجوازية الناشئة، ونشط الاهتمام بالثقافة العربية بالمدارس العتيقة إلى جانب الثقافات الشعبية العربية والأمازيغية من طرف الحرفيين، وعرفت المآثر التاريخية بالمدن تهميشا ملحوظا بلغ حد تفويت بعضها للرأسماليين لاستغلالها في مشاريعهم الرأسمالية، وبقيت العائلات المنحدرة من أصول أروستقراطية مدنية و قبلية تعيش على أمجاد تاريخ المدن في ظل حصار تحالف الاستعمار والإقطاع والبرجوازية التجارية، وتحولت المدن العتيقة إلى مرتع للطبقة العاملة الصناعية والزراعية الرخيصة خاصة المرأة والطفل وانتشار الحرف والصناعة التقليدية. وكان للاستغلال الرأسمالي للمناجم والأراضي الجماعية أثر كبير على بروز الطبقة العاملة بالبوادي مما فتح المجال أمام مزيد من استغلال هذه الطبقة بعد توسيع مجال استغلال المناجم والأراضي وحاجة المعمرين لتصدير المعادن والمنتوجات الفلاحية، فوفد على المدن والمراكز الحضرية بالبوادي جماهير العمال والعاملات من هوامش المدن المغربية والبوادي للبحث عن العمل، مما فتح المجال أمام الباطرونا للتملص من تطبيق قوانين الشغل الفرنسية بعد وفرة الطبقة العاملة الرخيصة، وانتشر العمل الموسمي والمؤقت الذي يزكيه ظهير 1936 التي يمنع العمال المغاربة من الانتماء النقابي وظهير 1938 الذي يجرم الانتماء النقابي بالنسبة إلى الطبقة العاملة المغربية لمنع تطور الحركة العمالية، وهكذا تم تكبيل أيادي العمال والعاملات من طرف الاستعمار المباشر لتسخير الطبقة العاملة للرأسمال المركزي وبالتالي منعها من التنظيم . وتعرض الفلاحون إلى مزيد من الاستغلال البشع من طرف الاستعمار المباشر بعد مصادرة أراضيهم الجماعية عبر وضع قوانين لتسهيل الاستيلاء عليها خاصة قوانين التحفيظ والمياه والغابات والأراضي المخزنية، من أجل ضرب شرعية وثائق الملكية الجماعية للأراضي من طرف لفلاحين لطمس التاريخ العريق والمضمون الثقافي والتشريعي للثقافة الأمازيغية والعربية التي تبلورت عبر الصراع الطبقي بالمغرب، وبالتالي نشر ثقافة المستعمر بقوة القوانين المجحفة ونشر اللغة الفرنسية باعتبارها لغة السلطة السياسية والاقتصادية في ظل الاستثمار الرأسمالي الحديث لتفكيك الاستغلال الجماعي لأراضي الجماعية، وذلك من طبيعة النظام الرأسمالي باعتباره نظاما تناحريا لا يسود إلا على أنقاض استغلال الطبقة العاملة و الفلاحين لتنمية الرأسمال المركزي.
خاتمة
يشكل ما تم تناوله في هذا الموضوع أرضية تمت توسيعها عبر عدة مقالات وتسجيلات بالصوت والصورة حول الثورة بجنوب المغرب، التي شكلت إحدى ركائز التحرر الوطني بشمال ــ غرب إفريقيا ، المرتكزة على البنية السياسية، الاقتصادية والعسكرية لبناء وسقوط لدول الإمبراطورية بالمغرب، في علاقتها بثورة الشمال بالريف ومقاومة الاستعمار بثغور الأطلس، التي قادها الأمازيغ سياسيا وعسكريا، واستمراريتهما في المرحلة الثانية من المقاومة الحديثة عبر بروز تنظيمات عسكرية، سياسية ونقابية، ودورها في بروز اليسار كقوة سياسية وعسكرية بالجنوب والشمال والمدن الكبرى، مما يتطلب المزيد من الدراسة والتحليل للثورة في مرحلة القرن 20، التي تشكل مرحلة مفصلية في امتدادات مقاومة الأمازيغ وإخفاقاتها.
المراجع : ـ جوزيف ستالين - حول الماركسية في علم اللغة. ـ كتاب العمران البشري في مقدة ابن خلدون : د. سيفيلانا باتسييفا ترجمة رضوان ابراهيم. ـ كتابات المختار السوسي حول الزوايا والمدارس العتيقة والمكتبات، المعسول ورحلة جزولة.
#امال_الحسين (هاشتاغ)
Lahoucine_Amal#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فشل الفكر العربي القومي ونشر الخرافة العلمية
-
وهل تنطوي أكاذيب الإمبريالية على الماركسيين اللينينيين..؟
-
جبال الأطلس بالمغرب باطنها كنوز سطحها تفقير..!؟
-
عن معضلة الطريق الثوري في ظل أزمة اليسار الماركسي
-
من وراء طرح الصراع الأمازيغي الإسلاموي..؟
-
رسالة إلى الصديق منعم المساوي
-
ضد خرافة كوكب الصين
-
ما مصير المفاعلات النووية الإيرانية بعد الاتفاق عمان..؟
-
العالم في حاجة ماسة إلى ستالين
-
تجاوزات المحاكم والنيابة العامة في حق الفلاحين الفقراء بالمغ
...
-
عن سياسات ترمب التخريبية وأحلامه المزعجة
-
تهديدات ترمب بالحرب على إيران لن ينفدها
-
البتي برجوازي واختزال النظرية انتهازيا
-
الفكر البتي برجوازي وإخفاقات الأجيال الثلاثة بالمغرب
-
عن الانتفاضات والبتي برجوازية في عصر الإمبريالية
-
سمفونية سقوط عروش العرب
-
كيف تسود فكر القاهر ويسيطر..؟
-
ماذا يربط بوتين بترمب..؟
-
إعلان السياسة الاستعمارية الجديدة
-
ماذا يفعل الأركيولوجيون بشمال غرب إفريقيا..؟
المزيد.....
-
مستشار أمريكي: نريد لسوريا الابتعاد عن الشيوعية وروسيا!
-
أوجلان بعد حلّ حزب العمال الكردستاني: أنا حزين لمقتل قياديين
...
-
أوجلان يرحّب بقرار حزبه حل نفسه وإلقاء السلاح
-
بالفيديو: هل يتصدر ’أوجلان’ المشهد السياسي في تركيا؟
-
مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي، باسم فريق التقد
...
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 12 مايو 2025
-
شاهد رد فعل أردوغان بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه
...
-
إيران ترحب بإعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه
-
لوفيغارو: ما الذي حصل عليه حزب العمال الكردستاني مقابل حله ن
...
-
إيران تعلّق على حلّ -حزب العمال الكردستاني-
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|