أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهله الدراجي - حياة لا تشبه الحياة














المزيد.....

حياة لا تشبه الحياة


نهله الدراجي
إعلاميه - كاتبة صحفيه -عراقية

(Nahla Al Darraji)


الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


من يرحم المواطن العراقي البسيط؟
ذلك المواطن الذي لم يطلب سوى أن يعيش كما يليق بإنسان، لا كما يُفرض على كائن مسحوق في وطنٍ يتنفس الغبار، ويأكل الوعود، ويشرب من صبرٍ بات مرًّا ثقيلاً على قلوب أنهكها الانتظار.
في وطنٍ يُقال عنه إنه غني، تُسرق ثرواته جهاراً نهاراً، بينما يغرق شعبه في فقرٍ مدقع. هنا، لا شيء يُشبه العدالة، ولا صوت يعلو فوق صرير أبواب الفساد المفتوحة على مصراعيها. فهل بقي في هذا الليل العراقي الطويل فجرٌ يُبشّر بإنصاف المظلومين؟ أم أن الصمت صار قدَرَ هذا الشعب إلى أمدٍ غير معلوم؟

المواطن البسيط هو الخاسر الوحيد في معادلة لا توازن فيها. وطنٌ يطفو على بحور من النفط، ويغرق شعبه في مستنقعات الحاجة واليأس. سنوات من الاحتلالات، والحكومات المتعاقبة، والتجارب السياسية التي لم تنجح سوى في تكريس الانقسام، وتعميق الجراح، جعلت من حياة المواطن العراقي مرآةً تعكس فشل السياسات في أبسط واجباتها.

سياسات متعاقبة، حكومات متبدلة، وعناوين براقة لم تغيّر شيئاً في حياة المواطن البسيط، بل ازدادت الأزمات تعقيداً، وارتفعت كلفة الصبر حتى بات الألم عادة.

المواطن العراقي تجده يواصل حياته بحذرٍ، لا لأنه يخشى الموت، بل لأنه تعب من حياةٍ لا تشبه الحياة. كهرباء تنقطع في ذروة الصيف، ماءٌ ملوث في أنابيب صدئة، مستشفيات بلا أدوية، ومدارس بلا مقاعد، وسماء بلا أمل. يتقاضى راتبه إن أتيح له، متأخراً، مثقلاً بالاستقطاع، وكأنه معاقب لأنه ما زال حيًّا....!
وتُدار البلاد وفق منطق الغنيمة، لا وفق مصلحة الشعب. ترتفع الشعارات في موسم الانتخابات، وتخفت فور انتهاء الفرز. يُقال للمواطن: صوّت، لكن لا يُقال له بعدها: شكراً. يُطلب منه الصبر، وهو الذي علّم العالم معنى الصبر.

المواطن العراقي، كل ما يريده هو كرامة تحفظ إنسانيته، ووطن يحتويه، وعدالة تساوي بينه وبين من يحكمه. يريد دولة تحترمه، يريد مسؤولاً يراه..

فيا من بيدكم القرار، هل تسمعون صوته حين يئنّ؟ هل تدركون حجم الخيبة التي زرعتموها في قلبه؟ الرحمة لا تكون في الخطب المليئة بالعواطف، بل في السياسات التي تنصف الفقراء، في القوانين التي تحمي الضعفاء، في الأفعال التي تعيد للوطن هيبته وللمواطن احترامه.
من يرحمنا ....؟

الرحمة لا تأتي من سلطة، بل من ضمير.
إن لم تكونوا قادرين على إنصاف هذا الشعب، فاتركوا مواقعكم لمن يملك قلباً لا يُساوم، ويداً لا تسرق، وضميراً لا ينام على وجع الناس.

فالعراق لا يحتاج إلى مزيد من الخطابات... بل إلى من يرحم إنسانه.



#نهله_الدراجي (هاشتاغ)       Nahla_Al_Darraji#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون الخصم قلبك
- رحلة العدالة
- حوار مع الذات
- التقوقع الفكري
- أَمَل رَغْم الألَم
- نعيش ويحيا الوطن
- الأفكار كالأسلحة
- كوني قوية
- الدوامة الثقافية
- بيت جدي وجدتي
- الكلمةُ نور
- شعب ترك وحيداً
- الحنين....
- الكلمة الحرة....
- القلم
- كتابي، قلمي، وفنجان القهوة ....
- هل يمكن أن يعم السلام في العالم..؟
- رحلة قطار العمر....
- روح الصمود....
- جيل الطيبين....


المزيد.....




- مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار بالضف ...
- إسرائيل.. الإفراج عن مستوطن قتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فا ...
- بيان المجلس الأعلى للثورة الثقافية استجابةً للرسالة الاسترات ...
- مستوطن يقتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فائز بأوسكار
- سواد القدور الخاوية يوثق في لوحات ظلام مجاعة غزة
- هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفي ...
- كيف أثّر فن وفكر زياد الرحباني في أجيال متعاقبة؟
- الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة -فرط صوتي ...
- تشييع الفنان اللبناني زياد الرحباني... وفيروز في وداعه
- (فيديو) في وداع الرحباني.. ماجدة الرومي تبكي عند أقدام فيروز ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهله الدراجي - حياة لا تشبه الحياة